::::روان الاخبــار::: الاتجاهــات العالميــة الحديثــة في بحــوث تصميــم مواقــع الصحــف الإلكترونيــة
المصدر:إعداد : أ.د شريف درويش أستاذ الصحافة كلية الإعلام-جامعة القاهرة
الاربعاء:Jan 4, 2012
بحث مقدم لمؤتمر " صحافة الإنترنت في العالم العربي:الواقع والتحديات " والمنعقد بجامعة الشارقة في الفترة من 22-24نوفمبر2005
اهتمت البحوث والأدبيات التي تنتمي لهذا المجال من مجالات الصحافة الإلكترونية بالإمكانات غير المحدودة لشبكة الوب في تصميم الجرائد الإلكترونية, والفروق بين التصميم لطباعي وتصميم الوب, وتتبع مسرى العين على شاشات الكمبيوتر عند مطالعة الجرائد الإلكترونية, وأهم الخصائص والسمات المميزة لعملية قراءة الصحف الإلكترونية على شبكة الإنترنت, والمعايير التي يجب الالتزام بها في التصميم الجيد لمواقع الوب, وتحليل التيبوغرافيا الرقمية وخاصة العناوين, وكيف أن تصميم مواقع الوب تؤثر على استرجاع الأخبار وإدراكها, وتأثيرات الوسائط المتعددة على تصميم الموقع ودورها في تحقيق الموقع للوظائف المنوطة به, وتأثيرات الفيديو وبرامج تصميم صفحات الوب في هذا الصدد, وتضمين التفاعلية في تصميم المواقع.
وفى إطار الدراسات والبحوث التي تم رصدها, نقوم في هذه الورقة باستعراض أهم الاتجاهات البحثية والنظرية والمنهجية, وقد راعينا أن تكون هذه الدراسات والأدبيات نتاجا لإسهامات مختلفة لمدارس بحثية متعددة سواء كانت أمريكية أو أوروبية أو آسيوية أو عربية وذلك في إطار تحليلي مقارن نستخلص منه اتجاهات البحوث في هذا المجال.
الوب أكثر التطورات دلالة منذ اختراع المطبعة:
** دراسة Andrew Haveland Robinson, 1998 التي تهدف للتعرف على تصميم مواقع الوب واستخدام لغة Hypertext Markup Language (HTML) في تخطيط وتصـميم مواقع الوب. وخلصت الدراسة إلى أن الوب تعد أكثر التطورات دلالة في التاريخ البشرى منذ اختراع المطبعة, حيث يتيح الوب إمكانات غير محدودة. وأكدت الدراسة أنه قبل استخدام لغة النص الفائق, فإنه يجب أن نأخذ في الحسبان عند تصميم الموقع اعتبارات عدة مثل: الهدف, الجمهور, المحتوى, التصميم, والتكنولوجيا, علما بأن كل هذه الاعتبارات يؤثر بعضها على البعض الآخر, مما يجعل تصميم موقع وب ناجح مهمة معقدة للغاية.
شكل الإصدارات الإلكترونية:
** مقال Rolf Ebeling, 2004 والذي يطرح أن الألفة مع تصميم موقع الوب يمكن أن تؤدى إلى زيارات متعددة للموقع, ويذكر أن مواقع المجلات على الوب magazine web sites بنيت على مفهـوم تم تطويره في الأيام الأولى للجمع الساخن: سلسلة من الأعمدة الرأسية تتيح أكبر مرونة ممكنة لإعادة التصميم بسرعة لملاحقة الأخبار المتغيرة. ويقول الكاتب إن هذا الأسلوب في التصميم استقر كمعيار لشكل الإصدارات الإلكترونية standard online format والمستخدم في مواقع وسائل الإعلام كافة, بما فيها الجرائد والخدمات الإخبارية التي تقدم طوال 24 ساعة. ويرى الكاتب أن الجانب الجمالي يعد محدودا في هذه الصيغة الإخراجية, ولكن الأهم في الوسيلة الجديدة هو السرعة في تحميل القصة الخبرية والكلفة المنخفضة. وينصح الكاتب باستخدام وسائل الربط اللطيفة niceties مثل المنحنيات, وتصميم الإطارات باستخدام جداول جذابة وأرضيات خفيفة أو باهتة.
الفروق بين التصميم الطباعي وتصميم الوب:
** دراسة Jackob Nielsen, 1999, والتي تعد دراسة غاية في الأهمية نظرة لشهرة صاحبها في تصميم الوب وهو ما يماثل شهرة ؛إدموند آرنولد Edmund Arnold في التصميم الطباعي, وسوف نستعرض هذه الدراسة بشيء من التفصيل نظرا لأهميتها. تهدف هذه الدراسة إلى التأسيس للفروق المهمة بين التصميم الطباعى وتصميم الوب. فالتصميم الطباعى Print design ذو بعدين 2-dimensional, ويعطى مزيدا من الانتباه للعملية الإخراجية layout. ويمكن للقارئ أن يقلب الصفحة, ولكن من النادر أن يقوم بالربط بين عدة صفحات فى أثناء عملية القراءة; فكل نظرة أو رؤية view تعد وحدة تصميم design unit ذات مقاس ثابت fixed size, وغالبا ما تستخدم مساحة كبيرة عند تصميم الجرائد أو الملصقات.
وعلى النقيض من ذلك, فإن تصميم الوب ذو بعد واحد, فصفحة الوب تعد بصفة جوهرية خبرة فى تحريك الصفحة على الشاشة scrolling experience, وهو ما يختلف تماما عن مفهوم المساحة الثابتة فى الصحيفة المطبوعة. ويعد الإخراج ثنائي الأبعاد ممكنا , ولكن ليس بالقدر الذي يمكن من خلاله خلق خبرة مخططة سلفا بالعلاقة الثابتة بين العناصر. وغالبا ما يبدأ المستخدمون في تحريك الصفحة على الشاشة قبل أن تظهر كل العناصر, كما يقوم المستخدمون بتحريك الصفحة بأساليب مختلفة من خلال خبرتهم في عملية القراءة.
وخلصت الدراسة إلى أن الفروق بين التصميم الطباعى وتصميم الوب تتمثل فيما يأتى:
الإبحار Navigation
إن البعد المتعلق بالإبحار في تصميم الوب ينبع من الإبحار عبر النص الفائق hypertext navigation, والذي يعد جوهر الوب; فالتحرك خلال النص هو كل ما يميز الوب. وعلى أية حال, فإن الإبحار يكون أكثر رسوخا في الذاكرة, ويؤدى إلى تأثير عاطفي أقوى من الرؤية.
وفى التصميم الطباعى, يتمثل الإبحار في عملية تقليب الصفحات التي تعتبر واجهة المستخدمة البسيطة للغاية ultra-simple user interface, والتي تعد أحد أهم مزايا الوسيلة المطبوعة. ولأن قلب الصفحة يعد محدودا للغاية, فإنه غالبا ما لا ينظر إليه على أنه عنصر من عناصر التصميم. وعلى النقيض من ذلك, فإن الإبحار عبر النص الفائق يعد مكونا رئيسا لتصميم الوب, وهو ما يتطلب اتخاذ قرارات مثل: مظهر الوصلات, كيف توضح هذه الوصلات أين يمكن أن يذهب المستخدمون وأين سوف تؤدى كل وصلة, الشكل المرئي للمكان الذي يرتاده المستخدم من الموقع, وبنية المعلومات information architecture.
وقت الاستجابة وقوة التبيين والمساحة:
إن التصميم الطباعي يفوق تصميم الوب فيما يتعلق بالسرعة والحروف الطباعية وجودة الصورة والمساحة المرئية, إلا أن هذه الاختلافات ليست جوهرية .
وخلال السنوات العشر القادمة أو ربما أكثر, سوف تظل الفروق قائمة بين التصميم الطباعى وتصميم الوب, وسوف يؤدى ذلك إلى وجود أوجه قصور في تصميم الوب: عدد أقل من العناصر الجرافيكية, مساحة أقل للعناصر الجرافيكية, نص أقصر طولا بسبب عدم الراحة في القراءة على الخط المباشر reading online, تيبوغرافيا أقل جودة لأننا لا نعلم أي أشكال الحرف fonts قام المستخدم بتركيبها على جهاز الكمبيوتر الذي يوجد لديه.
وحتى عندما نحصل على مكونات صلبة تتسم بالإتقان perfect hardware في خلال السنوات القادمة, فإنه سيكون لزاما علينا أن نحد من عدد الكلمات في الموضوع بحيث يكون قصيرا لأن المستخدمين لا يتحلون بالصبر على الخط المباشر, وهناك عديد من الاعتبارات التي تجعلهم يذهبون بعيدا عن شاشات الكمبيوتر.
الوسائط المتعددة والتفاعلية:
إن التصميم الطباعى يمكن أن يجذب القارئ بالعناصر المرئية ذات التأثير الكبير high-impact visualization, ولكن تصميم الوب يتفوق في النهاية بسبب مشاركة المستخدم في العملية الاتصالية, والتي أصبحت ممكنة من خلال عناصر التصميم غير الثابتة non-static design elements. ويمكن للوب أن يعرض صورا متحركة يتحكم المستخدم فيها, ويمكن أن يتيح للمستخدم معالجة العناصر التفاعلية. وفى المستقبل, سوف يتم استخدام قناة معينة يمكن من خلالها وضع طبقات متعددة من المعلومات overlay multiple layer of information.
يجب احترام الاختلافات بين التصميم الطباعي وتصميم الوب:
إن التصميم الطباعى الجيد ربما يصبح تصميما سيئا للوب, لأنه توجد اختلافات عديدة بين كلا الوسيلتين, لذا فإنه من الضروري أن نتبنى مداخل تصميم مختلفة للاستفادة من نقاط القوة في كل وسيلة مع العمل في الوقت نفسه على الحد من نقاط الضعف.
- إن التصميم الطباعى يقوم على أساس ترك أعين القراء تمر على المعلومات, والنظر بانتقائية للمعلومات والموضوعات, واستخدام التجاور المكاني لتقوم عناصر الصفحة بتفسير بعضها بعضا .
- يعمل تصميم الوب من خلال ترك أيدي المستخدمين تحرك المعلومات من خلال تحريك الشاشة scrolling أو الضغط على الفأرة clicking; ليتم التعبير عن العلاقات المعلوماتية كجزء من التفاعل وحركة المستخدم.
وباستخدام مكونات صلبة أفضل, فإن الاختلافات في المظهر والإخراج قد تتلاشى أو تتقلص إلى حد كبير. وفى الوقت نفسه, فإن البرمجيات الأقوى علاوة على الفهم الأفضل لعناصر المعلومات التفاعلية سوف يعملان على زيادة الاختلافات فيما يتعلق بالاتصال وتحكم المستخدم فيما يطالعه. إن تصميمات الوب الحالية تفاعلية بدرجة غير كافية, ويعد استخدامها للوسائط المتعددة فقيرا للغاية. ومن النادر أن نرى أية عناصر متحركة في تصميم الوب لها أي هدف سوى مضايقة المستخدم.
القراءة من شاشة مقابل القراءة من الصفحة المطبوعة:
** أجرى Gould et al., 1987 ست تجارب على تأثير المتغيرات المختلفة مثل الخبرة, شكل الحرف, علاقة الشكل بالأرضيـة, وأساليب العرض المختلفـة على سـرعة القـراءة reading speed مـن شاشة الكمبيوتر. وقد أوضحت النتائج التجريبية السابقة التي حصل عليها ؛جولد وآخرون من دراسة سابقـة. أنه لا يوجد متغير واحد مرتبط بالمهمة أو العرض أو المفردات التي تخضع للتجربة يمكن تحديده كسبب يفسر لماذا كانت سرعة القراءة أبطأ على شاشة الكمبيوتر مقارنة بالقراءة من الصفحة المطبوعة.
وقد أدى ذلك إلى تحرى إمكانية التفاعل بين المتغيرات والتأثيرات على جودة شكل كل حرف على حدة. وتم إجراء ست تجارب لتحديد إذا ما كانت توجد اختلافات في سرعة القراءة ما بين القراءة من الورق والقراءة من الشاشة. وأشارت نتائج هذه التجارب إلى أن القراءة من الورق كانت أسرع من القراءة من شاشة, ولكن الفروق كانت أقل من تلك المشار إليها في بحث .Gould et al. السابق. وتم تفسير هذه الفروق الطفيفة بأنها ترجع أساسا إلى تكنولوجيا العرض display technology المستخدمة في الدراستين. ويتضمن العرض العلاقة بين الشكل والأرضية (نص أسود على أرضية بيضاء أو نص أبيض مفرغ من أرضية سوداء), وشكل حروف النص, والفروق في شاشة العرض.
وقد و جد أن شكل الحرف لا يؤثر على سرعة القراءة, وهو ما يتناقض مع دراسات أخرى, ولكن النتائج النهائية أشارت إلى أن هذا ربما يرجع لمتغيرات أخرى غير محددة وتؤثر على سرعة القراءة, لذا اقترح الباحثون إجراء دراسات أخرى لتحرى تأثيرات شكل الحرف لتحديد هذه المتغيرات ودراسة تأثيراتها.
** كما أجرى Dyson and Kobayashi, 1998 تجارب لتحرى كيف أن إخراج النص layout of text يمكن أن يؤثر على القراءة من الشاشة. وقد ركزت هذه التجارب على كميات المتن الكبيرة, كالتي يمكن أن توجد في موضوعات الصحيفة, وقاما بتحري تأثيرات اتساع السطر والطرق البديلة للإبحار في النص; مثل تحريك الموضوع على الشاشة scrolling. واكتشف الباحثان أنه لا توجد اختلافات ذات دلالة في معدلات القراءة بين إخراج النص على عمود واحد وإخراج النص على عدة أعمدة, على الرغم من أن المفردات أشارت إلى أن إخراج النص على عدة أعمدة كان أسهل في قراءته.
تتبع حركة العين علي الشاشة عند مطالعة الأخبار الإلكترونية:
** أجرت جامعة ستانفورد الأمريكية Standford University و؛مؤسسة بوينتر للدراسات الإعلامية« Poynter Institute for Media Studies دراسة عام 1998, هي الأولى من نوعها لتتبع حركة العين على شاشة الكمبيوتر عند مطالعة الأخبار الإلكترونية. وقد أجريت الدراسة على 76 مفردة تم تتبع حركة أعينهم عند متابعة المواقع التي يطالعونها باستمرار في منازلهم, وذلك من خلال تجربة تم فيها تركيب أجهزة ترصد حركة العين على الشاشة, وترصد كم من الوقت قضته العين في إدراك كل عنصر على الشاشة, ومن أبرز نتائج هذه الدراسة ما يأتي :
- تبين أن العين تتجه إلى النص بدرجة أكبر وليس للصور الفوتوغرافية أو الرسوم كما قد يتوقع البعض. وبدلا من ذلك, فإن الأخبار الموجزة التي تذكر تفاصيلها في الداخل briefs أو التعليقات تؤدى إلى جذب العين وتثبيتها على هذه العناصر أولا eye fixation. وحينئذ, تعود أعين قراء الأخبار الإلكترونية ثانية إلى الصور الفوتوغرافية والرسوم. وفى بعض الأحيان, بعد العودة للصفحة الأولى عقب الضغط على الفأرة لمطالعة الموضوع الكامل الذي يودون قراءته.
- وعلى النقيض من الاعتقادات السائدة, وجد أن الإعلانات التي تنشر بعرض صفحة الوب banner ads تقوم بالفعل بجذب انتباه قراء مواقع الصحف الإلكترونية; فنسبة 45% من المفردات قامت بتثبيت أعينها على هذه النوعية من الإعلانات لمدة ثانية واحدة في المتوسط, وهذا يعد وقتا كافيا لإدراك الإعلان, ويوضح الجدول التالي عناصر التصميم ونسبة مشاهدتها:
عناصر صفحة الوب نسبة المفردات التي قامت بمشاهدتها
نص الموضوع 92%
موجز الموضوع والملخصات 82%
الصور الفوتوغرافية 64%
إعلانات "البانر" 45%
الرسوم 22%- تبين أن قراء الأخبار الإلكترونية يقرؤون بضحالة ولكن بشكل متسع, في حين أنهم في الوقت نفسه يتابعون الموضوعات المختارة بعمق.
** وترصد رسالة الدكتوراه التي أعدها Kingery Burell David, 2000 مجموعة من قضايا التيبوغرافيا الرقمية وإخراج الصفحات, والمتعلقة بالحصول على المعلومات المعروضة على شاشة الكمبيوتر بسرعة. وتركز الدراسة أساسا على بحث أساليب عرض عناوين الجريدة الإلكترونية, وكيف أن اختلاف الأساليب التيبوغرافية والإخراجية يؤثر على سرعة الحصول على المعلومات عند رغبة المستخدمين في الحصول على عناوين الموضوعات. وتشير نتائج التجارب الأربع التي أ جريت في إطار البحث إلى أن الأحجام الأكبر للحروف أفضل في سرعة الحصول على المعلومات المتضمنة في عنوان الصحيفة. وعلاوة على ذلك, فإن إخراج الجريدة أدى إلى الوصول إلى العناوين في وقت أقل. وذكرت المفردات أن بنط 24 هو الأكثر تفضيلا من بين أحجام الحروف في حين أن أقل أحجام الحروف تفضيلا هو بنط 14, وذلك بالنسبة لأشكال الحروف المستخدمة في الدراسة التجريبية.
تصميم مواقع الوب:
وفيما يتعلق بالدراسات والأدبيات التي تناولت تصميم مواقع الوب بشكل عام أو تصميم بعض عناصر هذه المواقع, يمكن أن نستعرض ما يلي:
** دراسة M. Ohkubo et al., 1993, والتي أ جريت كجزء من تطوير نظام جريدة إلكترونية, وتستهدف الدراسة التجريبية بحث تأثيرات إخراج العنوان على اكتساب المعلومات, من خلال استخدام أسلوبين لإخراج العنوان. وأشارت نتائج التجربة إلى أن القدرة على اكتشاف العنوان على شاشة العرض لم تتأثر بأسلوب إخراج العناوين. وتوصل الباحثون إلى أن إخراج العنوان بأسلوب الجرائد newspaper headline layout كان المدخل الأمثل للجرائد الإلكترونية, لآن هذا الأسلوب يقلل العبء المعرفي cognitive load المرتبط بمهمة التقاط العناوين المتعلقة بالمواد الإخبارية بسرعة skimming headlines . واعترف الباحثون بالحاجة لإجراء مزيد من الدراسات لتحديد أي أشكال العناوين (أشكال الحروف - أسلوب الإخراج - المساحة التي يشغلها العنوان) يمكن أن تتيح أكثر الطرق فعالية في اكتساب المعلومات. كما أشاروا إلى الحاجة الماسة إلى دراسة تأثيرات الأرضيات المختلفة والألوان المستخدمة في عرض عناوين الجريدة.
** دراسة Cynne Marie Cooke, 2001, والتي تعد من الدراسات البينية حيث تجمع بين تخصص تصميم المستند document design والصحافة. وتهدف الدراسة إلى بحث كيفية معالجة تصميم المستند من خلال أدبيات الاتصال التقني, وذلك من خلال تفتيت المستند إلى عناصره البنائية والجرافيكية والتصفحية. وتسلط الدراسة الضوء على الدور الذي يلعبه الاتصال المرئي في تحقيق يسر الاستخدام usability, وبمعاملة الأخبار كشكل من أشكال الاتصال التقني, تقوم الدراسة بتحليل المجالات المرئية للاتصال الإخباري, وذلك بتتبع التفاعل في خواص التصميم في شكله المطبوع والمرئي (التليفزيون) والإلكتروني (الوب). وتتضمن الدراسة التحليلية فحص 043 صفحة أولى لست صحف أمريكية رئيسة, و06 قصة خبرية لست شبكات ومحطات كابل إخبارية تليفزيونية, و51 صفحة رئيسة لمواقع إخبارية. وقد أوضحت النتائج المتعلقة باتجاهات التصميم أن كل وسيلة إعلامية لا تتكيف مع العناصر البنائية الأساسية والإبحار والعناصر الجرافيكية للتصميم التقني للمستند فحسب, ولكن كل وسيلة تؤثر في المعالجات البصرية لوسائل الإعلام الأخرى. وانتهت الدراسة إلى أن تأثيرات التصميم التقنى للمستند تتضمن:
- استخدام البناء الكتلى modular structure الذي تفضله وسائل الإعلام الإخبارية لتدعيم العلاقة بين العناصر النصية والعناصر الجرافيكية.
- إتاحة مزيد من نوافذ الدخول widows of entry للمستخدمين لتسهيل المداخل غير الخطية non-linear للوصول للمستند, واستخدام النص الفائق كعنصر تصميم يتيح الإبحار, وذلك لمساعدة المستخدمين في الوصول للمعلومات ذات الصلة.
- تضمن المستند عناصر جرافيكية لمساعدة المستخدمين الذين يبحثون عن المعلومات, وحث القائمين بالاتصال التقني لإنتاج المستند بحيث يصبح يسير الاستخدام ويتمتع بقوة جذب بصري.
** دراسة Xigen Li, 1998 التي قام من خلالها بتحليل مضمون ثلاث جرائد أمريكية إلكترونية, وتبين من هذا التحليل أن جرائد الإنترنت أعطت أولوية أكبر لإتاحة المعلومات النصية من المعلومات الجرافيكية, وأن العناصر الجرافيكية ذات المساحة الكبيرة تظهر في الصفحات الرئيسة home pages أكثر من الصفحات الأولى وصفحات الأخبار. كما أن وصلات الأخبار news links web page design قد خلقت بيئة جديدة للاتصال تتضمن أكثر من مجرد جريدة وجمهور; فباستخدام الوصلات تحولت عملية نشر الجريدة من النموذج التقليدي للاتصال من قائم بالاتصال إلى عديدين one-to-many إلى اتصال عديد من الأفراد بآخرين many-to-many بفضل الجرائد الإلكترونية. وتبين من الدراسة أن الوصلات الإخبارية عملت على مشاركة الجمهور في إنتاج محتوى الجريدة وإتاحة المعلومات فيما وراء المحتوى الأصلي لها, وهو ما يوضح أن تحولا قد حدث في التوازن في القوة الاتصالية من المرسل إلى المستقبل:
تأثير النص الفائق والوصلات الفائقة:
** دراسة G. A. Gordon, 1995 التي تبين منها أن الوصلات الفائقة في الصحافة الإلكترونية تتمتع بقوة هائلة; حيث تتيح هذه الوصلات للصحفيين أداة مهمة لتقديم معلومات خلفية تدور في السياق نفسه لقرائها. ويمكن استخدم هذه الوصلات أيضا لبناء الأخبار بشكل غاية في الاختلاف. ويمكن كتابة القصص الخبرية بحيث تكون قصيرة مع السماح للقارئ بتحديد بناء القصة الخبرية من خلال اختيار الوصلات التي يرغبها.
** دراسة May et al., 1997 والتي استهدفت قياس تأثيرات النص الفائق على القدرة على التذكر والاستمتاع بمضمون الوب, ولاسيما القصص الخبرية. وعلى أية حال, لم يتم التوصل إلى أية فروق ذات دلالة بين استخدام النص الفائق وعدم استخدامه في هذه السبيل.
** دراسة Mensing et al., 1998 والتي استهدفت من خلال التصميم التجريبي للبحث قياس استدعاء وتذكر القصص الخبرية الإلكترونية الخطية linear والتي لا يوجد بها أية وصلات فائقة, والقصص الخبرية غير الخطية non-linear والتي تتيح وصلات خلال النص. ومثل دراسةMay et al السابقة, تبين أيضا أنه لا يوجد أي فرق ذي دلالة بين مجموعة استخدمت نصا يتمتع بالوصلات الفائقة ومجموعة استخدمت نصا مسطحا دون وصلات, وخاصة فيما يتعلق بالاسترجاع والتذكر.
** دراسة M. J. Lee, 1998 والتي استهدفت قياس تأثيرات النص الفائق على استرجاع القراء للمضمون, وتبين منها أن الذين يقرؤون النص التقليدي على الوب قد سجلوا رصيدا أعلى للتذكر مقارنة بأولئك الذين يقرؤون النص الفائق, وأن النص التقليدي الخطى يساعد الأفراد على تذكر المضمون الإلكتروني بشكل أكبر من النص ذي الوصلات الفائقة, والذي قد يعوق انتباه الفرد أو تدفق الأفكار.
تطبيقات الوسائط المتعددة في تصميم مواقع الصحف:
** دراسة Amy Zebra, 2004 والتي توضح أن مفهوم الوسائط المتعددة على الخط المباشر multimedia يقوم على المعنى نفسه الذي يسبق ظهور أجهزة الكمبيوتر. ومن خلال دراسة الاستخدامات السابقة للمصطلح, وتفتيت مفهومه إلى وحداته الأساسية تمت إعادة تعريف المصطلح لكي يضم استخدام الصحفيين له. وتوضح الدراسة كيف تم تطوير المفهوم لكي يضم التفاعلية التي تتمتع بها الصحافة الإلكترونية.
** مقال J. D. Lasica, 1998 الذي استعرضت فيه بداية استفادة مواقع الوب الإخبارية من أداة معلوماتية جديدة وهى الفيديو, حيث كان الحصول على نكهة وملمس الحدث الإخباري محكوما بالتصفح بالطريقة التقليدية القديمة: باستخدام جهاز التليفزيون وجهاز التحكم عن بعد (الريموت كونترول), إلا أن المواقع الإخبارية على الوب أتاحت في البداية ؛الفيديو السريع Quick Time Video, ولكن هذه التقنية كانت تتطلب أوقاتا طويلة للتحميل, حيث أن لقطات الفيديو التي يستغرق عرضها على الشاشة 30 ثانية فقط كان تحميلها يستغرق عدة دقائق, وهو ما لا يستحق هذا العناء. ولعل ذلك هو ما أدى إلى ظهور تكنولوجيا جديدة ي طلق عليها ؛الفيديو المتدفق Streaming Video تتيح للمستخدمين مشاهدة لقطات الفيديو في لحظات, بمجرد ضغطة واحدة على الفأرة, وبجودة عالية. وبدأت صحيفة ؛نيويورك تايمز New York Times على الوب في تقديم الفيديو المتدفق في أثناء تغطيتها لوفاة الأميرة ديانا في أغسطس من العام 1998. وأصبحت صحيفة ؛نيويورك تايمز« وغيرها منذ ذلك الوقت تتيح الفيديو المتدفق, وذلك باشتراكها في خدمة APTV, وهى فرع من وكالة ؛أسوشيتدبرس يوظف صحفيين لالتقاط الأحداث بآلات تصوير الفيديو حول العالم, ولكن هذا لم يمنع مراسلي الصحف من استخدام كاميرات فيديو رقمية لتسجيل الأحداث. وسوف يصبح ؛الفيديو المتدفق , من خلال تقديم ما يزيد عن 350 صحيفة عبر العالم له, أكثر شيوعا , وخاصة أن ثمة مواقع إخبارية إلكترونية تتحول إلى استخدام شاشات التليفزيون, مثل تليفزيون الوب WebTV, ليصبح من الأوقع أن تكون القصة الخبرية في معظمها مكونة من الصوت والصورة.
** مقال J. Dawn Mercedes, 2003 والذي تتساءل فيه: هل يمكن لبرنامج ؛فلاش Flash الذي تصدره شركة ؛ماكروميديا Macromedia أن يمثل قيمة مضافة لتصميم الوب? وهل يمثل محتوى هذا البرنامج على الوب مشكلات في الاستخدام usability problems حتى أنه لا يمكن أن يكون فعالا بالدرجة المطلوبة?. وتذهب الكاتبة إلى أن التصميم الجيد باستخدام هذا البرنامج نادر للغاية, لدرجة أن وجود عناصر تم تصميمها بهذا البرنامج قد يشكل مشكلة تقلل من قابلية الموقع للاستخدام. ومما يحسب للشركة المنتجة للبرنامج أنها بذلت مجهودا كبيرا في معالجة القضايا المتعلقة بيسر الاستخدام في إصدارها الأخير من البرنامج Flash MX. وعلاوة على ذلك, ت بذل محاولات من قبل الشركة وخبراء الكمبيوتر لإعادة تعليم مطوري البرنامج وتحسين إمكانات استخدامه وتطوير تطبيقاته ومحتواه. وبينما يميل البرنامج إلى عدم تشجيع يسر الاستخدام وسهولته usability, فإنه توجد نماذج جيدة لتصميم فلاش flash design على الوب. وبدون شك, فإن المطورين قد أدركوا أن البرنامج لديه القدرة على أن يكون فعالا إذا استخدم بطريقة تستفيد من مواطن القوة الكامنة في إصداره الأخير.
** دراسة Leigh D. Berry, 1999, وهى دراسة تجريبية تبحث تأثيرات الوسائط المتعددة على قراء الأخبار على شبكة الإنترنت, وذلك بالتركيز على تصميم مواقع الوب وتأثيره على فهم موضوعات القصص الخبرية وتذكرها. وشاهدت المفردات (84 طالبا جامعيا ) واحدا من إصدارين مختلفين two versions من موقع الوب نفسه, أحدهما مزود بالوسائط المتعددة والثاني خلو منها. وكان كلا الإصداران يضمان ست قصص خبرية لم يتم تغطيتها بكثافة في وسائل الإعلام. ولم تؤيد النتائج وجود اختلاف جوهري في الفهم والتذكر أو الاستجابة الناشئة عن وجود أو عدم وجود الوسائط المتعددة وذلك في مجالات البحث مثل: المعرفة بالأحداث الجارية, النوع, الإعلانات. وتم إجراء مناقشات قصيرة أيضا للحصول على المعلومات المتعلقة بالعوامل الأخرى مثل: وقت التعرض خلال اليوم, أسلوب الكتابة, الاهتمام, القصص الخبرية التي قرأت أولا والتي تلتها في ترتيب قراءة الموضوعات, وعدد الإعلانات التي تم تذكرها من كلا الموقعين.
العوامل المؤثرة علي جذب متصفحي الصحف الإلكترونية:
** دراسة Papachrissi & Rubin, 2000 والتي تطرح تساؤلا مهما: ماذا يدفع متصفحي الإنترنت إلى الدخول لمواقع بعينها, ولماذا يعاودون زيارة تلك المواقع?. وتبين من الدراسة أن الأفراد يستخدمون الإنترنت لستة دوافع رئيسة: المتعة, العاطفة, دوافع ضمنية, الهروب, الاسترخاء, والتحكم. ولم تكن ثمة فروق ذات دلالة بين المستخدمين من الذكور والإناث. وكشف المسح, الذي أ جرى على 729 طالبا , عن العامل المؤثر على التسلية والبحث عن المعلومات, وهو تحديث الأخبار أو المعلومات, وهذا بغض النظر عن نوعية المعلومات المتداولة.
** دراسة Matthew J. Smith, 1999 والتي تهدف إلى دراسة أساليب جذب المستخدمين للدخول إلى مجلات الهواة الإلكترونية Online Fanzines, حيث تمت دراسة عديد من المجلات الناجحة, وتمت مقابلة منتجيها لاكتشاف أسباب نجاح هذه المجلات. ووجد الباحث أن هناك مجالات عديدة لهذه المواقع ساهمت في مواجهة المنافسة على الإنترنت ووسائل الإعلام المطبوعة أيضا . وتبين أنه على النقيض من النص المكتوب المعتاد, يمكن للإنترنت أن تتيح للمستخدمين التحرك بسهولة أكثر من موضوع لآخر, أو للموضوع المحدد الذي اختاروه بأقل مجهود, أو حتى دون أن يبذلوا جهدا ي ذكر, وربما ي عزى ذلك إلى إخراج موقع الوب وتصميمه. وثمة مجال آخر جعل هذه المواقع تتمتع بشعبية كبيرة, وهو التفاعل مع مستخدميها; حيث تحمس المستخدمون لكتابة تعليقاتهم وإبداء رأيهم في الموقع والمحتوى الذي يقدمه. ووجد سميث أن هذه المواقع قد طلبت من المستخدمين المساهمة في الموقع إذا كان ذلك ممكنا , وذلك بتقديم مقالات أو معلومات تتمتع بقيمة خبرية.
** دراسة Sandra Utt and Steve Pasternack, 2003, والتي استهدفت دراسة الاتجاهات نحو تصميم الصفحة الأولى سواء بالنسبة للصحف المطبوعة أو الإلكترونية, وتبين من الدراسة أن الصحفيـين يعولون بدرجة كبيرة على أهمية الشكل, وأنهم يرون أن أهم الوسائل لجذب القراء إلى مواقع الصحف الإلكترونية هي جودة تصميم الوب الذي تقدمه هذه المواقع وتتفرد به عن غيرها.
مستقبل تصميم الوب:
** يعالج Michael Schuyler, 2000 في مقاله ؛مستقبل تصميم الوب مواقع الوب التي تتمتع بالصوت والعناصر الجرافيكية في مقابل تصميم الوب التقليدي الذي يوظف العناصر النصية فقط. ويعد Schuyler رائدا من رواد تصميم الوب وكان أحد الخبراء الذين دخلوا هذا المجال في بداياته الأولى. وفى هذا المقال, يسرد الكاتب تاريخ تصميم الوب وكيف تطور هذا التصميم حتى وصل إلى يومنا هذا, إلا أن إحدى الإشكاليات المهمة التي أشار إليها هي كيفية جعل مواقع الوب سهلة الوصول accessible بالنسبة للأفراد المعاقين إعاقة سمعية أو بصرية, وخاصة أن ؛قانون الأمريكيين ذوى الإعاقة Americans with Disabilities Act قد حرص على وصول هذه الفئات إلى مضمون مواقع الوب, وهو ما يستتبع أن يؤخذ هذا المجال من مجالات تصميم الوب في الاعتبار. ويعتقد الكاتب أنه يجب أن تكون ثمة منطقة وسطى بين مواقع الوب ذات التقنية العالية high-tech web sites التي تستخدم برامج مثل ؛ جافا سكريبت Java Script أو ؛فلاش flash, وتلك المواقع التي ترتكز فقط على تقديم العناصر النصية البسيطة. ويرجع السبب في ذلك إلى أنه بالنسبة للمعاقين بصريا , فإن استخدام برنامج جافا سكريبت يمكن أن يوقف عمل برامج أخرى يمكن أن تساعد المعاقين بصريا على تصفح الإنترنت. وعلى أية حال, فإن هؤلاء الأفراد لا يريدون مواقع مملة تعتمد على العناصر النصية فقط لأنها لا تتيح لهم إعمال خيالهم.
مدي فعالية استرجاع الأخبار المنشورة بجرائد الإنترنت:
** دراسة Xigen Li, 2002 والتي استهدفت الإجابة عن تساؤل مهم: كيف تتأثر فعالية استرجاع الأخبار بتصميم الوب لجرائد الإنترنت?. وتشير نتائج الدراسة إلى أنه لا يوجد نموذج واحد فقط لتصميم الوب للصحف الموجودة على الشبكة, حيث يمكن إنجاز فعالية استرجاع المواد الإخبارية باستخدام مداخل تصميم مختلفة. وتتيح الجريدة التي حققت رصيدا أعلى في الفعالية مستوى عال من الوصول اللحظي للمواد الإخبارية وتدفقا سهلا يسيرا للأخبار. وبينما تبدو بعض المواقع الإخبارية أكثر جاذبية من الناحية البصرية, إلا أنها قد لا تكون أكثر فعالية من حيث استخدام القراء لها. ولأن الفعالية في استرجاع الأخبار ت قاس بعديد من مجالات تصميم الوب للجرائد, فإن ناشر جريدة الإنترنت يجب أن يأخذ في اعتباره العوامل المؤثرة على تصميم الوب مثل الوصول اللحظي للمواد الإخبارية والتدفق اليسير للأخبار لكي يحقق الفعالية المطلوبة في استرجاع هذه المواد. كما انتهت الدراسة إلى أن القراء سوف يكونون قادرين على استرجاع الأخبار بفعالية بمجرد أن تؤخذ حاجاتهم في الاعتبار, ويتم تضمين هذه الحاجات في تصميم موقع الصحيفة على شبكة الإنترنت.
انتعاش جرائد الأفراد والجماعات:
** دراسة Philip Van Allen, 2004 الذي يذهب إلى أن الانتعاش الراهن لجرائد الأفراد والجماعات Blogs, ونظم إدارة المحتوى الأخرى (******* management systems (CMS قد قامت بحذف دور المسئول عن موقع الوب كوسيط بين الكاتب والقارئ, مما أدى إلى تحول الوب إلى وسيلة مقروءة ويمكن الكتابة فيها في الوقت ذاته بالنسبة للقراء Read and write medium, وذلك كما تخيلها تيم برنرز لي Tim Berners Lee مخترع الوب. ويخلق هذا التطور قناة جديدة وأكثر مباشرة للاتصال بين الكتاب والقراء, وأعطى قوة أكبر للكاتب. ولسوء الحظ, فإن صفحة الوب التقليدية لازالت قاصرة نظرا للتفاعل المحدود والافتقار للإمكانات والأدوات التي يمكن أن تكون في متناول المصمم لكي يعمل على تمكين القارئ من الاستجابة مع الوب. وقد توقف تصميم النشر الإلكتروني عند هذا الحد; فمنتجو المضمون يبدون سعداء بالمنافع الأولية للوسيلة مثل الوصول الفوري والنشر الذاتي والوصلات والبحث, في حين أنهم بالكاد يستخدمون إمكانات قليلة للغاية في استغلال فرص النشر التفاعلي. لذا, فيجب على الكتاب والمصممين ومطوري البرمجيات والناشرين والقراء أن يقوموا بالتجريب ودفع الوسيلة فيما وراء البدايات الأولى لاكتشاف إمكاناتها.
وانتهى المقال إلى أن تحسين الاتصالات الإلكترونية يمكن أن يتخذ مداخل عدة, فقد أدى التركيز على يسر الاستخدام وفعاليته والخبرة في مجال التصميم إلى التأثير بدرجة كبيرة على التصميم التفاعلي. ولكن من المعتقد أن هذه الأساليب تفشل في الاستفادة من بعض المنافع الرئيسة للتفاعل; فهي غالبا ما تضع المستخدم في موضع المستهلك السلبي الذي يتخذ طريقا مرسوما سهل الاستخدام في وسيلة تتيح شيئا مختلفا . وعلى النقيض من ذلك, يقترح الباحث نظاما للتصميم أسماه "الاتصال المنتج" productive interaction, والذي يرى أن الاتصال أو التفاعل كوسيلة تمكن المستخدم من إنتاج المعاني أو النتائج التي يتوصل إليها. ويدعم التفاعل المنتج التصميم القائم على المحتوى غير الخطى. وهكذا, يمكن للمستخدمين أن يخلقوا المعاني ذات الدلالة التي تتوافق معهم. ويعمل هذا المدخل البديل على تحويل الجمهور من مستهلك إلى منتج; فبدلا من تصميم خبرات سابقة التعبئة, يركز المصمم على مجموعة من أهداف المستخدم, ويقوم ببناء نظم تقوم بتيسير الإنتاج الشخصي للمعاني personal production of meanings. وهكذا, فإنه يتم تحويل التركيز من التناول أو المعالجة الاستهلاكية من خلال الخبرة إلى مخرجات منتجة من خلال الحوار النشط بين العمل والمستخدم.
الدراسات الأوروبية في تصميم مواقع الصحف الإلكترونية:
وعلاوة على أدبيات التصميم في المدرسة الأمريكية, نعرض فيما يلي لأبرز الدراسات الأوروبية في هذه السبيل:
** في السويد, قام Christopher Rosenqvist, 2000 بإعداد رسالة دكتوراه استهدفت المشاركة في فهم كيفية تطور الوب والجرائد والمجلات, وتحديد الحالات التي تعوق المؤسسات الإعلامية في محاولتها للتكيف مع الاحتياجات المتغيرة. وقد بنى هذا البحث على دراسة مستقبلية scenario study أوضحت الحاجة إلى المرونة التي يجب أن يتحلى بها اللاعبون الطامحون في مجال وسائل الإعلام. وحوت الدراسة ثلاث خدمات إلكترونية وخمس جرائد وثمان مجلات. وكانت المقابلات والأدبيات السابقة هي المصدر الرئيس للمعلومات. وقد توصلت الدراسة لنموذج لمنتجات الوب model for web products, ونموذج لتطور الجريدة, ووصف لعملية إنتاج المجلة, ونموذج لإعادة ترتيب بنية المنتج وخاصة بالنسبة للمجلة. وتوضح هذه النماذج أن العمل في منتجات إلكترونية أو رقمية يقدم لفريق التطوير مزايا عديدة أبرزها الكلفة المنخفضة لإصدار المنتج, كما يمكن الحصول على منتج ذي جودة عالية إذا نظرت فرق التطوير لمستقبل الجرائد فيما وراء أوجه القصور الراهنة, كما يمكن أن تزيد بنية المنتج المصمم جيدا من الجودة والإنتاجية, ذلك أنها تعمل على تنظيم تدفق العمل وسرعته workflow speed .
** في فرنسا, قام Darnéy Willis,1999 باختبار ما إذا كان استخدام العناصر المرئية viusual elements فى عرض صفحات الوب يؤدى إلى تقديم رسالة الوب بطريقة أكثر نفعا للمستخدم مقارنة باستخدام النص الذي يظهر باللون الأسود فقط. وقام الباحث باستخدام تصميم تجريبي لدراسته مستخدما إصدارين لعرض صفحات الوب, إحداهما باستخدام النص الأسود فقط على خلفية رمادية, والثاني يحوى عناصر مرئية, مع توحيد مضمون الإصدارين. وتبين من الدراسة أنه يوجد تأثير ذو دلالة لاستخدام العناصر المرئية, ومن تجليات هذا التأثير الفهم السريع للرسالة المتضمنة في الموقع, والرضا الجمالي عن الموقع, علاوة على اختزان الذاكرة للرسالة بعد مضى وقت من التعرض لها.
** في أسبانيا, قام Xosé L pez et al., 2004 بإجراء دراسة استعرضت إمكانات الصحافة في ظل وسائل الإعلام الرقمية, ولاسيما أن السوق الإعلامية في دول أمريكا اللاتينية الناطقة بالإسبانية تفتح آفاقا جديدة لتدويل وسائل الإعلام الإلكترونية الإسبانية. وتوصلت الدراسة المسحية, التي وظفت تحليل المستوى الثاني, إلى أن الوسائط المتعددة والنص الفائق يشكلان عنصرين مهمين يتميزان بالإمكانات السردية narrative possibilities. وتضع الصحافة الإسبانية الإلكترونية تفضيلات جمهورها في الحسبان عند صياغة تصميم مواقعها على الوب, ومدى تضمين هذا التصميم بالتكنولوجيات المتاحة. لذا, فقد قلصت الصحف الإسبانية من استخدامات الصوت ولقطات الفيديو كقنوات لسرد القصة الخبرية, حيث أنه في معظم الحالات تجتذب مثل هذه الإمكانات جمهورا أقل من القصة الخبرية الثابتة. ومن هنا, فإن معظم لقطات الفيديو التي تم تحميلها على مواقع وسائل الإعلام الإسبانية لم تكن معدة أساسا لشبكة الوب بل كان يتم الاستعانة بها من وكالات الأنباء التقليدية. وعلى الرغم من ذلك, يوجد في وسائل الإعلام الإلكترونية الإسبانية استثناء فريد لاندماج أحد المواقع الإخبارية Prisa.com مع محتوى الوسائط المتعددة التي يتم تحريرها وإدخالها للموقع مباشرة من محطة إذاعة ومحطة تليفزيون +CNN, أما فيما عدا ذلك فإن الفيديو أثبت أن إدخاله في تصميم موقع الوب لازال أمرا مكلفا . كما كانت الرسوم المعلوماتية المصحوبة بالوسائط المتعددة multimedia inforgraphics على علاقة مباشرة بنشأة وسائل الإعلام الإلكترونية في أسبانيا لأنها أسهل في تحميلها ويمكن رؤيتها دون الاستعانة ببرامج إضافية. وتستخدم مثل هذه النوعية من الرسوم كمصدر سردى يؤدى إلى مزيد من الأرباح والصورة الذهنية الطيبة للمؤسسة.
** في بريطانيا , قام Peter Williams and David Nicholas, 1999 بإجراء دراسة استهدفت بحث خصائص الجريدة كوسيلة إلكترونية ضاربة أمثلة ونماذج لكيفية استخدامها لتيسير نقل المضمون ونشر المنتج الإخباري. وتتضمن هذه الخصائص الوصلات الفائقة التي تتيح الاتصال بمصادر المعلومات خارج الموقع, وإتاحة الوصول لأرشيف الأعداد والتقارير السابقة, وتفاعلية القارئ, والمعالم الأخرى غير المتاحة أو المتضمنة في وسائل الإعلام الأكثر سلبية مثل الجريدة الورقية. ومن خلال مسح أ جرى في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة, تبين أن الجرائد الأمريكية تستفيد من مزايا نشر المعلومات على الوب بدرجة أكبر كثيرا من مثيلاتها البريطانية, وذلك باستثناء صحيفة ؛إلكترونيك تليجراف Electronic Telegraph. وعلى أية حال, فقد تبين أن محطات التليفزيون البريطانية قد تكيفت بشكل أفضل مع الوب, وخاصة للمنافسة بين محطتي BBC وCNN في التغطية المتعلقة للأخبار, واستخدام الوصلات والعناصر الأخرى المتضمنة في تصميم الوب.
الدراسات الآسيوية في تصميم مواقع الصحف الإلكترونية:
وعلى مستوى الدراسات الآسيوية, قمنا برصد عدد من الدراسات, نعرض لها فيما يأتى:
** في الصين, قام Zhou He and Jian - Hua Zhu, 2002 بدراسة تحليلية للجرائد الإلكترونية الصينية من خلال مجموعة من الوسائل. وقد وظفت الدراسة نموذج البيئة الاجتماعية social environment model لدراسة العوامل المؤثرة على نمو الجرائد الإلكترونية الصينية وتطورها, بما في ذلك السياسات والنظم التشريعية والاقتصادية والمالية, والبنية الأساسية للاتصالات. وتوضح النتائج أن تطور الجرائد الإلكترونية الصينية قد تم تعويقه بواسطة العوامل السابقة جميعها; فأوجه التحكم التي وضعتها الحكومة لأسباب سياسية, والبنية الأساسية الاتصالية الفقيرة, وغياب نظام متطور لبطاقات الائتمان, وغياب تشريعات ونظم فعالة في مراقبة الانتهاكات التي تتعرض لها حقوق التأليف على الإنترنت, والافتقار إلى قياس فعال للانقرائية قد قام بالحد من تطور الجرائد الإلكترونية الصينية. كما قامت الدراسة بتطوير ؛نموذج المجتمع الافتراضي لدراسة الجرائد الإلكترونية الصينية, ووجدت الدراسة أن هذه الجرائد تمر حاليا بمرحلة المجتمع المحدود, وهو ما يشير إلى الافتقار إلى عرض الوسائط المتعددة, والوصلات القليلة للمعلومات ومصادر الوسائط المتعددة, والوظائف التفاعلية المحدودة, ووظائف البحث غير الكافية, والخدمات الإخبارية القليلة نسبيا ... الخ. ويعتمد مستقبل الجرائد الإلكترونية في الصين على تحسين العوامل في بيئتها الاجتماعية, وخاصة فيما يتعلق بالنظام السياسي للدولة والبنية الأساسية الاتصالية.
** دراسة Gi Woong Yun, 2003 , التي استهدفت استعراض مفهوم التفاعلية والتنظير لتأثير هذا المفهوم في وسائل الإعلام الجديدة. ومن خلال التصميم التجريبي, تم عقد جلستين مع 96 مفردة من طلاب إحدى الجامعات الأمريكية, اختبرت الجلسة الأولى تأثيرات خصائص التفاعلية: وقت الاستجابة response time, اللاخطية non-linearity, ومدى تجاوب المستخدم, واختبرت الجلسة الثانية تأثيرات تفاعلية البشر مع البشر من خلال مقارنة بين موقع وب ثابت static Web site ومنتدى للنقاش على الوب Web discussion forum. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن خصائص التفاعلية يمكن أن تؤثر على مجالات عديدة, وأوضح تقييم موقع الوب أن التأثير الإيجابي للموقع يرجع أساسا إلى التفاعلية. وقد دعمت هذه النتائج أهمية وقت الاستجابة, ومدى تجاوب المستخدم في تطوير موقع الوب التفاعلي. وتمثل هذه الدراسة بداية لمحاولات أخرى لاكتشاف العناصر الضرورية لهندسة موقع الوب لمعلوماتي وندوات النقاش.
الدراسات العربية في تصميم مواقع الصحف الإلكترونية:
وعلى مستوى الدراسات العربية, تم رصد عدد من الدراسات نعرضها فيما يأتى:
** دراسة حلمي محمود محسب, 2004 التي استهدفت توصيف العناصر البنائية الموجودة في بعض الصحف المصرية والأمريكية اليومية على الإنترنت بغرض التعرف على استخداماتها وأدوارها ووظائفها وسماتها وخصائصها. كما استهدفت الدراسة تقويم استخدام العناصر البنائية الموجودة في الصحف المصرية والأمريكية على الإنترنت بغرض بناء صحافة إلكترونية تفيد في جميع العناصر البنائية الموجودة على الإنترنت إفادة مثلى, وذلك من خلال تدعيم هذه الصحف ببعض العناصر البنائية غير المستخدمة على صفحاتها من ناحية, والإفادة المثلى من العناصر الموجودة على صفحاتها من ناحية أخرى. وقد استخدمت الدراسة في سبيل ذلك "المدخل المهجن" Hybrid Model ونموذج "إيهام المستخدم" User Illusion الخاص بالتعامل مع الواجهات الإلكترونية الجديدة وغير المألوفة من قبل المستخدم, ويعد هذا النموذج مهم للغاية بالنسبة للمصمم, فهو يساعده كبيرة من المعلومات في حيز عرض صغير جدا , كما أنه يساعد المستخدم في تقليص الوقت المفقود من خلال عرض معلومات كثيرة على مساحة قليلة. وقد وظفت الدراسة منهج المسح والمنهج المقارن وأدوات تحليل المضمون وتحليل لغة المصدر وتحليل المهام علاوة الاستبيان الإلكتروني للتعرف على آراء ذوى الخبرة في مجالي الإعلام الجماهيري وتكنولوجيا الاتصال في بعض الجامعات الأمريكية. وتمثل مجتمع الدراسة في صحف: الأهرام والجمهورية ويو إس إيه توداى ونيويورك تايمز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق