الأحد، 5 يونيو 2011

الاتجاهات الحديثة في إدارة المؤسسات الإعلامية

::::روان الاخبــار:::

يستمد كتاب "الاتجاهات الحديثة في إدارة المؤسسات الإعلامية" أهميته ليس فقط من الموضوع الذي يطرقه، وهو الإدارة، ولكن أيضا من المجال الذي يدرس فيه هذه الإدارة ويرصدها، ألا وهو مجال الإعلام والمؤسسات الإعلامية.

"فالمشكلات التي تواجه مدير صحيفة أو محطة إذاعية أو تلفزيونية -حسب ما جاء في الكتاب نفسه- ليست مثل تلك المشكلات التي تواجه مدير مصنع إطارات أو مسير مزرعة"، أو غيرهما ممن يديرون مؤسسات أخرى لا تمشي في حقول الألغام التي غالبا ما تجدها المؤسسة الإعلامية أمامها.

-الكتاب: الاتجاهات الحديثة في إدارة المؤسسات الإعلامية -المؤلف: د. عبد الله عبد المؤمن التميمي
-عدد الصفحات: 487
-الناشر: دار الآفاق المشرقة, الشارقة, الإمارات العربية
-الطبعة: الأولى/2010

ويقول الدكتور ياس خضر البياتي، أستاذ الإعلام في كلية الإعلام والمعلومات والعلوم الإنسانية في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بالإمارات العربية، إن أهمية هذا الكتاب "تكمن في نقاط جوهرية أبرزها أنه محاولة جادة لتقديم ثقافة إدارية إعلامية للباحثين ورجال الإعلام وطلاب العلم بأسلوب مبسط دون أن يؤثر على رصانة الأفكار ومضمونها".

ويضيف أنه "محاولة علمية لرصد التطورات الكبيرة التي حدثت في علم الإدارة والتخطيط واستثمارها في المؤسسات الإعلامية لتطوير العملية الإعلامية وتحديثها".

مؤلف الكتاب هو الدكتور عبد الله عبد المؤمن التميمي, أكاديمي يمني مقيم في الإمارات العربية المتحدة، ويعمل أستاذا للإعلام في كلية المعلومات والإعلام بشبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا.

يستعرض الكاتب بشكل عام أنواع الإدارة وأساليبها وتاريخها، وتحدث عن الاتجاهات الحديثة في إدارة المؤسسات، وخص بالحديث أكثر الإدارة في المؤسسات الإعلامية وتطورها لما لها من خصوصيات تختلف عن باقي المؤسسات، كما تناول الفرق بين القيادة والإدارة واستعرض النظريات المختلفة لهذين المفهومين.

الحاجة للمرونة
ينقسم الكتاب إلى مقدمة وسبعة فصول وفي الفصل الأول يعرض المؤلف لإدارة المؤسسات الإعلامية من حيث المفهوم والأهمية، والتطورات التي لحقت بهذه المؤسسات وما صحبها من أخلاقيات، والمدارس والنظريات الإدارية.

ويعتبر الإدارة "عملية اجتماعية مستمرة لتحقيق أهداف محددة باستخدام الجهد البشري"، كما يعتبر أن "طبيعة العملية الإعلامية تفرض علاقة خاصة بين مؤسسات الإعلام وبين حكوماتها، وهو ما ينعكس على طريقة إدارة هذه المؤسسات وعلى تحديد أهدافها وأساليب تحقيقها.

"
مدير المؤسسة الإعلامية يحتاج -بالإضافة إلى ثقافة علمية إدارية واسعة- إلى أن يدرك طبيعة الرسالة الإعلامية وأهدافها ويعي مخاطرها ومآلاتها
"
ويرى الكاتب أن مهنة الإعلام "تحتاج إلى أكثر من مهارة في حل مشكلات المؤسسات الصحفية والإعلامية، وهذا لن يتأتى إلا من خلال التسلح بالعلم الإداري.

لكنه يستدرك قائلا إن العملية الإدارية في المؤسسات الإعلامية "ليست مجرد تسلح بقواعد العلم الإداري فحسب، بل إنها علاوة على ذلك تحتاج إلى مرونة في إصدار القرارات وسرعة اتخاذها، وحل المشكلات السريعة والمتلاحقة والمتداخلة بين الأقسام الإدارية والفنية والتحريرية في المؤسسة الصحفية".

ومن ثم يؤكد المؤلف أن "مدير المؤسسة الإعلامية يحتاج -بالإضافة إلى ثقافة علمية إدارية واسعة- إلى أن يدرك طبيعة الرسالة الإعلامية" وأهدافها ويعي مخاطرها ومآلاتها.

ويقسم الكتاب مستويات إدارة المؤسسات إلى إدارة عليا، ويطلق عليها أيضا "القمة الإدارية"، وهي التي ترسم وتحدد الأهداف الكبرى وتضع الإستراتيجيات العامة وتتخذ القرارات اللازمة لتحقيقها.

ثم إدارة وسطى تقوم بتنزيل السياسات والأهداف إلى مستويات إدارية أقل وترفع التقارير للإدارة العليا عن مستوى الصعوبات والعراقيل التي تواجه تنفيذ هذه السياسات والأهداف.

أما الإدارة السفلى أو الدنيا -وتسمى أيضا إدارة التشغيل أو الإدارة التنفيذية أو الإدارة الميدانية- فهي التي تشرف مباشرة على تنفيذ الأعمال وتنزيل السياسات على أرض الواقع.

الأهداف والجودة والشفافية
ويتناول الفصل الثاني من الكتاب الاتجاهات الحديثة في إدارة المؤسسات الإعلامية من خلال الإدارة بالأهداف، التي تعني إشراك جميع أفراد المؤسسة في تحديد أهدافها وفي العمل على تحقيقها، وهو ما يحقق مبدأ المشاركة والالتزام وتحمل المسؤولية، ويرفع الروح المعنوية لأفراد المؤسسة.

"
اعتماد البساطة والوضوح وإزالة العوائق البيروقراطية والروتينة في عمل المؤسسة، يؤدي إلى ترسيخ قيم التعاون وتضافر الجهود
"
ويتطرق الكتاب في الفصل نفسه أيضا إلى الإدارة بالجودة الشاملة، وهي نظام يهدف إلى تكامل أنشطة تطوير المنتج وإدامة جودته وتحسينه بما يؤدي لتحقيق أهداف المؤسسة ونيل رضا من يتعاملون معها، وهم في حالة المؤسسات الإعلامية جمهور متابعيها.

وبالإضافة إلى ذلك تحدث عن الإدارة الإلكترونية، التي تستفيد فيها المؤسسة من التقدم التقني وثورة المعلومات، التي أصبحت توفر ميزة الاتصال والمحادثة عن بعد، وتقلل كلفة العمل الإداري وترفع نسبة فاعليته.

كما تحدث الفصل نفسه عن الشفافية وأهميتها في الإدارة الحديثة، أي اعتماد البساطة والوضوح وإزالة العوائق البيروقراطية والروتينة في عمل المؤسسة، وهو ما يؤدي إلى ترسيخ قيم التعاون وتضافر الجهود.

الفصل الثالث يستعرض فيه المؤلف القيادة والإدارة في المؤسسات الإعلامية، ويحدد صفات القادة الإداريين الناجحين الذين يجب أن يديروا المؤسسات الإعلامية، كما يلقي هذا الفصل الضوء أيضا على أنواع القادة الإداريين وأهم النظريات القيادية المؤثرة في إدارة المؤسسات.

الوظائف الإدارية
وفي الفصل الرابع نجد حديثا مفصلا عن الوظائف الإدارية في المؤسسات الإعلامية، مثل التخطيط والتنظيم والرقابة واتخاذ القرار.

"
التخطيط الإعلامي منهج وأسلوب لتحقيق الاستخدام الأمثل لكافة الوسائل والموارد داخل المؤسسات الإعلامية من خلال الاستخدام الأمثل للتقدم التكنولوجي الكبير
"
وهكذا فالتخطيط الإعلامي -حسب الكتاب- "يشكل العصب الأساسي لعمل أي مؤسسة إعلامية في وقتنا الحاضر نظرا للتنافس الشديد الذي فرضه التطور التكنولوجي والمعلوماتي"، كما أنه "منهج وأسلوب لتحقيق الاستخدام الأمثل لكافة الوسائل والموارد داخل المؤسسات الإعلامية من خلال الاستخدام الأمثل للتقدم التكنولوجي الكبير.

أما التنظيم فهو "العمل الذي يؤديه المدير لإنشاء هيكل تنظيمي سليم ويفوض السلطات ويحدد المسؤوليات وينشئ علاقات العمل التي تسهل تحقيق الأهداف".

وقسم المؤلف أنماط التنظيم إلى "النمط الرأسي أو الهرمي، والنمط الوظيفي والنمط المشترك"، كما استعرض في كتابه نماذج تطبيقية للهيكل التنظيمي لمؤسسات إعلامية مثل قناة الجزيرة وصحيفة الخليج الإماراتية، وصحيفة الأهرام المصرية، ووكالة الأنباء الإماراتية ووكالة الأنباء السعودية والتلفزيون اليمني.

أما الرقابة على وسائل الإعلام فتعني -حسب ما جاء في مضمون الكتاب- ملاحظة ومراقبة مدى توافق مضمون وسيلة إعلامية معينة مع الضوابط والتشريعات الدستورية أو القانونية المعتمدة في دولة ما، "وهي وسيلة من وسائل قياس أداء المرؤوسين وتصحيح هذا الأداء بما يجنب المؤسسة الكثير من المشاكل والخسائر، ويمنع حدوث أي أخطاء أو اختلالات داخل المؤسسة".

ويفصل الكتاب في خطوات اتخاذ القرار في المؤسسات، حيث تبدأ بتحديد المشكلة ثم تحليلها فتحديد البدائل ثم اختيار البديل الأمثل ثم اتخاذ القرار ومتابعة تنفيذه.

الاتصال الإداري
الفصل الخامس يتحدث عن الاتصال الإداري داخل المؤسسات وأنظمة المعلومات الإدارية، ويلقي الضوء على عناصر الاتصال ومعوقاته وأهم أنظمة المعلومات الحديثة داخل المؤسسات.

ويقسم الاتصال إلى اتصال هابط ويقصد به التعليمات والقرارات التي تصدر عن الإدارة وتبلغ للعاملين في المؤسسة، ثم اتصال صاعد، ومعناه انسياب المعلومات من المستوى الأدنى إلى المستوى الأعلى في المؤسسة، ثم اتصال أفقي، وهو الذي يحدث بين العاملين في نفس المستوى الإداري.

"
الاتصال الإداري داخل المؤسسة ينقسم إلى اتصال هابط وآخر صاعد وثالث أفقي الذي يحدث بين العاملين في نفس المستوى الإداري
"

وفي الفصل السادس يدرس المؤلف الجانب الاقتصادي وعلاقته بالمؤسسات الإعلامية، والجوانب المتعلقة بمصادر التمويل داخل هذه المؤسسات، وأثر الركود الاقتصادي الحالي عليها.

أما في الفصل السابع -وهو الأخير- فيبحث الموارد البشرية وطرق تأهيلها في المؤسسات الإعلامية على ضوء الاتجاهات الحديثة في الإدارة بما يلبي متطلبات العصر الحديث، وتم فيه التركيز أيضا على التدريب الإعلامي وأهميته ومراحل العملية التدريبية داخل المؤسسات الإعلامية.
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق