::::روان الاخبــار::: سيناريوهات المستقبل / د. ربـيع عبـدالـعـاطـى عـبـيـد
المصدر:بقلم د. ربـيع عبـدالـعـاطـى عـبـيـد ... الانتباهة
الاربعاء:Dec 21, 2011
يكشف المشهد السياسي حالة الانفتاح التي أظهرها التشكيل الوزاري الأخير بالنظر إلى ذلك الحشد الكبير من الوزراء ووزراء الدولة الذين لم يسبق لهم التعاون بهذه الصورة مع حزب المؤتمر الوطني، والمتدبر في الهيئة الجديدة لمجلس الوزراء، لا يجد صعوبة في قراءة السيرة الذاتية لمن وقع عليهم الاختيار لشغل المناصب الدستورية والوزارية المختلفة، فبعضهم كان جزءاً من الحركة الشعبية وبعضهم سليل أسرٍ تربعت على سدة الزعامة لأحزابٍ تقليدية، والبعض الآخر اتخذ مسميات فرعية انشقت من أحزاب ظلت تدعي أنها ليست جزءاً من الاتفاق مع المؤتمر الوطني، وأن الذين شاركوا يعبِّرون عن أشخاصهم وآرائهم، بالرغم من القرارات القيادية للأجسام الحاكمة في تلك الأحزاب، حيناً بالموافقة والمشاركة وحيناً بعدمها، وآخرون يقولون بأن قيادة الحزب مع المشاركة وجماهيره ضدها بالإضافة إلى مغالطات كثيرة تحيط بما حدث والذي هو حادث.
وهناك أحزاب، هي في الأصل قد شاركت المؤتمر الوطني ما قبل اتفاقية السلام وبعدها، واتخذت لها مسمى «أحزاب الوحدة الوطنية» التي استمرت مشاركتها، لكنها لم تكن بذات النسب القديمة باعتبار اتساع قاعدة المشاركين.
وقد يكون المشهد الحالي في شكله، واضحاً، ولكن من المتوقع عند البدء في ممارسة النشاط الوزاري وأثنائه، قد تظهر بعض النتوءات التي إن تجاوزنا وصفها بالخلافات، لأطلقنا عليها مجازاً التنوع بحكم طبيعة وذهنية الذين لم يجمعهم مسبقاً، حلفُُ سابق، أو تنظيم تراعى فيه كيفية السير وفق منظومة اتباع القنوات.
والسيناريو المحتمل لمسيرة الحكم في المستقبل القريب وليس البعيد، يشير إلى أن هذه القاعدة الواسعة من المشاركين، بينهم الذي أتى وهو قانعٌ بالمشاركة كمبدأ، ومنهم من يرى بأنه قد فرض نفسه، ومنهم من ركب السفينة على قناعة بالعمل الجمعي، وإيمانٍ بوحدة الصف، والعمل وفقاً لما يجمع من قواسم مشتركة، وأرضية عقدية ليس عليها خلاف، وهم جميعاً سيتعرضون لاختبار قاس، وسيجابهون تحديات فيها المعقد المتشابك، والمتداخل المتصل بالخارج والداخل، وسنرى هل المؤتمر الوطني بالفعل لديه القدرة على احتمال ما سيثار من عواصف، وما سوف يحتدم من حوارٍ؟ وهل ستتحول هذه القاعدة الواسعة من المشاركين إلى قاعدة تقبل البناء العالي، أم أن الزمن الآتي سيُستهلك كله في الترميم وإعادة الترميم للقاعدة بحيث لا توجد أي إمكانية لوضع طوبة واحدة بقصد إنشاء طابق واحد بسبب الهشاشة التى يعاني منها الأساس.
والسيناريو القادم، يصعب التنبؤ بمفرداته وخريطته، ولكن قصته قد بدأ تحريرها، ولا ندري هل ستكتمل هذه القصة على نحوٍ سليم يُمكِّن لاعبي أدوراها من التنفيذ، أم أن القصة عويصة، وما سينشأ من إعدادها سيكون عصياً على الأداء والتمثيل.
ودعونا نراقب ونتابع، ونسأل الله أن يكذب «الشينة» كما يقولون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق