الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

جرّبوا الما مجرّب

::::روان الاخبــار:::

جرّبوا الما مجرّب
المصدر:بقلم الشاذلى حامد المادح ... الاهرام اليوم

السبت:Sep 24, 2011

{ قبيل توقيع اتفاق نيفاشا للسلام وفي أحد أستديوهات البث المباشر بالتلفزيون القومي يطرح أحد المثقفين الجنوبيين أخطر مواصفة لجعل الوحدة جاذبة ولكن الحكومة تتجاهل المواصفة وتمضي في ما حذر منه المثقف الجنوبي وها هي تخسر الجنوب كما توقع وكما حدث.
{ الحوار داخل الأستديو كان يبحث في أمر الوحدة بعد أن اقترب الناس من محطة السلام وكان الحديث يمضي متفقا عليه من كافة المتحدثين ما عدا رجلا واحدا هو ذاك المثقف الجنوبي الذي يعارض فكرة التعويل على الوحدة عبر المشروعات التنموية من طرق ومطارات ومستشفيات ومدارس وكهرباء ومياه حتى يشعر الإنسان الجنوبي بالعدل وبإمكانية تنمية الجنوب حتى يصبح مثل الشمال وعندها سيصوّت للوحدة.
{ المثقف الجنوبي كان طرحه مغايرا وكان يعوّل على الفعل الثقافي وقال بالحرف الواحد إن المعركة ثقافية وأن ميدانها (دماغ) الإنسان الجنوبي أما مشروعات التنمية فإنها ستحفز على الانفصال وإن الإنسان الجنوبي في ظل غياب المشروع الثقافي المدروس سيميل إلى قيام دولته ما دام كل شيء من مقومات الدولة موجودا ويمكن أن يعمل (بيت) لوحده، فلماذا يظل جزءا من كل، ما دام باستطاعته أن يكون بمفرده هو الكل، وبالفعل هذا ما جرى وانفصل الجنوب.
{ الآن نحن في وضع مختلف وقد خرج الجنوب من أرضنا وتعداد سكاننا وغلافنا الجوي وحلّ في محله جنوب جديد وما زالت هناك ذات المشاكل وإن كانت بوتيرة أقل ولكنها بمرور الزمن يمكن أن تستفحل إن غابت الحكمة وبدأنا نحارب في ميدان آخر غير الميدان الحقيقي وهو (دماغ) بعض الفئات من شعبنا وهو ما زال مرهونا لخطاب عنصري لئيم وكذوب يرفد الحركات المتمردة بعشرات الآلاف من المقاتلين في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وفي الشرق وغدا في الشمال الأقصى إن لم ينتبه الناس لتمرد (كوش) وهو مخطط صهيوني (خطيييير) جمع الصهاينة بعض كوادره من أبناء نوبة الشمال بالمتمرد عبد الواحد محمد نور في نيويورك منذ أكثر من خمسة أعوام وقد كان هذا اللقاء بمثابة الإعلان عن هذا التمرد الجديد.
{ كافة التسجيلات التي عثرت عليها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في منزل عبد العزيز الحلو بكادوقلي ومنزل عقار بالدمازين تكشف عن تعبئة عنصرية قذرة وعنيفة ومحرضة لم تنجح المشروعات التنموية الكبيرة التي شهدتها جنوب كردفان في فترة وجيزة في محوها ليضع عشرات الآلاف من جنود الحلو السلاح ولم تقنع الحلو نفسه وتحمله للمشاركة إن كان حقيقة يسعى لتنمية ولايته وإزاحة التهميش وقد صار ذلك واقعا.
{ تتنامى العنصرية والجهوية بشكل خطير بالرغم من بلوغ مستوى القسمة العادلة في السلطة والثروة واتجاه البلاد بكلياتها نحو البناء السياسي الذي تستقر به البلاد وتنهض دون أن يكون هناك حجر لأحد وتلامس التنمية كل شبر من البلاد بشكل مباشر وتفجير الطاقات والموارد لا يستثني موقعا من البلاد وكل ذلك من أجل مصلحة قومية وأخرى ولائية يستفيد منها إنسان الولاية بأشكال مختلفة.
{ نخلص إلى أن التنمية وحدها لن تنتهي بنا إلى وطن موحد ولا البندقية تستطيع أن تحسم هذه الأمراض التي ما زالت بلادنا تعاني منها وقد جربنا التنمية في جنوب كردفان وجربنا البندقية ولكنها بلا خطاب ثقافي لن تدخل إلى أدمغة وقلوب ظلت تتعرض لتعبئة عنصرية لعقود من الزمان.. أيها الناس أطلقوا مشروعا ثقافيا وخصصوا له عشر ما تصرفونه على التنمية وعلى الحرب وتعالوا نقارن بين الأثرين ولو بعد حين وستجدون وجدانا واحدا وهوية واحدة وبندقية واحدة وعلما واحدا وخريطة واحدة وسودانا واحدا وموحدا.. أراهن على ذلك وجربوا الما مجرّب.
{ (حاجة تانية) في هذا اليوم يهبط إلى طريق شبشة الدويم (17) كلم فريق هندسي متكامل من الهيئة القومية للطرق والجسور لإجراء الدراسة الهندسية والاقتصادية لسفلتة هذا الطريق بعد توجيهات كريمة من الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية ومن ثم تنطلق بقية العمليات ليسعد أهلنا في منطقة شبشة بهذا الإنجاز الكبير.. التحية لمهندسي وقيادات الوزارة والهيئة وهم يرصفون السودان وينسجون شبكة من الطرق في كافة أنحاء البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق