نظام تحديد المواقع الجغرافي الـ GPS وتطبيقاته - د. خلدون كــراز
المصدر:مجلة الباحثون
أنشئ مركز روان للانتاج الاعلامى والفنى فى العام 1998م وتم تسجيله فى العام 2001م وتدرج فى العمل حتى صار من المراكز الكبرى فى السودان فى المجال الاعلامى وذلك بتميزه من خلال خدماته ذات الجودة العالية واكتسب كل ذلك من خلال تطوره المستمر وخبرته فى العمل الاعلامى وسمعته الرائدة فى السوق الداخلى والخارجى واكثر ما يميزه بانه حائز على ثلاثة جوائز ذهبية من مهرجانات عالمية ومحلية.
الأربعاء، 28 ديسمبر 2011
نظام تحديد المواقع الجغرافي الـ GPS وتطبيقاته - د. خلدون كــراز
الثلاثاء:Dec 27, 2011
لقد شهدت جميع نواحي الحياة تطورات مذهلة من التكنولوجيا الحديثة الواعدة، أهمها تكنولوجيا الأقمار الصناعية التي نتج عنها ثورة الاتصالات. وما الـ GPS : نظام تحديد المواقع العالمي بواسطة الأقمار الصناعية إلا نتاج هذه الثورة والتقدم المذهل للنشاط الإنساني عبر العالم. ففي عالمنا اليوم ومع تطور التكنولوجيا والعلوم التي جعلت من العالم قرية صغيرة، أصبح الاختفاء عن الأنظار أمراً صعباً جداً، وغدا الضياع في الأماكن التي لا وجود فيها لنقاط علاَّم بارزة مثل البحار والصحارى لا مكان له بوجود أجهزة تحديد المواقع والتتبُّع ضمن منظومة الأقمار الصناعية.
كـن إعـلامياً متخصصـاً
كـن إعـلامياً متخصصـاً
المصدر:بوابة كنانة اونلاين .. احمد الكردى
الثلاثاء:Dec 27, 2011
مدخل: يلعب البحث والاطلاع سواء في حدود الاختصاص أو خارج حدوده دوراً هاماً في تنمية ثقافة الإعلامي، والبحث والاطلاع والقراءة في مختلف المجالات هام جداً في تنمية قدراته المعرفية والثقافية، لأن واقعياً لا يمكن للإعلامي أن يحقق النجاح ما لم تكن لديه رغبة في تنمية معارفه الجديدة، لذلك ينبغي أن يخصص وقتاً كبيراً للاطلاع على المعلومات الجديدة وأن يكون دائم الاتصال بمراكز المعلومات من كتب ودوريات وصحف ومجلات وقنوات فضائية وانترنت ووكالات الأنباء، خاصة وأن الوسائل الحديثة كالانترنت قد زادت من سرعة تناقل المعلومات وجعلت الأمر أسهل مما كان عليه في الماضي. وينبغي أن يكون الإعلامي باحثاً عن المعلومات بشكل يومي ومطلعاً على جميع المستجدات في جميع الميادين، لأن كل شيء جديد يتعلمه يزيد من رصيده المعرفي وثقافته الشخصية.
- التخصص في الإعلام:
أدى التطور العلمي والتقدم التكنولوجي وانتشار التعليم وزيادة النمو الاجتماعي والاقتصادي، وظهور وكالات الأنباء ومصادر المعلومات المختلفة والتلفزيون والبرامج الإذاعية والأنشطة الصحفية إلى ضرورة التفكير في التخصص في الميدان الإعلامي. وأصبح النجاح في هذا الميدان يقاس بدرجة مواكبة الاتجاه الحديث نحو التخصص والتنوع والاحتراف، وقد أصبح التخصص من سمات الإعلام العصري. بمعنى أن ارتفاع نسبة التعليم وتنوع المعارف والتطور التكنولوجي المصاحب لكافة المجالات من اقتصاد وسياسة وثقافة وفن وأدب، نتجت عنه اهتمامات خاصة لدى المتلقي، فقد أصبح الإعلامي مطالباً بأن يعبر عن هذه الاهتمامات الخاصة والتفاعل مع جوانبها العامة.
من هنا تظهر الحاجة إلى وجود إعلام متخصص لتلبية احتياجات المتلقي. وعندما نتحدث عن الإعلام المتخصص، فإننا نعني به إعطاء الاهتمام لفرع واحد من فروع التخصصات التي تهم الجمهور أو الاعتناء بجزئية ما أكثر تخصصاً في فرع من فروع المعرفة، والإعلام المتخصص لا يوجه إلى جميع فئات المجتمع، بل إلى نوع معين من الجمهور المهتم بتلك الجزئية أو ذلك الفرع. فالمهم بالنسبة للإعلامي هو أن يكون على دراية واسعة بهذا الفرع من فروع التخصصات ومطلعاً على كل جديد فيه، بحيث أنّ التخصص يقوم على ركيزتين هامتين: أولهما المادة الإعلامية المتخصصة وثانيهما الجمهور المتخصص، وعلى ضوء هاتين الركيزتين نجد أن هناك نوعين من الإعلام المتخصص: النوع الأول هو الإعلام الذي يقدم مواد متخصصة لفئة متخصصة من الجمهور، ومثاله الإعلام المتخصص في الطب أو الاقتصاد أو الإدارة أو المرأة، أما الثاني فهو الإعلام الذي يقدم مادة متخصصة لجمهور عام كالإعلام الرياضي والفني وغيره. ولذلك فإن الإعلام المتخصص هو إطار شامل لصورة نوعية وهادفة في حلة حديثة ومتطورة تمتاز بمحتوى متخصص موجه لمخاطبة جمهور معين، وهذا الإعلام المتخصص لا شك أنه بحاجة إلى إعلامي متخصص ومتمكن.
وبناءً على ذلك، يجب على الإعلامي المتخصص أن يعرف أن مادته الإعلامية موجهة إلى ثلاث فئات من الجمهور: جمهور مثقف ثقافة متوسطة، وجمهور مثقف ثقافة عالية، وجمهور متخصص.
كما يجب عليه أن يتسم بالجدية والتعمق وأن يكون هادفاً معتمداً بشكل أساسي على الأساليب العلمية باستخدام البحث والتحليل العميق والتفسير والوصول إلى النتائج بناءً على أسباب علمية وعقلية ومنطقية، وأن يركز على استخدام التحليل والتحقيق والتفسير بشكل مدروس وموضوعي، وأن تكون تحليلاته وتفسيراته مبنية على واقع الاحتياجات الفعلية والمتطلبات الحقيقية لاهتمامات الجماهير والمتلقين بمختلف فئاتهم وأنواعهم وطبقاتهم واهتماماتهم، كون الإعلام المتخصص مرناً ومتجدداً. وينبغي أن يعلم الإعلامي المتخصص أن مادته الإعلامية موجهة إلى جماهير نوعية متخصصة، ولذلك فإن ما تحتويه من دراسات وتحليلات تعد مرجعاً يستفاد منه ويتم الرجوع إليه من طرف الجمهور. لهذا يجب أن يكون أميناً وصادقاً ومسؤولاً في تحليلاته ومعالجاته لجميع القضايا.
ولا شك أن الإعلامي المتخصص يؤدي وظائف هامة في الإعلام المتخصص، ومن وظائفه أن يعتني بتقديم المعلومات والأخبار الدقيقة والمفصَّلة، وأن يكون قادراً على إغناء المتلقي بالمعرفة بموضوعات محددة تهم فئة معينة من الجمهور. ويجب أن يسعى إلى التميز في التوعية والتربية والتثقيف، وإتاحة الفرصة للجمهور للإحاطة بجميع الأبحاث والدراسات والتعرف على الجديد من خلال مادته الإعلامية المتخصصة. كما يجب عليه أن يكون قادراً على خلق تواصل بين العلماء والمتخصصين والباحثين من جهة، وبين المتلقين من جهة أخرى كأن يستضيف مثلاً عالماً من العلماء أو متخصصاً أو باحثاً في ميدان من الميادين العلمية ويضعه وجهاً لوجه مع الجماهير لبحث وتحليل مادته الإعلامية. كما يجب أن يكون مطلعاً على الفنون الحديثة والتكنولوجيا المتطورة في ميدان الإعلام كأن يطلع على أحدث ما توصلت إليه تقنيات الإخراج التلفزيوني أو الصحفي والأساليب الحديثة في إخراج الصورة للمتلقي بشكل ترغيبي. أما المهمة الرئيسية للإعلامي المتخصص فهي أن يسعى دائماً إلى تحقيق التنمية الشاملة والتأثير الإيجابي بالارتقاء بالمستوى العلمي والثقافي للمتلقي.
أما مجالات التخصص المتاحة للإعلامي، فهي عديدة ومتنوعة، على رأسها الاهتمامات الإنسانية ومخاطبة المتلقي حسب موقعه وحسب مراحله العمرية، وبناءً عليه فإن الإعلام المتخصص ينقسم إلى صنفين: إعلام متخصص موجه إلى فئات عمرية، وإعلام متخصص موجه إلى نوع أو جنس معين.
فالإعلامي يجب أن يتخصص في فئة من الفئات العمرية، كأن يوجه مادته إلى الأطفال أو الشباب أو الكهول أو للمراهقين هذا من الناحية العمرية، أما من الناحية النوعية فالإعلامي ملزم باختيار مادته الإعلامية بمعنى أن يتجه إلى مادة إعلامية دينية متعلقة بالدين والعقيدة وتكون ذات قيمة وتنتشر في مختلف المجتمعات والدول كونها تتوجه باهتماماتها لترسيخ مبادئ الدين والقيم والمبادئ الأخلاقية فتقوم بدور التوجيه والتثقيف والإرشاد والتعليم والحث على اتباع الدين القويم وانتهاج المسلك السليم بشكل يتلاءم مع مصالح المجتمع.
وقد يتجه الإعلامي المتخصص بمادته الإعلامية إلى أصحاب المهن والوظائف وتكون ذات قيمة أيضاً، وغالباً ما تقوم بها النقابات المهنية التي ترغب في الدفاع عن حقوق العاملين، والتي ترغب في نشر كل المستجدات في هذا المجال، وهنا ينبغي على الإعلامي ألا ينجر وراء المصالح الشخصية لبعض النقابات وأن يكون ناقلاً للواقع من خلال معايشته للقضايا والمشاكل التي يعانيها العاملون والموظفون ونقل الصورة الحقيقية لما يجري على أرض الواقع.
وقد يتوجه الإعلامي المتخصص بمادته الإعلامية إلى وجهة سياسية، وعادة ما يكون الإعلامي المتخصص ينشط ضمن حزب سياسي، ويعمل على خدمة الحزب والدفاع عن مبادئه، أو يعمل ضمن جهة رسمية حكومية، أو مركز للأبحاث والدراسات الإعلامية.. فمع تطور المجتمعات ونموها وما تشهده من نهضة متعددة أصبح دور الإعلام المتخصص في الشأن السياسي ذا ضرورة قصوى وكبيرة، فالمجتمع ينتقل من رحلة بناء المؤسسات التشريعية والمدنية، وهو ما يحتم ضرورة وجود إعلام متخصص في الشأن التشريعي والسياسي، والبعض أصبح يسميه الإعلام البرلماني باعتباره ركيزة مهمة في مسيرة البناء السياسي والديمقراطي، وقد يكون الإعلامي المتخصص مستقلاً لكن فكره السياسي ينتمي إلى أحد التيارات التي يؤمن بها. وهنا لابد للإعلامي أن يحذر من الوقوع في الصراعات السياسية والمناوشات التي قد تضر به. فهناك صراع أزلي بين الإعلام والسياسة، فالعديد من الإعلاميين والصحفيين في تاريخ الإعلام قتلوا بسبب اتجاههم السياسي أو بسبب معارضتهم لنظام الحكم في بلدانهم، ولذلك ينبغي على الإعلامي أن يكون حذراً في التعامل مع القضايا السياسية، وأن يكون حريصاً على نفسه وعلى مجتمعه من الدخول في صراعات فتّاكة.
وقد يتجه الإعلامي المتخصص بمادته الإعلامية إلى المجال التجاري والاقتصادي، فيهتم بتغطية الأحداث المتصلة بشؤون الاقتصاد والتجارة ويحاول معالجة القضايا الاقتصادية، وهنا يجب عليه أن يكون واقعياً في معالجته للتفاصيل الاقتصادية، وأن يتناول شؤون المال والأعمال والتجارة والاستثمار بحرص شديد وأن يحيط بالمادة الإعلامية من جميع الجوانب.
وقد يتجه الإعلامي أيضاً بمادته الإعلامية إلى الفن والأدب، ولعل هذا المجال هو أقدم ما عرفه الإعلام المتخصص، وقد كان في البداية نشاطاً أدبياً ولكن بعدما تطورت فنون الأدب وتشعبت فروعه، وأصبح فيه الشعر والمسرح والموسيقى والفن التشكيلي والرسم والتمثيل أصبحت المؤسسات الإعلامية تهتم به، بل واهتمت به وزارات الإعلام لقدرته الكبيرة في التأثير على الرأي العام.
وقد يتجه الإعلامي بمادته الإعلامية إلى الحوادث والجرائم والآفات، ويهتم بمعالجة قضايا الحوادث والجرائم والقضايا والمحاكمات وغيرها، وهذا النوع يتميز بالإثارة والتركيز على الجوانب العاطفية والإنسانية والتهويل في بعض الأحيان، وهنا ينبغي على الإعلامي ألا يبالغ في الإثارة والتهويل، بل يجب أن يعطي مادته الإعلامية حقها كما هي دون زيادة أو نقصان. كما يجب عليه تحري الدقة والصدق وعدم اتهام الأشخاص بالجرم دون محاكمة ودون صدور أحكام قطعية وأن يتبع الضوابط المهنية الإعلامية وأخلاقيات المهنة حفاظاً على الآداب العامة واحتراماً لحقوق الغير.
وقد يتجه الإعلامي بمادته الإعلامية إلى مجال الأنشطة الفردية والهوايات، وهذا المجال يفيد في تلبية رغبات المهتمين بمجالات الهوايات المختلفة وخاصة الرياضة والترفيه، وينبغي عليه هنا أن يفهم التخصصات الفرعية في عمله كأن يتخصص في مجال محدد من الرياضة مثلاً. ولا يجعل تفكيره مشتتاً في أكثر من نوع رياضي. فالاطلاع على جميع أنواع الرياضات مطلوب، ولكن الاهتمام بالتخصص مطلب أكبر لأن الإعلامي لا يستطيع التفوق والنجاح في كل الأنواع الرياضية.
وقد يتجه الإعلامي المتخصص بمادته الإعلامية إلى الإعلانات، وهنا يجب أن يلم بالسلع والخدمات وأخبار السوق وأن يكون على اطلاع بفنون الإخراج سواءً التلفزيوني إذا كان يعمل في التلفزيون أو بالإخراج الصحفي إذا كان يعمل في الصحافة المكتوبة، ويتطلب العمل في هذا المجال من الإعلامي أن يكون ملماً بفنون الدعاية والإعلان وأنشطة الترويج وأن يكون متابعاً للأحداث الإعلانية وإعلانات المنافسين.
ومن نماذج الإعلام المتخصص الإعلام النسائي والذي زاد بروزاً بعد ظهور التكنولوجيا الحديثة وتطور الإخراج وظهور عدد كبير من القنوات الفضائية المتخصصة في شؤون المرأة، وكذلك الاهتمام الكبير بشؤون الجمال والمكياج في المجلات النسائية، وتنطبق على الإعلام النسائي مقومات وأساليب الإعلام المتخصص فهو موجه لفئة معينة من الجمهور أي أن جمهوره متخصص، وهذا يتطلب أن يكون الإعلامي والجهاز التحريري متخصصاً في هذا المجال سواءً من حيث الأسس الفنية للإخراج أو التحرير أو من ناحية جودة الطباعة، واليوم يوجد كم هائل من القنوات الفضائية والمجلات التي تهتم بشؤون الأزياء والموضة والزينة وهذا دليل على أن الإعلامي يجد جمهوراً متخصصاً واسعاً يمكِّنه من إبراز إبداعاته وابتكاراته في هذا المجال.
وينبغي للإعلامي المتخصص أن يكون ملماً بمشاكل الصحة والجمال وأخبار المرأة وعالم حواء ويكون بمثابة مستشار للمتلقين قادراً على الرد على أسئلة الجمهور. فالإعلام النسائي تطور بسبب تزايد دور المرأة ومسؤولياتها في المجتمع وخاصة بعد انتشار الحركات النسائية التي دعت إلى الارتقاء بالمرأة والدفاع عن حقوقها وضرورة حمايتها لدورها الفعّال في المجتمع كأم وزوجة وربة بيت وعاملة تؤدي رسالتها في المجتمع، وعلى الإعلامي أيضاً أن يكون قادراً على تلبية احتياجات جمهوره بصورة موضوعية وواقعية وأن يتناول القضايا والمواضيع التي تعود على المرأة والمجتمع بالنفع كموضوعات القيم والمبادئ والأخلاق والتربية وموضوعات تنظيم الأسرة. وينبغي على الإعلامي أن يكتسب خبرة في هذا المجال وأن يخاطب جميع الفئات من جمهوره سواءً المثقفين أو الأشخاص العاديين عن طريق استخدام الأساليب الواضحة والعرض المباشر للأخبار والمعلومات. وأن يركز اهتمامه على الشؤون الخاصة بالمرأة وأن لا يغفل التخصصات الدقيقة مثل شؤون الزواج والأسرة والمشاكل والقضايا الأسرية مثل الطلاق والعنوسة ومشكلات الأبناء والانحراف.
ومن نماذج الإعلام المتخصص أيضاً الإعلام المتخصص الموجه للشباب، فالشباب دعامة المجتمع وعماد المستقبل ورجال الغد، والإعلامي ينبغي أن يمارس دوره كمربي وموجه ومعلم، وأن يكون ملماً بكافة القضايا التي تهم الشباب، بل يجب أن يكون واحداً منهم ليعبر عن شعوره بينهم والاستجابة إلى كل ما يهم شؤون حياتهم ومستقبلهم. ومن المهم جداً أن يكون الإعلامي المتخصص في قضايا الشباب مدركاً لأوضاعهم وأن يضع نصب عينه المشاكل التي تحيط بهذا الجيل سواء ما يتعلق منها بالصحة أو النمو أو الانفعالات أو المتصلة بمشكلات الأسرة والمدرسة والجامعة. ونظراً لتنوع الأنشطة الشبابية وكثرة قضاياهم ومشاكلهم، فإن مجالات ممارسة الإعلام الموجه للشباب كثيرة ومتنوعة وتتسم بتعدد الأنشطة، فهناك الإعلام الموجه للطلاب مثل الإعلام المدرسي والإعلام الجامعي، وهناك إعلام موجه للشباب بشكل عام سواء المندمجين في المجتمع كموظفين أو عاطلين عن العمل. وهنا ينبغي على الإعلامي المتخصص أن يفهم الظروف التي يعيشها الشباب بمختلف نشاطاتهم، فيهتم بالطلاب والجامعيين إلى جانب اهتمامه بالفئة العاملة والفئة التي تجد صعوبة في الحصول على العمل، ويحاول أن يطرح المشكلات بموضوعية وواقعية، وأن يكون صلة وصل بين الحكومة والشباب وبين الأسرة والشباب فهو يلعب دور المربي والمرشد والموجه وعن طريقه يلتقي الشباب بكافة فئات المجتمع، وهو المتنفس الذي يستطيع من خلاله الشباب التعبير عن رأيهم وتقديم مطالبهم لباقي فئات المجتمع.
وقد يتوجه الإعلامي المتخصص بمادته الإعلامية إلى الحوادث والجرائم، وهنا ينبغي الاهتمام بنشر أخبار الجرائم والقضايا المثيرة والحوادث التي تعرض على المحاكم، ويجد هذا النوع قبولاً لدى الجمهور، لأنه يتميز بالإثارة ويزيد من الاهتمام بتفاصيل الأحداث والجرائم، ودور الإعلامي المتخصص هنا هو أن يخصص مساحات شاسعة ومواضيع بارزة للقارئ حتى يساعده على فهم الواقعة أو الجريمة حيث أصبحت تغطية الجرائم من العناصر الأساسية في المواد الإعلامية، خاصة وأنّ العديد من القنوات الفضائية والصحف والمجلات أصبحت تتهافت على نشر أخبار الحوادث بسبب الإقبال الشديد على متابعتها من قبل الجمهور، ويدخل في هذا النطاق القصص البوليسية الواقعية، وأفلام الرعب المقتبسة من الواقع.
وعلى الإعلامي المتخصص في هذا المجال أن يلم بأصول التغطية المتكاملة للجرائم وأن يكون قادراً على تناولها من جميع الجوانب مثل معرفة الجاني أو المتهم والمجني عليه ومكان وقوع الجريمة وزمن وقوعها ووقائعها وتفاصيل وملابسات وظروف الجريمة والدروس المستفادة، ويقدمها للجمهور دون زيادة أو نقصان لأن المجرم بريء حتى تثبت إدانته، فينبغي أن يكون حريصاً في نقل الصورة الصحيحة وأن يكون صادقاً في تحليلاته معتمداً على دلائل مادية ملموسة، وأن يكون معايشاً للواقع المتواجد في مسرح الأحداث أو مكان وقوع الجرائم، وهذا الأسلوب يتيح له الرؤية والتغطية الحية لمادة الجريمة من جهة أخرى.
ويجب أن يتميز بالحس والكفاءة العالية وأن يجمع بين الثقافة والحس الإعلامي والإدراك التام والإلمام بالمعلومات الأمنية والأمور القانونية، والحذر مطلوب هنا لأن الإعلامي في هذا التخصص معرض للخطر وبالتالي فهو بحاجة إلى ضمانات ضرورية تجنباً للتعرض للمساءلة القانونية، فهو مطالب بتحري الدقة والموضوعية والأمانة في جمع وعرض المعلومات واليقظة وسرعة البديهة والموضوعية والأمانة المهنية في جمع المعلومات وعرضها، وأن يكون قادراً على التحرك السريع وتقصي الحقائق في مسرح الجريمة. وأن يكون ملماً بمصادر معلوماته، كأقسام الشرطة وسجلات الوفيات وسجلات المستشفيات، والنيابة العامة وجهات التحقيق، وسجلات المحاكم، وأن يجيد الحوار مع الخبراء الفنيين والأطباء الشرعيين، وأن يحاول جمع أقوال الشهود في مسرح الحادث أو الجريمة ويتقرب من أسرة الجاني والمجني عليه لكي يكون في صلب الحدث.
وقد يتوجه الإعلامي المتخصص بمادته الإعلامية إلى المجال الفني، ويتطلب هذا المجال دراية واسعة بأمور الفنون الجميلة من موسيقى وغناء وتمثيل ومسرح وسينما وفنون الرسم والفنون التشكيلية. كما يتطلب هذا المجال أيضاً أن يكون للإعلامي المتخصص علاقات جيدة مع الفنانين والممثلين والمغنيين، وعن طريق هذه العلاقات الجيدة يمكن أن يحقق السبق الصحفي كأن يعرف من الفنان مباشرة ألبومه الجديد أو خبراً من الأخبار الهامة في حياته الشخصية.
وقد يتوجه الإعلامي المتخصص بمادته الإعلامية إلى المجال العلمي، فبالنظر إلى الحركة العلمية التي يعرفها العالم اليوم والنهضة التكنولوجية في جميع المجالات، فإن هذا المجال يكون هاماً بالنسبة للإعلامي المتخصص، فالجمع بين الإعلام والعلوم الأخرى هام جداً ولذلك أصبحنا نجد أن بعض الأطباء والمهندسين يعملون كإعلاميين، وليس شرطاً أن يتخرج الإعلامي من كلية الإعلام، بل يمكن أن يتخرج من أي كلية في أي مجال من مجال العلوم وينجح في اختراق الميدان الإعلامي بنجاح، وأصبحنا نرى أن هناك إعلاميين علميين يشغلون مناصب كبيرة في المؤسسات الإعلامية، وينبغي على الإعلامي أيضاً أن يواكب التطورات في الميدان العلمي ويطلع على جديد الاكتشافات العلمية والتكنولوجيا الحديثة في مجال العلوم والفضاء والطب والهندسة، وأن يكون واسع الثقافة ويجيد التحليل العلمي، ويوظف ذلك في إطار إعلامي جاد وهادف.
المصدر: جلال فرحي , كتاب كيف تحقق النجاح في المجال الإعلامي.
الإعداد التليفزيوني
الإعداد التليفزيوني
المصدر:إسلام أون لاين
الثلاثاء:Dec 27, 2011
تعتبر وظيفة "معد البرامج" من الوظائف المهمة في شبكات التلفزة العربية، فهي العمود الفقري لأي برنامج تلفزيوني، فإعداد البرامج هو الأساس الذي تبنى عليه بقية العناصر في التلفزيون (التقديم، التصوير، الديكور، الإخراج، المونتاج، أسلوب عملها)، كما أن هذه العناصر تحول ما كتب على الورق إلى واقع مرئي.
وتسعى السطور القادمة إلى الإطلال على المؤهلات اللازمة لمن يرغب في العمل في وظيفة معد برامج تلفزيونية، علما بأن هذا النوع من الوظائف هو خليط من الموهبة والعلم والممارسة.
من هو معد البرامج؟
هو الشخص الذي يقوم بإعداد العمل التلفزيوني، وتطلق كلمة إعداد على المعالجة الفنية لنص من النصوص حتى يمكن تقديمه بالطريقة المناسبة التي تلائم طبيعة التلفزيون كوسيلة إعلامية.
وهناك نوعية معينة من البرامج تعتمد اعتمادا كليا على السيناريو الذي يقدمه المعد أو الكاتب، لكن هناك برامج أخرى يقوم المعد فيها باختيار الموضوع لأشخاص المشاركين والاتصال بهم وإقناعهم بالمشاركة والاتفاق معهم على كافة الخطوات والترتيبات وصياغة الأسئلة التي يستخدمها مقدم البرنامج في حواره مع الضيوف وكتابة بعض النقاط المهمة التي تنير الطريق أمام مقدم البرنامج.
وفي كل الأحوال يجب على الكاتب قبل أن يبدأ كتابته أن يفكر أولا في كيفية ظهور ما يكتبه على الشاشة، كما أن على معد البرامج أن يستوعب جيدا مقومات صياغة الرسالة التلفزيونية، وكيفية استخدام كل عنصر فيها، لأن هذه العناصر هي مفردات لغة التلفزيون التي يصوغ بها ويعبر من خلالها عن أفكاره ومعلوماته ومشاعره وكل ما يريد توصيله للمشاهد.
فالصورة ومكوناتها وزوايا تصويرها وشكلها وحجمها والأضواء والملابس والماكياج وحركات وإيماءات الشخصيات كلها عناصر على الكاتب أن يوضحها في النص الذي يكتبه على شكل تعليمات، سواء أكان النص دراميا أو غير درامي، علاوة على استخدام عناصر الصوت ومكوناته والتعبير عنه في النص.
وكل هذه العناصر المرئية والصوتية مع تفهم الأساسيات التقنية للتلفزيون وأجهزة الإنتاج من كاميرات وغرفة مراقبة وتحكم ومكان الإنتاج والحدود التي يفرضها، وكيفية تنفيذ الإنتاج، وهل سيتم تسجيله أو عرضه مباشرة.. كل هذه المقومات تشكل فن الإعداد التلفزيوني.
سمات معد البرامج
يفضل أن يكون معد البرامج موهوبا بمعنى أن يكون لديه الاستعداد الشخصي والرغبة في الكتابة والإعداد، ثم عليه بعد ذلك صقل هذه الموهبة وتنميتها بالمران والممارسة.
ولكي تسير تجربة المعد بنجاح فهي في حاجة إلى تنمية مستمرة، ويتأتى ذلك بالدراسة العلمية المتعمقة والاشتراك في الدورات التدريبية المتخصصة.
ودعونا نستعرض عددا من السمات والمؤهلات العامة التي ينبغي توفرها في معد البرامج والتي منها:
- تشترط معظم التلفزيونات العربية توفر مؤهل جامعي، وتمكن من اللغة العربية والإنجليزية.
- القدرة على التعبير عن الأفكار وتتجلى هذه القدرة في مقدرته على الكتابة.
- القدرة على تحصيل المعرفة وفهم الآخرين وتحصيل المعلومات من خلال قدرته على القراءة والاستماع.
- مستوى معرفي جيد بالموضوعات التي يكتب فيها.
- المعايشة الكاملة للواقع والإحساس الشديد بمشكلات مجتمعه.
- القدرة على التخيل والابتكار.
- الالتزام بالمعايير الأخلاقية كالصدق والموضوعية.
- الإلمام بالتشريعات الإعلامية.
- فهم التلفزيون كوسيلة إعلامية وخصائصها ومقوماتها.
- الإلمام بالثقافة العامة، والمقصود بها مجموعة المعارف والاهتمامات المتنوعة التي تشمل السياسة والتاريخ والاقتصاد والمجتمع، وهذه الثقافة الموسوعية تعد جزءًا لا يتجزأ من مدركات الكاتب ورصيدا مهما من الأفكار والمعلومات التي كثيرا ما تعينه على أداء عمله.
- التزود بالثقافة التي تتصل بالعمل التلفزيوني، بمعنى أن يتزود الكاتب بمجموعة المعارف الأساسية والعلوم والفنون التي تتصل بالعمل التلفزيوني وترتبط به، ومن ذلك الدراما والموسيقا والتذوق الفني والتمثيل والنظريات الأدبية والفنية المختلفة، فضلا عن العلوم والفنون التي تتصل بتخصص دقيق يكون الكاتب قد اختار العمل فيه.
- وأخيرا المرونة والقدرة على مواجهة المفاجآت، وهذا أمر تفرضه طبيعة الإنتاج التلفزيوني أولا وأخيرا، حيث يخضع للمفاجآت والظروف المتغيرة في كثير من جوانبه.
فقد يرفض أحد الضيوف الحضور في لحظة حرجة، وقد يتعذر الحصول على موافقة السلطات لتصوير برنامج ما أو لقطات في مكان معين، كما قد يتعذر التصوير في مكان ما لسبب فني خارج عن الإرادة، وهذه المفاجآت تتطلب من الكاتب أن يكون مرنا أو أن تكون لديه القدرة التي تمكنه من مواجهة مثل هذه المفاجآت.
ولذلك يقال إن الكتاب الذين أحدثوا تفوقا وبرزوا في هذا المجال لم يبرهنوا على أنهم موهوبون فقط بل إنهم قادرون كذلك على تحمل التوترات الهائلة الناجمة عن طبيعة العمل التلفزيوني وتحت ضغط مواعيد تحدد تحديدا دقيقا، سواء فيما يتعلق بالتسجيل داخل الأستوديوهات أو التصوير والنقل الخارجي أو البث لمباشر من الأستوديو.
ومن هنا فإن الكتابة الجيدة وإن كانت شيئا ضروريا ومطلبا أساسيا فإن ذلك لا بد أن يتم في إطار المواعيد والأوقات المحددة التي تتوافق مع طبيعة العمل الإذاعي وظروفه التي قد تضطر الكاتب لمواجهة حالات معينة تقتضي اختصار النص أو إعادة كتابته أو إضافة معلومات جديدة.
التخطيط لإعداد برنامج
تمر عملية التخطيط لإعداد البرنامج بخمس مراحل أساسية:
1- اختيار الفكرة (الموضوع):
يستطيع المعد من خلال المعايشة الكاملة للواقع المحيط به وإحساسه بمشكلاته وقضاياه واهتماماته أن يلمح الأفكار التي تتناسب مع سياق البرنامج الذي يعده. وتعتبر المتابعة الدائمة لوسائل الإعلام المختلفة، والقراءة للكتب المختلفة، والدراسات التي تقوم بها مراكز البحوث والجامعات.. كل هذه تمثل روافد مهمة لخلق أفكار جيدة؛ لأن الفكرة هي "رأس مال المعد".
ولا بد للفكرة المختارة أن تهم الجمهور المستهدف وتثير انتباهه وتمس مشكلاته، وأن تناسب الفكرة موضوع البرنامج واهتمامات المعد، وأن تكون الفكرة أخلاقية، بمعنى أنها تحترم أخلاقيات المجتمع وقيمه وعاداته.
2- تحديد الغرض:
ويتراوح غرض البرنامج ما بين الإعلام -أي تقديم معلومات معينة لجمهور المشاهدين أو لفئة منهم، ويتضح ذلك أكثر من خلال النشرات والبرامج الإخبارية- والتثقيف كالبرامج السياسية أو الدينية أو الاجتماعية، أو الترفيه كالبرامج الرياضية وبرامج المنوعات، أو التوجيه والتعليم كالبرامج الصحية أو الزراعية.
3- (البحث العلمي) أو جمع المادة العلمية:
مرحلة البحث العلمي أو جمع المعلومات، وتبدأ هذه المرحلة بعد الاستقرار على الموضوع أو فكرته الأساسية بشكل عام وتحديد الهدف منه، وهي قد تمتد حتى المراحل الأخيرة لتنفيذ البرنامج من خلال الكتب والمراجع والنشرات والصحف وشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت).
4- (كتابة السيناريو):
يعرف كتاب ومعدو البرامج التلفزيونية شكلين للسيناريو التلفزيوني:
أولهما النصوص الكاملة فهي التي تستخدم عادة في البرامج الدرامية، حيث يكون بوسع الكاتب أن يتحكم في كل عناصرها ويحدد كافة تفاصيلها من البداية حتى النهاية.
أما الشكل الآخر فهو النصوص غير الكاملة، وفي هذا النوع لا يستطيع الكاتب أو معد البرامج أن يتحكم في كل عناصر البرنامج، ومن ثم يقتصر المطلوب منه على مجرد تحديد الخطوط الرئيسية للبرنامج والنقاط أو الجوانب التي يلتزم بها الأشخاص المشاركون فيه.
- وقد جرت العادة أن يكتب السيناريو الكامل أو شبه الكامل في شكل عمودين تنقسم الصفحة إلى قسمين أو عمودين على النحو التالي:
القسم الأول:
يكون على يمين الصفحة، ويشمل ثلث المساحة فقط، ويخصص للصورة أو المرئيات؛ فإن هذا القسم يشتمل عادة على العناصر التالية:
المناظر والديكورات، والأشخاص وسائر الكائنات الحية، والأكسسورات، وشرح ما يجري من أحداث وحركة، والمادة الفيلمية، والشرائح، واللوحات، وكافة وسائل الاتصال المرئية.
القسم الآخر:
يقع على يسار الصفحة، ويشغل المساحة المتبقية وحتى ثلثي الصفحة، ويخصص للصوتيات كالحوار والتعليق والمؤثرات الصوتية والموسيقى الصوتية.
5- الاتصال والتنسيق:
وهي المرحلة التي تعتبر الممارسات النهائية لإعداد البرنامج كالاتصال بالمصادر والتأكيد معهم على ميعاد التصوير، والتنسيق مع فريق العمل كالمخرج ومقدم البرنامج والتواجد في مكان التصوير لمتابعة سير العمل وفقا للطريقة المتفق عليها والسيناريو المكتوب.
قوالب البرامج التلفزيونية
يجب على معد البرامج التلفزيونية أن يتعرف على أنواع القوالب المختلفة التي من الممكن أن تخرج فيها البرامج التلفزيونية، ونستطيع أن نجمل معظم هذه الأنواع كالتالي:
1- برامج الحديث المباشر، وهي عبارة عن المادة الإعلامية التي يقدمها أحد المتخصصين إلى جمهور المشاهدين، ويعتمد على أسلوب السرد، ويكون لشخصية المتحدث أثر كبير في تحقيق الحديث لأهدافه، إضافة إلى حسن الأداء وسلامة اللغة ووضح الهدف.
2- برامج المناقشات أو الندوات، وهي من أكثر البرامج جاذبية؛ لأنها تعكس وجهات نظر مختلفة وآراء متعددة وتضفي لونا من ألوان الحرية في النقد والتعبير عن الرأي.
3- برامج الحوار أو المقابلات، وهي من أكثر البرامج التلفزيونية انتشارا، وينقسم هذا النوع من البرامج إلى ثلاثة أقسام:
- حوار الرأي، ويعتمد على استطلاع رأي شخصية معينة في موضوع ما.
- حوار المعلومات، ويهدف للحصول على معلومات أو بيانات تخدم هدفا معينا.
- حوار الشخصية، ويستهدف هذا القالب تسليط الضوء على شخصية ما وسبر أغوارها وتقديم الجوانب المختلفة منها للمشاهد، ويعتمد نجاح هذا النوع من البرامج على اختيار الشخصية المناسبة ومدى كفاءة مدير الحوار، وطريقة وضع الأسئلة بحيث تكون مباشرة وبسيطة وفي الوقت نفسه قوية وواضحة، ولا تكون الأسئلة مما يحتمل الإجابة عنه بنعم أو لا، ولكن يفضل اختيار أسئلة تسمح للضيف بأن يخرج إجابات تقريرية أو تفسيرية، ويفضل أن يبتعد المعد عن الأسئلة الإيمائية التي تتضمن في طياتها الإجابة التي يجب أن يرد بها الضيف.
ومن المهم أن يستفز المعد الشخصية المجرى معها الحوار بأسئلة تجعله يقدم معلومات جديدة ومشوقة أو آراء مهمة.
ويظل هناك عوامل معينة تساعد على نجاح البرنامج في كل قالب من هذه القوالب، منها جدة وجدية الفكرة، واحتياج الناس للموضوع، وتنوع المصادر وتكاملها بحيث تعبر عن كل الاتجاهات المرتبطة بالظاهرة، ودقة المعلومات ونسبها إلى مصادرها.
كما ينبغي التأكيد في النهاية على أهمية أن يقوم المعد بجمع المعلومات الكافية عن الشخصية وعن الموضوع، التي تساعده وتساعد فريق العمل المتعاون معه على إخراج العمل بالشكل الذي يخدم الغرض الذي قام من أجله.
المصدر: إسلام أون لاين .
الاثنين، 26 ديسمبر 2011
أحمد ديدات.. حجة الإسلام الإنجليزية
أحمد ديدات.. حجة الإسلام الإنجليزية
المصدر:أحمد فال ولد الدين.. الجزيرة
كان الداعية الشيخ أحمد حسين ديدات يقضي معظم وقته بين هذه الجدران. ذاك ما خاطبني به الشاب الثلاثيني شبير باشا الذي كان في انتظاري عند باب المركز الإسلامي العالمي لنشر الإسلام بدربان (آي سي بي أس آي).
ويضيف شبير وهو يضغط على زر المصعد متحدثا بإنجليزية صقيلة مثقلة بلكنة جنوب أفريقية "كان هذا المركز أحبّ البقاع إلى قلب الشيخ".
بدا المركز الإسلامي لنشر الإسلام –الذي أسسه ديدات عام 1957- ضاجا بالحركة، ففي لحظة دخولي إليه رأيت أربع فتيات أميركيات أخبرنني بأنهن هنا ليتعرفن على الإسلام.
فالداعية الإسلامي، الذي عاش 87 عاما، ترك وراءه أكثر من عشرين كتابا يتمحور جلها حول المقارنة بين الأديان، خصوصا ما بين الإسلام والمسيحية. كما عرف بأسلوبه الجدلي خلال مناظراته التي ملأت الدنيا وشغلت الناس، ولعل أشهرها مطارحته الذائعة مع القس الأميركي جيم سوغرت عام 1986.
مكتب الداعية الإسلامي أحمد ديدات بدربان(الجزيرة نت)
تأثير كتاب
ما إن دخلت المكتب الخاص بديدات حتى تملكني شعور مهيب. طاولة بيضاء الشكل، تتوسطها آلة طباعة قديمة رقم عليها الرجل بأنامله أشهر الحجج التي اعتمدها في مناظراته.
قرب الطابعة، توجد حقيبة سوداء صغيرة الحجم كانت تصحب الشيخ في أسفاره إلى مناكب الأرض قبل أن يقعده شلل كامل خلال السنوات التسع الأخيرة من حياته. فقد أصيب فجأة بشلل كامل في الرابع من مايو/أيار 1996 وصاحبه إلى أن توفي في أغسطس/آب 2005.
كنت أنظر إلى الحقيبة الشخصية لديدات وأنا أفكر في الأعداد الهائلة من نسخ الإنجيل التي كانت لا تفارق الرجل، فالتفت إلى شبير وهو يحمل بين يديه كتابا عتيقا قائلا "هذا هو الكتاب الذي غيّر حياة ديدات". أخذت الكتاب فرأيت مكتوبا عليه بأحرف لاتينية: "Izharu Alhaq: The Truth Revealed" طبع في الهند عام 1915.
تحدث الشيخ مرة عن أثر هذا الكتاب فقال "كنت شابا أعمل في محل تجاري يقع قرب مركز آدمز لتخريج المبشرين المسيحيين بضواحي دربان. كان طلاب المركز يمرون بي أثناء عملي ويقولون لي "هل تعلم أن محمدا نشر دينه بالسيف؟ هل تعلم أن القرآن منقول من التوراة؟ وأنا لا أعلم شيئا فلا أجيب".
وفي أحد الأيام كنت أبحث عن شيء أقرأه فبدأت أفتش مكتبة مالك المحل الذي أعمل فيه، فوقعت على كتاب قديم مغبر. ما إن تناولته حتى بدأت أعطس! لفت انتباهي أن الكتاب إنجليزي لكن عنوانه عربي مرقوم بأحرف لاتينية. قرأت الكتاب فتغيرت حياتي إلى الأبد.
فـ"الكتاب كان يجيب على الأسئلة التي كان المبشرون يقلقونني بها".
ناولني شبير الكتاب فبدأت أتصفحه. رأيت آثار دراسة الشيخ ديدات بادية على صفحاته.
كدت أنسى مضيفي وأنا أفتش الكتاب فخاطبني محاولا لفت انتباهي قائلا "لقد كان هذا الكتاب الذي بين يديك ذا أثر عميق على حياة الشيخ.. لقد كانت هذه النسخة أثيرة عنده".
"
اضطر أحمد لاحقا لترك الدراسة بسبب عجز والده عن تسديد الرسوم المدرسية، لكن ذهنه الوقاد ظل يسعى وراء العلم بعيدا عن الفصول الدراسية
"
ذهن وقاد
يقع مركز "آي بي سي أس آي" -الذي زُينت جدرانه بصور الشيخ وعناوين كتبه وأشهر مناظراته- وسط ميدنة دربان، على بعد أمتار من أكبر مساجد جنوب أفريقيا المعروف بمسجد الجماعة.
وقد تعمد الشيخ ديدات أن يبني المركز قرب المسجد لكثرة زيارة السياح غير المسلمين للمسجد، فكان يترصدهم ليدعوهم إلى الإسلام.
وقد قام المشرفون على المركز منذ سنوات بالتنسيق مع الهيئة العليا للسياحة بمدينة دربان فأصبحت زيارة المسجد من برنامج السياح، مما أعطى فرصة ذهبية للسائرين على طريق ديدات.
الطريف أن ديدات الذي ارتبط في أذهان العالم بدربان لم يدخل هذه المدينة الساحلية إلا بعد أن بلغ التاسعة من العمر. فقد هبط على شواطئها ذات مساء من أماسي عام 1927 ولمّا يتجاوز التاسعة من العمر.
وكان والده حسين ديدات قد هاجر من قرية تادكيشوار –حيث ولد ديدات في غرة يوليو/تموز 1918- إلى جنوب أفريقيا سعيا وراء لقمة العيش.
لكن ديدات الطفل ما إن هبط أديمَ دربان حتى بدأ الدراسة بشغف، متميزا بين الطلاب ومتجاوزا إشكالية تعلم اللغة الإنجليزية التي كانت يومها غريبة عنه.
اضطر أحمد لاحقا لترك الدراسة بسبب عجز والده عن تسديد الرسوم المدرسية، لكن ذهنه الوقاد ظل يسعى وراء العلم بعيدا عن الفصول الدراسية.
بدأ الشيخ ديدات منذ قرأ كتاب "إظهار الحق" دراسة الديانة المسيحية واليهودية بشكل معمق حتى تبحر فيهما تبحرا أذهل الناس.
وساعده في ذلك ذهن وقاد وهمة لا تني، إضافة إلى تعرفه على عالم بريطاني يدعى فير فيكر كان قد دخل الإسلام وقدم عدة محاضرات عن المسيحية لمجموعة من شباب دربان كان من بينهم ديدات.
رسالة من سجين أميركي إلى المركز الإسلامي لنشر الإسلام الذي أسسه الشيخ ديدات
(الجزيرة نت)
عمر من الدعوة
كان شبير يتحدث عن كل هذه التفاصيل ونحن داخل مكتب ديدات، فدخل محمد خان الشاب المسؤول عن النشر في المركز.
قدم خان نفسه وطلب مني أن أصحبه لغرفة متاخمة تشبه غرف البريد لكثرة الطرود داخلها. دخلت الغرفة فبادر خان شارحا بعد أن أحس استغرابي "هذه الأكوام عبارة عن رسائل نرسلها للناس الذين يراسلوننا من مختلف أصقاع العالم طالبين كتب الشيخ ونسخ القرآن".
مددت يدي إلى إحدى الرسائل الواردة من سجين في الولايات المتحدة. كتب المرسل يقول "لقد أسلمت وأتمنى أن ترسلوا لي أي كتب قد تفيدني في فهم ديني، فأنا باق في السجن الانفرادي لغاية عام 2024".
واصل محمد خان قائلا "نحن نرسل الكتب مجانا لأي إنسان يطلبها في أي مكان من العالم. فقد أسس الشيخ هذا المركز على هذه الفكرة وهدفنا هنا هو مواصلة مشوار الشيخ".
كان ديدات قد وزع ملايين النسخ من أشرطته ومحاضراته وكتبه مجانا طيلة نشاطه الدعوي الممتد أكثر من أربعين عاما. وعرف عن ديدات تعلقه العجيب بالدعوة، وجلده العجيب على المناظرة وموسوعيته في المقارنة بين الأديان. فقد كان يتحدث الإنجليزية والعربية ولغة الزولو والكوسا ولغات أخرى.
تمتع ديدات بشهرة واسعة نتيجة إنتاجه ونشاطه. وبالمقابل انتقد كثيرون أسلوبه الجدلي الهجومي معتبرين إياه منفرا، لكن القائمين على المركز يقولون إنه أسلوب وليد صدام أقلية مسلمة مع أغلبية مسيحية نشطة، كان ديدنها الهجوم على الإسلام.
لكن رغم تلك الانتقادات التي وجهت لديدات، توج نشاطه الدعوي بحصوله على جائزة الملك فيصل بن عبد العزيز لخدمة الإسلام عام 1986.
المصدر: الجزيرة
الأربعاء، 21 ديسمبر 2011
صناعة الفخار فى السودان لا تزال تحتفظ بخصوصيتها رغم رياح التغيير
صناعة الفخار فى السودان لا تزال تحتفظ بخصوصيتها رغم رياح التغيير
المصدر:تقرير سمية عبد النبى/ سونا
الاحد:Dec 18, 2011
لا تزال صناعة الفخار فى السودان ، واحدة من أقدم الصناعات التى احتفظت بخصوصيتها رغم رياح التغيير ، وحافظت على روادها ومستخدميها.
ومنذ زمن بعيد ، احتفظت منطقة " القماير" بمدينة أم درمان ، بشهرتها الطاغية فى مجال صناعة الفخار ، اذ تضم المنطقة العديد من المصانع المتخصصة فى هذا المجال.
ويمارس العشرات من الحرفيين مهنة تصنيع العديد من الأوانى المصنوعة من الطين عن طريق اليد أو عن طريق العجلة وهي "آلة تدار بالقدم عن طريق السير".
وتمر صناعة الأجسام الفخارية والأوانى بعدة مراحل تبدأ تشكليها من الطين ، ومن ثم تترك في الهواء حتى تجف ، وبعدها تدخل الفرن لتبدأ عملية الحرق ، أما الزخرفة فتكون اما عن طريق النقش أو بالصب في القوالب.
ويرجع الدكتور تاور آدم المحاضر بجامعة السودان ، كلية الفنون ، قسم الخزف ، تاريخ صناعة الفخار فى السودان الى بدايات العام 1820 .
وقال فى تصريح لسونا " اول الاشكال الفخارية وجدت فى مقابر الفراعنة وفى الممالك الحضارية القديمة ، حيث كان يتم الاعتماد على الاونى الفخارية فى اغراض التخزين وحفظ المأكولات".
ويضيف " ثم تطورت صناعة الفخار واصبحت تعبر عن الثقافات المحلية لكل منطقة ، واليوم نلاحظ ان الاوانى الخزفية تتميز بالنقوش والرسومات التى تؤشر الى البيئة المحلية وثقافة كل منطقة من مناطق السودان".
ومن جانبه قال محمد اسماعيل جاد الله وهو أحد العاملين فى مجال صناعة الفخار فى تصريحات لسونا " هذه مهنة قديمة توارثناها عن اجدادنا ، ووقد دخلت صناعة الفخار من مصر الى السودان فى العام 1825".
ويضيف " تعتمد مهنة صناعة الفخار على المهارة والسرعة التى يجب أن يتمتع بهما كل من يعمل فى هذا المجال ، انها صناعة تقليدية لكنها تمثل جزءا مهما من حضارة وتراث السودان ، وحتى الآن ما تزال هذه المهنة رائجة ولديها زبائن كثر".
وتعتمد صناعة الفخار بالدرجة الاولى على نوع التربة المستخدمة كمادة خام يتم تشكيلها قبل حرقها ، ويشرح محمد اسماعيل ذلك بالقول " هناك أنواع معينة من التربة تستخدم في هذه الصناعة ، ونعتمد في صنع الفخار على مادة أساسية وهي التربة الصلصالية ، اضافة الى الماء الذي يلعب دورا أساسيا في التكوين والتذويب ، والفرز، واضافة الألوان المطلوبة".
ويشرح محمد اسماعيل مراحل تجهيز الخلطة الطينية المستخدمة لصناعة الفخار ، ويقول " نقوم أولا بخلط التربة بنسب محددة حسب اللون المطلوب ، وبعدها نخلط مزيج التربة بالماء ويسكب في بركة ، حيث يقوم العمال يدويا بتحريك المزيج لتنزل الشوائب والحصى إلى قاع البركة ، بعدها ينقل الماء المتبقي مع الرمل الناعم يدويا إلى بركة ثانية ، ويجب أن يبقى المزيج في هذه البركة لمدة يومين قبل أن ينقل إلى بركة ثالثة وأخيرة".
ويمضى قائلا " بعد تجهيز الطين يوضع على أحواض كبيرة ، ويقسمه العمال إلى قطع بحسب الحجم المطلوب صنعه ، ومن ثم تنقل إلى الدولاب اليدوي حيث يجلس الحرفي "المعلم" ليقوم بعملية صنع الفخار ورسم الزخرفات عليه بطريقة الحفر أو استعمال التلوين الزيتي المناسب".
ويتابع اسماعيل " عند الانتهاء منها توضع القطعة في مكان مظلل لمدة يومين حتى لا تتشقق ، ومن ثم توضع في فرن حراري درجته 900 حيث تشوى فيه لمدة سبع ساعات قبل أن يطفأ الفرن ، ويبقى الفخار فيه لمدة يومين أو ثلاثة أيام حتى يبرد".
ويعتمد أصحاب مصانع الفخار على أفران تعتمد فى عملها على الطريقة القديمة التقليدية باستخدام الحطب ، وتبنى الأفران أيضا من الطين على شكل كوخ مغلق وبه فتحتان ، احداهما أرضية لادخال الحطب واشعال النار فيه ، والأخرى فى أعلى الفرن لاخراج الدخان.
وتمثل "جرات الماء" المعروفة محليا باسم " الزير" أهم الصناعات الفخارية وتستخدم لتبريد الماء ويعرفها السودانيون بأنها " ثلاجة الفقراء" .
ويقول قال محمد اسماعيل جاد الله " نحن نصنع مجموعات كبيرة من الفخار بأشكال متنوعة وبألوان مختلفة حسب المطلوب ، وهناك المزهريات المخصصة لنباتات الزينة المنزلية ، وأوانى أخرى تستخدمها النساء ، ولكن الزير يظل اشهر الاوانى الفخارية".
ومع أن سوق الصناعات الفخارية لا يزال يستقطب عددا لا بأس به من المهتمين بالتراث والموروثات القديمة ، الا أن أصحاب المهنة فى السودان يشكون من عدة صعوبات تتمثل فى قلة العمال المهرة لمهنة تعتمد أساسا على الخبرة والمهارة العالية.كما أن العائد المادى لصناعة الفخار لم يعد كافيا لمواصلة هذه المهنة ، اذ يباع معظم المنتجات الفخارية بما يعادل نحو خمسة جنيهات سودانية.
سحابة بمجرتنا بسرعة 8 ملايين كلم
سحابة بمجرتنا بسرعة 8 ملايين كلم
المصدر:دي بي آي
الاربعاء:Dec 21, 2011
قال علماء من ألمانيا إن سحابة غازية هائلة الحجم في مركز مجرة "درب التبانة"، تتجه بسرعة ثمانية ملايين كيلومتر في الساعة نحو ثقب أسود في المجرة.
وبحسب العلماء الذين يعملون تحت إشراف شتيفان جيليسن من معهد ماكس بلانك للفيزياء الكونية، يُتوقع أن تتمزق هذه السحابة تماما خلال السنوات المقبلة قبل أن يبتلع الثقب الأسود أغلبها.
وأوضح جيليسن في بيان صادر عن المرصد الأوروبي أن هذه السحابة لن تستطيع تجنب المواجهة مع الثقب الأسود، وقال إنها ستتمزق تماما وسيبتلع الثقب الأسود أغلبها، مشيرا إلى أنهم عبر مراقبتهم لهذه السحابة سيعرفون كيف ستجري العملية على وجه الدقة.
وتبلغ درجة حرارة غاز هذه السحابة في الوقت الحالي نحو 280 درجة مئوية، ويتوقع أن ترتفع إلى عدة ملايين درجة مئوية وأن تضيء بشكل ساطع بالأشعة السينية.
وأضاف جيليسن أن المراقبة المفصلة لمركز المجرة خلال السنوات المقبلة ستعطي الفرصة لدراسة صفات هذا التدفق المتعاظم، ومتابعة كيفية ابتلاع الثقب الأسود لهذه المادة الهائلة.
وذكر العلماء في دراستهم التي نشرت في مجلة "نيتشر" البريطانية أنهم توصلوا إلى هذه النتيجة بعد مراقبة منهجية دقيقة لمركز مجرة درب التبانة "اللبانة".
وتحتوي أغلب المجرات -إن لم يكن جميعها- ثقبا أسود هائل الحجم في مركزها. وبالنسبة لمجرتنا يقع الثقب قريبا من الأرض بشكل يمكن العلماء من مراقبته بالتفصيل.
وتمتلك هذه السحابة كتلة تعادل ثلاثة أمثال كتلة الأرض تقريبا، ويعتقد العلماء أنها "ستقترب" على بعد 40 مليار كلم من الثقب الأسود عام 2013، وهي مسافة تعتبر بمثابة "رمية حجر" بالحسابات الفلكية.
المصدر: دي بي آي
المدرسة أهم وسيلة لمحاربة السمنة
المدرسة أهم وسيلة لمحاربة السمنة
المصدر:قدس برس
الاربعاء:Dec 21, 2011
توصل بحث في مجال الصحة إلى أن المدارس لها دور كبير في محاربة سمنة الأطفال والمراهقين، وأكد أن البرامج التي توضع لمحاربة هذا الوباء لا بد أن تركز على البيئة التي يقضي فيها الطفل أغلب أوقاته.
وتوصل فريق البحث التابع لمنظمة كوكرين للتعاون العالمية، إلى أن تشجيع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشرة من خلال برامج متصلة بمحاربة السمنة تطبق في المدارس، سيكون له دور فعال في محاربة السمنة بين تلك الفئة من المجتمع.
وأجرى الفريق البحثي مراجعة لنحو 55 دراسة نفذت في مختلف أنحاء العالم، وذلك ضمن "المراجعة بشأن الوقاية من سمنة الطفولة" التي تقوم بها المنظمة الدولية المختصة بإجراء المراجعات لمساعدة واضعي السياسات والعاملين في الحقل الصحي على اتخاذ قرارات صحية سليمة.
وسعى الفريق من خلال هذه المراجعات إلى البحث عن دلائل جديدة تستنبط من دراسات أجريت في السابق لتحديد أي أشكال التدخل يمكن أن يكون له الأثر الأكبر في مساعدة الأطفال على تجنب الإصابة بالسمنة.
وبحسب تقرير نشرته المنظمة مؤخرًا على موقعها الإلكتروني فقد توصل الباحثون إلى "دلائل دامغة" على أن استخدام البرامج التي تستهدف الأطفال ضمن البيئات التي يقضون فيها أغلب وقتهم مثل المدرسة والتركيز على السياسات والمناهج والتغيير الثقافي لتعزيز تناول الطعام الصحي والنشاط البدني، قادر على منع السمنة بين الأطفال والمراهقين والتقليل منها.
"
تشجيع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما من خلال برامج متصلة بمحاربة السمنة تطبق في المدارس سيكون له دور فعال في محاربة السمنة بين تلك الفئة من المجتمع
"
وأشار التقرير إلى أن البعض كان يجادل بضرورة عدم اتخاذ إجراءات ضد انتشار السمنة، وذلك خشية أن تنطوي الإجراءات ذاتها على أضرار، لكن البحث الأخير لم يتوصل إلى وجود ضرر في ذلك في أي من الدراسات التي جرت مراجعتها.
سياسات وإستراتيجيات
وتوصل الباحثون إلى أن عددًا من السياسات والإستراتيجيات الواعدة التي يمكن النظر بعين الاعتبار في إمكانية تطبيقها، يمكن أن تساعد على محاربة السمنة بين الأطفال والمراهقين، ومنها تناول المناهج الدراسية لعدد من السلوكيات السليمة مثل تناول الطعام الصحي وممارسة النشاط البدني وسلامة نظرة الفرد إلى شكل جسمه، مع زيادة فرص ممارسة النشاط البدني وتنمية المهارات الحركية الأساسية خلال الأسبوع الدراسي.
وأشاروا إلى أن تحسين نوعية الأطعمة التي توفرها المدرسة، وإيجاد بيئات وممارسات ثقافية ضمن المدارس، تدعم الأطفال الذين يتبنون سلوكيات صحية سليمة.
المصدر: قدس برس
سيناريوهات المستقبل / د. ربـيع عبـدالـعـاطـى عـبـيـد
سيناريوهات المستقبل / د. ربـيع عبـدالـعـاطـى عـبـيـد
المصدر:بقلم د. ربـيع عبـدالـعـاطـى عـبـيـد ... الانتباهة
الاربعاء:Dec 21, 2011
يكشف المشهد السياسي حالة الانفتاح التي أظهرها التشكيل الوزاري الأخير بالنظر إلى ذلك الحشد الكبير من الوزراء ووزراء الدولة الذين لم يسبق لهم التعاون بهذه الصورة مع حزب المؤتمر الوطني، والمتدبر في الهيئة الجديدة لمجلس الوزراء، لا يجد صعوبة في قراءة السيرة الذاتية لمن وقع عليهم الاختيار لشغل المناصب الدستورية والوزارية المختلفة، فبعضهم كان جزءاً من الحركة الشعبية وبعضهم سليل أسرٍ تربعت على سدة الزعامة لأحزابٍ تقليدية، والبعض الآخر اتخذ مسميات فرعية انشقت من أحزاب ظلت تدعي أنها ليست جزءاً من الاتفاق مع المؤتمر الوطني، وأن الذين شاركوا يعبِّرون عن أشخاصهم وآرائهم، بالرغم من القرارات القيادية للأجسام الحاكمة في تلك الأحزاب، حيناً بالموافقة والمشاركة وحيناً بعدمها، وآخرون يقولون بأن قيادة الحزب مع المشاركة وجماهيره ضدها بالإضافة إلى مغالطات كثيرة تحيط بما حدث والذي هو حادث.
وهناك أحزاب، هي في الأصل قد شاركت المؤتمر الوطني ما قبل اتفاقية السلام وبعدها، واتخذت لها مسمى «أحزاب الوحدة الوطنية» التي استمرت مشاركتها، لكنها لم تكن بذات النسب القديمة باعتبار اتساع قاعدة المشاركين.
وقد يكون المشهد الحالي في شكله، واضحاً، ولكن من المتوقع عند البدء في ممارسة النشاط الوزاري وأثنائه، قد تظهر بعض النتوءات التي إن تجاوزنا وصفها بالخلافات، لأطلقنا عليها مجازاً التنوع بحكم طبيعة وذهنية الذين لم يجمعهم مسبقاً، حلفُُ سابق، أو تنظيم تراعى فيه كيفية السير وفق منظومة اتباع القنوات.
والسيناريو المحتمل لمسيرة الحكم في المستقبل القريب وليس البعيد، يشير إلى أن هذه القاعدة الواسعة من المشاركين، بينهم الذي أتى وهو قانعٌ بالمشاركة كمبدأ، ومنهم من يرى بأنه قد فرض نفسه، ومنهم من ركب السفينة على قناعة بالعمل الجمعي، وإيمانٍ بوحدة الصف، والعمل وفقاً لما يجمع من قواسم مشتركة، وأرضية عقدية ليس عليها خلاف، وهم جميعاً سيتعرضون لاختبار قاس، وسيجابهون تحديات فيها المعقد المتشابك، والمتداخل المتصل بالخارج والداخل، وسنرى هل المؤتمر الوطني بالفعل لديه القدرة على احتمال ما سيثار من عواصف، وما سوف يحتدم من حوارٍ؟ وهل ستتحول هذه القاعدة الواسعة من المشاركين إلى قاعدة تقبل البناء العالي، أم أن الزمن الآتي سيُستهلك كله في الترميم وإعادة الترميم للقاعدة بحيث لا توجد أي إمكانية لوضع طوبة واحدة بقصد إنشاء طابق واحد بسبب الهشاشة التى يعاني منها الأساس.
والسيناريو القادم، يصعب التنبؤ بمفرداته وخريطته، ولكن قصته قد بدأ تحريرها، ولا ندري هل ستكتمل هذه القصة على نحوٍ سليم يُمكِّن لاعبي أدوراها من التنفيذ، أم أن القصة عويصة، وما سينشأ من إعدادها سيكون عصياً على الأداء والتمثيل.
ودعونا نراقب ونتابع، ونسأل الله أن يكذب «الشينة» كما يقولون.
الإنسان والقراءة. بقلم: محمد السالم
الإنسان والقراءة. بقلم: محمد السالم
المصدر:مدونة أدوات القراءة الذكية. يديرها د. ساجد العبدلي
الاربعاء:Dec 21, 2011
حقيقة لا ندري هل مات دور الكتاب العربي في الوطن العربي أم ماذا ؟
اليوم وفي هذه الألفية الجديدة أصبح دور القراءة شبه معدوم أو معدوم إن صح التعبير في الدول العربية . ولعل أهم الأسباب هو إهمال الدول العربية ذاتها لعملية بناء الإنسان .
اليوم نشاهد الإنسان العربي مرتبط ارتباطا ً تاما ً بالإنترنت أو بالفضائيات الهزيلة والتي لها الدور الأكبر في انحلال العقول العربية .
كما أننا لم نعد نرى دور التعليم في تطوير الإنسان العربي للقراءة . حتى أصبحنا في أسفل قوائم الإحصائيات العالمية من الناحية الفكرية والثقافيةاء .
اليوم أصبح دور الإنسان العربي هو قراءة الصحف اليومية وبناء حياته على الهموم والحروب والانقسامات في الصفوف العربية فقط .
بل أصبح الإنسان العربي قارئ جيد للحظ وقراءة الكف والأبراج كل يوم وفي كل صباح .
اليوم أصبح الكتاب سلعة غير قابلة للشراء أو التعاطي . حتى أن أغلب دور النشر لا تطبع أكثر من 3000 نسخة للكتاب الواحد خوفا ً من الكساد الأدبي .
الكتاب هو الصديق الأكثر فائدة من أي صديق آخر . وهنا نتحدث عن دور الكتاب في السفر وفي الوحدة وفي الفراغ وفي الأماكن التي لا تحتوي على أي طرق اتصال .
فالكتاب هنا هو صاحب الدور الاكبر في الفائدة وقضاء وقت جميل .
تعلم القراءة أمر ضروري منذ الصغر وهو الدور الاول للآباء تجاه الأبناء . فكثير ٌ من أولياء الأمور لا يهتم في تعليم أبناءه القراءة . بل أن الإبن يصبح في عمر الشباب أو في مراحل الدراسة المتقدمة وهو لا يعرف مبادئ القراءة السليمة . وهنا تكمن المشكلة الكبرى في ثقافة الجيل العربي .
تقول الدراسات أن بعض الدول الأوروبية تكون فيها نسبة القراءة لكل فرد ما يعادل الثلاث ساعات ونصف يوميا . حتى أن بعض الدول تطبع آلاف النسخة للكتاب الواحد وتدعم دور القراءة وتثقيف الإنسان فيها . لأنها تؤمن بأن الإنسان هو العنصر الأول في بناء المجتمع . لذلك هي تصرف الكثير من الأموال والمشاريع الثقافية لتطوير هذا العنصر .
كما تقول الدراسات أن القراءة هي مفتاح كل العلوم وبدون القراءة لن يتكمن الإنسان من التقدم تجاه الحياة ولن يحضى بالكثير من الفرص لتطوير حياته واكتساب حياة أفضل .
ربما علينا أن نعيد التفكير في أنفسنا وفي القراءة وكيفية تطوير أنفسنا للقراءة حتى ولو ربع ساعة يوميا . ومع مرور الوقت سنجد أنفسنا لا نفارق الكتب وسنكون أمة تبحث عن المعارف في كل مكان وفي كل زمان.
الأربعاء، 14 ديسمبر 2011
المخزون الاستراتيجي: مستعدون لسد أي فجوة ولا يوجد فاقد بالمخازن
المخزون الاستراتيجي: مستعدون لسد أي فجوة ولا يوجد فاقد بالمخازن
المصدر:الخرطوم: smc
الخميس:Dec 15, 2011
أكدت هيئة المخزون الاستراتيجي وجود كميات كافية من الحبوب لسد أي فجوات غذائية قد تحدث مبينة وجود برنامج للمكافحة ولجان فنية دورية للاطمئنان على سلامة المخزون.
وأوضح إبراهيم بشير أحمد مدير عام هيئة المخزون الاستراتيجي في تصريح لـ(smc) أنه لا يوجد أي فاقد في المخزون لتوفر الظروف التخزينية الجيدة مشيراً لوجود خطة لتوزيع الذرة في المخازن طيلة العام وفقاً للبرمجة الموضوعة للولايات التي قد تتعرض لفجوات متكررة وهي كسلا، البحر الأحمر، شمال دارفور، شمال كردفان، وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان مضيفاً أنهم محتاطون لبقية الولايات بـ(20%) من المخزون خارج الصوامع.
وقال بشير أنه يتم الاحتفاظ بالمخزون داخل الصوامع التي تملكها الهيئة لسنتين أو ثلاث حسب ظروف الإنتاج في المواسم المختلفة.
التهاون في الصلاة عند الخاطبين والخاطبات
التهاون في الصلاة عند الخاطبين والخاطبات
المصدر:إبراهيم بن عبد الله الدويش .. سماء الاسلام
الخميس:Dec 15, 2011
بسم الله الرحمن الرحيم
الزواج له أحكام وآداب قبله وبعده يغفل عنها الكثير من الناس ،وخاصة الشباب والفتيات في مرحلة الخطبة، ومن أهمها: بُعد النظر وحُسن الاختيار، والله عز وجل يقول: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب:36]، ومن الخير الذي قضاه الله: {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ..}[النور:26]، والله يقول : {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة:100]، وللذين يُبالغون في شروط البحث، وكثرة المواصفات الخَلْقية والخُلُقِية، ويحرصون على الجمال أو المال أو النسب، ويغفلون أو يتغافلون عن ذات الدين، يُهدى إليهم مثل هذا التحقيق.
وفي التحقيق: نسمع زوجة تقول: زوجي لا يصلي في البيت ولا مع الجماعة؟
وأخرى تقول: إن زوجها لا يصلي، وأنها حاولت مناصحته فلم يستجب؟
وتقول ثالثة: كان خلوقاً كريماً سمحاً ولكن ما جدوى هذا كله وهو لا يصلي؟
وتقول رابعة: إنها تزوجت ابن خالتها ووجدته لا يُصلي وجلستُ معه عامين أبذل فيها محاولاتي... ولم أجد لها أي أثر؟
ويقول زوج: إن زوجته ترفض تأدية الصلاة؟
وتقول خامسة: مشكلة أخي مع زوجته أنها لم تكن تصلى...؟
هذه أقوال تؤلمني وتؤلم كل مسلم غيور، أيعقل أن يوجد في هذه البلاد المباركة، بلاد الحرمين الشريفين، بلاد التوحيد، بلاد العلم والعلماء، ووسائل التعليم من كتب وأشرطة وفتاوى ودروس ومحاضرات أيعقل أن يوجد فيها من عرّض نفسه لوصف (الكفر) فمن ترك الصلاة كفر بصريح الأدلة من الكتاب والسنة ؟
ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن عتّاب بن أسيد الأموي t أمير مكة من قبل النبي r، خطب أهل مكة فقال: «يا أهل مكة والله، لا يبلغني أن أحدًا منكم تخلّف عن الصلاة في المسجد في الجماعة إلا ضربت عنقه» قال ابن القيم: وشكر له أصحاب رسول الله r هذا الصنيع، وزاده رفعة في أعينهم.
وأخرج ابن المبارك في الزهد: عن سعد بن عبيده، عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه كان يأمرهم أن يحملوه في الطين والمطر إلى المسجد وهو مريض.
وروى الطبراني عن عنبسة بن الأزهر قال: (تزوج الحارث بن حسان وكان له صحبة، فقيل له: أتخرج وإنما بنيت بأهلك في هذه الليلة؟ فقال: والله إن امرأة تمنعني من صلاة الغداة -أي الفجر- في جمع لامرأة سوء) وكان سليمان التيمي يقول لأهله: هلموا حتى نجزئ الليل، فإن شئتم كفيتكم أوله، وإن شئتم كفيتكم آخره .
وكان سعيد بن عبد العزيز التوخي إذا فاتته صلاة الجماعة بكى.
تلك صور، وهذه صور - وشتان بين هذه وتلك - واللبيب بالإشارة يفهم.
معاشر الخاطبين والخاطبات:
إن أول وأعظم لبنة في بناء الحياة الزوجية السعيدة هي: السؤال عن الدين والخلق سواء للخاطب أو المخطوبة وهذا مشهود معلوم عند الناس، بل لم يعد غريبا أن يأتيك شاب قد فرط في فرائض الدين يطلب المساعدة في البحث عن زوجة صالحة محافظة.
ولكن الشرط الأول الذي لا يجوز شرعاً لمسلم ولا مسلمة أن يُفرط فيه: هو السؤال عن الصلاة ومدى المحافظة عليها في وقتها فإن (( من ضيع الصلاة كان لما سواها أضيع)).
فالكثير من الناس لم يع حتى الآن أن القضية (كفر وإسلام) ففي هذا التحقيق نقرأ فتوى فضيلة شيخنا الوالد محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: وهو يقول فيها: " تارك الصلاة كافر".
فهل تعلم الزوجة ما معنى كافر؟ وهل يعلم الزوج ما معنى كافرة؟
معنى ذلك أن (النكاح باطل)، (ولا تؤكل ذبيحة الزوج)، (ولا يدخل مكة) (ولا حق له في الميراث)، (ولا يُغسل ولا يُكفن ولا يُصلى عليه ولا يُدفن مع المسلمين) إذاً فالمسألة خطيرة جدًا كما قال رحمه الله. فمما هو معلوم من الدين بالضرورة أن لا يجتمع وصف الإسلام وترك الصلاة بحال من الأحوال، فالعامي ورجل الشارع يُفتيك بهذا. فَلِم هذا التساهل وهذه الغفلة عند بعض الناس؟! .
والحرص والاهتمام بمثل هذا السؤال له آثار عجيبة من أهمها:
1 - أن صاحب الدين والخلق غالبًا يحفظ حق المرأة، فإن أمسكها أمسكها بمعروف، وإن سرَّحها سرَّحها بإحسان.
2 - أن صاحب الدين والخلق يكون مباركًا عليها وعلى ذريتها؛ تتعلم منه الأخلاق والدين، ويكون عونًا لها على طاعة الله، فإن من أعظم وسائل زيادة الإيمان في النفس الصحبة الصالحة فكيف إذا كان الزوج صالحًا.
3- أُنس الزوجة بزوجها، والزوج بزوجته وراحتهما النفسية، وسعادتهما إذا وفقهما الله لا يدانيها ولا يماثلها شيء، حتى ولا الأنس بأهلهما الأقربين، وتلك آية عظيمة وتحقيق لوعد الله جل شأنه بقوله: {وجعل بينكم مودة ورحمة}.لكن كيف يريد الزوجان التوفيق في الحياة الزوجية، وهما أو أحدهما قد قطع الصلة بالله وهو الذي بيده جمع القلوب والتوفيق بينهما.
4- من أعظم الأسباب لاجتماع القلبين والتآلف بينهما أن يتحدا على أفكار وتصورات واحدة، والصلاة ركن وعمود العقيدة الإسلامية فإذا كان أحدهما محافظ عليها، والآخر تارك لها أو متهاون فيها تفككت أواصر المحبة، وكثرت المشاكل والخلافات، ولا عجب فالخلاف في الأصل فهذه في واد وذاك في واد آخر، فهما لا يلتقيان في الله، فالرباط بينهما واه ضعيف؛ وما هذه الصور التي وردت في التحقيق إلا أمثلة يسيرة من مشاكل البيوت التي نسمعها كثيراً وهي دروس وعبر للواقفين على عتبة الزواج.
يا أولياء المخطوبة:
إن الله عز وجل يقول: {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة:221].
فلماذا يتساهل بعض أولياء الأمور أن يُسلم ابنته فِلْذة كبده إلى شاب لا يُصلي، إن هؤلاء يدعون إلى النار؟ بتساهلهم في كثيرٍ من المعاصي والمنكرات وتشجيع زوجاتهم عليها وعدم نُصحهن وتحذيرهن، ويكفي تركهم للصلاة فهل بعد الكفر ذنب؟ والمرأة على دين زوجها كما يُقال، وإذا زَوجت ابنتك صالحًا كسبت ابنًا، وإذا زوجتها سيئاً خسرت ابنة.
ومن المؤسف أن بعض الناس لا يسألون عن دين الرجل، وإنما المهم المال والمنصب والشهادة، والله عز وجل يقول: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور:32].
يا أولياء المخطوبة: إن رسول الله r يرشدكم فيقول: ((إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه، فزوجوه، إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)).
هذه هي القاعدة الشرعية النبوية في نقطة الانطلاق في الحياة الزوجية فمن أخذ بها أخذ بحظ وافر، ومن تركها كان كمن: أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
وأي فتنة أعظم على الفتاة المسلمة من أن تقع في عصمة زوج لا يصلي!
وأي فتنة أعظم على الأولاد من أن ينشئوا في بيت القائمُ عليه لا يصلي!
إن الكثير من أولياء المخطوبة لم يعوا حتى الآن أن القضية (كفر وإسلام).
يا أولياء المخطوبة:اسمعوا لقول الرسول r (( ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة)) متفق عليه.
إن تزويج الفتاه مسئولية عظيمة، تسألون عنها أمام الله، فلا يكن هم أحدكم متى تتزوج الفتاة ؟ بل من يتزوج الفتاة ؟
ولا يكن هم أحدكم المال والنسب، بل الدين والخلق.
فالسؤال والتحري عن الخاطب أمانة في أعناقكم ،ومسئولية أمام ربكم، ونصح لبناتكم: ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)) كما قال r.
ومن الطرق المثلى في السؤال والتحري:
1- سؤال أهل التقوى ،وجماعة المسجد وخاصة الإمام والمؤذن.
2- التعرف على أصحابه وجلسائه ((الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل))
وقل لي من تجالس أقل لك من أنت ؟
3- سؤال الزملاء والأقرباء الموثوقين عنه وعن أخلاقه، وحياته الشخصية.
4- عدم التعجل بالموافقة، وينبغي التأكد من المعلومات، فلا يكفي سؤال شخص أو شخصين عنه بل كلما كثر المسئولون اتضحت الحقائق أكثر.
5- اسأل عن سفره ورحلاته، وحاله في السفر، فإن السفر يسفر عن أخلاق الرجال.
6- لا يكفي النظر للظاهر، بل لا بد من التأكد من حقيقة الدين والخلق، فإن هناك صورة وهناك حقيقة. وهذا أمر مهم ابتلي فيه الكثير من الناس فلينتبه له.
7- الكمال عزيز في الرجال، ولكن سددوا وقاربوا، والأهم دين الرجل وخاصة المحافظة على صلاة الجماعة.
8- شدة الغضب وسرعة الانفعال صفة ذميمة وفتاكة في هدم أركان الأسرة وأثرها معلوم، والسؤال عنها واجب.
9- على الفتاة أن لا تعتمد على شخص واحد في السؤال والتحري، بل تحرص على تعدد المصادر، فإن الأمر أولاً وآخرًا يعنيها، والحياة حياتها، وبعد توفر المعلومات فلا بد من الاستشارة، وإياك إياك وترك الاستخارة، فإن لها أثرًا عجيباً، وعليك بالدعاء والإلحاح فيه، فإن من توكل على الله كفاه.
أيها الخاطب:
ليس الزواج شهوة جامحة، أو نزوة عابرة، بل هو رباط وثيق، وهو أعمق وأقوى رابطة بين الزوجين بعد رابطة العقيدة، ولذا فعلى من أراد التزوج أن يختار شريكة حياته اختياراً مبنياً على المعرفة والتعقل، والتفكير الراجح، ولذا أرشدك حبيبك وقدوتك r فقال : ((تُنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها)) فإذا اجتمعت لك هذه الصفات فهذا فضل من الله عليك، وإن تعارضت فإن الحبيب r ينصحك بقوله: ((فاظفر بذات الدين تربت يداك)) وأفضل متاع الدنيا وكنوزها : المرأة الصالحة كما قال r : ((الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة)).
"مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ"كما في حديث أبي أمامه عند ابن ماجه .قال r: ((خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره)). وقوله r ((إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين، فليتق الله فيما بقي)). وقوله: ((من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني)) أخرجه الحاكم وصححه، وقول الحق عز وجل: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ} [النساء:34].
فهل تُراك -أيها الخاطب- تجد هذه الصفات في امرأة لا تصلي؟! كيف ترضى لمثل هذه أن تكون شريكة لك في حياتك ؟! وأن تكون أما لأولادك ؟!بل كيف تأمن على عرضك ومالك؟! فالمرأة التي لا تخاف الله، وليس لديها إيمان يردعها فتوقع منها كل شيء، "فمن علامات الشقاء: المرأة السوء، كما أن من علامات السعادة: المرأة الصالحة "كما في مسند الإمام أحمد.
ومن أهم الصفات التي يجب التحري عنها في الزوجة :
صلاة الفرض في وقتها، وحرصها على صيام رمضان، وسترها وعفافها وعدم تبرجها، وطاعتها لزوجها، وهذه صفات تؤهل المرأة لدخول الجنة كما قال r: ((إذا صلت المرأة فرضها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي من أي أبواب الجنة شئت)) أخرجه أحمد، وابن حبان، والبزار وهو حسن بمجموع طرقه وشواهده، والله أعلم.
وقديما قيل: إذا أردت حرة تبغيها كريمةً فانظر إلى أخيها
يُنبيك عنها وإلى أبيها فإن أشباه أبيها فيها
وأما كيفية التحري فانظر لما سبق من خطوات، ولا تعتمد على معلومات الأخوات والقريبات فقط، بل لابد من التثبت والتحري بنفسك وبطريقتك الخاصة، واستعن بالله، وأكثر من الدعاء، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4].
تنبيه: أنبه الخاطبين والخاطبات من مقولة مشهورة نسمعها من بعضهم عندما يُعجب أحدُهما بالآخر، ويكون في أحدهما تقصير في الدين والخلق وهي:" أستطيع أن أؤثر عليها أو عليه بعد الزواج " وهذا قول تغلب عليه العاطفة، فإن بعد الزواج أمر غيبي لا يعلمه إلا الله، ويكفي أن نقول للقائل: فإن لم تستطع فماذا ستفعل ؟! سبق السيف العذل، فليس بيدك إلا أمران كلاهما مر: البقاء على الحال، أو الفراق والطلاق، لكن قبل الزواج الأمر بيدك تفكر وتقدر، تتقدم وتتأخر، فأنت في مرحلة الاختيار وإياك أن تغلب العاطفةُ العقلَ لمجرد جمال أو مال وبعدها تندم حين لا ينفع الندم. وليس معنى ذلك أن لا تحرص على الجمال والمال والنسب، بل احرص عليها كلها إن وجدت لكن عند التعارض فالدين والخلق قبل كل شيء، والجمال أمر مهم للعفة وغض البصر، لكنه ليس أهم من الدين. رزقني الله وإياكم صلاح أنفسنا وأزواجنا وأولادنا، وجعلنا من عباده الصالحين المصلحين المخلصين .اللهم آمين .
إبراهيم بن عبد الله الدويش
في 16/2/1418 هـ
الأزمات ..والإعلام ؟!
الأزمات ..والإعلام ؟!
المصدر:بقلم ابراهيم الدويش .. سماء الاسلام
الخميس:Dec 15, 2011
لقد فضحت كثيرٌ من الأزمات الإعلام العربي وأبانت عورته،وعجزه عن مواجهة الأخطار، بل ربما شاركت بعض وسائل الإعلام في صناعة الخطر دون أن تعلم؟! فالتطرف في التحليلات -بل مجرد كثرتها واختلافاتها،وتضارب الأخبار ونشرها دون تمحيص،كل هذا وغيره- له أثر على نفسيات المتابعين لها:تردد وحيرة وقلق، ومن ثَمَّ انفعال وغليان،وربما استعجال وتسرع وتطرف..إذاً فالإعلام من أخطر الأسلحة الفتاكة المؤثرة عند الأزمات، فإلى متى سيظل الإعلام العربي بعيداً عن طرح مواضيع وبرامج توجيهية وتربوية ونفسية وأمنية، لها أثرها في تماسك الصف في الشارع المسلم بدل بث الفرقة وملء الصدور، وغير ذلك من البرامج مما يحتاجه الشارع العربي حقاً في مثل هذه الظروف، وإلى متى سيظل الإعلام العربي ومن ثَمَّ العقل المسلم عرضة للسيطرة من قبل الإعلام الغربي، الذي يتلاعب بالعاطفة الإسلامية وبالشارع الإسلامي بالتهويل تارة، والتعمية تارة أخرى، وتحليل كل حدث بحسب مصالحه وأهدافه،وفي المقابل نرى سطحية الثقافة والمعرفة لدى الكثير من المتابعين له من المسلمين،وعندها فلا نستغرب أن نسمع الآراء والأطروحات البعيدة كل البعد عن ميزان الشرع،بل والبعيدة عن الحكمة والعقل، ووضع الأمور في نصابها الصحيح الذي يوجبه ديننا وتفرضه عقيدتنا ويحدد معالمه رسولنا e،ولا يكون هذا إلا بالعلم الشرعي الصحيح،وبفهم وإدراك وبصيرة، وإلا سيظل المسلم أسير العقل والفكر كالريشة في مهب الريح،ولو سألنا أنفسنا أبسط سؤال: هل الإعلام الغربي ووكالات الأنباء العالمية تلتزم الدقة وتحرص على مصداقيتها حقاً..؟! أعلم أن الكثير يعرف الإجابة ،ومع ذلك نسمع ونتابع هذه المصادر دون تمحيص أو تمييز، وبعيداً عن التحليل الشرعي،ولو تنبه البعض وحاول فالمخزون الشرعي والثقافي لا يسعفه،وتكمن الخطورة -والتي يغفل عنها الكثير خاصة عند الأزمات-: أنّ أكبر وكالات الأنباء والقنوات الفضائية تسيطر عليها الأموال اليهودية، والتي لا تخفي ولاءها للمنظمات الصهيونية،وربما تدير الأخبار بمكر ودهاء لصالحها..هذا بالنسبة للإذاعات والفضائيات والصحف المتابعة للأحداث، أما تلك الغارقة في بحر الشهوات الراقصة على جراحات المسلمين، فالخيانة لشعوبها وأمتها أقل وصف توصف به،حدثني الكثير أنهم لا يستطيعون وصف مشاعرهم وهم يشاهدون شريط الأخبار يمر بأسفل الشاشة التي تعرض أغنية عربية ماجنة بأجساد عارية، وقد كتب فيه:(انفجار كبير ببغداد،ووقوع ضحايا)،ولا نملك إلاّ أن نقول: إنّا لله وإنا إليه راجعون،سبحان الله! هموم وهموم! فإلى متى تظل عقول الكثير مغيبة في أوحال الشهوات، غافلة عن قضايا أمتها رغم شدة الفتن والأزمات..وهل يسمى هذا إعلام أو إضلال؟!
وأخيراً سؤال واحد فقط:ماذا قدم الإعلام للشعوب العربية في هذه الأزمة سوى الإثارة والثورة !
التخطيط الإستراتيجي القومي
التخطيط الإستراتيجي القومي
المصدر:مركز الجزيرة للدراسات ..باحث وكاتب سوداني