::::روان الاخبــار::: تعلمت ألا أنظر إلى الأمور من ظواهرها - د ابراهيم الفقي
المصدر:نت
السبت:Oct 1, 2011
يقول د. إبراهيم : قرأت في كتاب (الحكم الفلسفية) عن قصة رجل كان في الخمسينات من عمره يدعى (مارك) حدثت له صدمات كبيرة الواحدة تلو الأخرى..
الصدمة الأولى كانت بموت زوجته بمرض السرطان.. عاش تجربة رهيبة وشعر بوحدة وضياع.
وبعدها بسنة واحدة جاءت الصدمة الثانية وهي موت ابنه الوحيد في حادث سيارة، لم يستطع تحمل الصدمة فأغمي عليه ونقل إلى المشفى مصاباً بأزمة قلبية كادت أن تودي بحياته أصيب بسببها بشلل في ذراعه الأيسر.
ما أصابه بالصدمة الثانية أدى إلى الصدمة الثالثة وهى طرده من عمله كحارس في أحدى المستشفيات - كان كل ما يملكه هو 100 دولار فقط - كان عليه أن يدفع منها الإيجار وهو (80) دولاراً ويدفع فاتورتي الكهرباء والماء بما يعادل (20) دولاراً؟ لم يعرف مارك ما الذي ينبغي فعله.
خرج من بيته يمشي في الشوارع حتى شعر بالجوع، ووجد مطعما يقدم الأكلات السريعة وبسعر منخفض، مشى مارك إلى المطعم وقبل أن يدخل وجد امرأة تجلس في الخارج تبكي فاقترب منها وسألها عن سبب بكائها.
فقالت: تصور يا بني أنني لم أكل منذ (3) أيام شيئاً.!
لم يضيع مارك أي وقت فدخل المطعم وطلب طعاما وشرابا بسعر (30) دولار وأعطاها للمرأة المسكينة، ولم يكتف بذلك بل أعطاها ما تبقى معه من المائة دولار.
فرحت المرأة ودعت له ووعدته أن الله تعالى سيعطيه أكثر مما يتخيل.
كان مارك على وشك أن يمشي في طريقه عائدا إلى بيته فوجد شخص خلفه ينادي عليه فتوقف مارك ونظر خلفه، فوجد الرجل صاحب المطعم يشكره على ما فعله ويطلب منه أن يعمل عنده في المطعم.
رد مارك قائلا: أنا لا أعرف أي شيء عن العمل في المطاعم.
فقال الرجل : سأعلمك في وقت قصير.
فوافق مارك وبدأ العمل على الفور وفي نهاية اليوم أعطاه الرجل مبلغ 200 دولار كجزء من راتبه الذي كان يبلغ ألف دولار في الشهر بالإضافة إلى البقشيش الذي يحصل عليه من الزبائن.
خرج مارك فرحا جداً، وعند عودته إلى بيته أعطى لصاحب البيت الإيجار، ودفع كافة الفواتير المستحقة عليه..
في اليوم التالي، أستيقظ مارك باكرا وذهب للعمل وهناك علم أن السيدة المسكينة ماتت وتركت له رسالة فتحها مارك على الفور وقرأ ما فيه، وفيها:
"إلى الرجل العطاء الذي فك كربتي وأنقذني من الدمار أوعدك أن الله سيعطيك عطاء لم يخطر لك على بال، ويفتح أبواب لم تكن عندك في الحسبان فحتى اللقاء أيها الرجل الحنون لك حبي واحترامي".
كان مارك يبكي وهو يقرأ الرسالة ويشكر الله على كل شيء ثم بدأ عمله كالعتاد.
مرت الأيام والشهور حتى أصبح مارك ماهرا جدا ومخلصا جدا لعمله وللرجل الذي منحه العمل. وفي يوم طلب منه صاحب المطعم أن يشاركه في المطعم بخبرته ووقته ولا يأخذ مرتب ولكن يأخذ أرباح مثله تماما، فوافق مارك وأصبح شريكا في المطعم.
مرت السنون ومات صاحب المطعم وترك في وصيته نصيبه لمارك.. أصبح مارك صاحب المطعم وجلس يفكر في نفسه ويتذكر ما كان عليه من قبل والمصائب التي حلت به واحدة تلو الأخرى، ثم أبتسم ابتسامة عريضة وهو يكلم نفسه بصوت مرتفع، "فعلا كل شيء يحدث في حياة الإنسان يحدث لسبب ما علمه عند الله لا يعلمه الإنسان في وقتها، بل يجده مصيبة تحل عليه فتشل تفكيره وتشعره بالضياع.. ولكن مع مرور الوقت يجد أن ما حصل له كان بداية التحول من طريق كان يعتقد في وقت ما أنه أفضل طريق، ثم يدرك أن ما يخبئه له الله سبحانه وتعالى هو الطريق الصحيح الذي يقوده إلى حياة أفضل ..
ما كان يبدو مؤلما.. وجدته مريحا
ما كان يبدو محزنا.. وجدته مفرحا
ما كان يبدو صعبا.. وجدته سهلا
ما كان يبدو فشلا.. وجدته نجاحا
ما كان يبدو مظلما.. وجدته مشرقا
منقول
(من كتاب د- إبراهيم الفقي -غير حياتك في 30 يوم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق