الكتاب.. العودة مرة أخرى إلى الصدارة ..منال عبد الله عبد المحمود - روان للإنتاج الإعلامي والفني
«إذا
أردت أن لا تُنسي فإما أن تكتب شيئاً يستحق القراءة وإما ان تقوم بشيء
يستحق الكتابة».. عبارة أن دلت على شيء فإنما تدل على أهمية القراءة
والكتابة في عملية التواصل الإنساني، وأيضاً وبنفس القدر أهميتها في تسجيل
الخلود بمعناه النسبي للأفكار العظيمة ولأصحاب هذه الأفكار وبالضرورة
الأعمال العظيمة.
أردت أن لا تُنسي فإما أن تكتب شيئاً يستحق القراءة وإما ان تقوم بشيء
يستحق الكتابة».. عبارة أن دلت على شيء فإنما تدل على أهمية القراءة
والكتابة في عملية التواصل الإنساني، وأيضاً وبنفس القدر أهميتها في تسجيل
الخلود بمعناه النسبي للأفكار العظيمة ولأصحاب هذه الأفكار وبالضرورة
الأعمال العظيمة.
وهي
عبارة تختزل الكثير من المعاني العميقة عن جوهر الاتصال الإنساني عن طريق
نقل الأفكار وترجمتها، وذلك عبر صياغة مفردات تستوعب وتحتوي هذه المعاني
بحيث يمكن إيصالها الى الآخر في صورة مدركات حسية يمكن تصورها واستيعاب
دلالاتها وإيحاءاتها. لقد ظل الكتاب حتى وقت قريب هو أقوى الوسائل التي
يمكن عن طريقها نقل الرسائل والمعلومات، وحتى بعد أن تراجع قليلاً في
نهايات القرن الماضي كواحدة من أهم الوسائل الاتصالية والتعليمية، وذلك
إزاء ظهور المستحدثات التقنية التي أوجدت العديد من القنوات الاتصالية لنقل
المعلومات وحفظها وفتحت بالتالي آفاقاً لا حدود لها للتواصل الإنساني،
نقول بعد أن تراجعت أهمية الكتاب مع بداية ظهور هذه التقنيات، عاد الكتاب
الآن يشكل حضوراً لافتاً من حيث الاهتمام به من قبل العديد من المجتمعات
التي تحاول الآن العودة الى استخدام الكتاب الورقي كوسيلة حميمة من وسائل
الاتصال الفكري والحضاري. لقد كان شيئاً مثيراً للاهتمام في الأشهر
القليلة الماضية ما قامت به عدد من الدول الأوروبية، صاحبة أعلى معدلات من
التنمية البشرية والتي هي مؤشر جيد ويمكن الاعتماد عليه لقراءة معدلات
التنمية في كل المجالات الأخرى في المجتمع المعني، نقول كان شيئاً مثيراً
للاهتمام أن تقوم مجتمعات هذه الدول بحملات قومية من أجل حث مواطنيها على
تفعيل عادة القراءة مرة أخرى ودفعهم للارتباط بالكتاب. ففي تظاهرة ثقافية
وفكرية عميقة المعاني قامت العديد من عواصم أوروبا بإلقاء الآلاف من الكتب
في بعض الشوارع المختارة وبعض الأماكن الأخرى كالحدائق والمتنزهات المغلقة
حيث بلغ بعضها عشرات الآلاف من الكتب في شتى المجالات الفكرية والأدبية
والاقتصادية والعلمية وغيرها، وسمحت لمواطنيها باقتناء وتملك كل ما يرغبون
فيه منها وذلك دونما أي مقابل مادي. لقد بدا مظهر هذه الشوارع والطرقات وهي
ملأى بالعشرات من الكتب التي تناثرت في عشوائية ودون نظام، بدت وكأنها
عرائس تزينت بأجمل الحلي وطفقت ترفل في فتنة آسرة وجمال أخاذ. إن من أهم
الإشكالات التي تواجه مجتمعنا الانفصام الذي حدث بين الأجيال الجديدة في
المجتمع وبين الكتاب كإحدى أهم وسائل الثقافة والمعرفة، بحيث لم يعد
الارتباط قائماً سوى على المستوى الأكاديمي والدراسي البحت، ولم تعد للكتاب
نكهته برغم الكثير من المحاولات التي تبذل في هذا الإطار. فقد طاف بالخاطر
الكثير من المبادرات والتجارب التي قامت بها بعض الجهات الرسمية والشعبية
من أجل إعادة الكتاب الى مكانه الطبيعي، كإحدى أهم الوسائل حميمية في
المعرفة. وبالرغم من أنها صادفت نجاحاً ما، إلا أنه بقي محدوداً، سواء في
ديمومته أو في حضوره كفكرة وسط الأجيال الجديدة من الشباب، وذلك على الرغم
من أن كثيراً من هذه المبادرات والتجارب قد قامت على أكتاف شباب تبنوا قضية
الكتاب وجعلوها شغلهم الشاغل. وبالطبع يرتبط هذا الأمر بالعديد من العوامل
الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، بل ويرتبط بالسياسة العامة للدولة على حد
سواء وخاصة في الدول النامية. فالعوامل الخارجية المحيطة بالإنسان والتي
يتداخل فيها الاقتصادي بالسياسي بالاجتماعي بالإعلامي وبغير ذلك ، والتي هي
في مجملها تمثل العمليات الحيوية للمجتمع والتي هي بلا شك تشكلها وترسم
ملامحها السياسات العامة للدولة، نقول، هذه العوامل هي التي تحدد وبشكل
كبير ميول ورغبات واتجاهات التفكير لدى الفرد، بل وبأهم من ذلك تحدد
أولوياته وتراتبية قضاياه، وتحدد طبيعة وشكل تعاطيه مع احتياجاته سواء
الآنية أو المستقبلية. ولهذا فإن من الأهمية بمكان دخول الدولة كطرف رئيس،
ويقع عليها كثير من العبء في كل ما يتعلق بقضايا الثقافة والفكر في هذه
الدول. إن قضايا الكتاب والنشر الورقي في الدول التي تعاني اقتصادياتها
الأزمات تنعكس بصورة أو بأخرى على تداول الكتاب وانتشاره بين فئات المجتمع،
ويعتمد ذلك مفارقة تبدو في كثير من الأحيان غير عادلة وإن كانت منطقية.
فبينما يمثل الكتاب عاملاً مهماً من عوامل نشر المعرفة وبالتالي أحد عوامل
التنمية البشرية والنهضة الاقتصادية، نجد أنه في ذات الوقت يتأثر بهما
سلباً وإيجاباً، صعوداً وهبوطاً في تلازمية تجعل في أحيان كثيرة من الصعوبة
بمكان الإمساك بطرف الخيط من أجل معالجة جذرية لهذه القضايا. هذا إذا
استثنينا جميع العوامل الأخرى التي تؤثر في ميول الفرد تجاه الكتاب. الآن
هناك تجارب عديدة على مستوى العالم من أجل إعادة اجتذاب الأفراد للارتباط
مجدداً بالكتاب، ومن أجمل ما صادفت في هذا الخصوص برنامج إذاعي يتم بثه على
إحدى الإذاعات الخليجية أسبوعياً، وتقوم فكرة البرنامج على عرض كتاب
أسبوعياً بصورة تبتعد عن التقليد والنمطية وبشكل يحبب القراءة للأجيال
الجديدة، بحيث يتم تناول مؤلف كل أسبوع، سواء أكان هذا المؤلف أدبياً
سياسياً، اقتصادياً، فلسفياً، أو دينياً، وفيه يتم التعرض لأهم الأفكار
المطروحة في الكتاب. وقد تتم استضافة مؤلف الكتاب إن أمكن ذلك. وطريقة
العرض في البرنامج جاذبة جداً وجميلة الى أبعد الحدود وتكاد تحمل المستمع
وتغوص به تماماً في أجواء الكتاب، بحيث يجد نفسه في كل التفاصيل وكأنه جزء
لا يتجزأ من العالم الداخلي للكتاب، يتم ذلك مع موسيقى خلفية وموسيقى
مصاحبة تجعل من الصعوبة بمكان الانفصال عن هذا العالم حتى نهاية البرنامج.
وفكرة البرنامج تجمع بين الترفيه والتثقيف والتربية، وترتبط في مجملها
بتحقيق أقصى درجات المنفعة الفكرية للمتلقي عبر مخاطبة وجدانه أولاً
وباستخدام تقنيات الإبهار السمعي بمهارة فائقة.
عبارة تختزل الكثير من المعاني العميقة عن جوهر الاتصال الإنساني عن طريق
نقل الأفكار وترجمتها، وذلك عبر صياغة مفردات تستوعب وتحتوي هذه المعاني
بحيث يمكن إيصالها الى الآخر في صورة مدركات حسية يمكن تصورها واستيعاب
دلالاتها وإيحاءاتها. لقد ظل الكتاب حتى وقت قريب هو أقوى الوسائل التي
يمكن عن طريقها نقل الرسائل والمعلومات، وحتى بعد أن تراجع قليلاً في
نهايات القرن الماضي كواحدة من أهم الوسائل الاتصالية والتعليمية، وذلك
إزاء ظهور المستحدثات التقنية التي أوجدت العديد من القنوات الاتصالية لنقل
المعلومات وحفظها وفتحت بالتالي آفاقاً لا حدود لها للتواصل الإنساني،
نقول بعد أن تراجعت أهمية الكتاب مع بداية ظهور هذه التقنيات، عاد الكتاب
الآن يشكل حضوراً لافتاً من حيث الاهتمام به من قبل العديد من المجتمعات
التي تحاول الآن العودة الى استخدام الكتاب الورقي كوسيلة حميمة من وسائل
الاتصال الفكري والحضاري. لقد كان شيئاً مثيراً للاهتمام في الأشهر
القليلة الماضية ما قامت به عدد من الدول الأوروبية، صاحبة أعلى معدلات من
التنمية البشرية والتي هي مؤشر جيد ويمكن الاعتماد عليه لقراءة معدلات
التنمية في كل المجالات الأخرى في المجتمع المعني، نقول كان شيئاً مثيراً
للاهتمام أن تقوم مجتمعات هذه الدول بحملات قومية من أجل حث مواطنيها على
تفعيل عادة القراءة مرة أخرى ودفعهم للارتباط بالكتاب. ففي تظاهرة ثقافية
وفكرية عميقة المعاني قامت العديد من عواصم أوروبا بإلقاء الآلاف من الكتب
في بعض الشوارع المختارة وبعض الأماكن الأخرى كالحدائق والمتنزهات المغلقة
حيث بلغ بعضها عشرات الآلاف من الكتب في شتى المجالات الفكرية والأدبية
والاقتصادية والعلمية وغيرها، وسمحت لمواطنيها باقتناء وتملك كل ما يرغبون
فيه منها وذلك دونما أي مقابل مادي. لقد بدا مظهر هذه الشوارع والطرقات وهي
ملأى بالعشرات من الكتب التي تناثرت في عشوائية ودون نظام، بدت وكأنها
عرائس تزينت بأجمل الحلي وطفقت ترفل في فتنة آسرة وجمال أخاذ. إن من أهم
الإشكالات التي تواجه مجتمعنا الانفصام الذي حدث بين الأجيال الجديدة في
المجتمع وبين الكتاب كإحدى أهم وسائل الثقافة والمعرفة، بحيث لم يعد
الارتباط قائماً سوى على المستوى الأكاديمي والدراسي البحت، ولم تعد للكتاب
نكهته برغم الكثير من المحاولات التي تبذل في هذا الإطار. فقد طاف بالخاطر
الكثير من المبادرات والتجارب التي قامت بها بعض الجهات الرسمية والشعبية
من أجل إعادة الكتاب الى مكانه الطبيعي، كإحدى أهم الوسائل حميمية في
المعرفة. وبالرغم من أنها صادفت نجاحاً ما، إلا أنه بقي محدوداً، سواء في
ديمومته أو في حضوره كفكرة وسط الأجيال الجديدة من الشباب، وذلك على الرغم
من أن كثيراً من هذه المبادرات والتجارب قد قامت على أكتاف شباب تبنوا قضية
الكتاب وجعلوها شغلهم الشاغل. وبالطبع يرتبط هذا الأمر بالعديد من العوامل
الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، بل ويرتبط بالسياسة العامة للدولة على حد
سواء وخاصة في الدول النامية. فالعوامل الخارجية المحيطة بالإنسان والتي
يتداخل فيها الاقتصادي بالسياسي بالاجتماعي بالإعلامي وبغير ذلك ، والتي هي
في مجملها تمثل العمليات الحيوية للمجتمع والتي هي بلا شك تشكلها وترسم
ملامحها السياسات العامة للدولة، نقول، هذه العوامل هي التي تحدد وبشكل
كبير ميول ورغبات واتجاهات التفكير لدى الفرد، بل وبأهم من ذلك تحدد
أولوياته وتراتبية قضاياه، وتحدد طبيعة وشكل تعاطيه مع احتياجاته سواء
الآنية أو المستقبلية. ولهذا فإن من الأهمية بمكان دخول الدولة كطرف رئيس،
ويقع عليها كثير من العبء في كل ما يتعلق بقضايا الثقافة والفكر في هذه
الدول. إن قضايا الكتاب والنشر الورقي في الدول التي تعاني اقتصادياتها
الأزمات تنعكس بصورة أو بأخرى على تداول الكتاب وانتشاره بين فئات المجتمع،
ويعتمد ذلك مفارقة تبدو في كثير من الأحيان غير عادلة وإن كانت منطقية.
فبينما يمثل الكتاب عاملاً مهماً من عوامل نشر المعرفة وبالتالي أحد عوامل
التنمية البشرية والنهضة الاقتصادية، نجد أنه في ذات الوقت يتأثر بهما
سلباً وإيجاباً، صعوداً وهبوطاً في تلازمية تجعل في أحيان كثيرة من الصعوبة
بمكان الإمساك بطرف الخيط من أجل معالجة جذرية لهذه القضايا. هذا إذا
استثنينا جميع العوامل الأخرى التي تؤثر في ميول الفرد تجاه الكتاب. الآن
هناك تجارب عديدة على مستوى العالم من أجل إعادة اجتذاب الأفراد للارتباط
مجدداً بالكتاب، ومن أجمل ما صادفت في هذا الخصوص برنامج إذاعي يتم بثه على
إحدى الإذاعات الخليجية أسبوعياً، وتقوم فكرة البرنامج على عرض كتاب
أسبوعياً بصورة تبتعد عن التقليد والنمطية وبشكل يحبب القراءة للأجيال
الجديدة، بحيث يتم تناول مؤلف كل أسبوع، سواء أكان هذا المؤلف أدبياً
سياسياً، اقتصادياً، فلسفياً، أو دينياً، وفيه يتم التعرض لأهم الأفكار
المطروحة في الكتاب. وقد تتم استضافة مؤلف الكتاب إن أمكن ذلك. وطريقة
العرض في البرنامج جاذبة جداً وجميلة الى أبعد الحدود وتكاد تحمل المستمع
وتغوص به تماماً في أجواء الكتاب، بحيث يجد نفسه في كل التفاصيل وكأنه جزء
لا يتجزأ من العالم الداخلي للكتاب، يتم ذلك مع موسيقى خلفية وموسيقى
مصاحبة تجعل من الصعوبة بمكان الانفصال عن هذا العالم حتى نهاية البرنامج.
وفكرة البرنامج تجمع بين الترفيه والتثقيف والتربية، وترتبط في مجملها
بتحقيق أقصى درجات المنفعة الفكرية للمتلقي عبر مخاطبة وجدانه أولاً
وباستخدام تقنيات الإبهار السمعي بمهارة فائقة.
الانتباهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق