الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

كيف يفرق المسلم بين اللحم الحلال والحرام؟..د. عارف عوض الركابي - روان للإنتاج الإعلامي والفني

كيف يفرق المسلم بين اللحم الحلال والحرام؟..د. عارف عوض الركابي - روان للإنتاج الإعلامي والفني



أتيح
نافذة عمود «الحق الواضح» اليوم للتقرير التالي للأخ الدكتور عبد الله
بلال آدم أستاذ الفيزياء المشارك بجامعة حائل، الحاصل على الدكتوراة من
الجامعة التكنولوجية بماليزيا..
والحائز
على الميدالية الفضية في المعرض الدولي للابتكارات بماليزيا، والميدالية
البرونزية في المعرض الدولي للابتكارات ببلجيكا، ورئيس فريق أبحاث اللحوم
الحلال بجامعة حائل بالمملكة العربية السعودية، والذي أثبت أنه بإمكان
المسلم أن يفرق بين اللحم الحلال واللحم الحرام بطريقة ميسرة وعملية وعلمية
تعتمد على الماء والنار، وذلك للخاصية الفيزيائية لكل من اللحم الحلال
واللحم غير الحلال عند تعريضهما للنار أو غمرهما في الماء.

وقد
واجه الدكتور عبد الله بلال آدم، أستاذ الفيزياء المشارك ورئيس فريق أبحاث
اللحوم الحلال بجامعة حائل، هاجساً حول كيفية التفريق بين الاثنين، وكيفية
معرفة الخواص التي تميز أنواع اللحوم المختلفة وبطريقة علمية وتجريبية
تقطع الشك باليقين، ذلك أن المشكلات التي تواجه الأمة الإسلامية كثيرة ومن
شأنها أن تمس عقيدتها سواء أكانت في البلاد الإسلامية أو خارجها، ومن بين
تلك المشكلات ما يتعلق باللحوم الحلال والحرام والمذكاة، وكيف يمكن للمسلم
الاطمئنان إلى ما يتناوله من مطعم ومشرب، خاصة في بلاد الغرب.

وقد قدم الدكتور خلاصة أبحاثه العلمية وتجاربه المعملية طرقاً علمية وعملية للتمييز بين اللحوم الحلال وغير الحلال.
في
البداية استهل الدكتور عبد الله بلال حديثه بما استند إليه في القرآن
الكريم منطلقاً من الآيات الكريمة «أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ
وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ
صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ
تُحْشَرُونَ»..«الآية 96 المائدة». والآية «وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ
الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِياً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ
حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا
مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ». «النحل: 14». وكذلك اعتمد على
كتاب لعالم يسمى ابن الإخوة، الذي توفي عام 729هـ، عنوانه معالم القربة في
طلب الحسبة، ويقول في هذا الكتاب: «وَإِذَا شَكَّ الْمحْتَسِبُ فِي
الْحَيَوَانِ هَلْ هُوَ مَيْتَةٌ، أَوْ مَذْبُوحٌ اُخْتُبِرَ بِالْمَاءِ
فَإِنْ طَفَحَ فَهُوَ مَيْتَةٌ، وَإِنْ رَسَبَ فَهُوَ حَلالٌ. وَيُلْقِي
مِنْهُ شَيْئًا عَلَى الْجَمْرِ، وَإِنْ لَمْ يُعَلَّقْ عَلَى الْجَمْرِ
فَهُوَ مَيْتَةٌ، وَإِنْ عَلِقَ فَهُوَ حَلالٌ. وَكَذَلِكَ الْبِيضُ إذَا
طُرِحَ فِي الْمَاءِ فَمَا كَانَ مَذَرًا فَهُوَ يَطْفُو، وَمَا كَانَ
طَرِيًّا فَهُوَ يَرْسُبُ».

ورأى
فيها إثباتاً بأن اللحوم البحرية حلال في ذاتها وأن أصلها حلال دون تذكية.
وكذلك لماذا لا يسخر هذا البحر كآلة للتمييز بين اللحوم الحلال والطرية
واللحوم غير الحلال وغير الطرية. كما أجري تفسيراً فيزيائيا نظرياً
وتحقيقاً تجريبياً في المختبر لما ذهب إليه ابن الإخوة لماذا ترسب اللحوم
الحلال في الماء وتلصق على الجمر.

وأوضح
أن البحر كلمة شاملة تضم المحيط والنهر والبحر، وأن من خصائص الكائنات
البحرية أن نسبة الدم في تكوين أجسامها قليلة أي في حدود «1 إلى 3%» من وزن
أجسامها، أما لحوم الحيوانات البرية التي تطفو على الماء ولا تستطيع الغوص
أو العيش في أعماق البحار فتعادل نسبة الدم في أجسامها 5 إلى 8% من مجمل
أوزانها.

وتابع
أن اللحوم الحلال بالتذكية هي لحوم بهيمة الأنعام المذكاة وفق السنة
النبوية، وفي ذلك يجب أن تكون نسبة الدم حوالى 33% من وزن الجسم مما يجعلها
تقع ضمن نسبة الدم في الأطعمة البحرية، وتمتاز لحوم بهيمة الأنعام المذكاة
الطازجة بأنها ترسب في الماء.

وأشار
إلى حقيقة علمية وهي أن نسبة حجم الدم في كل الحيوانات تعادل 5% ــ 8% من
وزن الجسم، أما حجم الدم في الأسماك فهو 1.5ــ3.0% من وزنها. والذبح الشرعي
للأنعام تجعلها تفقد 2/3 من حجم الدم في اللحوم وهي في المدى ما بين 3.33%
إلى 5.33 المتبقي من نسبة الدم في اللحوم 1.67ــ 2.67% وهي تقع في مدى حجم
دم الأسماك.

وبين
أن التفسير الفيزيائي لرسوب اللحوم الحلال في الماء هي أن أية مادة ترسب
في السائل إذا كانت كثافتها أكبر من كثافة السائل المعني وتطفو إذا كانت
كثافتها أقل من كثافة السائل.

وقد
توصل الباحث عن طريق استخدام قانون الكثافة إلى نتيجة مفادها أن كثافة
اللحوم المذكاة أكبر من كثافة الماء لذلك فهي ترسب، وكثافة اللحوم الميتة
أقل من كثافة الماء لذلك فهي تطفو، وبهذا يمكن أن نستخدم ماء البحر في
التميز بين اللحوم الحلال والميتة.. كذلك كثافة لحم الخنزير وكثافة الدم
اقل من كثافة الماء لذلك جميعها تطفو في الماء. وبينت الدراسة أن ما يميز
اللحوم الحلال سواء أكانت بحرية أو أنعاماً هو أنها سهلة وغير معقدة وتكون
كثافة اللحوم المذكاة والأسماك أعلى من كثافة ماء البحر، لذلك ترسب في ماء
البحر والنهر، أما كثافة الدم واللحوم الميتة الأخرى والخنزير فهي أقل من
كثافة ماء النهر لذلك تطفو فوقه وفوق ماء البحر. ولفت إلى الطريقة الأخرى
التي ذكرها ابن الإخوة، التي يمكن أن نقيس بها نوعية اللحوم وبيان ما إذا
كانت حلالاً أم غير ذلك، وهي أن اللحوم الميتة تحتوي على كمية كبيرة من
السوائل مما يمكنها من امتصاص حرارة الجمر وتطفئه مما يفقدها خاصية
الالتصاق عليه.

ويقول
أستاذ الفيزياء السوداني لتفسير ذلك إن الحرارة النوعية للماء وهي الأعلى
في الطبيعة، تمنح الماء خاصية حيث أنه يكسب ويفقد الطاقة الحرارية بسرعة في
اقل تغيير في درجة الحرارة. وعليه اللحوم المذكاة بها نسبة دم قليلة
مقارنة بالميتة. أي بها كمية من الماء قليلة. ووجد تجريبياً أن الحرارة
النوعية للحوم المذكاة كبيرة، تليها الحرارة النوعية للأسماك، ولذلك فإن
اللحوم المذكاة والأسماك تحدث تغيراً قليلاً في درجة الحرارة مما يجعلها
تلصق بالجمر عند شوائها على سبيل المثال.

وعلى
العكس فإن الحرارة النوعية للحوم الميتة والخنزير صغيرة مما يسبب تغيراً
كبيراً في درجة الحرارة، وعليه فهي تمتص الحرارة الكلية للجمر ولا تلتصق
به.

وأشار
الدكتور إلى أن نتائج الدراسة تثبت عظمة الإسلام وسعي الدين الحنيف لكل ما
هو خير للإنسان وصحته واستقراره، موضحاً أن عالماً بريطانياً مسلماً قد
قدم في مؤتمر في الفلبين دراسة مقارنة للربط بين الإرهاب واللحوم الحلال في
الدول غير الإسلامية، ووجد أن 85% من العينة تربط بشكل مباشر بين اللحوم
الحلال والإرهاب، أما في الدول الإسلامية فالعلاقة صفر، فهناك سوء فهم في
مفهوم الحلال، لذلك يتوجب علينا كعلماء مسلمين تصحيح هذا الفهم من خلال
أبحاث علمية جادة مستخلصة من الحقائق العلمية الموجودة في القرآن والسنة
النبوية.

ويذكر
أن الباحث قد بدأ في هذه الدراسة في عام 2008م، سائلاً المولى أن يهديه
لإجابة سؤاله: «لماذا نتعامل نحن كمسلمين مع أشياء ضرورية وأساسية مثل
اللحوم الحلال بالثقة فقط دون وجود آلية علمية محايدة تؤكد لنا أن هذه
اللحوم مذبوحة أم غير مذبوحة؟».

هذه
خلاصة ما ورد في هذا البحث، وأرحب بأي تعليق أو إضافة من الإخوة القراء
عبر هذه النافذة، لمزيد إفادة في الموضوع الذي تطرق له الأخ الدكتور عبد
الله بلال.
الانتباهة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق