الدكتور الملاكم والرجل العضاض بقلم /أحمد طه الصديق - روان للإنتاج الإعلامي والفني
كتبت
صحيفة «الديلي تليجراف»، الأسبوع الماضي عن جراح بريطاني بارز تم حرمانه
من رخصة مزاولة الطب بعد الكشف عن قيامه بتسديد عشر لكمات قوية لوجه مريض
تحت تأثير التخدير بغرض تصحيح عظمة الوجنة، وأوضحت الصحيفة أن الجراح كان
يحاول تقليل حدة الكسر عندما وضع كرة مطاطية في قبضة يده وقام بتسديد لكمات
على بعد ست بوصات إلى وجه المريض بعد تثبيت رأسه من قبل زميله، وتجدر
الإشارة إلى أن البروفيسور بيكت يعمل مستشاراً في المستشفى الذي حدثت فيه
حادث اللكم.
وبما
أن السلطات الصحية البريطانية لا تتسامح في مثل تلك التجاوزات، فهي لم
تعاقب الطبيب بإيقاف مؤقت، بل قامت بحذفه من سجل الأطباء رغم أنه استشاري
كبير في مجاله.
وأذكر
أن طبيباً سودانياً يعمل ببريطانياً قال لي إن زميله الطبيب السوداني تم
فصله من العمل في بريطانيا عندما قدم بعفوية قرصاً دوائياً «حبة» بيده
للمريض دون ان يستخدم «الجونتي» العازل.
ترى كيف كان سيكون حالنا نحن في السودان لو كنا نطبق تلك العقوبات الصارمة ونحن نشهد العديد من الأخطاء الطبية الفادحة.
لكن
حادثة الطبيب الملاكم ذكرتني بالشاب الذي كان يعالج مرضاه عن طريق العض،
والذي قامت بتوثيق عمليات عضه القوية والدامية الواتساب وغيرها من وسائل
الوسائط الإعلامية الاجتماعية، وأضاف الخبر أنه اتضح من خلال الفيديو
المتداول بأن هناك أعداداً كبيرة من المواطنين محبين جداً للرجل ويثنون
عليه ويشكرونه ويفضلونه على الأطباء بعد أن تسيل دماؤهم من عمليات «العض».
وأشار
الخبر أيضاً إلى أن الرجل المعالج «العضاض» انتقد صحف الخرطوم «الجماعة
بقوا ينبذوا فينا في الجرايد». ويقول «أنا أكره الفخر والظهور لكني عالجت
العديد من الحالات تعاني من السرطان والناسور».
وقال«أن
الواجع الناس هو استغرابهم لطريقة علاجه وأنه كيف يستطيع هذا الزول أن
يمرق المرض من جوه بفمه وأسنانه الشينات ديل»، هذا ما جاء في متن الخبر
المتداول عبر الشبكة العنكبوتية «النت» والواتساب آنذاك، ويبدو أن ارتفاع
فاتورة العلاج التي وصلت إلى الملايين وتحولت العديد من المستوصفات كفنادق
خمس نجوم في أسعارها الفلكية قد يدفع بالكثير جداً من ادعياء العلاج
بابتكار وسائل غريبة ومدهشة ولا يمكن أن تخطر ببال أحد، فمن الذي كان يتوقع
أن يكون العض الذي هو إحدى وسائل الدفاع عن النفس لدى النساء والأطفال
والكلاب وغيرها من الحيوانات أن يغدو وسيلة للعلاج في زمن العلاج بالليزر
والمناظير التلفزيونية، لكن ليس فقط الرجل العضاض من يدعي علاج الأمراض
المستعصية كالسرطان وغيره، فالعديد من العشابين يدعون أنهم يعالجون الأيدز
والسرطان ولستة طويلة من الأمراض لو صح زعمهم لما تزاحم المرضى في القمسيون
الطبي طلباً لأذن العلاج بالخارج، ولما امتلأت المستشفيات المتخصصة بحالات
الإصابة بمرض السرطان.
لكن
المدهش حقاً أنهم رغم هذه الإدعاءات من هؤلاء العشابين ورغم ما يطرحونه من
أدوية من خلطات عشبية متعددة ويعرضونها علناً في الأسواق والمواقف، لكن لم
توقفهم أية جهة للتأكد من استيفائهم للاشتراطات العلمية والصحية في تلك
الأدوية المزعومة، كذلك فالرجل العضاض رغم زبائنه الكثر وأسنانه «الشينة»
كما أسماها هو بنفسه في الفيديو المنسوب إليه، والتي يغرزها بعنف في أقدام
مرضاه بيد أنه ينعم بالزبائن وراحة البال والبنكتوت أيضاً.
ولهذا،
فلن استغرب إذا هاجر إلينا الطبيب الملاكم البريطاني وفتح عيادة في إحدى
الحارات الشعبية يعالج إصابات الملاعب وحوادث السيارات مستخدماً قبضة يده
القوية، لكن هذه المرة فهو لن يحتاج إلى استخدام كرة بلاستيكية واقية كما
فعل في بلده فربما «بعين قوية لبس بكس بتاع حديد وهاك يا لكم وخبط»،
وعندها فإن حاجة الرجبيبة ستقول لجارتها المصابة في فكها بعد وقوعها من
السرير «هسه بوديك لدكتور جون يديك لكمتين يستعدل ليك حنكك ولا عملية ولا
حاجة»، لكن جارتها ستقول «بري لا ما بمشي كان كسر لي حنكي أقبل وين»، لكن
الرجبية ستقول لها «يا عويره الراجل ده عندو بنج وبعد داك كان رفسك ما
بتشعري بحاجة»، وسيتستفيد أصحاب الحافلات وسيطلقون على المحطة اسم د. جون
وسينادي الكمسونجية «يلا جاي يا ناس لكمة حنينة ببنية سنينة».
صحيفة «الديلي تليجراف»، الأسبوع الماضي عن جراح بريطاني بارز تم حرمانه
من رخصة مزاولة الطب بعد الكشف عن قيامه بتسديد عشر لكمات قوية لوجه مريض
تحت تأثير التخدير بغرض تصحيح عظمة الوجنة، وأوضحت الصحيفة أن الجراح كان
يحاول تقليل حدة الكسر عندما وضع كرة مطاطية في قبضة يده وقام بتسديد لكمات
على بعد ست بوصات إلى وجه المريض بعد تثبيت رأسه من قبل زميله، وتجدر
الإشارة إلى أن البروفيسور بيكت يعمل مستشاراً في المستشفى الذي حدثت فيه
حادث اللكم.
وبما
أن السلطات الصحية البريطانية لا تتسامح في مثل تلك التجاوزات، فهي لم
تعاقب الطبيب بإيقاف مؤقت، بل قامت بحذفه من سجل الأطباء رغم أنه استشاري
كبير في مجاله.
وأذكر
أن طبيباً سودانياً يعمل ببريطانياً قال لي إن زميله الطبيب السوداني تم
فصله من العمل في بريطانيا عندما قدم بعفوية قرصاً دوائياً «حبة» بيده
للمريض دون ان يستخدم «الجونتي» العازل.
ترى كيف كان سيكون حالنا نحن في السودان لو كنا نطبق تلك العقوبات الصارمة ونحن نشهد العديد من الأخطاء الطبية الفادحة.
لكن
حادثة الطبيب الملاكم ذكرتني بالشاب الذي كان يعالج مرضاه عن طريق العض،
والذي قامت بتوثيق عمليات عضه القوية والدامية الواتساب وغيرها من وسائل
الوسائط الإعلامية الاجتماعية، وأضاف الخبر أنه اتضح من خلال الفيديو
المتداول بأن هناك أعداداً كبيرة من المواطنين محبين جداً للرجل ويثنون
عليه ويشكرونه ويفضلونه على الأطباء بعد أن تسيل دماؤهم من عمليات «العض».
وأشار
الخبر أيضاً إلى أن الرجل المعالج «العضاض» انتقد صحف الخرطوم «الجماعة
بقوا ينبذوا فينا في الجرايد». ويقول «أنا أكره الفخر والظهور لكني عالجت
العديد من الحالات تعاني من السرطان والناسور».
وقال«أن
الواجع الناس هو استغرابهم لطريقة علاجه وأنه كيف يستطيع هذا الزول أن
يمرق المرض من جوه بفمه وأسنانه الشينات ديل»، هذا ما جاء في متن الخبر
المتداول عبر الشبكة العنكبوتية «النت» والواتساب آنذاك، ويبدو أن ارتفاع
فاتورة العلاج التي وصلت إلى الملايين وتحولت العديد من المستوصفات كفنادق
خمس نجوم في أسعارها الفلكية قد يدفع بالكثير جداً من ادعياء العلاج
بابتكار وسائل غريبة ومدهشة ولا يمكن أن تخطر ببال أحد، فمن الذي كان يتوقع
أن يكون العض الذي هو إحدى وسائل الدفاع عن النفس لدى النساء والأطفال
والكلاب وغيرها من الحيوانات أن يغدو وسيلة للعلاج في زمن العلاج بالليزر
والمناظير التلفزيونية، لكن ليس فقط الرجل العضاض من يدعي علاج الأمراض
المستعصية كالسرطان وغيره، فالعديد من العشابين يدعون أنهم يعالجون الأيدز
والسرطان ولستة طويلة من الأمراض لو صح زعمهم لما تزاحم المرضى في القمسيون
الطبي طلباً لأذن العلاج بالخارج، ولما امتلأت المستشفيات المتخصصة بحالات
الإصابة بمرض السرطان.
لكن
المدهش حقاً أنهم رغم هذه الإدعاءات من هؤلاء العشابين ورغم ما يطرحونه من
أدوية من خلطات عشبية متعددة ويعرضونها علناً في الأسواق والمواقف، لكن لم
توقفهم أية جهة للتأكد من استيفائهم للاشتراطات العلمية والصحية في تلك
الأدوية المزعومة، كذلك فالرجل العضاض رغم زبائنه الكثر وأسنانه «الشينة»
كما أسماها هو بنفسه في الفيديو المنسوب إليه، والتي يغرزها بعنف في أقدام
مرضاه بيد أنه ينعم بالزبائن وراحة البال والبنكتوت أيضاً.
ولهذا،
فلن استغرب إذا هاجر إلينا الطبيب الملاكم البريطاني وفتح عيادة في إحدى
الحارات الشعبية يعالج إصابات الملاعب وحوادث السيارات مستخدماً قبضة يده
القوية، لكن هذه المرة فهو لن يحتاج إلى استخدام كرة بلاستيكية واقية كما
فعل في بلده فربما «بعين قوية لبس بكس بتاع حديد وهاك يا لكم وخبط»،
وعندها فإن حاجة الرجبيبة ستقول لجارتها المصابة في فكها بعد وقوعها من
السرير «هسه بوديك لدكتور جون يديك لكمتين يستعدل ليك حنكك ولا عملية ولا
حاجة»، لكن جارتها ستقول «بري لا ما بمشي كان كسر لي حنكي أقبل وين»، لكن
الرجبية ستقول لها «يا عويره الراجل ده عندو بنج وبعد داك كان رفسك ما
بتشعري بحاجة»، وسيتستفيد أصحاب الحافلات وسيطلقون على المحطة اسم د. جون
وسينادي الكمسونجية «يلا جاي يا ناس لكمة حنينة ببنية سنينة».
الانتباهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق