السبت، 10 ديسمبر 2011

في المسألة التعليمية التربوية

::::روان الاخبــار:::

في المسألة التعليمية التربوية
المصدر:بقلم عبدون نصر عيدون .. الاهرام اليوم

الاحد:Dec 11, 2011

هناك بعض الملاحظات على الجيل الطالع وبالتحديد أولادنا في المدارس الثانوية والجامعات وقد كتب وقيل الكثير عن انخفاض مستوى التعليم وانعكاس ذلك على مستويات تلاميذ الثانوي وطلاب الجامعات في كل المواد تقريبا بل في المواد الأساسية مثل اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات. فبينما كنا مثلا أيام دراستنا في المرحلة الثانوية نقرأ مع بعض التعثر مجلتي تايم ونيوزويك الأمريكيتين اللتين هما أكبر مجلتين في القوة العظمى الأولى في العالم أي الولايات المتحدة الأمريكية فإن محاولة قراءة أي منهما الآن حتى بالنسبة لطلبة الجامعة ليست واردة على الإطلاق.
وبالنسبة للغة العربية فإننا قرأنا في ذلك الوقت المبكر أمهات الكتب التي صدرت في القرن العشرين وكان أبرز مؤلفيها العقاد والدكتور طه حسين والدكتور هيكل باشا وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ولويس عوض وسلامة موسى وزكي نجيب وميخائيل نعيمة وأشعار شوقي وحافظ ثم السياب والبياتي ونازك الملائكة وصلاح عبدالصبور ونزار قباني وليس واردا أيضا أن يكون أولادنا الآن في المدارس الثانوية اقتربوا من هذه الكتب لذلك كانت مستويات تلاميذ الثانوي وطلبة الجامعات في اللغتين العربية والإنجليزية مرتفعة.
ولا تقتصر مسؤولية هبوط المستوى الأكاديمي العام لتلاميذ المدارس الثانوية وطلبة الجامعات عليهم وحدهم بل إن مسؤوليتهم أقل فالذي يسأل عنها قبلهم هو كامل العملية التعليمية التي يضطلع بعبئها الأكبر المعلمون والوزارة. وإذا كنا نجد العذر للمعلمين الذين يبذلون المستحيل في ظروف يعلمها الجميع تشمل عدم توافر مقومات البيئة التعليمية المعقولة أو التي في حدها الأدنى ونقص التدريب والرواتب التي تحول بين المعلمين وبين القيام بواجباتهم على الوجه الأكمل بالإضافة إلى تأخرها أحيانا فإننا لا نجد العذر لوزارة التربية والتعليم التي فشلت في مختلف عهودها في انتزاع الميزانية التي تحقق البيئة التعليمية اللازمة وكان من الممكن تحقيق ذلك أو بعضه في السنوات القليلة التي عشناها دولة بترولية. ورغم ذلك فإنه من الممكن بل من الواجب أن يوفر للتعليم ما يستحقه من أموال وأن يكون انتشاله من عثرته من أولويات الحكومة الجديدة.
ونذكر قصة سردت كثيرا فقد تنبه الأمريكيون في الماضي القريب إلى أن معدل التقدم العلمي التكنولوجي في اليابان صار أعلى منه في الولايات المتحدة الأمريكية وبعد دراسات مستفيضة توصلوا إلى أن التعليم في اليابان في كافة مراحله أفضل من نظيره في أمريكا فأعادوا النظر في مجمل العملية التعليمية وأحدثوا كثيرا من التغييرات ومنها رفع رواتب المعلمين وتأهيلهم أكثر وأكثر حتى عاد التدريس مهنة جاذبة من كل النواحي.
وعن هبوط الجانب التربوي أكتفي بواقعة واحدة تتكرر كل يوم فعندما أستقل الحافلة في طريقي للعمل أجدها مكتظة بتلاميذ الثانوي ولا أجد إلا كرسي النص ولم يحدث قط أن نهض أحدهم من مقعده المريح ليقول لي تفضل يا عم ثم تزدحم الذاكرة بتعاملنا مع أساتذتنا وأعمامنا زمان.
لكننا رغم ذلك نعتقد أن المسألة مقدور عليها وأن الحاضر يجب أن يكون أفضل من الماضي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق