الاثنين، 20 أكتوبر 2014

ألاعيب شركات التدخين بقلم/د.محمد عبدالله الريح - روان للإنتاج الإعلامي والفني

ألاعيب شركات التدخين بقلم/د.محمد عبدالله الريح - روان للإنتاج الإعلامي والفني



الأمر
الذي كان يزعجني في زيارتي لأسطنبول في تركيا هو رائحة الدخان. وكأنما
المدينة كلها قد تحولت لسيجارة ضخمة وهناك عملاق يدخنها. الكبير الصغيرــ
المرأة الصبية ــ البنات اليافعات جميع سائقي التاكسي والبصات والحافلات
الجميع يدخنون. غير أني عندما كنت في زيارة صديق تركي في إسطنبول الشرقية
لاحظت أنه ربما كان التركي الوحيد الذي لا يدخن. ولكن عجبي زال عندما أبديت
له ملاحظتي تلك فقال:

ـ
أنا أيضاً كنت أدخن وبشراهة ربما أكثر من 60 سيجارة يومياً إلى أن كان ذات
يوم أديت فيه صلاة الجمعة في مسجد سلطان أحمد. وعندما فرغ الإمام من
الصلاة دنوت منه ثم قلت له:

ــ يا مولانا الإمام... هل السجائر حرام أم حلال؟
ــ رد عليّ قائلاً:
ــ السجاير حلال.
ــ قلت: ولكن بعض الناس يقولون إنه حرام؟
ــ قال: وأنا أقول إنه حلال.. ويمكنك الآن أن تدخن إذا أردت.
ــ قلت: أين؟
ــ قال: هنا.
ــ قلت بفزع: لا.. لا يمكن أن أدخن هنا.
ــ قال: ولماذا؟
ــ قلت: هذا مكان طاهر.. ولا يمكن أن أدخن داخل المسجد.
ــ قال: الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «جعلت لي الأرض مسجداً»... فأين ستسجر؟ إلا في كوكب آخر.
ووصلتني الرسالة ومن يومها تركت التدخين.
والتوعية
والتبصير بأمور الدين والاستقامة والتقوى هي الأسلوب الأمثل لمكافحة
التدخين على المستوى الفردي. ولكن شركات التدخين تنتهج أساليب غاية في
المكر والدهاء لتتغلغل في ثنيات ومزاج الشعوب. فمثلاً : بمجرد حصول الشركة
على الإذن الذي يسمح لها بإقامة مصانع لإنتاج السجائر تقوم بتعيين أعداد
كبيرة من العاملين وتجزل لهم الرواتب العالية والحوافز والمنح، وهذا يكوّن
خط دفاعها الأول. فإذا قامت جهة ما وطالبت بإغلاق تلك المصانع فهناك مئات
الآلاف من العاملين أصحاب المصلحة الحقيقية في استمرار إنتاج السجائر وإلا
تعطل كل ذلك الجيش الجرار من العاملين. ويصبح المصنع واقعاً في حياة كل شعب
وسنداً حقيقياً لميزان المدفوعات.

شركات
التدخين تنخرط في منح كوتات من المنتج لكبار موظفي الدولة الذين يبيعون
التصديقات ويتحصلون على أموال ليس لأحد أن يعترض عليها أو يسأل عن كنهها.

كل
تلك الممارسات الغرض منها أن تجد شركات التدخين مكاناً داخل حزمة المزاج
الوطني، وتجد من يدافعون عنها وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً. لقد فطنت كثير
من الدول لتلك الألاعيب وسنت من القوانين ما يحجم التدخين كسلوك ضار
بالمجتمع وببنيه وعدته للمستقبل.

وصلتني رسالة من قارئة في صفحة الفيس بوك الخاصة بي تقول فيها:

الله يمتعك بالعافية والصحة يابروف، أنا ساكنة في العمارات الاستثمارية
الغرب القسم الشرقي ومنطقتنا فيها «4» فنادق وجوارنا واحد منها، المهم كل
هذه الفنادق فيها أوكار للشيشة بسميها وكر لأنهم بجوا يختبئوا فيها ويشربوا
الشيشة وكميات عجيبة وكل العربات الواقفة هنا من أرقى العربات معناها كل
أثرياء العاصمة أو قل أكثرهم يتناولون هذه المصيبة الحلت علينا، وما كانت
موجودة في سوداننا من قبل. المهم في الأمر نحن تعبنا من الدخان السالب
وبدخل علينا بكميات كبيرة أنا من حساسية الصدر بقيت استعمل بخاخ كورتزون
والله ومعنا صغار وكمان ده سكننا، ما عارفين نروح منهم وين نسأل الله
السلامة يارب.

زينب عبد الرازق حسين جعفر
تعليق:
لك
الله أيتها الأخت الفاضلة ومن معك من الجيران. ومن سخرية القدر أن هناك
قانوناً لا يسمح بتعاطي الشيشة في الأماكن العامة. ومثله مثل أي قانون لا
تسنده إرادة حقيقية تهمها صحة المواطنين، فإن ذلك القانون بقي وسيبقى
معطلاً لأن هذا عام الرمادة التدخيني.


الإنتباهة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق