::::روان الاخبــار::: لماذا لا يتقدم لخطبتي أحد؟
المصدر:أ. عائشة الحكمي .... الالوكة
السبت:Oct 22, 2011
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أستاذة جامعيَّة، حاصلةٌ على الماجستير، وأحضِّر للدكتوراه، أدري أنَّ الزواج رزقٌ من الله، لكن الإنسان ضعيف بِطَبعه، يسأل نفسه: لماذا لا يَخْطبني أحد؟ إن تقدَّم أحدهم يذهب بلا رجعة، رغم أنَّ شكلي مقبول، ملتزمةٌ، وذات مركز علمي، وأحس أنَّ كل من حولي يَحْترمني بشهادة الجميع، لكن في بعض الأحيان أظنُّ أن لا أحد يريد الاقترابَ منِّي؛ لعِلْمهم أني أتكفَّل بإخوتي اليتامى؛ فقد توُفِّي والدي، وأنا مَن أرعى إخوتي بِحُكم أنِّي الوحيدة التي أعمل، أثلجوا قلبي، أفادكم الله.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الزواج رزقٌ، هذا حقٌّ، إنَّما اليقين بأنَّه لا يصيبنا من هذا الرِّزق إلاَّ ما قسَم الله لنا عقيدة، وإذا عُدَّ تأخُّر الزواج مصيبةً عند بعض الفتيات، والمصائب جمَّة؛ فأجَلُّ المصائب ما أصاب عقيدتنا في قضاء الله وقدَرِه؛ من حيث لا ندري!
أقول ذلك خشيةَ أن يكون سؤالكِ بـ"لماذا؟" من تفحُّص الغيب الذي نبَّه عليه أئمَّتُنا الكرام، فقد قال الإمام الطحاويُّ - رحمه الله - في "العقيدة الطحاويَّة": "فويلٌ لمن صار لله - تعالى - في القدَر خصيمًا، وأحضر للنَّظَر فيه قلبًا سقيمًا؛ لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سرًّا كتيمًا، وعاد بما قال فيه أفَّاكًا أثيمًا"!
إن الله - سبحانه وتعالى - لا يؤخِّر رزق المؤمن إلاَّ لخير؛ كَرِهْنا ذلك أم أحببنا؛ ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، ولعلَّ الله قد أخَّر زواجكِ لخيرٍ، فمن يدري؟ لعلَّ الله قد اطَّلع على قلوب الرِّجال من حولكِ، فما وجد فيهم قلبًا يستحقُّ قلب امرأةٍ فاضلة مثلكِ في حِضْنها أيتامٌ، وهي لا تزال عزباء! ومَن لا خير فيه لإعالة يتيم، لا خير فيه للظَّفر بكِ، ولا القرار في سُكْناكِ؛ فاشكريه - تعالى - أنْ صرَف عنكِ شرَّ الرجال، ولعلَّه لو علم فيهم خيرًا لساقهم إليكِ كما يسوق الغمامة على الأرض القاحلة، ولا تستعجلي رزقكِ، وتذكَّري أن من دبَّر الكون بعلمه وحكمته لن يُعْجِزه أن يدبِّر أمركِ، وأنتِ ما أنتِ في هذا الكون الرَّحيب؟!!
أَنْتَ تَسْتَعْجِلُ وَالأَقْ
دَارُ تَمْشِي بِكَ هَوْنَا
فَدَعِ الأَمْرَ إِلَى رَبْ
بِكَ وَاطْلُبْ مِنْهُ عَوْنَا
لاَ تَضِقْ بِالرَّيْثِ ذَرْعًا
قَدْ يَكُونُ الرَّيْثُ صَوْنَا
خَلِّ تَدْبِيرَ قَضَايَا
كَ لِمَنْ دَبَّرَ كَوْنَا
وكِلِي أمركِ إلى الله - تعالى - وتصبَّري، وأكثري من الدُّعاء والاستغفار، ومِن قول: "لا حول ولا قوَّة إلا بالله"؛ فقد قال ابنُ القيِّم - رحمه الله - في "الوابل الصيِّب": "وهذه الكلمة - أيْ: لا حول ولا قوة إلاَّ بالله - لها تأثيرٌ عجيب في مُعالجة الأشغال الصَّعبة، وتحمُّلِ المشاقِّ، والدُّخول على الملوك، ومن يخاف، وركوب الأهوال، ولها أيضًا تأثيرٌ في دفع الفقر".
وادعي بهذا الدُّعاء: "اللهمَّ إنِّي أسألك إيمانًا يُباشر قلبي، ويقينًا صادقًا حتَّى أعلم أنَّه لا يَمْنعني رزقًا قسَمْتَه لي، ورَضِّني من المعيشة بما قسمتَ لي"، "اللهم هَبْ لنا يقينًا منك حتَّى تهوِّن علينا مصائب الدُّنيا، وحتَّى نعلم أنَّه لا يُصيبنا إلا ما كتبتَ علينا، ولا يصيبنا مِنْ هذا الرِّزق إلاَّ ما قسمتَ لنا".
وعسى الله أن يرزُقَكِ اليقينَ الصادق الذي يملأ قلبكِ سرورًا في مواقع القضاء والقدر، وأن يُوفِّقكِ في دراستكِ وتدريسكِ، ويُثيبكِ ويُثْقِل موازين حسناتكِ؛ برحمتكِ بهؤلاء الأيتام، وأن يقرَّ عينيكِ عاجلاً غير آجل برجلٍ صالح تقيٍّ، غنيٍّ، مَخْموم القلب، اللَّهم آمين.
دمتِ بألف خير.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/33837#ixzz1bUC078Wz
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق