السبت، 19 نوفمبر 2011

القارئ المفكر والقراءة التفاعلية

::::روان الاخبــار:::

القارئ المفكر والقراءة التفاعلية
المصدر:مدونة حول أدوات القراءة الذكية. يديرها د. ساجد العبدلي

الاثنين:Nov 14, 2011

من البديهي أن القراءة ليست عملية فيزيائية محضة تقتصر على تحريك العينين، أو ما ينوب عنها عند فاقدي البصر، على السطور ليضمن القارئ بعدها انتقال المعلومات إلى عقله وإدراكه، لكن المفارقة أن أغلب الناس وبالرغم من ذلك فإنهم وحين يقرؤون لا يقومون بما يبعد كثيرا عن هذا النشاط الفيزيائي البحت.

يقول الفيلسوف الإنجليزي جون لوك 1632- 1704 صاحب المساهمات الكثيرة في العلوم السياسية والإدارية: ”إن القراءة لا تمد العقل إلا بمواد المعرفة البحتة لكن التفكير هو الذي يجعل ما نقرأه ملكاً لنا”.

القراءة وإن قامت في أساسها على ذلك النشاط الفيزيائي والذي يفيد في تطويره التدريب والمراس أيضاً بطبيعة الحال، إلا انها في نهاية المطاف عملية فكرية نشطة تتجاوز هذا بمراحل.

القراءة عملية ثنائية الاتجاه:
قد يظن البعض أن القراءة عملية أحادية الاتجاه تنطلق فيها المعلومات من السطور المكتوبة عبر العين إلى العقل، لكن الحقيقة أنها في مستوياتها الراقية عملية ثنائية الاتجاه يعيش فيها القارئ علاقة حوار مع الكاتب المؤلف.
يقول الشاعر والناقد الإنجليزي تشارلز لامب 1755- 1834: ” ليست القراءة سوى حوار صامت”.
لذا فلا يصح أن تمر المعلومة ولا الفكرة على القارئ مرور الكرام، وإنما عليه أن يتوقف عندها ويمحصها فتثير في عقله عشرات التساؤلات حولها وعن ارتباطها بما سبقها وبما سيليها، فيعود بعينه وكأنه يسأل المؤلف عما ثار في عقله وباحثاً عن إجابات لهذه الأسئلة التي توقدت في نفسه، وهكذا يستمر الحوار بين القارئ وبين سطور الكتاب الذي بين يديه، وكأنه يجلس مع الكاتب نفسه فيحاوره ويسأله.

لا تعترض إلا إذا فهمت:
وهذا يقود إلى القول أن على القارئ أن لا يتخذ أبداً موقفاً مخالفاً من أي كتاب يقرؤه، ما لم يكن متأكدا من أنه فهمه كل الفهم وأدرك مقاصد كاتبه، من خلال قيامه بالقراءة التفاعلية التي جاء وصفها، والبديع في الأمر أنه وحينما يصل القارئ إلى تلك المرحلة التي يثيره فيها كتاب ما إلى حد الرغبة في البحث عن رؤية أخرى غير رؤية المؤلف الأول ووجهة نظر أخرى تخالف وجهة نظره، فإن الفائدة المرجوة من الكتاب الأول تكون قد تحصلت، ويكون هذا الكتاب وإن اختلف معه القارئ وعارضه قد أفاده عظيم الفائدة لأنه جعله يحرز تقدما عقلياً مكنه من الوصول إلى رؤية أشمل للموضوع أو المادة محل القراءة عبر مصادر أخرى.
يقول رينيه ديسكارتيس عالم الرياضيات الفرنسي 1596 – 1650: ” إن قراءة الكتب الجيدة هو بمثابة التحاور مع أعظم العقول التي عاشت عبر العصور”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق