أفكار في مواجهة حمى الأسعار
::::روان الاخبــار:::
المصدر:بقلم الشاذلى حامد المادح ... الاهرام اليوم
{ إدارة شؤون الناس هي مهمة سهلة وعصية في آن واحد حسب الشخص الذي يتصدى لها ولذلك هناك أشخاص استطاعوا تحقيق نتائج وإنجازات كبيرة تحسب لهم ولتجربتهم وعلى النقيض من ذلك هناك آخرون فشلوا في تحقيق أدنى شيء من واجباتهم وإن تكاملت عندهم كافة أسباب النجاح وهذا ما يدفعنا دوما لاختيار المبدعين وأصحاب المواهب والتجارب الناجحة والقدرات الذهنية الهائلة في إدارة شؤون الناس وتوظيف قدرات من هم دونهم في المسؤولية خدمة للمواطنين.
{ منصب والي ولاية الخرطوم هو بمثابة رئيس مجلس الوزراء وبالذات في حالة السودان التي تنتهج النظام الرئاسي ولذلك يصبح هذا المنصب من نصيب أكثر قيادات الدولة والحزب الحاكم قدرة وإبداعا وموهبة وطاقة حتى يجنّب البلاد مثل هذه الويلات من الغلاء الذي يكتوي به الناس هذه الأيام ويوظف الإمكانيات الكبيرة لولاية مثل ولاية الخرطوم في اتجاه رفاه شعبها واستقرار معيشته لا سيما أنها الولاية التي تصنع الأسعار مثلما أنها تصنع أذواق الناس في هذا البلد واهتماماتهم وبالتالي احتياجاتهم ولهذا فإن أي جهد تبذله حكومة ولاية الخرطوم ويصب في مصلحة مواطنيها فإنه يمس حياة الناس في كل شبر من السودان وعلى العكس من ذلك فإن أي تقصير يتأثر به المواطنون في كافة أنحاء البلاد.
{ أتحدث تحديدا عن والي ولاية الخرطوم وعن قدراته ومواهبه وطاقته وأتساءل هل هي في مقام ولاية الخرطوم بكل تكوينها وحجمها وقدراتها وقضاياها وأوضاعها أم أن مسيرة الرجل ولعام كامل فضحت كل تلك التوقعات التي حملت قيادة الدولة والحزب لتدفع به إلى هذا المنصب الكبير ليضطر السيد رئيس الجمهورية ليتدخل لعلاج قصور حكومة عبد الرحمن الخضر فتارة يضيف مئة جنيه لكل راتب ومعاش وتارة يقتحم المظاهرات ليوجه من داخلها بما يطالب به الشعب فيتحول الهتاف للدولة بعد أن كان هتافا ضد الدولة.
{ الآن يتدخل الشعب ويعلن مقاطعته اللحوم لثلاثة أيام بدأت أمس الأحد وما زالت ولاية الخرطوم عاجزة عن طرح أي بدائل أو حلول تخرج بالناس من هذا النفق وهذا الغلاء الذي يجابه شعبا يستحق أن يبذل من أجله كل غال ورخيص وهو يدعم القوات المسلحة في معركتها المقدسة في جنوب كردفان والنيل الأزرق ويقف بجانب الدولة في هذا المنعطف الخطير الذي تمر به بلادنا وهي تتصدى لمؤامرات ومخططات صهيونية قذرة ولذلك هو يقاطع ولا يظاهر فالأوضاع لا تحتمل.
{ بالأمس استدعى السيد نائب رئيس الجمهورية والي ولاية الخرطوم ومن المؤكد أنه تحدث معه حول ظاهرة الغلاء وانتقد معالجات حكومة الولاية التي لم تنجح حتى الآن في كبح جماح الأسعار عبر أفكار تتحول إلى أنشطة اقتصادية وسياسات تحمي المواطن من جشع التجار وتوفر له السلع الأساسية التي يسميها الخضر بـ (قفة الملاح) وبالرغم من ذلك فإننا لم نطلق حكما قاطعا بعد حول تجربة الخضر فما زلنا ننتظر علاجه وتحصيناته لمعيشة الناس في الخرطوم من جشع ضعاف النفوس.
{ محاولة ذهنية أجريتها في لحظة صمت وأنا أحمل هم هذا البلد ومواطنه هدفت من خلالها إلى إيجاد بدائل وحلول فانتهت بي المحاولة إلى الفصل بين مصدر الخراف لاستهلاك الولاية عن مصدر خراف التصدير وقيام مزارع لتربية الحيوان بالولاية تغذي جزارات الخرطوم وكذلك لابد من قيام اتحاد للجزارين وقد صدمت عندما اكتشفت أنهم بلا جسم ينظم شؤونهم وإن كان موجودا فإنهم من المؤكد سينضمون إلى المقاطعة لأنهم حسب حديثي مع بعضهم يتضررون من ارتفاع الأسعار التي بسببها يقل المباع وهذا يكشف أن هناك جموعا من المواطنين تقاطع اللحوم منذ فترة، أما بالنسبة للحوم البيضاء فإنها وبقليل من الجهد والأفكار يمكن أن تستقر في حدود معقولة لا سيما أن بعض الشركات العاملة في هذا المجال قفزت برأسمالها من خمسة ملايين إلى مئة مليون في خمس سنوات.
{ أخيرا فإن المعركة هي معركة الخضر ووزير زراعته وحكومته وهي لعمري معركة ذهنية تتصل بأفكارهم وقدراتهم الإدارية والاقتصادية وسوف نظل ننتظر وأرجو ألا تكون سياساته التي سيخرج بها علينا فقط هي مجرد قوانين رادعة.. لا يا سيدي المسألة تحتاج إلى سياسة صاح وشطارة ومتابعة دقيقة ونزول إلى الأسواق ومواقع الإنتاج والعمل مع المكونات الأخرى ذات الصلة.
{ دعم القوات المسلحة في معركتها المقدسة بأن تحاصر الأسعار لترد الحكومة الدين لهذا الشعب الذي لا يقبل كلمة واحدة في حق شرف الأمة.. في قواتنا المسلحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق