بمناسبة الانتخابات !!..د. عارف عوض الركابي - روان للإنتاج الإعلامي والفني
تعيش
البلاد هذه الأيام حالات «عرض البضائع» وتقديم المرشحين برامجهم للناخبين
قبيل وقت الانتخابات، وقد تعددت الأحزاب وكثرت، كما أن الطوائف والطرق
والجماعات قد كثرت، وإن كان هذا واقعاً مشاهداً، فهو سنة كونية واقعة، فقد
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذه الأمة سيقع فيها الاختلاف
والافتراق، فقد ورد في صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: «سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة،
سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسَّنة، فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يهلك أمتي
بالغرق، فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها». والسَّنة أي
الجدب والقحط، وأحاديث افتراق الأمة مشتهرة وواضحة ومعلومة، وبيان الشرع
لما يجب على المسلم تجاه ذلك الافتراق وطريق النجاة معلوم أيضاً. وسؤالي
هنا: ما موقف المسلم تجاه هذا الأمر؟!
هل يقر هذا الاختلاف والتحزب؟! كما هو واقع كثيرين!!
أم يؤيده ويرى أنه ظاهرة صحية؟! كما يقوله كثيرون!!
أم يسكت؟! وهو كذلك حال كثيرين!!
وللإجابة
الموفقة المسددة عن هذا التساؤل المهم أقول هنا وفي كل شأن: «إن خير الهدى
هدى محمد صلى الله عليه وسلم»، فإن النبي عليه الصلاة والسلام مع أنه قد
أخبر بوقوع التفرق والتحزب والاختلاف في هذه الأمة، إلا أنه قد بين طريق
النجاة بأدق عبارات التوضيح، وحذَّر أمته حتى تسلك سبيل الهداية وتبتعد عن
طريق الغواية، ودلّهم على طريق السلامة ، عليه الصلاة والسلام.
إن
اعتصام الأمة بكتاب الله الكريم ولزومها السنة الشريفة واجتماعها عليهما،
هو من أعظم أصول الإيمان، ومما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه الكريم
«واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» «ولا تكونوا كالذين تفرقوا
واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات» وهي وصية النبي عليه الصلاة والسلام في
سنته، في أحاديث كثيرة.
إذا
أراد المسلمون: التنمية والاستقرار والرخاء ورغد العيش والأمن والسلام
واجتماع الكلمة والحياة الطيبة والنجاة في الدنيا والآخرة؛ فعليهم أولاً
وقبل كل شيء آخر بالسعي الجاد ليكونوا جماعة واحدة مجتمعة على «الحق»
متمسكة بالكتاب والسنة تعمل وتتواصى به، وأن تنبذ كل الشعارات والولاءات
الحزبية والنعرات والعنصريات الجاهلية والتبعيَّات الطائفية والارتباطات
للمصالح الدنيوية، وكل ما يلقي العداوة والبغضاء بينهم. «لقد كان شعار
المهاجرين في الحروب «عبد الله» وشعار الأنصار «عبد الرحمن». وذلك حتى لا
يتحزب ويتعصب أحد لشيء غير الإسلام والإيمان والسنة وهي التي الأسماء
والأوصاف والحقائق التي جمعت بينهم.
وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: غزونا مع النبي صلى
الله عليه وسلم وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا وكان من المهاجرين
رجل لعاب فكسع أنصارياً، فغضب الأنصاري غضباً شديداً، حتى تداعوا وقال
الأنصاري: يا للأنصار وقال المهاجري: يا للمهاجرين. فخرج النبي صلى الله
عليه وسلم فقال : «ما بال دعوى أهل الجاهلية »؟ ثم قال: « شأنهم»؟ فأخبر
بكسعة المهاجري الأنصاري فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دعوها فإنها
خبيثة». وهو من أبلغ الأحاديث في التحذير من هذا الداء العضال إذ الاعتزاز
يكون بالانتساب لدين الله تعالى، وذم ومقت الانتساب لغير ذلك مما يكون
الدعوة إليه جاهلية مرفوضة، ورغم أن ألفاظ «المهاجرين» و«الأنصار» وردت في
الشرع ومع ذلك كان هذا التحذير العظيم من النبي الكريم عليه الصلاة
والسلام.
فأهمس
في أذن كل مسلم حريص على سلامة دينه، ونجاته في آخرته أن ينأى بنفسه من
الوقوع فيما لا يجوز له شرعاً، ومن ذلك: الولاء والبراء والموالاة
والمعاداة لأجل الحزب، وألا يعادي لأجل الحزب أو زعيمه أو القائمين عليه
وأن لا يوالي على ذلك. بل عليه أن يحب في الله ويبغض في الله وهذا أوثق عرى
الإيمان كما أخبر بذلك الصادق المصدوق سيّد ولد عدنان. قال شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله: «وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته
يوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينصب لهم كلاماً
يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا فعل
أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة، يوالون
به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون». وإن واجب النصيحة يوجب قول هذا
الكلام في خضم هذه المناسبات، إذ يبرأ ــ كلُّ من يتجرَّد لاتباع الكتاب
والسنة يبرأ إلى الله تعالى من هذا التحزب والتفرق على هذه الأسماء
والأحزاب والشعارات، ويبرأ من نتائجه وثماره التي تزيد الأمة وهناً وتفككاً
وضعفاً، وأملنا في الله تعالى كبير بأن يستجيب دعاءنا ويؤلف بين قلوب
المسلمين ويجمع كلمتهم على الحق، حتى يفوزوا برضاه ونصرته إنه هو القوي
العزيز سبحانه، فإن الفرقة والنزاع نتيجتهما معروفة وهي: الفشل، قال الله
تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».
يقول
الله تعالى: «إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم
من بعده». أهمس في أذن كل من اجتهد للفوز وحرص على الأسباب الدنيوية فأقول
له: إن كلام الله وخبره حق وصدق ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،
فإن كنت مع الله كان الله معك، وإن نصرت الله وكتابه ودينه وسنة رسوله
نصرك الله، وإن علقت آمالك كلها على هؤلاء المخلوقين الضعاف فإنهم مهما
بلغوا ومهما بذلوا فإنهم لن ينفعوك مثقال ذرة إن أراد الله تعالى خذلانك،
أوالتخلى عنك، فــ«لله الأمر من قبل ومن بعد» «ولينصرن الله من ينصره إن
الله لقوي عزيز» و«إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم»، ونصرته سبحانه
بنصرة دينه وكتابه وسنة رسوله، والسعي الجاد في القول والفعل لأن يعبد الله
وحده سبحانه وتعالى ولا يشرك به شيئاً وأداء الأمانة العظيمة التي سيسأل
عنها الله رب العالمين ومالك يوم الدين كلَّ من تقلّد مسؤولية كبيرة كانت
أم صغيرة.
ولي
مقال سابق منشور بهذه الصحيفة بعنوان: «المدة التي يحكم فيها الرئيس» في
التأصيل الشرعي لبعض ما له صلة مما ورد في هذا المقال أرجو الاطلاع عليه
على هذا الرابط: :http://cutt.us/rov5y
البلاد هذه الأيام حالات «عرض البضائع» وتقديم المرشحين برامجهم للناخبين
قبيل وقت الانتخابات، وقد تعددت الأحزاب وكثرت، كما أن الطوائف والطرق
والجماعات قد كثرت، وإن كان هذا واقعاً مشاهداً، فهو سنة كونية واقعة، فقد
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذه الأمة سيقع فيها الاختلاف
والافتراق، فقد ورد في صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: «سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة،
سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسَّنة، فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يهلك أمتي
بالغرق، فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها». والسَّنة أي
الجدب والقحط، وأحاديث افتراق الأمة مشتهرة وواضحة ومعلومة، وبيان الشرع
لما يجب على المسلم تجاه ذلك الافتراق وطريق النجاة معلوم أيضاً. وسؤالي
هنا: ما موقف المسلم تجاه هذا الأمر؟!
هل يقر هذا الاختلاف والتحزب؟! كما هو واقع كثيرين!!
أم يؤيده ويرى أنه ظاهرة صحية؟! كما يقوله كثيرون!!
أم يسكت؟! وهو كذلك حال كثيرين!!
وللإجابة
الموفقة المسددة عن هذا التساؤل المهم أقول هنا وفي كل شأن: «إن خير الهدى
هدى محمد صلى الله عليه وسلم»، فإن النبي عليه الصلاة والسلام مع أنه قد
أخبر بوقوع التفرق والتحزب والاختلاف في هذه الأمة، إلا أنه قد بين طريق
النجاة بأدق عبارات التوضيح، وحذَّر أمته حتى تسلك سبيل الهداية وتبتعد عن
طريق الغواية، ودلّهم على طريق السلامة ، عليه الصلاة والسلام.
إن
اعتصام الأمة بكتاب الله الكريم ولزومها السنة الشريفة واجتماعها عليهما،
هو من أعظم أصول الإيمان، ومما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه الكريم
«واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» «ولا تكونوا كالذين تفرقوا
واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات» وهي وصية النبي عليه الصلاة والسلام في
سنته، في أحاديث كثيرة.
إذا
أراد المسلمون: التنمية والاستقرار والرخاء ورغد العيش والأمن والسلام
واجتماع الكلمة والحياة الطيبة والنجاة في الدنيا والآخرة؛ فعليهم أولاً
وقبل كل شيء آخر بالسعي الجاد ليكونوا جماعة واحدة مجتمعة على «الحق»
متمسكة بالكتاب والسنة تعمل وتتواصى به، وأن تنبذ كل الشعارات والولاءات
الحزبية والنعرات والعنصريات الجاهلية والتبعيَّات الطائفية والارتباطات
للمصالح الدنيوية، وكل ما يلقي العداوة والبغضاء بينهم. «لقد كان شعار
المهاجرين في الحروب «عبد الله» وشعار الأنصار «عبد الرحمن». وذلك حتى لا
يتحزب ويتعصب أحد لشيء غير الإسلام والإيمان والسنة وهي التي الأسماء
والأوصاف والحقائق التي جمعت بينهم.
وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: غزونا مع النبي صلى
الله عليه وسلم وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا وكان من المهاجرين
رجل لعاب فكسع أنصارياً، فغضب الأنصاري غضباً شديداً، حتى تداعوا وقال
الأنصاري: يا للأنصار وقال المهاجري: يا للمهاجرين. فخرج النبي صلى الله
عليه وسلم فقال : «ما بال دعوى أهل الجاهلية »؟ ثم قال: « شأنهم»؟ فأخبر
بكسعة المهاجري الأنصاري فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دعوها فإنها
خبيثة». وهو من أبلغ الأحاديث في التحذير من هذا الداء العضال إذ الاعتزاز
يكون بالانتساب لدين الله تعالى، وذم ومقت الانتساب لغير ذلك مما يكون
الدعوة إليه جاهلية مرفوضة، ورغم أن ألفاظ «المهاجرين» و«الأنصار» وردت في
الشرع ومع ذلك كان هذا التحذير العظيم من النبي الكريم عليه الصلاة
والسلام.
فأهمس
في أذن كل مسلم حريص على سلامة دينه، ونجاته في آخرته أن ينأى بنفسه من
الوقوع فيما لا يجوز له شرعاً، ومن ذلك: الولاء والبراء والموالاة
والمعاداة لأجل الحزب، وألا يعادي لأجل الحزب أو زعيمه أو القائمين عليه
وأن لا يوالي على ذلك. بل عليه أن يحب في الله ويبغض في الله وهذا أوثق عرى
الإيمان كما أخبر بذلك الصادق المصدوق سيّد ولد عدنان. قال شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله: «وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته
يوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينصب لهم كلاماً
يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا فعل
أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة، يوالون
به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون». وإن واجب النصيحة يوجب قول هذا
الكلام في خضم هذه المناسبات، إذ يبرأ ــ كلُّ من يتجرَّد لاتباع الكتاب
والسنة يبرأ إلى الله تعالى من هذا التحزب والتفرق على هذه الأسماء
والأحزاب والشعارات، ويبرأ من نتائجه وثماره التي تزيد الأمة وهناً وتفككاً
وضعفاً، وأملنا في الله تعالى كبير بأن يستجيب دعاءنا ويؤلف بين قلوب
المسلمين ويجمع كلمتهم على الحق، حتى يفوزوا برضاه ونصرته إنه هو القوي
العزيز سبحانه، فإن الفرقة والنزاع نتيجتهما معروفة وهي: الفشل، قال الله
تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».
يقول
الله تعالى: «إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم
من بعده». أهمس في أذن كل من اجتهد للفوز وحرص على الأسباب الدنيوية فأقول
له: إن كلام الله وخبره حق وصدق ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،
فإن كنت مع الله كان الله معك، وإن نصرت الله وكتابه ودينه وسنة رسوله
نصرك الله، وإن علقت آمالك كلها على هؤلاء المخلوقين الضعاف فإنهم مهما
بلغوا ومهما بذلوا فإنهم لن ينفعوك مثقال ذرة إن أراد الله تعالى خذلانك،
أوالتخلى عنك، فــ«لله الأمر من قبل ومن بعد» «ولينصرن الله من ينصره إن
الله لقوي عزيز» و«إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم»، ونصرته سبحانه
بنصرة دينه وكتابه وسنة رسوله، والسعي الجاد في القول والفعل لأن يعبد الله
وحده سبحانه وتعالى ولا يشرك به شيئاً وأداء الأمانة العظيمة التي سيسأل
عنها الله رب العالمين ومالك يوم الدين كلَّ من تقلّد مسؤولية كبيرة كانت
أم صغيرة.
ولي
مقال سابق منشور بهذه الصحيفة بعنوان: «المدة التي يحكم فيها الرئيس» في
التأصيل الشرعي لبعض ما له صلة مما ورد في هذا المقال أرجو الاطلاع عليه
على هذا الرابط: :http://cutt.us/rov5y
الانتباهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق