::::روان الاخبــار::: لقد ولى زمان الخرطوم النشاز
المصدر:بقلم الشاذلى حامد المادح ... الاهرام اليوم
الخميس:Nov 17, 2011
الجبهة الثورية السودانية التي أعلن عنها في الحادي عشر من الشهر الجاري وانعقد شملها بجوبا عاصمة دولة جنوب السودان وليس بـ (كاودا) كما جاء في البيان التأسيسي للجبهة التي تضم الحركة الشعبية وقد وقع عنها ياسر عرمان وحركة العدل والمساواة ومثلها أحمد تقد وتحرير السودان قيادة مناوي وقد وقع عنها الريح محمود وتحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد نور ووقع عنها أبو القاسم إمام وجميعهم في جوبا منذ أيام ولم تطأ رجل واحد منهم أرض (كاودا) في هذا التاريخ وبذلك فإن حكومة جنوب السودان تمارس أنشطة عدائية واضحة ضد السودان تضاف إلى خوضها الحرب مع قطاع الشمال في النيل الأزرق وجنوب كردفان وهذا لعمري لن تكون عواقبه إلا عليها وسيزيد من متاعبها ولن يفلح في حمل الخرطوم للوصول إلى تسوية معها في القضايا العالقة التي لم تعد قضايا بين حزبين وإنما قضايا بين دولتين يحكمها القانون الدولي ومواثيقه ومعاهداته، وفق المسار الجديد الذي اختارته الخرطوم لوصف القضايا بينها وبين جنوب السودان وعلى هذا النسق تجري كافة العلاقات حتى علاقات الحرب إن نشبت بين الدولتين.
{ لم يحمل أي طرف من أطراف هذه الجبهة للدخول إليها غير الضعف الذي أضحى سمة بارزة للأوضاع داخل الحركات الأربع الموقعة على البيان التأسيسي فحركة العدل والمساواة تعيش أسوأ فترات زمانها ونضالها وهي تشهد انشقاقات واسعة ونوعية تضرب القيادة فيها فيرحل عنها الرجل الثاني ومعه قيادات مؤثرة (محمد بحر) وتتم تصفية الرجل الخامس فيها (عز الدين بيجي) وهو مخزن أسرار وأموال خليل إبراهيم والمسيطر على الشؤون الإدارية في داخل الحركة ويهرب قائد الاستخبارات ويدخل رئيسها خليل إبراهيم في نوبة من المرض بسبب تعرضه للتسميم من قبل حلقته الضيقة التي تحيط به وإن نجا من الموت إلا أن المرض تمكن من الرجل وأقعده وأضعفه مثلما ضعفت حركته ووهنت وانقطع الدعم غير المحدود الذي كان يقدمه القذافي لكافة حركات دارفور ولم يعد هناك أفق للحرب يمكن أن يمولها ويغذيها بالسلاح غير هذه الدولة الفقيرة التي ترقد في جنوبنا وهي تتعرض لأوضاع أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية تمنعها من أن تقف على رجليها ناهيك عن دعم يكون له أثر في الميدان.
{ ما ينطبق على حركة العدل والمساواة ينطبق على بقية حركات دارفور ويلازم أية محاولة لشن الحرب في الإقليم وقد استنفدت الحرب أغراضها وصارت عبئا على المجتمع الدولي الذي ما زال يتكفل بمليار وثلاثمائة مليون دولار لتمويل أنشطة يوناميد ولذلك نجده أميل للمعادلة التي تجعله يقدم القليل من هذا المبلغ في ظل السلام الذي أفضى إليه اتفاق الدوحة بدلا من تلك المليارات في ظل حرب انطفأت جذوتها وصار عدد الحركات يتجاوز الأربعين حركة وهي لا تستطيع أن تشن حربا على المواقع المؤثرة في دارفور وقد أصاب الملل حياة النازحين واللاجئين وبدأوا عودتهم إلى قراهم وبين أيديهم سلام جاد وبرنامج واضح للتنمية والتعويض والإعمار والأمن.
{ الحركة الشعبية قطاع الجنوب التي تحاربنا الآن في النيل الأزرق وجنوب كردفان هي الأخرى حتى الآن تخسر (70%) من قوتها وأراضيها التي كانت تسيطر عليها وهي الآن خارج النيل الأزرق تماما وستبدأ القوات المسلحة حرب التحرير والتطهير في هذا الصيف في جنوب كردفان ولن تضع الحرب أوزارها حتى تكنس الحركة الشعبية من كافة أراضي كردفان وتستولي على الدبابات الأوكرانية أو تدمرها كما حدث في النيل الأزرق وبعض المواقع في جنوب كردفان وكل الأسلحة الخفيفة والثقيلة وقد كان المغنم في النيل الأزرق كبيرا وعظيما.
{ يشير البيان بعبارات واضحة إلى أن المهمة الأولى لهذه الجبهة هي حشد القوات للتصدي للهجوم الذي ستشنه القوات المسلحة في هذا الصيف على مواقع الحركة الشعبية في جنوب كردفان وبذلك سيجد أبناء دارفور أنفسهم يحاربون لصالح عرمان والحلو وعقار وسيقاتلون دفاعا عن كاودا وغيرها من قرى ومدن جنوب كردفان التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لا سيما أن حكومة الجنوب تقيم عددا من المعسكرات لحركات دارفور في بحر الغزال وأعالي النيل وقد دفعت بقوات حركة العدل والمساواة في هجومها على كادقلي وقد أسر قائدها وأبيدت قواته عن آخرها.
{ ما يغيب عن فطنة عرمان وحركات دارفور أن الخرطوم خلفها الأمة العربية بكاملها ومحيطها الأفريقي عدا أوغندا ولها أصدقاؤها من الدول الكبرى وهي الآن عضو فاعل في كل الحراك في المنطقة وأخيرا موقفها الواضح من الأزمة السورية المتطابق تماما مع السعودية وقطر والإمارات ومع كافة دول الجامعة وقد ولى زمن الخرطوم النشاز ولن تقاتل وحدها بعد اليوم وهذا ما يصعب من مهمة جبهة الشر والهلاك وهذه الجبهة وحدها ستكتب للنظام عمرا جديدا ومديدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق