البحث عن ضحية بقلم /داليا الياس - روان للإنتاج الإعلامي والفني
قد
أتفاجأ هذا العام بحلول عيد الأضحى المبارك.. في محاولة نفسية للهروب من
التزاماته العصية.. رغم إيماني المطلق بواقعه كفريضة ومناسبة دينية وروحية
عظيمة.. لكن الوقائع تؤكد أن حجم المعاناة فيه كبير، وإن كانت كلها لخير
بأجر كبير.
كلنا
الآن ماضون في رحلة البحث عن ضحية.. قد تعرف بالأضحية لغوياً وعرفياً
وفقهياً.. ولكن الضحية الحقيقية هي المواطن.. هذا المسكين الرازح تحت وطأة
مسؤولياته الجسام.. الذي ينام ويصحو على الهموم والكبد.. الذي تستعصي عليه
الإجابة إذا سألته أو سأل نفسه كيف يتمكن من البقاء على قيد الحياة وإبقاء
الأفواه المعني بإطعامها على قيد الشبع بهذا الدخل المحدود والحيل المهدود
والأسى المقيم والخوف من المجهول؟ وتبقى الإجابة الوحيدة المتفق عليها
(الله كريم).. تلك العبارة التي نبرر بها الحيرة.. ونحرض بها الصبر..
ونستعين بها على التشبث بالأمل.. ونصد بها المتسولين برفق ونحن نكاد نلحقها
بعبارة (كلنا في الهوا سوا) وفايتنكم بس بالصبر!
لن
أتحدث عن رفع الدعم الذي رفعت أقلامنا عنه.. ولكني أود أن أبحث عن العلاقة
المباشرة أو غير المباشرة بينه وبين ارتفاع أسعار الخراف الطردي ككل عام!
الدعم الذي رفع عن المحروقات يلقي بظلاله على المأكولات لدواع النقل
والترحيل.. فهل للأمر علاقة مباشرة بالبرسيم؟! ولماذا يمعن تجار الماشية في
استغلالنا مجردين من أي رحمة تتناسب وقداسة المناسبة وتفاصيل حكايتها..
أقول هذا وأعلم أنهم بالضرورة يعانون.. وإن هذا الموسم يعد بالنسبة لهم
التوقيت الذي يجنون فيه خراج العام وقد يظلون يقتاتون منه حتى العام
القادم.. ولكني كنت أنتظر منا جميعاً أن نتراحم.. أن نترفق ببعضنا كمواطنين
من مختلف الفئات طالما عجزت الحكومة عن رحمتنا.. أنتظر أن نقدر أوضاعنا
العامة والخاصة، وألا نترك أنفسنا لتدور بنا دوائر التضحية، فيكون كل منا
ضحية للآخر.. سائقو المركبات ضحية أصحاب محطات الوقود.. وأولئك ضحية أصحاب
المخابز والتجار.. وجميعنا ضحية الموردين والرأسمالية.. وكلنا نقع تحت مظلة
عجز أولي الأمر عن الإصلاح ومنحنا الحد الأدنى من الرفاهية!
إن
ضحية هذا العام أن يكون بأي حال هو الخروف.. الضحية الفعلية هو المشتري..
هو المواطن المسلم.. الذي يحيا صراعاً بين إمكانياته وإيمانياته وأحياناً
الضغوط الاجتماعية والأسرية السالبة التي تمارس ضده!
هذا
حتماً له وجه مشرق.. فسيشعر بعضنا بشعور سيدنا إسماعيل عليه السلام.. سوى
إنه كان عظيم الإيمان والرضا.. ولكنا الآن من الجزع والهلع والجشع بمكان..
والله المستعان..
وتبقى
القضية الأبرز.. والسؤال الأهم.. حتى متى ستظل كل تفاصيل حياتنا تشكل
علينا ضغوطاً متتابعة على كافة الأصعدة؟ علماً بأن أبناءنا يشكلون علينا
ورقة ضغط قوية جداً لا سبيل لمقاومتها أو التحايل عليها في ظل آفاقهم
المنفتحة وإلمامهم الواسع ومعرفتهم الدقيقة.. لم يعد بإمكانك التحايل عليهم
أو زجرهم، وإلا أنك ستعاني الأمرين من نظراتهم وعتابهم الظاهر والخفي وحتى
تأنيبهم المغلف، مما يشعرك بالعجز والحرج!!
إذن،
نحن ضحايا هذا العام بكل المقاييس.. وسنظل ضحايا كل عام ما لم نجد حلاً
جذرياً لمشاكلنا الاقتصادية التي ندفع ثمنها في كل شيء دون أن يشعر بنا أحد
أو يفتدينا بكبش أقرن.. وحالما فكرنا في تخفيف حد الأضحية تساءلنا كيف
سنعبر الصراط يومها؟ فلا خيار سوى الأضحية.
تلويح:
برغم الضغوطات الجسام.. أنتم الخير لكل عام.. لكم المودة والاحترام.. والعافية وحسن الختام.
اليوم التالى
أتفاجأ هذا العام بحلول عيد الأضحى المبارك.. في محاولة نفسية للهروب من
التزاماته العصية.. رغم إيماني المطلق بواقعه كفريضة ومناسبة دينية وروحية
عظيمة.. لكن الوقائع تؤكد أن حجم المعاناة فيه كبير، وإن كانت كلها لخير
بأجر كبير.
كلنا
الآن ماضون في رحلة البحث عن ضحية.. قد تعرف بالأضحية لغوياً وعرفياً
وفقهياً.. ولكن الضحية الحقيقية هي المواطن.. هذا المسكين الرازح تحت وطأة
مسؤولياته الجسام.. الذي ينام ويصحو على الهموم والكبد.. الذي تستعصي عليه
الإجابة إذا سألته أو سأل نفسه كيف يتمكن من البقاء على قيد الحياة وإبقاء
الأفواه المعني بإطعامها على قيد الشبع بهذا الدخل المحدود والحيل المهدود
والأسى المقيم والخوف من المجهول؟ وتبقى الإجابة الوحيدة المتفق عليها
(الله كريم).. تلك العبارة التي نبرر بها الحيرة.. ونحرض بها الصبر..
ونستعين بها على التشبث بالأمل.. ونصد بها المتسولين برفق ونحن نكاد نلحقها
بعبارة (كلنا في الهوا سوا) وفايتنكم بس بالصبر!
لن
أتحدث عن رفع الدعم الذي رفعت أقلامنا عنه.. ولكني أود أن أبحث عن العلاقة
المباشرة أو غير المباشرة بينه وبين ارتفاع أسعار الخراف الطردي ككل عام!
الدعم الذي رفع عن المحروقات يلقي بظلاله على المأكولات لدواع النقل
والترحيل.. فهل للأمر علاقة مباشرة بالبرسيم؟! ولماذا يمعن تجار الماشية في
استغلالنا مجردين من أي رحمة تتناسب وقداسة المناسبة وتفاصيل حكايتها..
أقول هذا وأعلم أنهم بالضرورة يعانون.. وإن هذا الموسم يعد بالنسبة لهم
التوقيت الذي يجنون فيه خراج العام وقد يظلون يقتاتون منه حتى العام
القادم.. ولكني كنت أنتظر منا جميعاً أن نتراحم.. أن نترفق ببعضنا كمواطنين
من مختلف الفئات طالما عجزت الحكومة عن رحمتنا.. أنتظر أن نقدر أوضاعنا
العامة والخاصة، وألا نترك أنفسنا لتدور بنا دوائر التضحية، فيكون كل منا
ضحية للآخر.. سائقو المركبات ضحية أصحاب محطات الوقود.. وأولئك ضحية أصحاب
المخابز والتجار.. وجميعنا ضحية الموردين والرأسمالية.. وكلنا نقع تحت مظلة
عجز أولي الأمر عن الإصلاح ومنحنا الحد الأدنى من الرفاهية!
إن
ضحية هذا العام أن يكون بأي حال هو الخروف.. الضحية الفعلية هو المشتري..
هو المواطن المسلم.. الذي يحيا صراعاً بين إمكانياته وإيمانياته وأحياناً
الضغوط الاجتماعية والأسرية السالبة التي تمارس ضده!
هذا
حتماً له وجه مشرق.. فسيشعر بعضنا بشعور سيدنا إسماعيل عليه السلام.. سوى
إنه كان عظيم الإيمان والرضا.. ولكنا الآن من الجزع والهلع والجشع بمكان..
والله المستعان..
وتبقى
القضية الأبرز.. والسؤال الأهم.. حتى متى ستظل كل تفاصيل حياتنا تشكل
علينا ضغوطاً متتابعة على كافة الأصعدة؟ علماً بأن أبناءنا يشكلون علينا
ورقة ضغط قوية جداً لا سبيل لمقاومتها أو التحايل عليها في ظل آفاقهم
المنفتحة وإلمامهم الواسع ومعرفتهم الدقيقة.. لم يعد بإمكانك التحايل عليهم
أو زجرهم، وإلا أنك ستعاني الأمرين من نظراتهم وعتابهم الظاهر والخفي وحتى
تأنيبهم المغلف، مما يشعرك بالعجز والحرج!!
إذن،
نحن ضحايا هذا العام بكل المقاييس.. وسنظل ضحايا كل عام ما لم نجد حلاً
جذرياً لمشاكلنا الاقتصادية التي ندفع ثمنها في كل شيء دون أن يشعر بنا أحد
أو يفتدينا بكبش أقرن.. وحالما فكرنا في تخفيف حد الأضحية تساءلنا كيف
سنعبر الصراط يومها؟ فلا خيار سوى الأضحية.
تلويح:
برغم الضغوطات الجسام.. أنتم الخير لكل عام.. لكم المودة والاحترام.. والعافية وحسن الختام.
اليوم التالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق