حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة د. عارف عوض الركابي - روان للإنتاج الإعلامي والفني
في
نهاية شهر (ديسمبر) يحتفل النصارى بما يسمى عندهم بعيد (الكريسماس) و(رأس
السنة الميلادية)، والمسيح عليه السلام بريء من أعمالهم ومن أعيادهم، وإن
من المؤسف جداً أن هذه الأعياد التي يحتفل بها النصارى وهي من شعائر دينهم
المحرّف، قد انتقلت إلى كثير من بلاد المسلمين، فإن في بعض البلاد ومنها
بلادنا تزدحم الشوارع والحدائق وتقام الحفلات إظهاراً للفرحة بعيد رأس
السنة الميلادية!! وإنا لله وإنا إليه راجعون. وصدق أبو الوفاء ابن عقيل
عندما قال: (إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى
زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى
مواطأتهم أعداء الشريعة) ويقول ابن تيمية: (إنّ من أصل دروس دين الله
وشرائعه وظهور الكفر والمعاصي التشبه بالكافرين، كما أن أصل كل خير:
المحافظة على سنن الأنبياء وشرائعهم)، ويقصد بدروس الدين أي خفاء تشريعاته
والجهل بأحكامه. وقبل بيان حكم الاحتفال بهذه المناسبة، فإني أوجه السؤال
التالي إلى كل من يشارك النصارى في هذين العيدين أو أحدهما، فأقول: ألم
تعلموا أن نبيكم عليه الصلاة والسلام قد قال: (ومن تشبه بقوم فهو منهم)؟!
والحديث أخرجه الإمام أحمد والطبراني وصححه الألباني
هل
خفي عليكم يا من تحتفلون برأس السنة وعيد الميلاد (الكريسماس) هذا الحديث
الذي قاله نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم؟! وإذا كنتم قد سمعتم بهذا الحديث
فلماذا تُقْدِمون على مشاركة النصارى في عيدهم؟!
إنَّ
(من تشبه بقوم فهو منهم)، فبمن تشبه بمن يحتفل بالكريسماس أو رأس السنة؟!
أيا ترى هل تشبه بالنبي محمد خاتم الأنبياء والمرسلين؟! أم بالصحابة
المكرمين من الأنصار والمهاجرين؟! أم بالتابعين؟! أم بالأئمة المهديين
المقتفين أثر السابقين؟!
والإجابة
معلومة، حتى لدى هؤلاء المحتفلين إنهم قد تشبهوا في ذلك بمن وصفهم الله
تعالى في كتابه وهو الحق المبين بـ (الضالين)، وقد نشرتُ سابقاً ثلاث حلقات
كان عنوانها (مع قول الله تعالى «ولا الضالين»)، إنهم النصارى عبّاد
الصليب وعباد عيسى، إنهم الضالون حقاً، فقد قالوا: (إن الله هو المسيح ابن
مريم ) وقالوا: (إن الله ثالث ثلاثة) ولم ولن يستطيعوا أن يفسروا لأنفسهم
ويقنعوها قبل أن يفسروا لغيرهم ويقنعونهم أن الثلاثة واحد وأن الواحد ثلاثة
ـ كما يزعمون ـ وأنهم متساوون في المجد والقوة مع أن أحدهم يدعى (الأب)
والآخر هو (الابن)!!.
إن
المحتفلين قد تشبهوا بمن يعتقدون أن عيسى عليه السلام هو الرب الذي صُلِبَ
ليخلص البشرية من خطيئة أكل آدم من الشجرة وقد انتقلت تلك الخطيئة لأبناء
آدم بالوراثة حسب زعمهم!!! ولست بصدد بيان عقائد هؤلاء النصارى الضالين،
وقد سبق أن كتبت أيضاً ـ خمس حلقات بهذه الصحيفة بعنوان (قصة المسيح عليه
السلام في القرآن الكريم)، وإنما القصد: النصيحة لمن يقع في هذا المنكر
العظيم بمشاركة النصارى احتفالهم في هذه الأعياد، وأنهم قد أدخلوا أنفسهم
في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن تشبه بقوم فهو منهم)، والمقصود
أيضاً: الإنكار حيث إن إنكار المنكر من أعظم شعائر ديننا العظيم.
إنّ
مشابهتهم من أعظم مظاهر مودتهم ومحبتهم، وهذا يناقض البراءة من الكفر
وأهله، والله تعالى نهى المؤمنين عن مودتهم وموالاتهم، وجعل موالاتهم سبباً
لأن يكون المرء والعياذ بالله منهم؛ يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ
مِنْهُمْ) وقال تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ
كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ
عَشِيرَتَهُمْ) فإن المشابهة تورث المودة والمحبة والموالاة في الباطن، كما
أنّ المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر.
لقد
اتفق أهل العلم على تحريم حضور أعياد الكفار والتشبه بهم فيها، وهو
المعتمد لدى فقهاء المذهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة،
ومن أراد أن يقف على ذلك بتفصيل فلينظر في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم
لابن تيمية، وأحكام أهل الذمة لابن القيم، وغيرهما من الكتب التي بحثت في
هذا الأمر العظيم ونقلت النصوص الشرعية وكلام السلف الصالح والأئمة فيه.
لقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (اجتنبوا أعداء الله في عيدهم) رواه البيهقي.
وثبت
عن ابنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قوله: (من بنى ببلاد الأعاجم فصنع
نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة)
رواه البيهقي.
لقد
قال الإمام مالك رحمه الله: (يكره الركوب معهم في السفن التي يركبونها
لأجل أعيادهم لنزول السخطة واللعنة عليهم)، والكراهة في مصطلح المتقدمين
تطلق أحياناً على كراهة التحريم، وهكذا نقل عنه ابن القاسم وغيره وخطوا
عبارات جليلة في ذلك.
وقال
الذهبي رحمه الله: (فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا
يشاركهم فيه مسلم، كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم).
وقال
ابن تيمية رحمه الله: (لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء ممّا يختص
بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة
من معيشة أو عبادة أو غير ذلك، ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع
بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي
في الأعياد ولا إظهار زينة. وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من
شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام).
وكما
لا يجوز مشاركتهم في أعيادهم فإنه لا يجوز أيضاً تهنئتهم بها لأن تهنئتهم
تتضمن إقرارهم على ما يقومون به من شعائر الكفر، كما لا يجوز الإهداء إليهم
أو قبول هديتهم في تلك الأعياد، وقد سُطِّرَت فتاوى كثيرة لأهل العلم
السابقين والمعاصرين في ذلك.
قال
ابن القيم: ( وأمّا التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق مثل
أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه
فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده
للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل
النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممّن لا قدر للدين عنده يقع في
ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل. فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض
لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة
بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنباً لمقت الله
وسقوطهم من عينه).
أخي
المسلم، أختي المسلمة ألستما ممن يقرأ في القرآن الكريم عن صفات المؤمنين؟
وألستما ممن يطلب أن تتحق فيه تلك الصفات؟ إن من صفات المؤمنين التي وردت
في القرآن الكريم قول الله تعالى: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا
باللغو مروا كراماً) لقد بين بعض المفسرين أن من معاني الزور المذكور في
الآية في قوله تعالى: (لا يشهدون الزور) أي لا يشهدون أعياد الكفار ولا
يحضرونها.
إن
واجب البيان والنصيحة لكل مسلم ومسلمة تقتضي التحذير والتذكير لئلا يقع في
هذا الإثم الكبير والمنكر العظيم ويحتفل بأعياد النصارى بعض المسلمين فإن
ذلك من موجبات سخط الله سبحانه وتعالى ومقته، كما أُذَكِّر كل من عرف الحكم
الشرعي في هذه المسألة وخطورة الوقوع في ذلك أذكرهم بضرورة النصح والتوضيح
والبيان وخطورة كتمان العلم لا سيما فيما يتعلق بأمور الإيمان والتي من
أوثقها وأعظمها: الحب في الله والبغض في الله وهو الولاء والبراء، ونتمنى
أن يكون مجتمعنا في معافاة من هذا الداء الخطير والله الهادي سواء السبيل.
نهاية شهر (ديسمبر) يحتفل النصارى بما يسمى عندهم بعيد (الكريسماس) و(رأس
السنة الميلادية)، والمسيح عليه السلام بريء من أعمالهم ومن أعيادهم، وإن
من المؤسف جداً أن هذه الأعياد التي يحتفل بها النصارى وهي من شعائر دينهم
المحرّف، قد انتقلت إلى كثير من بلاد المسلمين، فإن في بعض البلاد ومنها
بلادنا تزدحم الشوارع والحدائق وتقام الحفلات إظهاراً للفرحة بعيد رأس
السنة الميلادية!! وإنا لله وإنا إليه راجعون. وصدق أبو الوفاء ابن عقيل
عندما قال: (إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى
زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى
مواطأتهم أعداء الشريعة) ويقول ابن تيمية: (إنّ من أصل دروس دين الله
وشرائعه وظهور الكفر والمعاصي التشبه بالكافرين، كما أن أصل كل خير:
المحافظة على سنن الأنبياء وشرائعهم)، ويقصد بدروس الدين أي خفاء تشريعاته
والجهل بأحكامه. وقبل بيان حكم الاحتفال بهذه المناسبة، فإني أوجه السؤال
التالي إلى كل من يشارك النصارى في هذين العيدين أو أحدهما، فأقول: ألم
تعلموا أن نبيكم عليه الصلاة والسلام قد قال: (ومن تشبه بقوم فهو منهم)؟!
والحديث أخرجه الإمام أحمد والطبراني وصححه الألباني
هل
خفي عليكم يا من تحتفلون برأس السنة وعيد الميلاد (الكريسماس) هذا الحديث
الذي قاله نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم؟! وإذا كنتم قد سمعتم بهذا الحديث
فلماذا تُقْدِمون على مشاركة النصارى في عيدهم؟!
إنَّ
(من تشبه بقوم فهو منهم)، فبمن تشبه بمن يحتفل بالكريسماس أو رأس السنة؟!
أيا ترى هل تشبه بالنبي محمد خاتم الأنبياء والمرسلين؟! أم بالصحابة
المكرمين من الأنصار والمهاجرين؟! أم بالتابعين؟! أم بالأئمة المهديين
المقتفين أثر السابقين؟!
والإجابة
معلومة، حتى لدى هؤلاء المحتفلين إنهم قد تشبهوا في ذلك بمن وصفهم الله
تعالى في كتابه وهو الحق المبين بـ (الضالين)، وقد نشرتُ سابقاً ثلاث حلقات
كان عنوانها (مع قول الله تعالى «ولا الضالين»)، إنهم النصارى عبّاد
الصليب وعباد عيسى، إنهم الضالون حقاً، فقد قالوا: (إن الله هو المسيح ابن
مريم ) وقالوا: (إن الله ثالث ثلاثة) ولم ولن يستطيعوا أن يفسروا لأنفسهم
ويقنعوها قبل أن يفسروا لغيرهم ويقنعونهم أن الثلاثة واحد وأن الواحد ثلاثة
ـ كما يزعمون ـ وأنهم متساوون في المجد والقوة مع أن أحدهم يدعى (الأب)
والآخر هو (الابن)!!.
إن
المحتفلين قد تشبهوا بمن يعتقدون أن عيسى عليه السلام هو الرب الذي صُلِبَ
ليخلص البشرية من خطيئة أكل آدم من الشجرة وقد انتقلت تلك الخطيئة لأبناء
آدم بالوراثة حسب زعمهم!!! ولست بصدد بيان عقائد هؤلاء النصارى الضالين،
وقد سبق أن كتبت أيضاً ـ خمس حلقات بهذه الصحيفة بعنوان (قصة المسيح عليه
السلام في القرآن الكريم)، وإنما القصد: النصيحة لمن يقع في هذا المنكر
العظيم بمشاركة النصارى احتفالهم في هذه الأعياد، وأنهم قد أدخلوا أنفسهم
في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن تشبه بقوم فهو منهم)، والمقصود
أيضاً: الإنكار حيث إن إنكار المنكر من أعظم شعائر ديننا العظيم.
إنّ
مشابهتهم من أعظم مظاهر مودتهم ومحبتهم، وهذا يناقض البراءة من الكفر
وأهله، والله تعالى نهى المؤمنين عن مودتهم وموالاتهم، وجعل موالاتهم سبباً
لأن يكون المرء والعياذ بالله منهم؛ يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ
مِنْهُمْ) وقال تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ
كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ
عَشِيرَتَهُمْ) فإن المشابهة تورث المودة والمحبة والموالاة في الباطن، كما
أنّ المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر.
لقد
اتفق أهل العلم على تحريم حضور أعياد الكفار والتشبه بهم فيها، وهو
المعتمد لدى فقهاء المذهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة،
ومن أراد أن يقف على ذلك بتفصيل فلينظر في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم
لابن تيمية، وأحكام أهل الذمة لابن القيم، وغيرهما من الكتب التي بحثت في
هذا الأمر العظيم ونقلت النصوص الشرعية وكلام السلف الصالح والأئمة فيه.
لقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (اجتنبوا أعداء الله في عيدهم) رواه البيهقي.
وثبت
عن ابنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قوله: (من بنى ببلاد الأعاجم فصنع
نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة)
رواه البيهقي.
لقد
قال الإمام مالك رحمه الله: (يكره الركوب معهم في السفن التي يركبونها
لأجل أعيادهم لنزول السخطة واللعنة عليهم)، والكراهة في مصطلح المتقدمين
تطلق أحياناً على كراهة التحريم، وهكذا نقل عنه ابن القاسم وغيره وخطوا
عبارات جليلة في ذلك.
وقال
الذهبي رحمه الله: (فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا
يشاركهم فيه مسلم، كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم).
وقال
ابن تيمية رحمه الله: (لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء ممّا يختص
بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة
من معيشة أو عبادة أو غير ذلك، ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع
بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي
في الأعياد ولا إظهار زينة. وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من
شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام).
وكما
لا يجوز مشاركتهم في أعيادهم فإنه لا يجوز أيضاً تهنئتهم بها لأن تهنئتهم
تتضمن إقرارهم على ما يقومون به من شعائر الكفر، كما لا يجوز الإهداء إليهم
أو قبول هديتهم في تلك الأعياد، وقد سُطِّرَت فتاوى كثيرة لأهل العلم
السابقين والمعاصرين في ذلك.
قال
ابن القيم: ( وأمّا التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق مثل
أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه
فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده
للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل
النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممّن لا قدر للدين عنده يقع في
ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل. فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض
لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة
بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنباً لمقت الله
وسقوطهم من عينه).
أخي
المسلم، أختي المسلمة ألستما ممن يقرأ في القرآن الكريم عن صفات المؤمنين؟
وألستما ممن يطلب أن تتحق فيه تلك الصفات؟ إن من صفات المؤمنين التي وردت
في القرآن الكريم قول الله تعالى: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا
باللغو مروا كراماً) لقد بين بعض المفسرين أن من معاني الزور المذكور في
الآية في قوله تعالى: (لا يشهدون الزور) أي لا يشهدون أعياد الكفار ولا
يحضرونها.
إن
واجب البيان والنصيحة لكل مسلم ومسلمة تقتضي التحذير والتذكير لئلا يقع في
هذا الإثم الكبير والمنكر العظيم ويحتفل بأعياد النصارى بعض المسلمين فإن
ذلك من موجبات سخط الله سبحانه وتعالى ومقته، كما أُذَكِّر كل من عرف الحكم
الشرعي في هذه المسألة وخطورة الوقوع في ذلك أذكرهم بضرورة النصح والتوضيح
والبيان وخطورة كتمان العلم لا سيما فيما يتعلق بأمور الإيمان والتي من
أوثقها وأعظمها: الحب في الله والبغض في الله وهو الولاء والبراء، ونتمنى
أن يكون مجتمعنا في معافاة من هذا الداء الخطير والله الهادي سواء السبيل.
الانتباهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق