(إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) عن تاريخ الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم..د. سعد عبد القادر العاقب - روان للإنتاج الإعلامي والفني
ليست
الإساءة والاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم أمراً مستحدثاً عند الكفار
في عصرنا هذا، بل هي سمة لهم منذ أن بعث الله نبيه ـ عليه الصلاة والسلام ـ
إلى الناس كافة، وقد كتب الله له النصر على هؤلاء المستهزئين في جميع
العصور، فحاق بهم العذاب وصاروا عبرة لغيرهم، لذلك فإن عقوبة المستهزئين
بنبينا في هذه العصر ستحل بهم لأن هذا وعد من الله، فالآية التي اتخذتها
عنواناً لهذا المقال جامعة لأوجه النصرة على أعداء نبينا صلى الله عليه
وسلم، فقد أنطق الله ألسنة المسلمين لتنال من المستهزئين، خاصة الشعراء
الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان يحرضهم على هجاء مشركي قريش،
فهذا حديث في دلائل النبوة للبيهقي: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اهْجُوا قُرَيْشًا فَإِنَّهُ
أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقِ النَّبْلِ» ، وَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ
رَوَاحَةَ، فَقَالَ: «اهْجُهُمْ» فَهَجَاهُمْ، فَلَمْ يَرْضَ، فَأَرْسَلَ
إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ
فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى
هَذَا الْأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ
يُحَرِّكُهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَفْرِيَنَّهُمْ
بِهِ فَرْيَ الْأَدِيمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَا تَعْجَلْ، فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ
بِأَنْسَابِهَا وَإِنَّ لِي فِيهِمْ نَسَبًا حَتَّى يَخْلُصَ لَكَ نَسَبِي»
فَأَتَاهُ حَسَّانُ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ
أُخْلِصَ لَكَ نَسَبُكَ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَأَسُلَّنَّكَ
مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرُ مِنَ الْعَجِينِ، قَالَتْ عَائِشَةُ:
فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
لِحَسَّانَ: «إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ
عَنِ اللهِ وَرَسُولِهِ». وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى»
المستهزئ التائب:
لقد
كان حسان رضي الله عنه يهجو كفار قريش، مثل همزيته التي رد بها على أبي
سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأبو سفيان من الذين سبوا النبي صلى الله
عليه وسلم ثم أسلم وتاب، وذكر الطبري في تاريخه أن أبا سفيان بن الحارث
كَانَ يقود بالنبي صلى الله عليه وسلم بغلته يوم حُنَيْن، وهذه أبياتٌ من
همزية حسان التي رد بها على أبي سفيان هذا:
ألا أبلغْ أبا سفيانَ عني فأنت مجوفٌ نخِبٌ هواءُ
بأن سيوفَنا تركتْكَ عبداً وعبدُ الدارِ سادتُها الإماءُ
هجوتَ محمّدا فأجبتُ عنه ... وعند اللهِ في ذاك الجزاءُ
أتهجوه ولستَ له بكُفءٍ؟ ... فشرُّكُما لخيرِكُما الفداءُ
فإنّ أبي ووالدَه وعِرضِي ... لِعِرضِ محمّدٍ منكم وِقَاء
ومِثْلُ
أبي سفيان بن الحارث عبد الله بن الزِّبَعْرَى بن قيس بن عدي بن سعد بن
سهم الساعدي، فقد ذكر الطبري في كتابه (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم) أن
عبد الله بن الزِّبَعْرَى) كان يهجو أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ ويحرض المشركين على المسلمين في شعره، ويهاجي حسان بن ثابت وغيره
من شعراء المسلمين، ويسير مع قريش حيث سارت لحرب رسول الله صَلى اللهُ
عَلَيه وآله وَسَلَّمَ، فلما دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ مكة عام الفتح هرب حتى انتهى إلى نجران، فدخل حصنها، وقال
لأهلها: أما قريش فقد قتلت ودخل محمد مكة، ونحن نرى أن محمدا سائر إلى
حصنكم، فجعلوا يصلحون ما رث من حصنهم، ويجمعون ماشيته، ثم انحدر ابن
الزبعري إلى النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وقال يعتذر إلى رسول
الله صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ :
مَنَعَ الرُّقَادَ بَلَابِلٌ وَهُمُومُ * وَاللَّيْلُ مُعْتَلِجُ الرِّوَاقِ بَهِيمُ
مِمَّا أَتَانِي أَنَّ أَحْمَدَ لَامَنِي * فِيهِ فَبِتُّ كَأَنَّنِي مَحْمُومُ
يَا خَيْرَ مَنْ حَمَلَتْ عَلَى أَوْصَالِهَا * عَيْرَانَةٌ سُرُحُ الْيَدَيْنِ غَشُومُ
إِنِّي لَمُعْتَذِرٌ إِلَيْكَ مِنَ الَّذِي * أَسْدَيْتُ إِذْ أَنَا فِي الضَّلَالِ أهيم
أَيَّامَ تَأْمُرُنِي بِأَغْوَى خُطَّةٍ * سَهْمٌ وَتَأْمُرَنِي بِهَا مَخْزُومُ
وَأَمُدُّ أَسْبَابَ الرَّدَى وَيَقُودُنِي * أَمْرُ الْغُوَاةِ وأمرهم مشؤوم
فَالْيَوْمَ آمَنَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ * قَلْبِي وَمُخْطِئُ هَذِهِ مَحْرُومُ
مَضَتِ الْعَدَاوَةُ وَانْقَضَتْ أَسْبَابُهَا * وَدَعَتْ أَوَاصِرُ بيننا وحلوم
فاغفر فدى لك والدي كِلَاهُمَا * زَلَلِي فَإِنَّكَ رَاحِمٌ مَرْحُومُ
وَعَلَيْكَ مِنْ عِلْمِ الْمَلِيكِ عَلَامَةٌ * نُورٌ أَغَرُّ وَخَاتَمٌ مَخْتُومُ
أَعْطَاكَ بَعْدَ مَحَبَّةٍ بُرْهَانَهُ * شَرَفًا وَبُرْهَانُ الْإِلَهِ عَظِيمُ
وَلَقَدْ شَهِدْتُ بِأَنَّ دِينَكَ صَادِقٌ * حَقٌّ وأنك في المعاد جَسِيمُ
وَاللَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ أَحْمَدَ مُصْطَفًى * مُسْتَقْبَلٌ فِي الصَّالِحِينَ كَرِيمُ
قَرْمٌ عَلَا بُنْيَانُهُ مِنْ هاشم * فرع تمكن في الذرى وَأُرُومُ
ومثل هذين الشاعرين كعب بن زهير وهو أشهر المعتذرين ولاميته (بانت سعاد) معروفة
عقوبة المستهزئين الذين لم يتوبوا:
وهم
الذين عنتهم الآية (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِين) الحِجْر 59،
وهو نفر من الذين أصروا على الاستهزاء بنبينا الكريم عليه صلوات الله
وتسليمه، فقد حاق بهم العذاب والداء، وذكرهم القرطبي في تفسيره أسماءهم
عندما فسر هذه الآية، وذكرهم البيهقي في السنن الكبرى: (أَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
رَزِينٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِين} {الحجر 95}، قَالَ:
الْمُسْتَهْزِئُونَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ
عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيُّ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ، وَأَبُو
زَمْعَةَ، مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَالْحَارِثُ بْنُ
عَيْطَلٍ السَّهْمِيُّ، وَالْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ
عَلَيْهِ السَّلَامُ شَكَاهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَأَرَاهُ الْوَلِيدَ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْمُغِيرَةِ،
فَأَوْمَأَ جِبْرِيلُ إِلَى أَبْجَلِهِ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟، قَالَ:
كُفِيتُهُ، ثُمَّ أَرَاهُ الْأَسْوَدَ بْنَ الْمُطَّلِبِ فَأَوْمَى
جِبْرِيلُ إِلَى عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟، قَالَ: كُفِيتُهُ،
ثُمَّ أَرَاهُ الْأَسْوَدَ بْنَ عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيَّ فَأَوْمَأَ
إِلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟، قَالَ كُفِيتُهُ، وَمَرَّ بِهِ
الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ فَأَوْمَأَ إِلَى أَخْمَصِهِ، فَقَالَ: مَا
صَنَعْتَ؟، قَالَ: كُفِيتُهُ، فَأَمَّا الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ
فَمَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَهُوَ يَرْيِشُ نَبْلًا لَهُ فَأَصَابَ
أَبْجَلَهُ فَقَطَعَهَا، وَأَمَّا الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ فَعَمِيَ،
فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَمِيَ هَكَذَا وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: نَزَلَ
تَحْتَ سَمُرَةٍ فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا بَنِيَّ أَلَا تَدْفَعُونَ عَنِّي؟
قَدْ قُتِلْتُ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: مَا نَرَى شَيْئًا، فَلَمْ يَزَلْ
كَذَلِكَ حَتَّى عَمِيَتْ عَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ
يَغُوثَ الزُّهْرِيُّ فَخَرَجَ فِي رَأْسِهِ قُرُوحٌ فَمَاتَ مِنْهَا،
وَأَمَّا الْحَارِثُ بْنُ عَيْطَلٍ فَأَخَذَهُ الْمَاءُ الْأَصْفَرُ فِي
بَطْنِهِ حَتَّى خَرَجَ خُرْؤُهُ مِنْ فِيهِ فَمَاتَ مِنْهَا، وَأَمَّا
الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ يَوْمًا إِذْ دَخَلَ فِي
رَأْسِهِ شِبْرِقَةٌ حَتَّى امْتَلَأَتْ مِنْهَا فَمَاتَ مِنْهَا، وَقَالَ
غَيْرُهُ: فَرَكِبَ إِلَى الطَّائِفِ عَلَى حِمَارٍ فَرَبَضَ بِهِ عَلَى
شِبْرِقَةٍ فَدَخَلَتْ فِي أَخْمَصِ قَدَمِهِ شَوْكَةٌ فَقَتَلَتْهُ).
هؤلاء
الأشقياء شهدوا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمنوا به، لكن قوما أشقى
منهم أسلموا ثم استهزؤوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، منهم الوليد
بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أمية، الذي ذكرت كتب السير
والتاريخ فسقه وفجوره، ومع ذلك فقد كان خليفة أمويا يدعوه الناس بأمير
المؤمنين خوفا من بطش بني أمية، ومن أسوأ ما وقع فيه الوليد بن يزيد أنه
مزق المصحف الشريف، والخبر مروِيٌ في كتاب الكامل في التاريخ لعز الدين بن
الأثير وفي تفسير القرطبي، وفي كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن
العماد الحنبلي فقد كان (الوليد يدعى خليع بني مروان، وقرأ ذات يوم)
وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ـ «سورة إبراهيم»: الآية
15، فدعا بالمصحف فنصبه غرضاً للنشّاب وأقبل يرميه وهو يقول:
أتُوْعِدُ كلَّ جبّارٍ عنيدٍ ... فها أنا ذاك جبّارٌ عنيدُ
إذا ما جئتَ ربَّك يوم حشرٍ ... فقل يا ربّ مزَّقَني الوليدُ
وبين يدي ديوانه المطبوع في دمشق سنة 1937م وفيه أبيات في الخمر أنكر فيها الوليد القيامة والجنة :
أدرِ الكأسَ يميناً* لا تُدِرْها ليسارِ
فلقد أيقنتُ أني * غير مبعوثٍ لنارِ
سأرُوضُ الناسَ حتى* يركبوا أَيْرَ الحمارِ
وذروا من يطلبُ الجنَّةَ يسعى في خسارِ
ولا
شك أن نفس الوليد كانت تجيش بالعصبية الأموية والحقد على بني هاشم، وهو
حقد موروث بسبب التنافس على زعامة العرب بين البيتين الهاشمي والأموي، ولما
كانت النبوة في بني هاشم بأمر الله، حقد بعض بني أمية على بني هاشم بسبب
هذه المكانة، فكان الوليد بن يزيد شر بني أمية، فهو بسبب حقده على بني
هاشم؛ أنكر حتى الدين الذي نزل على سيد الخلق محمد بن عبد الله الهاشمي
القرشي، فقد استهزأ هذه الخليفة بالنبي صلى الله عليه وبني هاشم وسلم
فقال:
تلعّبَ بالخلافةَ هاشِميٌّ * بلا وحيٍ أتاهَ ولا كِتابِ
فَقُلْ للهِ يمنعني طعامي * وقل للهِ يمنعني شرابي
يذكُّرُني الحسابَ ولستُ أدري * أحقٌّ ما يقولُ من الحسابِ
ويذكر
ابن العماد الحنبلي أن الوليد لم يُمْهَل بعد قوله هذا إلّا أياما حتّى
قُتِل وأمّ الوليد بنت أخي الحجّاج بن يوسف الثّقفيّة، ويكنى أبا العبّاس.
وقصمه الله وهو ابن سبع وثلاثين سنة. وقيل: اثنتان وأربعون سنة، ودفن بدمشق
بين باب الجابية وباب الصغير. وذكر محمد بن حبيب في كتابه (المُحبَّر) أن
ولاية الوليد كانت سنة وثلاثة أشهر. وكان الذي قتله عبد العزيز بن الحجاج
بن عبد الملك بن مروان، وجهه إليه ابن عمه يزيد بن الوليد ابن عبد الملك.
الذي كان معتزلياً
بعد
هذه المواقف المأثورة من كتب التفسير وصحاح الأحاديث والتاريخ والسير، لا
يشك مؤمن أن الله سيوقع العذاب بالمستهزئين بالنبي صلى الله عليه وسلم كما
وعده في الآية (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِين)، فنسأل الله أن
يُرِيَنا عذابهم ويشفيَ صدور قوم مؤمنين
الإساءة والاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم أمراً مستحدثاً عند الكفار
في عصرنا هذا، بل هي سمة لهم منذ أن بعث الله نبيه ـ عليه الصلاة والسلام ـ
إلى الناس كافة، وقد كتب الله له النصر على هؤلاء المستهزئين في جميع
العصور، فحاق بهم العذاب وصاروا عبرة لغيرهم، لذلك فإن عقوبة المستهزئين
بنبينا في هذه العصر ستحل بهم لأن هذا وعد من الله، فالآية التي اتخذتها
عنواناً لهذا المقال جامعة لأوجه النصرة على أعداء نبينا صلى الله عليه
وسلم، فقد أنطق الله ألسنة المسلمين لتنال من المستهزئين، خاصة الشعراء
الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان يحرضهم على هجاء مشركي قريش،
فهذا حديث في دلائل النبوة للبيهقي: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اهْجُوا قُرَيْشًا فَإِنَّهُ
أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقِ النَّبْلِ» ، وَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ
رَوَاحَةَ، فَقَالَ: «اهْجُهُمْ» فَهَجَاهُمْ، فَلَمْ يَرْضَ، فَأَرْسَلَ
إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ
فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى
هَذَا الْأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ
يُحَرِّكُهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَفْرِيَنَّهُمْ
بِهِ فَرْيَ الْأَدِيمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَا تَعْجَلْ، فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ
بِأَنْسَابِهَا وَإِنَّ لِي فِيهِمْ نَسَبًا حَتَّى يَخْلُصَ لَكَ نَسَبِي»
فَأَتَاهُ حَسَّانُ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ
أُخْلِصَ لَكَ نَسَبُكَ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَأَسُلَّنَّكَ
مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرُ مِنَ الْعَجِينِ، قَالَتْ عَائِشَةُ:
فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
لِحَسَّانَ: «إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ
عَنِ اللهِ وَرَسُولِهِ». وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى»
المستهزئ التائب:
لقد
كان حسان رضي الله عنه يهجو كفار قريش، مثل همزيته التي رد بها على أبي
سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأبو سفيان من الذين سبوا النبي صلى الله
عليه وسلم ثم أسلم وتاب، وذكر الطبري في تاريخه أن أبا سفيان بن الحارث
كَانَ يقود بالنبي صلى الله عليه وسلم بغلته يوم حُنَيْن، وهذه أبياتٌ من
همزية حسان التي رد بها على أبي سفيان هذا:
ألا أبلغْ أبا سفيانَ عني فأنت مجوفٌ نخِبٌ هواءُ
بأن سيوفَنا تركتْكَ عبداً وعبدُ الدارِ سادتُها الإماءُ
هجوتَ محمّدا فأجبتُ عنه ... وعند اللهِ في ذاك الجزاءُ
أتهجوه ولستَ له بكُفءٍ؟ ... فشرُّكُما لخيرِكُما الفداءُ
فإنّ أبي ووالدَه وعِرضِي ... لِعِرضِ محمّدٍ منكم وِقَاء
ومِثْلُ
أبي سفيان بن الحارث عبد الله بن الزِّبَعْرَى بن قيس بن عدي بن سعد بن
سهم الساعدي، فقد ذكر الطبري في كتابه (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم) أن
عبد الله بن الزِّبَعْرَى) كان يهجو أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ ويحرض المشركين على المسلمين في شعره، ويهاجي حسان بن ثابت وغيره
من شعراء المسلمين، ويسير مع قريش حيث سارت لحرب رسول الله صَلى اللهُ
عَلَيه وآله وَسَلَّمَ، فلما دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ مكة عام الفتح هرب حتى انتهى إلى نجران، فدخل حصنها، وقال
لأهلها: أما قريش فقد قتلت ودخل محمد مكة، ونحن نرى أن محمدا سائر إلى
حصنكم، فجعلوا يصلحون ما رث من حصنهم، ويجمعون ماشيته، ثم انحدر ابن
الزبعري إلى النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وقال يعتذر إلى رسول
الله صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ :
مَنَعَ الرُّقَادَ بَلَابِلٌ وَهُمُومُ * وَاللَّيْلُ مُعْتَلِجُ الرِّوَاقِ بَهِيمُ
مِمَّا أَتَانِي أَنَّ أَحْمَدَ لَامَنِي * فِيهِ فَبِتُّ كَأَنَّنِي مَحْمُومُ
يَا خَيْرَ مَنْ حَمَلَتْ عَلَى أَوْصَالِهَا * عَيْرَانَةٌ سُرُحُ الْيَدَيْنِ غَشُومُ
إِنِّي لَمُعْتَذِرٌ إِلَيْكَ مِنَ الَّذِي * أَسْدَيْتُ إِذْ أَنَا فِي الضَّلَالِ أهيم
أَيَّامَ تَأْمُرُنِي بِأَغْوَى خُطَّةٍ * سَهْمٌ وَتَأْمُرَنِي بِهَا مَخْزُومُ
وَأَمُدُّ أَسْبَابَ الرَّدَى وَيَقُودُنِي * أَمْرُ الْغُوَاةِ وأمرهم مشؤوم
فَالْيَوْمَ آمَنَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ * قَلْبِي وَمُخْطِئُ هَذِهِ مَحْرُومُ
مَضَتِ الْعَدَاوَةُ وَانْقَضَتْ أَسْبَابُهَا * وَدَعَتْ أَوَاصِرُ بيننا وحلوم
فاغفر فدى لك والدي كِلَاهُمَا * زَلَلِي فَإِنَّكَ رَاحِمٌ مَرْحُومُ
وَعَلَيْكَ مِنْ عِلْمِ الْمَلِيكِ عَلَامَةٌ * نُورٌ أَغَرُّ وَخَاتَمٌ مَخْتُومُ
أَعْطَاكَ بَعْدَ مَحَبَّةٍ بُرْهَانَهُ * شَرَفًا وَبُرْهَانُ الْإِلَهِ عَظِيمُ
وَلَقَدْ شَهِدْتُ بِأَنَّ دِينَكَ صَادِقٌ * حَقٌّ وأنك في المعاد جَسِيمُ
وَاللَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ أَحْمَدَ مُصْطَفًى * مُسْتَقْبَلٌ فِي الصَّالِحِينَ كَرِيمُ
قَرْمٌ عَلَا بُنْيَانُهُ مِنْ هاشم * فرع تمكن في الذرى وَأُرُومُ
ومثل هذين الشاعرين كعب بن زهير وهو أشهر المعتذرين ولاميته (بانت سعاد) معروفة
عقوبة المستهزئين الذين لم يتوبوا:
وهم
الذين عنتهم الآية (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِين) الحِجْر 59،
وهو نفر من الذين أصروا على الاستهزاء بنبينا الكريم عليه صلوات الله
وتسليمه، فقد حاق بهم العذاب والداء، وذكرهم القرطبي في تفسيره أسماءهم
عندما فسر هذه الآية، وذكرهم البيهقي في السنن الكبرى: (أَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
رَزِينٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِين} {الحجر 95}، قَالَ:
الْمُسْتَهْزِئُونَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ
عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيُّ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ، وَأَبُو
زَمْعَةَ، مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَالْحَارِثُ بْنُ
عَيْطَلٍ السَّهْمِيُّ، وَالْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ
عَلَيْهِ السَّلَامُ شَكَاهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَأَرَاهُ الْوَلِيدَ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْمُغِيرَةِ،
فَأَوْمَأَ جِبْرِيلُ إِلَى أَبْجَلِهِ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟، قَالَ:
كُفِيتُهُ، ثُمَّ أَرَاهُ الْأَسْوَدَ بْنَ الْمُطَّلِبِ فَأَوْمَى
جِبْرِيلُ إِلَى عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟، قَالَ: كُفِيتُهُ،
ثُمَّ أَرَاهُ الْأَسْوَدَ بْنَ عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيَّ فَأَوْمَأَ
إِلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟، قَالَ كُفِيتُهُ، وَمَرَّ بِهِ
الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ فَأَوْمَأَ إِلَى أَخْمَصِهِ، فَقَالَ: مَا
صَنَعْتَ؟، قَالَ: كُفِيتُهُ، فَأَمَّا الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ
فَمَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَهُوَ يَرْيِشُ نَبْلًا لَهُ فَأَصَابَ
أَبْجَلَهُ فَقَطَعَهَا، وَأَمَّا الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ فَعَمِيَ،
فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَمِيَ هَكَذَا وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: نَزَلَ
تَحْتَ سَمُرَةٍ فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا بَنِيَّ أَلَا تَدْفَعُونَ عَنِّي؟
قَدْ قُتِلْتُ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: مَا نَرَى شَيْئًا، فَلَمْ يَزَلْ
كَذَلِكَ حَتَّى عَمِيَتْ عَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ
يَغُوثَ الزُّهْرِيُّ فَخَرَجَ فِي رَأْسِهِ قُرُوحٌ فَمَاتَ مِنْهَا،
وَأَمَّا الْحَارِثُ بْنُ عَيْطَلٍ فَأَخَذَهُ الْمَاءُ الْأَصْفَرُ فِي
بَطْنِهِ حَتَّى خَرَجَ خُرْؤُهُ مِنْ فِيهِ فَمَاتَ مِنْهَا، وَأَمَّا
الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ يَوْمًا إِذْ دَخَلَ فِي
رَأْسِهِ شِبْرِقَةٌ حَتَّى امْتَلَأَتْ مِنْهَا فَمَاتَ مِنْهَا، وَقَالَ
غَيْرُهُ: فَرَكِبَ إِلَى الطَّائِفِ عَلَى حِمَارٍ فَرَبَضَ بِهِ عَلَى
شِبْرِقَةٍ فَدَخَلَتْ فِي أَخْمَصِ قَدَمِهِ شَوْكَةٌ فَقَتَلَتْهُ).
هؤلاء
الأشقياء شهدوا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمنوا به، لكن قوما أشقى
منهم أسلموا ثم استهزؤوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، منهم الوليد
بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أمية، الذي ذكرت كتب السير
والتاريخ فسقه وفجوره، ومع ذلك فقد كان خليفة أمويا يدعوه الناس بأمير
المؤمنين خوفا من بطش بني أمية، ومن أسوأ ما وقع فيه الوليد بن يزيد أنه
مزق المصحف الشريف، والخبر مروِيٌ في كتاب الكامل في التاريخ لعز الدين بن
الأثير وفي تفسير القرطبي، وفي كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن
العماد الحنبلي فقد كان (الوليد يدعى خليع بني مروان، وقرأ ذات يوم)
وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ـ «سورة إبراهيم»: الآية
15، فدعا بالمصحف فنصبه غرضاً للنشّاب وأقبل يرميه وهو يقول:
أتُوْعِدُ كلَّ جبّارٍ عنيدٍ ... فها أنا ذاك جبّارٌ عنيدُ
إذا ما جئتَ ربَّك يوم حشرٍ ... فقل يا ربّ مزَّقَني الوليدُ
وبين يدي ديوانه المطبوع في دمشق سنة 1937م وفيه أبيات في الخمر أنكر فيها الوليد القيامة والجنة :
أدرِ الكأسَ يميناً* لا تُدِرْها ليسارِ
فلقد أيقنتُ أني * غير مبعوثٍ لنارِ
سأرُوضُ الناسَ حتى* يركبوا أَيْرَ الحمارِ
وذروا من يطلبُ الجنَّةَ يسعى في خسارِ
ولا
شك أن نفس الوليد كانت تجيش بالعصبية الأموية والحقد على بني هاشم، وهو
حقد موروث بسبب التنافس على زعامة العرب بين البيتين الهاشمي والأموي، ولما
كانت النبوة في بني هاشم بأمر الله، حقد بعض بني أمية على بني هاشم بسبب
هذه المكانة، فكان الوليد بن يزيد شر بني أمية، فهو بسبب حقده على بني
هاشم؛ أنكر حتى الدين الذي نزل على سيد الخلق محمد بن عبد الله الهاشمي
القرشي، فقد استهزأ هذه الخليفة بالنبي صلى الله عليه وبني هاشم وسلم
فقال:
تلعّبَ بالخلافةَ هاشِميٌّ * بلا وحيٍ أتاهَ ولا كِتابِ
فَقُلْ للهِ يمنعني طعامي * وقل للهِ يمنعني شرابي
يذكُّرُني الحسابَ ولستُ أدري * أحقٌّ ما يقولُ من الحسابِ
ويذكر
ابن العماد الحنبلي أن الوليد لم يُمْهَل بعد قوله هذا إلّا أياما حتّى
قُتِل وأمّ الوليد بنت أخي الحجّاج بن يوسف الثّقفيّة، ويكنى أبا العبّاس.
وقصمه الله وهو ابن سبع وثلاثين سنة. وقيل: اثنتان وأربعون سنة، ودفن بدمشق
بين باب الجابية وباب الصغير. وذكر محمد بن حبيب في كتابه (المُحبَّر) أن
ولاية الوليد كانت سنة وثلاثة أشهر. وكان الذي قتله عبد العزيز بن الحجاج
بن عبد الملك بن مروان، وجهه إليه ابن عمه يزيد بن الوليد ابن عبد الملك.
الذي كان معتزلياً
بعد
هذه المواقف المأثورة من كتب التفسير وصحاح الأحاديث والتاريخ والسير، لا
يشك مؤمن أن الله سيوقع العذاب بالمستهزئين بالنبي صلى الله عليه وسلم كما
وعده في الآية (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِين)، فنسأل الله أن
يُرِيَنا عذابهم ويشفيَ صدور قوم مؤمنين
الانتباهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق