وفي «عاشوراء» ثواب واقتداء.. وولاء وبراء د. عارف عوض الركابي - روان للإنتاج الإعلامي والفني
استقبلنا
شهر الله المُحرّم وقد ثبت في فضائله أنّ »أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله
المحرّم«، وفيه يوم «عاشوراء» وهو اليوم العاشر من شهر المحرم، وسيصوم ـ
بتوفيق الله تعالى ـ ذلك اليوم كثير من المسلمين من الرجال والنساء والشباب
والفتيات بل حتى الصغار كما أصبحنا نشاهد ذلك ولله الحمد، وصيام المسلمين
ليوم عاشوراء هو استجابة منهم لما جاء في الأحاديث الصحيحة ومنها ما ورد في
حديث أبي قتادة رضي الله عنه: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن
صيام عاشوراء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «احتسب على الله أن يكفِّر
السنة التي قبله» رواه مسلم في صحيحه.
وفي
صيام المسلمين لذلك اليوم تحقيق لمبدأ عظيم وأصل جليل أرساه الإسلام ألا
وهو: «الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين»، فإن هذا اليوم هو اليوم الذي
أنجى الله فيه نبيه وكليمه موسى عليه السلام ومن آمن معه من بني إسرائيل،
وأهلك فيه عدوه فرعون، وقد جاء في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
قال: « قدم النبي صلى الله عليه وسلم فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقـال: ما
هذا؟ فقالوا: يوم صالح نجى الله فيه موسى عليه السلام وبني إسرائيل من
عدوهم، فصامه موسى عليه السلام، فقال: أنا أحق بموسى منكم، فصامه صلى الله
عليه وسلم وأمر بصيامه» رواه البخاري ومسلم.
فإن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم وأمته هم أولى بموسى من أولئك اليهود
المغضوب عليهم بسبب كفرهم بالله وتحريفهم لكلامه وعدائهم وقتلهم للأنبياء
وغير ذلك مما عرفوا به على مدى التاريخ.
وقد
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصوم ذلك اليوم بل كان صومه واجباً قبل أن
يفرض صيام شهر رمضان، فلما فرض صوم رمضان بقي الحكم على الاستحباب والندب.
وإعمالاً
لأصل مبدأ البراءة من الكفار والمشركين ولأن البراءة من دينهم وكفرهم
تقتضي مخالفتهم فيما اختصوا به، ومخالفة الكفار فيما هو من خصائصهم من
الأصول المقرّرة في دين الإسلام، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد حث على
صوم يوم قبله أو بعده، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عباس رضي
الله عنهما وفيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لئن بقيت إلى قابل
لأصومنَّ التاسع» رواه مسلم.. أي مع العاشر، مخالفة لليهود لأنهم يصومون
العاشر فقط.
إن
الولاء والبراء هو أوثق عرى الإيمان، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم
موالاته هو وأمته لموسى عليه السلام ، واستقر التشريع باستحباب صوم هذا
اليوم، والمشروع هو صوم يوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده، وليس هناك أعمال
أخرى يخص بها هذا اليوم، ونبرأ من طريقة أهل البدع ومنهم الرافضة «الشيعة»
الذين يجعلونه يوماً لضرب الخدود وشق الجيوب وإسالة الدماء بدعوى الحزن على
مقتل الحسين رضي الله عنه، وقد أساءت ولا تزال أفعالهم الهمجية تسيء
للمسلمين، والإسلام بريء من ذلك.
إننا
نتبع النبي صلى الله عليه وسلم فيما شرع «وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي
يوحى»، وإن موسى قد أرسله الله تعالى للدعوة إلى عبادة الله وحده والإيمان
به سبحانه وتعالى وأن الله تعالى هو الرب الخالق المستحق للعبادة وحد لا
شريك له، وهي دعوة جميع المرسلين والنبيين عليهم الصلاة والسلام.
وإن
كان ما قال النبي صلى الله عليه وسلم واضحاً في بيان الموالاة والمحبة
لنبي الله موسى عليه السلام ومن آمن معه ، والبراءة من فرعون وما كان عليه
من الكفر، إلا أننا وبالنظر في تفاصيل ما صار في ذلك اليوم، يلفت أنظارنا
تأمل البراءة العظيمة التي حصلت من أولئك السحرة الذين جمّعهم فرعون لنصرته
وإعانته على هزيمة موسى عليه السلام، فإنهم لما رأوا آية الله تعالى في
تلك العصا التي انقلبت إلى حية عظيمة ولقفت ما صنعوا، أعلنواـ وبكل صراحة
ووضوح ــ إيمانهم بدعوة موسى عليه السلام من الإيمان بالله تعالى وجهروا
بموالاته ونصرته وبراءتهم من فرعون وكفره وعمله وعملهم الذي كانوا عليه ،
فقد قالوا له: «لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت
قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا» وقد قال الله عنهم: «فألقي السحرة سجداً
قالوا آمنا برب هارون وموسى».
وهكذا
ينبغي على المسلم والمسلمة أن يستشعرا الدروس العظيمة في مثل هذه المواقف،
ويجب علينا جميعاً أن نقتدي بمن أمرنا الله بالاقتداء بهم، وأن نحقق مبدأ
الولاء للمؤمنين والبراءة من المشركين.
إن ثوابًا جزيلاً من الرب الكريم وُعِد به من يصوم هذا اليوم.. وما أشد حاجتنا إلى الأعمال الصالحة واغتنام فرص كسب الثواب!!
وتظهر
هذه الحاجة بعلمنا أننا أقصر الأمم أعماراً!! وهي حقيقة معلومة، ولما كانت
هذه الأمة هي أفضل الأمم وخيرها كما قال تعالى: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ..» ، فقد عوضنا الله تعالى عن هذا القصر في الأعمار
أن جعل لنا وأكرمنا بمواسم للخيرات، اختصت بأن الأعمال الصالحة فيها يكون
لها من المزايا ما ليس في سواها، ومن أمثلة ذلك: شهر رمضان وفيه ليلة
القدر، والليالي العشر الأخيرة منه، وصيام يوم عرفة لغير الحاج، وصيام يوم
عاشوراء، وصيام الستة أيام من شوال، وغير ذلك من الأيام التي اختصت بمزايا،
وكذا الأماكن التي اختصها الشرع بمزايا كالصلاة في البيت الحرام والمسجد
النبوي والمسجد الأقصى.
والمؤسف
أن بعض من حولنا لا يحرصون على هذه المواسم من مواسم الخير.. وإن من أسباب
عدم حرص الكثيرين: عدم معرفة ما ورد من الشرع في فضائل هذه المواسم وما
اختصت به من أجور وثواب، ومن الأسباب أيضاً ضعف الهمم في تحصيل ما ينفع هذه
النفس في الدنيا والآخرة، ومن تلك الأسباب الافتتان بالدنيا وكثرة
المغريات والملهيات، وغير ذلك من أسباب.
ولذلك
فإنه لابد من نشر العلم في هذه المسائل المهمة والتذكير بها، وهذا من
النصح الذي ينبغي أن يهدى لجميع من نحبهم ونحب لهم الخير، فليستجب كل مسلم
ومسلمة لهذه الأحاديث النبوية الكريمة التي جاءت عمن اتصف بالشفقة على أمته
والرحمة بها والحرص على الخير لها قال تعالى: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ
مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ».. ولنقتدي به في شفقته وحرصه على الخير
بنشر فضائل هذه المواسم المباركة =..
والموفق من وفقه الله.
شهر الله المُحرّم وقد ثبت في فضائله أنّ »أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله
المحرّم«، وفيه يوم «عاشوراء» وهو اليوم العاشر من شهر المحرم، وسيصوم ـ
بتوفيق الله تعالى ـ ذلك اليوم كثير من المسلمين من الرجال والنساء والشباب
والفتيات بل حتى الصغار كما أصبحنا نشاهد ذلك ولله الحمد، وصيام المسلمين
ليوم عاشوراء هو استجابة منهم لما جاء في الأحاديث الصحيحة ومنها ما ورد في
حديث أبي قتادة رضي الله عنه: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن
صيام عاشوراء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «احتسب على الله أن يكفِّر
السنة التي قبله» رواه مسلم في صحيحه.
وفي
صيام المسلمين لذلك اليوم تحقيق لمبدأ عظيم وأصل جليل أرساه الإسلام ألا
وهو: «الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين»، فإن هذا اليوم هو اليوم الذي
أنجى الله فيه نبيه وكليمه موسى عليه السلام ومن آمن معه من بني إسرائيل،
وأهلك فيه عدوه فرعون، وقد جاء في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
قال: « قدم النبي صلى الله عليه وسلم فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقـال: ما
هذا؟ فقالوا: يوم صالح نجى الله فيه موسى عليه السلام وبني إسرائيل من
عدوهم، فصامه موسى عليه السلام، فقال: أنا أحق بموسى منكم، فصامه صلى الله
عليه وسلم وأمر بصيامه» رواه البخاري ومسلم.
فإن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم وأمته هم أولى بموسى من أولئك اليهود
المغضوب عليهم بسبب كفرهم بالله وتحريفهم لكلامه وعدائهم وقتلهم للأنبياء
وغير ذلك مما عرفوا به على مدى التاريخ.
وقد
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصوم ذلك اليوم بل كان صومه واجباً قبل أن
يفرض صيام شهر رمضان، فلما فرض صوم رمضان بقي الحكم على الاستحباب والندب.
وإعمالاً
لأصل مبدأ البراءة من الكفار والمشركين ولأن البراءة من دينهم وكفرهم
تقتضي مخالفتهم فيما اختصوا به، ومخالفة الكفار فيما هو من خصائصهم من
الأصول المقرّرة في دين الإسلام، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد حث على
صوم يوم قبله أو بعده، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عباس رضي
الله عنهما وفيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لئن بقيت إلى قابل
لأصومنَّ التاسع» رواه مسلم.. أي مع العاشر، مخالفة لليهود لأنهم يصومون
العاشر فقط.
إن
الولاء والبراء هو أوثق عرى الإيمان، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم
موالاته هو وأمته لموسى عليه السلام ، واستقر التشريع باستحباب صوم هذا
اليوم، والمشروع هو صوم يوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده، وليس هناك أعمال
أخرى يخص بها هذا اليوم، ونبرأ من طريقة أهل البدع ومنهم الرافضة «الشيعة»
الذين يجعلونه يوماً لضرب الخدود وشق الجيوب وإسالة الدماء بدعوى الحزن على
مقتل الحسين رضي الله عنه، وقد أساءت ولا تزال أفعالهم الهمجية تسيء
للمسلمين، والإسلام بريء من ذلك.
إننا
نتبع النبي صلى الله عليه وسلم فيما شرع «وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي
يوحى»، وإن موسى قد أرسله الله تعالى للدعوة إلى عبادة الله وحده والإيمان
به سبحانه وتعالى وأن الله تعالى هو الرب الخالق المستحق للعبادة وحد لا
شريك له، وهي دعوة جميع المرسلين والنبيين عليهم الصلاة والسلام.
وإن
كان ما قال النبي صلى الله عليه وسلم واضحاً في بيان الموالاة والمحبة
لنبي الله موسى عليه السلام ومن آمن معه ، والبراءة من فرعون وما كان عليه
من الكفر، إلا أننا وبالنظر في تفاصيل ما صار في ذلك اليوم، يلفت أنظارنا
تأمل البراءة العظيمة التي حصلت من أولئك السحرة الذين جمّعهم فرعون لنصرته
وإعانته على هزيمة موسى عليه السلام، فإنهم لما رأوا آية الله تعالى في
تلك العصا التي انقلبت إلى حية عظيمة ولقفت ما صنعوا، أعلنواـ وبكل صراحة
ووضوح ــ إيمانهم بدعوة موسى عليه السلام من الإيمان بالله تعالى وجهروا
بموالاته ونصرته وبراءتهم من فرعون وكفره وعمله وعملهم الذي كانوا عليه ،
فقد قالوا له: «لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت
قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا» وقد قال الله عنهم: «فألقي السحرة سجداً
قالوا آمنا برب هارون وموسى».
وهكذا
ينبغي على المسلم والمسلمة أن يستشعرا الدروس العظيمة في مثل هذه المواقف،
ويجب علينا جميعاً أن نقتدي بمن أمرنا الله بالاقتداء بهم، وأن نحقق مبدأ
الولاء للمؤمنين والبراءة من المشركين.
إن ثوابًا جزيلاً من الرب الكريم وُعِد به من يصوم هذا اليوم.. وما أشد حاجتنا إلى الأعمال الصالحة واغتنام فرص كسب الثواب!!
وتظهر
هذه الحاجة بعلمنا أننا أقصر الأمم أعماراً!! وهي حقيقة معلومة، ولما كانت
هذه الأمة هي أفضل الأمم وخيرها كما قال تعالى: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ..» ، فقد عوضنا الله تعالى عن هذا القصر في الأعمار
أن جعل لنا وأكرمنا بمواسم للخيرات، اختصت بأن الأعمال الصالحة فيها يكون
لها من المزايا ما ليس في سواها، ومن أمثلة ذلك: شهر رمضان وفيه ليلة
القدر، والليالي العشر الأخيرة منه، وصيام يوم عرفة لغير الحاج، وصيام يوم
عاشوراء، وصيام الستة أيام من شوال، وغير ذلك من الأيام التي اختصت بمزايا،
وكذا الأماكن التي اختصها الشرع بمزايا كالصلاة في البيت الحرام والمسجد
النبوي والمسجد الأقصى.
والمؤسف
أن بعض من حولنا لا يحرصون على هذه المواسم من مواسم الخير.. وإن من أسباب
عدم حرص الكثيرين: عدم معرفة ما ورد من الشرع في فضائل هذه المواسم وما
اختصت به من أجور وثواب، ومن الأسباب أيضاً ضعف الهمم في تحصيل ما ينفع هذه
النفس في الدنيا والآخرة، ومن تلك الأسباب الافتتان بالدنيا وكثرة
المغريات والملهيات، وغير ذلك من أسباب.
ولذلك
فإنه لابد من نشر العلم في هذه المسائل المهمة والتذكير بها، وهذا من
النصح الذي ينبغي أن يهدى لجميع من نحبهم ونحب لهم الخير، فليستجب كل مسلم
ومسلمة لهذه الأحاديث النبوية الكريمة التي جاءت عمن اتصف بالشفقة على أمته
والرحمة بها والحرص على الخير لها قال تعالى: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ
مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ».. ولنقتدي به في شفقته وحرصه على الخير
بنشر فضائل هذه المواسم المباركة =..
والموفق من وفقه الله.
الانتباهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق