::::روان الاخبــار:::
الخميس:Dec 15, 2011
لقد فضحت كثيرٌ من الأزمات الإعلام العربي وأبانت عورته،وعجزه عن مواجهة الأخطار، بل ربما شاركت بعض وسائل الإعلام في صناعة الخطر دون أن تعلم؟! فالتطرف في التحليلات -بل مجرد كثرتها واختلافاتها،وتضارب الأخبار ونشرها دون تمحيص،كل هذا وغيره- له أثر على نفسيات المتابعين لها:تردد وحيرة وقلق، ومن ثَمَّ انفعال وغليان،وربما استعجال وتسرع وتطرف..إذاً فالإعلام من أخطر الأسلحة الفتاكة المؤثرة عند الأزمات، فإلى متى سيظل الإعلام العربي بعيداً عن طرح مواضيع وبرامج توجيهية وتربوية ونفسية وأمنية، لها أثرها في تماسك الصف في الشارع المسلم بدل بث الفرقة وملء الصدور، وغير ذلك من البرامج مما يحتاجه الشارع العربي حقاً في مثل هذه الظروف، وإلى متى سيظل الإعلام العربي ومن ثَمَّ العقل المسلم عرضة للسيطرة من قبل الإعلام الغربي، الذي يتلاعب بالعاطفة الإسلامية وبالشارع الإسلامي بالتهويل تارة، والتعمية تارة أخرى، وتحليل كل حدث بحسب مصالحه وأهدافه،وفي المقابل نرى سطحية الثقافة والمعرفة لدى الكثير من المتابعين له من المسلمين،وعندها فلا نستغرب أن نسمع الآراء والأطروحات البعيدة كل البعد عن ميزان الشرع،بل والبعيدة عن الحكمة والعقل، ووضع الأمور في نصابها الصحيح الذي يوجبه ديننا وتفرضه عقيدتنا ويحدد معالمه رسولنا e،ولا يكون هذا إلا بالعلم الشرعي الصحيح،وبفهم وإدراك وبصيرة، وإلا سيظل المسلم أسير العقل والفكر كالريشة في مهب الريح،ولو سألنا أنفسنا أبسط سؤال: هل الإعلام الغربي ووكالات الأنباء العالمية تلتزم الدقة وتحرص على مصداقيتها حقاً..؟! أعلم أن الكثير يعرف الإجابة ،ومع ذلك نسمع ونتابع هذه المصادر دون تمحيص أو تمييز، وبعيداً عن التحليل الشرعي،ولو تنبه البعض وحاول فالمخزون الشرعي والثقافي لا يسعفه،وتكمن الخطورة -والتي يغفل عنها الكثير خاصة عند الأزمات-: أنّ أكبر وكالات الأنباء والقنوات الفضائية تسيطر عليها الأموال اليهودية، والتي لا تخفي ولاءها للمنظمات الصهيونية،وربما تدير الأخبار بمكر ودهاء لصالحها..هذا بالنسبة للإذاعات والفضائيات والصحف المتابعة للأحداث، أما تلك الغارقة في بحر الشهوات الراقصة على جراحات المسلمين، فالخيانة لشعوبها وأمتها أقل وصف توصف به،حدثني الكثير أنهم لا يستطيعون وصف مشاعرهم وهم يشاهدون شريط الأخبار يمر بأسفل الشاشة التي تعرض أغنية عربية ماجنة بأجساد عارية، وقد كتب فيه:(انفجار كبير ببغداد،ووقوع ضحايا)،ولا نملك إلاّ أن نقول: إنّا لله وإنا إليه راجعون،سبحان الله! هموم وهموم! فإلى متى تظل عقول الكثير مغيبة في أوحال الشهوات، غافلة عن قضايا أمتها رغم شدة الفتن والأزمات..وهل يسمى هذا إعلام أو إضلال؟!
الأزمات ..والإعلام ؟!
المصدر:بقلم ابراهيم الدويش .. سماء الاسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق