الأربعاء، 13 مايو 2015

التفاعل مع حملات القضاء على الظواهر السالبة بشارع النيل..د. عارف عوض الركابي - روان للإنتاج الإعلامي والفني

التفاعل مع حملات القضاء على الظواهر السالبة بشارع النيل..د. عارف عوض الركابي - روان للإنتاج الإعلامي والفني





قرأنا
في بعض الصحف الصادرة يوم أمس صدور حزمة من القرارات بمحلية الخرطوم من
ضمنها عمل حملات مكثفة لضبط الظواهر السالبة بشارع النيل وحظر الجلوس في
الأماكن المظلمة ووقوف السيارات في المناطق المهجورة حول الشارع وإغلاق
جميع المنازل المشبوهة، وهذه قرارات تستحق أن تجد الدعم من عامة الناس
ومختلف شرائح المجتمع، ولما كانت المهمة والمسؤولية مشتركة بين الجميع
وللتذكير بالتفاعل مع هذه الحملات فإني أقول: لا يخفى أن محاولات العلاج
لن تؤتي ثمارها المرجوّة حتى يكون هناك: أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، فكيف
يعرف كثيرٌ من الفتيات أن أفعالهن خاطئة وتصرفاتهن مخالفة دون أن يكون
هناك نهي عما يظهر منهن من منكرات؟! وكيف يقوم كثيرٌ من أولياء الأمور
بواجبهم تجاه بناتهم ونسائهن دون أن يؤمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر؟!
وأظن أني لست بحاجة إلى بيان أهمية »الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر« في
علاج وتغيير حال المظهر العام. والواقع مؤلم ـ بل مؤلم جداً ـ فإن غياب
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أبرز الأسباب لواقع المظهر العام، فقد
غاب الإنكار والنصح إلا من رحم الله، وهو قليل بل أقل من القليل.

فتيات
يمشين متسكعات ولابسات للبس فاضح ويمشين أمام الآلاف، ولا أحد يقول لهن
(اتقين الله)!!، ينظر إليهن الكبير الهَرِم والشاب والرجل والمرأة والعالم
وصاحب الشهادة... وباختصار قل (كل) فئات المجتمع، ولا ينكر أحدٌ منهم عليهن
ولو بأدنى كلمة مناسبة. فتاة في سن العشرين أو أقل من ذلك بل ربما في
السادسة عشرة يقف لها شاب (مجرم) بسيارته وتركب معه في الكرسي الأمامي
وتنطلق السيارة... وعشرات من بني الإنسان السوداني ينظرون وكأن شيئاً لم
يحدث، ومناظر أخرى، بل محلات للشيشة!! وجلسات تحت الأشجار المظلمة في
الجامعات ومناظر ومناظر وربما القارئ يعلم عنها الكثير، ولكن لا أحد يقول
شيئاً، والذي يقال في هذا الجانب هو من أحاديث المجالس، يتفكه بها أصحاب
المجالس!! فكيف سيتغير الحال؟! هل ننتظر ملائكة من السماء تنزل فتخبر هؤلاء
الفتيات المنحرفات في سلوكهن بما يجب عليهن؟! أم ننتظر مصلحين من بلاد
أخرى يأتوننا فيخطئون هذه التصرفات؟! فإن الدين قد كمل والإسلام قد تم
والنبي صلى الله عليه وسلم قد أشهد الله تعالى أنه بلغ الرسالة وكان يقول
في حجة الوداع: (ألا هل بلغت اللهم فاشهد). ألا فليقم الجميع بما أوجب الله
تعالى عليهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأسلوب الشرعي وبالحكمة
والموعظة وبالتي هي أحسن، ولنحيي هذه الشعيرة العظيمة، لتقل المنكرات
وليدفع عن الناس الباطل، وليرحمنا الخالق سبحانه وتعالى. ولتؤدى هذه
الشعيرة على المستوى الرسمي الحكومي وغير الحكومي، فهذه بلاد مسلمة
والمحافظة على شعائر الإسلام فيها هو أول وآكد وأعظم الواجبات. إن موضوع
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موضوع عظيم، جدير بالعناية؛ لأن في تحقيقه
مصلحة الأمة ونجاتها، وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير، واختفاء
الفضائل، وظهور الرذائل والعياذ بالله.. وقد أوضح الله جل وعلا في كتابه
العظيم منزلته في الإسلام، وبيّن سبحانه أن منزلته عظيمة، حتى إنه سبحانه
في بعض الآيات قدمه على الإيمان، الذي هو أصل الدين وأساس الإسلام، كما في
قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَت لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
ولا نعلم السر في هذا التقديم، إلا عظم شأن هذا الواجب، وما يترتب عليه من
المصالح العظيمة العامة، ولا سيما في هذا العصر، فإن حاجة المسلمين
وضرورتهم إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شديدة؛ لظهور مثل هذه
الأخطاء والممارسات المخالفة للشرع في كثير من الجوانب. وقد كان المسلمون
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أصحابه وفي عهد السلف الصالح يعظمون
هذا الواجب، ويقومون به خير قيام، فالضرورة إليه بعد تلك العهود أشد وأعظم،
لكثرة الجهل وقلة العلم وغفلة الكثير من الناس عن هذا الواجب العظيم. وفي
عصرنا هذا صار الأمر أشد، والخطر أعظم، لانتشار الشرور والفساد، وكثرة
دعاة الباطل، وقلة دعاة الخير في غالب البلاد، مع انعكاس في المفاهيم لدى
الكثيرين!! إذ صار التبرج والعري والاختلاط وقلة الحياء من (التقدم
والحضارة)!! عند من انتكست فطرتهم، و«إنا لله وإنا إليه راجعون».
الانتباهة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق