ادفع أي ثمن - روان للإنتاج الإعلامي والفني
-العنوان: ادفع أي ثمن (الجشع، السلطة، وحرب لا نهاية لها)
-المؤلف: جيمس رايزن
-عدد الصفحات: 285
-الناشر: هوتون ميفلين هاركورتا
-تاريخ النشر: أكتوبر/تشرين الأول 2014
إنه
يرى أن الإدارة الأميركية قد تخلت عن أهم ما يميز المجتمع الأميركي الذي
يشكل سابقة بين مجتمعات العالم في نموذج الانفتاح الذي يمثله، مقابل إشباع
حالة أمنية تتربص لتهديد مجهول الهوية وغير محدد المعالم والمصدر. ويعود
رايزن إلى دروس التاريخ الأميركي حين حذر الرئيس الأميركي الأسبق دوايت
أيزنهاور من طغيان صناعة الأمن القومي على الصناعة العسكرية نفسها، وهو ما
ينعكس سلبا على المناخ الأميركي وطبيعة حياة الأميركيين عامة.
يشير
رايزن إلى أن أميركا التي تخوض حربا غير منتهية على الإرهاب منذ ما ينيف
على عقد من الزمن، تسعى لأن تصنع أعداء لها في كل مكان بينما لا تعد بأي
نوع مرتقب من السلام.
ويوثق
بالأرقام والمعلومات المستقاة من سجلات الحكومة الأميركية العلنية الهدر
في الإنفاق على هذه الحرب التي لا عنوان لها سوى ملاحقة المجهول، هذا إلى
جانب التكاليف المستورة والتي لم يعلن عنها، في جملة من الانتهاكات
الإدارية من سوء تداول الأموال إلى إساءة استعمال السلطة و تخريب لطبيعة
الحياة الأميركية وأسلوب الحياة والتعامل المالي وإلزامية كشف الحقائق.
ويخلص
رايزن إلى أن الانتهاكات الرسمية الحكومية التي حدثت تحت غطاء محاربة
الإرهاب وقواه المنتشرة في العالم تعد من أبشع صور الفساد الحكومي والمالي
والإداري الذي شهدته الولايات المتحدة الأميركية في تاريخها المعاصر، وأنه
قد آن الأوان للكشف عن هذه التجاوزات التي كلفت أميركا الكثير من حرياتها
المدنية ومصداقية قراراتها السياسية التي أصبحت موضع أخذ ورد ليس فقط في
الداخل الأميركي بل في العالم.
"ليس رايزن الوحيد الذي أثار مسألة الهدر المالي والمبالغ الهائلة التي
أنفقت في الحرب على الإرهاب، إلا أنه استطاع في كتابه هذا أن يجمع أرقاما
دقيقة عن مليارات الدولارات التي أزهقت في هذه الحرب الغامضة"
وليس
رايزن الوحيد الذي أثار مسألة الهدر المالي والمبالغ الهائلة التي أنفقت
في الحرب على الإرهاب في ردود فعل مبالغ بها وغير مسؤولة على تنظيم
القاعدة، إلا أن رايزن استطاع في كتابه هذا أن يجمع أرقاما دقيقة عن
مليارات الدولارات التي أزهقت في هذه الحرب الغامضة.
وحين
يركز رايزن على الهدر المالي فإنه يشير إلى الهدر السياسي أيضا الذي أصاب
المنظومة السياسية الأميركية في عقر الدار الأميركي. إنها ببساطة قصة مقلقة
للتربح من الحرب وملاحقة الطموحات الشخصية وغياب المساءلة والمحاسبة
ودائما طغيان السرية في سابقة على المجتمع والسياسة الأميركية لم تشهدها
قبل حرب العراق وذيولها المروعة.
ويكشف
الكتاب ما أفاد به المفتش العام الأميركي المختص بإعادة إعمار العراق،
ستيوارت بوين، أن مساعدات أميركية لإعادة الإعمار تتراوح قيمتها بين ثلاثة
وخمسة مليارات دولار أهدرت منذ عام 2003، وأن المبالغ المهدرة كانت قد وظفت
في مشاريع فاشلة لم توظف بشكل جيد في العراق تصل إلى ما بين 15 و20% من 21
مليار دولار، وهي قيمة صندوق إغاثة وإعادة إعمار العراق الذي أسسه
الكونغرس بعد اجتياح العراق.
ويأخذنا
رايزن عبر الأرقام في رحلة من الأسئلة المشروعة والتي هي من حق كل مواطن
أميركي، كيف تم إنفاق عشرين مليار دولار أميركي أرسلت إلى العراق بدون أن
ترفق بإشراف دقيق على الإنفاق على عادة الأميركيين، أو أن يكون هناك برنامج
واضح ومحدد لكيفية إنفاقها. معظم هذه الأموال تم نقلها من شرق راثرفورد في
ولاية نيوجرسي على شكل رزم من فئة المائة دولار النقدي، وتم توزيع هذه
الأموال نقدا بحسب الرغبة.
"يرى رايزن أنه لا بد من مساءلة الرئيسين أوباما وبوش عن سوء الإدارة
والتخطيط والإنفاق في الفترة التي حكما فيها وكان عنوانها مكافحة الإرهاب،
العنوان الأعرض في السياسية الأميركية الحالية"
وحتى
هذا اليوم لا يزال مبلغ 11.7 مليار دولار مفقودا يعتقد أن معظمه انتهى في
حسابات بنكية خاصة، كما يبدو أن ملياري دولار مخبأة في لبنان. ويعلق رايزن
قائلا: "لا يمكنني أن أتخيل ماذا كان باستطاعة هذه الأموال أن تفعل وأن
تغير في حيات المشردين في أميركا الذين لا دخل لهم ولا بيت يأويهم، أو كم
كان يمكنها أن تساهم في تطوير المناطق النامية في أميركا التي تحتاج إلى
الخدمات والدعم لتحسين ظروف حياة السكان".
ويرى
رايزن أنه لا بد للرئيسين باراك أوباما وجورج دابليو بوش من أن يواجها
مساءلة كاملة عن سوء الإدارة والتخطيط والإنفاق في الفترة التي حكما بها
وكان عنوانها مكافحة الإرهاب، العنوان الأعرض في السياسية الأميركية
الحالية.
كتاب
جدير بالقراءة كونه يورد أحداثا ومعلومات موثقة ومدعومة بالأرقام
والإحصاءات والمراجع الرسمية للأساليب التي تمت بواسطتها إدارة العمليات
العسكرية في العراق وما ساندها من أموال تم ضخها للتنمية والتدريب وإعادة
مأسسة إدارات الدولة وفي مقدمتها الجيش العراقي، والذي أبرزت الحرب على
تنظيم الدولة في العراق الآن تردي الحالة التنظيمية والتدريبية والتسليحية
لصفوفه رغم كل الأموال التي صرفت على تسليحه وتدريبه، مما يؤكد نظرية سوء
الإدارة والهدر، بل الفساد المالي الذي تتقاسم مسؤوليته الولايات المتحدة
والحكومات العراقية المتعاقبة.
المصدر : الجزيرة
عرض/مرح البقاعي
هذا
كتاب قيم تصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعات لأشهر عديدة في الولايات
المتحدة، وصدر بنسخة مكتوبة وأخرى صوتية على نظام "أم بي ثري" السمعي.
ويضع
مؤلفه الكاتب، جيمس رايزن، المرآة في وجه سياسيات الولايات المتحدة
الأميركية بإداراتها المتعاقبة، جمهورية كانت أم ديمقراطية، وذلك منذ أحداث
11 سبتمبر/أيلول 2001 حتى يومنا هذا، أي على فترة زمنية تقارب 13 عاما.
وجيمس
رايزن هو صحافي وكاتب معروف في جريدة نيويورك تايمز، يعمل في صحافة
الاستقصاء والتوثيق، وهو حائز على جائزة بوليتزر العريقة في الصحافة. يوثق
رايزن في كتابه هذا للمرحلة التي تلت هجمات سبتمبر/أيلول على الولايات
المتحدة في نيويورك وواشنطن، وكيف تأثرت مجريات الحياة الأميركية واتجهت في
السياق المغلوط إثر هذه الضربات.
هذا
كتاب قيم تصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعات لأشهر عديدة في الولايات
المتحدة، وصدر بنسخة مكتوبة وأخرى صوتية على نظام "أم بي ثري" السمعي.
ويضع
مؤلفه الكاتب، جيمس رايزن، المرآة في وجه سياسيات الولايات المتحدة
الأميركية بإداراتها المتعاقبة، جمهورية كانت أم ديمقراطية، وذلك منذ أحداث
11 سبتمبر/أيلول 2001 حتى يومنا هذا، أي على فترة زمنية تقارب 13 عاما.
وجيمس
رايزن هو صحافي وكاتب معروف في جريدة نيويورك تايمز، يعمل في صحافة
الاستقصاء والتوثيق، وهو حائز على جائزة بوليتزر العريقة في الصحافة. يوثق
رايزن في كتابه هذا للمرحلة التي تلت هجمات سبتمبر/أيلول على الولايات
المتحدة في نيويورك وواشنطن، وكيف تأثرت مجريات الحياة الأميركية واتجهت في
السياق المغلوط إثر هذه الضربات.
-العنوان: ادفع أي ثمن (الجشع، السلطة، وحرب لا نهاية لها)
-المؤلف: جيمس رايزن
-عدد الصفحات: 285
-الناشر: هوتون ميفلين هاركورتا
-تاريخ النشر: أكتوبر/تشرين الأول 2014
إنه
يرى أن الإدارة الأميركية قد تخلت عن أهم ما يميز المجتمع الأميركي الذي
يشكل سابقة بين مجتمعات العالم في نموذج الانفتاح الذي يمثله، مقابل إشباع
حالة أمنية تتربص لتهديد مجهول الهوية وغير محدد المعالم والمصدر. ويعود
رايزن إلى دروس التاريخ الأميركي حين حذر الرئيس الأميركي الأسبق دوايت
أيزنهاور من طغيان صناعة الأمن القومي على الصناعة العسكرية نفسها، وهو ما
ينعكس سلبا على المناخ الأميركي وطبيعة حياة الأميركيين عامة.
يشير
رايزن إلى أن أميركا التي تخوض حربا غير منتهية على الإرهاب منذ ما ينيف
على عقد من الزمن، تسعى لأن تصنع أعداء لها في كل مكان بينما لا تعد بأي
نوع مرتقب من السلام.
ويوثق
بالأرقام والمعلومات المستقاة من سجلات الحكومة الأميركية العلنية الهدر
في الإنفاق على هذه الحرب التي لا عنوان لها سوى ملاحقة المجهول، هذا إلى
جانب التكاليف المستورة والتي لم يعلن عنها، في جملة من الانتهاكات
الإدارية من سوء تداول الأموال إلى إساءة استعمال السلطة و تخريب لطبيعة
الحياة الأميركية وأسلوب الحياة والتعامل المالي وإلزامية كشف الحقائق.
ويخلص
رايزن إلى أن الانتهاكات الرسمية الحكومية التي حدثت تحت غطاء محاربة
الإرهاب وقواه المنتشرة في العالم تعد من أبشع صور الفساد الحكومي والمالي
والإداري الذي شهدته الولايات المتحدة الأميركية في تاريخها المعاصر، وأنه
قد آن الأوان للكشف عن هذه التجاوزات التي كلفت أميركا الكثير من حرياتها
المدنية ومصداقية قراراتها السياسية التي أصبحت موضع أخذ ورد ليس فقط في
الداخل الأميركي بل في العالم.
"ليس رايزن الوحيد الذي أثار مسألة الهدر المالي والمبالغ الهائلة التي
أنفقت في الحرب على الإرهاب، إلا أنه استطاع في كتابه هذا أن يجمع أرقاما
دقيقة عن مليارات الدولارات التي أزهقت في هذه الحرب الغامضة"
وليس
رايزن الوحيد الذي أثار مسألة الهدر المالي والمبالغ الهائلة التي أنفقت
في الحرب على الإرهاب في ردود فعل مبالغ بها وغير مسؤولة على تنظيم
القاعدة، إلا أن رايزن استطاع في كتابه هذا أن يجمع أرقاما دقيقة عن
مليارات الدولارات التي أزهقت في هذه الحرب الغامضة.
وحين
يركز رايزن على الهدر المالي فإنه يشير إلى الهدر السياسي أيضا الذي أصاب
المنظومة السياسية الأميركية في عقر الدار الأميركي. إنها ببساطة قصة مقلقة
للتربح من الحرب وملاحقة الطموحات الشخصية وغياب المساءلة والمحاسبة
ودائما طغيان السرية في سابقة على المجتمع والسياسة الأميركية لم تشهدها
قبل حرب العراق وذيولها المروعة.
ويكشف
الكتاب ما أفاد به المفتش العام الأميركي المختص بإعادة إعمار العراق،
ستيوارت بوين، أن مساعدات أميركية لإعادة الإعمار تتراوح قيمتها بين ثلاثة
وخمسة مليارات دولار أهدرت منذ عام 2003، وأن المبالغ المهدرة كانت قد وظفت
في مشاريع فاشلة لم توظف بشكل جيد في العراق تصل إلى ما بين 15 و20% من 21
مليار دولار، وهي قيمة صندوق إغاثة وإعادة إعمار العراق الذي أسسه
الكونغرس بعد اجتياح العراق.
ويأخذنا
رايزن عبر الأرقام في رحلة من الأسئلة المشروعة والتي هي من حق كل مواطن
أميركي، كيف تم إنفاق عشرين مليار دولار أميركي أرسلت إلى العراق بدون أن
ترفق بإشراف دقيق على الإنفاق على عادة الأميركيين، أو أن يكون هناك برنامج
واضح ومحدد لكيفية إنفاقها. معظم هذه الأموال تم نقلها من شرق راثرفورد في
ولاية نيوجرسي على شكل رزم من فئة المائة دولار النقدي، وتم توزيع هذه
الأموال نقدا بحسب الرغبة.
"يرى رايزن أنه لا بد من مساءلة الرئيسين أوباما وبوش عن سوء الإدارة
والتخطيط والإنفاق في الفترة التي حكما فيها وكان عنوانها مكافحة الإرهاب،
العنوان الأعرض في السياسية الأميركية الحالية"
وحتى
هذا اليوم لا يزال مبلغ 11.7 مليار دولار مفقودا يعتقد أن معظمه انتهى في
حسابات بنكية خاصة، كما يبدو أن ملياري دولار مخبأة في لبنان. ويعلق رايزن
قائلا: "لا يمكنني أن أتخيل ماذا كان باستطاعة هذه الأموال أن تفعل وأن
تغير في حيات المشردين في أميركا الذين لا دخل لهم ولا بيت يأويهم، أو كم
كان يمكنها أن تساهم في تطوير المناطق النامية في أميركا التي تحتاج إلى
الخدمات والدعم لتحسين ظروف حياة السكان".
ويرى
رايزن أنه لا بد للرئيسين باراك أوباما وجورج دابليو بوش من أن يواجها
مساءلة كاملة عن سوء الإدارة والتخطيط والإنفاق في الفترة التي حكما بها
وكان عنوانها مكافحة الإرهاب، العنوان الأعرض في السياسية الأميركية
الحالية.
كتاب
جدير بالقراءة كونه يورد أحداثا ومعلومات موثقة ومدعومة بالأرقام
والإحصاءات والمراجع الرسمية للأساليب التي تمت بواسطتها إدارة العمليات
العسكرية في العراق وما ساندها من أموال تم ضخها للتنمية والتدريب وإعادة
مأسسة إدارات الدولة وفي مقدمتها الجيش العراقي، والذي أبرزت الحرب على
تنظيم الدولة في العراق الآن تردي الحالة التنظيمية والتدريبية والتسليحية
لصفوفه رغم كل الأموال التي صرفت على تسليحه وتدريبه، مما يؤكد نظرية سوء
الإدارة والهدر، بل الفساد المالي الذي تتقاسم مسؤوليته الولايات المتحدة
والحكومات العراقية المتعاقبة.
المصدر : الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق