::::روان الاخبــار::: اللغة العربية في زمن العولمة
المصدر:الجزيرة نت
الاثنين:Dec 12, 2011
تباينت آراء وتقديرات عدد من محبي اللغة العربية بشأن أسباب تراجع هذه اللغة والآلية الأنسب لحمايتها من تغلغل العامية واللغات الأخرى وخاصة الإنجليزية.
وتتفاوت آراء عدد من المشاركين في مؤتمر عقد بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية بين من يدعو إلى الحفاظ على اللغة العربية دون إلغاء اللغة الإنجليزية، وبين من يطالب بـ"كنس" اللغة الإنجليزية تماما، وتحديدا في المؤسسات التعليمية، ويلقون بالمسؤولية في ذلك على الأنظمة والمؤسسات الرسمية.
ويغطي المؤتمر الدولي الثاني تحت شعار "العربية، الثابت والمتحول في عصر العولمة" الذي يختتم اليوم الخميس مجموعة محاور تركز على مزاحمة اللغات الأخرى واللهجات العامية ودور الإعلام، وصولا إلى العربية في المناهج الدراسية.
ولفت عدد من المشاركين في المؤتمر إلى أن حب المباهاة والاستعراض يدفع للزج بالألفاظ الإنجليزية، ولو بنطق خاطئ ودون فهم لمعانيها أو كتابتها، في المجتمع العربي بشكل عام.
"
اتفق المشاركون من مختصين وأكاديميين على انجراف رواد العربية أنفسهم نحو التغريب وتفضيل اللغة الإنجليزية على العربية
"
تفضيل الإنجليزية
وتوافقت آراء المشاركين من مختصين وأكاديميين على انجراف رواد العربية أنفسهم بمن فيهم عمداء كليات اللغة العربية ومدرسوها نحو التغريب وتفضيل اللغة الإنجليزية على العربية، خصوصا في تعليم أبنائهم.
وفي كلمته التي جاءت تحت عنوان "الازدواجية اللغوية بين العربية الفصحى واللهجات الحديثة"، يوضح الدكتور أحمد هاشم من جامعة تكريت بالعراق أن اللغة العربية حظيت في القرن العشرين بانتشار منظور ومسموع ومقروء غير مسبوق وذلك بفضل انتشار المعاهد والمدارس والجامعات رغم العراقيل.
لكنه مع ذلك يقول إن ازدهار العربية في النصف الأول من القرن العشرين سرعان ما خفت ضياؤه وخبا لمعانُه "بما شاب الحياة العقلية والأدبية والثقافية من انحرافات وانعكاسات بسبب تدفق موجات الغزو الفكري والاجتياح الثقافي وضعف مستوى التعليم في جميع مراحله".
ويعتبر هاشم أن اللهجات وتكوّنها عامل مهم لانتشار اللغة، مبينا أن الاتصال البشري واختلاف البيئات البشرية وتنوع الظروف الاجتماعية عوامل أساسية في تكوّن اللهجات.
ازدواجية الثقافة
أما الأكاديمي السامرائي وهو من الجامعة نفسها فيقول إن معاناة اللغة العربية وضعفها في نفوس أبنائها "لم تكن وليدة لحظة عابرة مرت على الأمة، إنما هي امتداد طبيعي لمحاولات الانقلاب على مختلف مجالات الحياة الشرقية".
وأضاف في كلمة عنوانها "ازدواجية الثقافة وأثرها على اللغة" أن حمى التجديد ومحاولات الثورة على كل ما هو قديم بدأت أوائل القرن العشرين، مستعرضا عوامل زعزعة مكانة اللغة في ثقافة أبنائها ومنها الاستعمار والبعثات إضافة إلى عدد من المثقفين ممن دعوا إلى إصلاح الكتابة العربية وإلغاء الإعراب.
وخلص السامرائي إلى أن أهم خطوات استعادة اللغة لمكانتها أن ينظر إليها أبناؤها على أنها عنوان مهم لهويتهم أمام سائر الأمم، وأنها مَعلم مهم في تأطير الشخصية الإسلامية العربية.
رباع: ما ينفق على التعليم بالإنجليزية في الوطن العربي قد يصل إلى 20% (الجزيرة)
انفصام الشخصية
وهناك من الحاضرين من اعتبر اللغة العربية اليوم أفضل منها قبل ثلاثين عاما، وقال بعضهم إنها فرضت نفسها على جامعات العالم، لكن المشكلة تكمن في "انفصام الشخصية" لدى أصحاب هذه اللغة.
بدوره يقول الأكاديمي محمد رباع من جامعة الخليل إن ما ينفق في سياقات التربية والتعليم على اللغة الإنجليزية في الوطن العربي قد يصل إلى 20% من الإنفاق على التعليم، لكن النتيجة في النهاية أن نسبة الذين يستطيعون كتابة جملة واحدة في الثانوية العامة لا تصل 1%.
ويضيف في حديث للجزيرة نت أن البلاء أصبح عاما، وأن "كل المحاولات وما صدر من قرارات بالإصلاح كانت تؤدي إلى نتائج عكسية، ولم يعد من الممكن المبادرة بإصلاح فردي".
ويشير رباع إلى أن التعليم بالإنجليزية طغى على الجامعات العربية "ولا قيمة لتراجع جامعة واحدة، بل يجب أن يكون التراجع شاملا في الوطن العربي كله، وبإمكان الجامعة العربية -مثلا- أن تقرر ذلك".
المصدر: الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق