الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

نيويورك.. العالم في مطبخ السياسة!! بقلم الصادق الرزيقي - روان للإنتاج الإعلامي والفني

نيويورك.. العالم في مطبخ السياسة!! بقلم الصادق الرزيقي - روان للإنتاج الإعلامي والفني



الطقس
الدافئ والشمس الساطعة في نيويورك هذه الأيام، لا يشيران إلى أن الدورة
«69» للجمعية العامة للأمم المتحدة ستكون ساخنة تعج بالخلافات الدولية،
وتكتظ شوارع «منهاتن» هذه الأيام بحركة الوفود الدولية ورؤساء الدول
والحكومات، ويدب نشاط مكثف في البعثات الدائمة للبلدان الأعضاء، فهذه
يتمحور موضوعها الرئيس حول «تحقيق الأجندة التنموية لما بعد 2015م» وهي
مواصلة ما اتفق عليه العالم في الأهداف التنموية للألفية التي ولدت في
سبتمبر عام 2000م، وتسعى المنظمة الدولية لصياغة هذه الأهداف والأجندات
كمبادئ عامة تحدد توجهات والتزامات الدول لتنفيذها، وعليها تبني وتحديد
معايير وكيفيات تقديم المعونات والتعاون الفني والمساعدات بين الأمم
المتحدة والدول الأعضاء الفقيرة، والدول الغنية والأخرى المعدمة التي تمد
قصعاتها طلباً للمساعدة.

>
ويبدو أن الأجندة السياسية الساخنة في هذه الدورة، قد وضعت أقدامها على
حواف وهوامش خطابات رؤساء الدول والحكومات وبشكل طفيف للغاية، فالتركيز كما
يبدو الآن في نيويورك لا يتعدى القضايا الملحة للموضوع الرئيس، لكن لا
يمكن سلخها في النهاية من الأبعاد والمواقف السياسية، وسبقت انطلاق الدورة
التي تبدأ اليوم الأربعاء بالنقاش العام، عدة اجتماعات مهمة رفيعة المستوى،
بدأت يوم «22» سبتمبر باجتماعات نظمها المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم
المتحدة حول السكان، واجتماعات السكان الأصليين وأوضاعهم في العالم وكيفية
تنفيذ الإعلان العالمي لحقوق السكان الأصليين الذي اعتمدته الأمم المتحدة
في سبتمبر 2007م، وهدف هذه الاجتماعات تضمين قضايا السكان والسكان الأصليين
في أجندات الألفية لما بعد عام 2015م، وتم بالفعل أمس الأول اعتماد وثيقة
ختامية دعت لإدماج السكان الأصليين في الحياة السياسية والاجتماعية وغيرها
في دولهم، والدعوة لتضمين قضاياهم في أجندات التنمية لما بعد 2015م، وهي
إنهاء التهميش وصيانة حقوقهم الإنسانية ووضع اعتبار للغاتهم الأصلية
وخدماتهم الصحية والتعليمية.

>
وحضر بعض رؤساء الدول والحكومات والوفود أمس «23» سبتمبر، قمة المناخ،
التي تناقش قضايا المناخ والبيئة والالتزامات الدولية حول هذا القضية التي
تؤرق مضجع العالم، وتعارض بعض الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة التوجهات
الرئيسة في قمة المناخ، ولهذا السبب لم يحضر هذه القمة الرئيس الأمريكي
باراك أوباما رغم وجوده في نيويورك منذ الإثنين الماضي، ولا تبدي بلدان
غربية حماساً كبيراً لمناقشة هذه القضايا التي تلقي عليها بمسؤوليات
والتزامات ضخمة، وقد استطاعت الدول الغربية الغنية وضع معالجات وحلول ذاتية
أو عبر تعاونها مع بعضها البعض في تجاوز مثل هذه الهموم.

>
أما اليوم الأربعاء.. فإن الدورة ستبدأ وسط تراخي العصب السياسي العالمي
إلا من هموم شرق أوسطية، وحسب التقليد المتبع في الأمم المتحدة منذ تأسيسها
ستفتتح بخطاب البرازيل الذي تقدمه رئيستها، ولعل السبب في افتتاح أية دورة
للجمعية العامة بخطاب رئيس البرازيل يعود إلى أن مبنى الأمم المتحدة
الحالي صممه مهندس برازيلي عام 1947م وانتهى العمل فيه عام 1952م، ويقع في
«39» طابقاً على ضفاف النهر الشرقي بنيويورك، واستطاع بهذا الإنجاز إهداء
بلده شرف افتتاح كل دورة للجمعية العامة بخطاب رئيس البرازيل، والمبنى نفسه
يشهد لأول مرة بعد خمس سنوات انعقاد الجمعية العامة، حيث جرت صيانته،
واستمرت الصيانة عدة سنوات كانت تعقد فيها الاجتماعات في قاعات بديلة.

>
ووسط الأجواء العامة هنا يتوقع أن تكون خطابات رؤساء الدول والحكومات
والوفود مركزة بالكامل على الأوضاع في بلادهم، وإيضاح مواقفهم من بعض
القضايا الدولية الساخنة، لكن تركيزهم الرئيس سيكون على الأجندات التنموية
لما بعد 2015م، غير أن هناك قضايا ذات أهمية خاصة بالنسبة للولايات المتحدة
وصويحباتها الأوروبيات ستكون هي المحاور الرئيسة في خطاب الرئيس الامريكي
باراك أوباما اليوم، فقضية الحرب على تنظيم الدول الإسلامية وفي سوريا
والعراق «داعش»، والأوضاع في اليمن وسوريا وأوكرانيا، من أهم ما يتضمنه
خطاب أوباما وخطابات قادة الدول الغربية التي تنصب كل انشغالاتها حول قضايا
السلم والأمن الدوليين، ولا تلغي بالاً لسواها.

>
أما السودان فإن خطابه سيقدمه السيد وزير الخارجية الأستاذ علي كرتي يوم
«29» من الشهر الجاري، ويقدم من خلاله شرحاً للأوضاع في البلاد بالتركيز
على صناعة السلام والحوار الوطني والمجتمعي وجهود الحكومة في وقف الحرب
والتفاوض مع حاملي السلاح وتناول قضية العقوبات المفروضة عليه وأزمة الديون
التي يوجد فيها التزام دولي، ومدى تأثير العقوبات والديون في الوضع
الاقتصادي والاجتماعي، ومواقف السودان من القضايا الدولية والإقليمية خاصة
علاقاته مع دول الجوار وسعيه لمعالجة الأزمة في دولة جنوب السودان عبر
موقعه في هيئة «الإيقاد».


الإنتباهة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق