الأحد، 23 أكتوبر 2011

الأمن الغذائى يتقدم مترادفاته

::::روان الاخبــار:::

الأمن الغذائى يتقدم مترادفاته
المصدر:بقلم : الشاذلى حامد المادح .... الاهرام اليوم

الاحد:Oct 23, 2011

الأمن يمفهومه الواسع يزحف نحو حياة الناس بكافة تفريعاتها دون أن يستثني فرعاً من فروعها ومرد كل ذلك إلى تراجع حالة الأمن في كافة الجوانب بسبب تنامي احتياجات الناس وتزاحمهم على القليل من المتاح الذي يمكن أن يستجيب إلى تلك الاحتياجات وهذه هي سمة العصر الذى نعيشه الآن وسكانه يلهثون وراء القليل من الموارد وما يترتب على هذا اللهثان من تداعيات أمنية تعزز حالة انعدام الأمن في فروع أخرى من الحياة لتنتهي بنا هذه الأوضاع إلى نتيجة واحدة هى (ليس هناك إنسان آمن)، وهذا ما يدفع بالناس عبر منظماتهم المجتمعية ومؤسساتهم العلمية للانخراط في بلورة مفاهيم كثيرة تتصل بالحاضر الغائب وهو الأمن، ومن أبرز هذه المفاهيم الأمن الغذائي في ظل تراجع معدلات الغذاء في العالم، والأمن القومي في ظل تصادم المصالح، والأمن البيئي في ظل المخاطر الكبيرة التى تهدد البيئة، والإعلام الأمني في ظل الشراكة المفترضة بين الأجهزة الأمنية والشعب لتحقيق الأمن الذى لم يعد هومسؤولية هذه الأجهزة وحدها، وهكذا يزحف الأمن ويطرح مفهوماً جديداً في كل مرة.
{ الآن تثور في أنحاء مختلفة من العالم (719) مدينة في (71) بلداً من جملة (194) دولة تبحث عن الغذاء والخدمات في ظل ظروف اقتصادية عالمية طاحنة لا تستثني إلا القلة من شعوبها هي التى تستأثر بـ (80%) من الدخل العالمي وتحديداً في الدول المتقدمة التى تشهد الآن هبات شعبية تدعو لاحتلال مراكز المال في بلدانها.
{ السودان لم يكن استثناء من هذه الأوضاع العالمية وقد شهدت الفترة الفائتة وما زالت ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية وقد ألقى الكثيرون باللائمة على ولاية الخرطوم دون النظر إلى عالمية الظاهرة والتطورات السياسية التى أدت لخسارة الشمال لـ (76%) من عائدات النفط ولكن من المفترض أن تتحسب ولاية الخرطوم لكل ذلك وهي الآن تمضي في الاتجاه الصحيح لتحقيق الأمن الغذائي ونحن نراها تبدأ من النقطة الصحيحة وهى الإحصاءات لتعرف حجم الإنتاج وحجم الاستهلاك ومن ثم تعمل بكل طاقاتها ووفق سياسة إنتاجية رشيدة ولقطاعات المجتمع المختلفة دور وسهم ونبدأ بإحصاءاتها في اللحوم الحمراء ونجد الطلب عليها في العام يقفز إلى (144) ألف طن والإنتاج (120) ألف طن والعجز (24) ألف طن، أما في الدواجن فإن الطلب (33) ألف طن والإنتاج (42) ألف طن والوفرة (9) آلاف طن وهنا تحديداً نتساءل: لماذا ارتفاع أسعارها ولماذا فتح الاستيراد لتضيع عملات صعبة البلاد في أمس الحاجة إليها وهل تعذرت أية حلول أخرى لمحاربة جشع التجار ومنتجي الدواجن، والوفرة عزيزي القارئ نجدها في البيض وتصل إلى ألفي طن ونجدها في البطاطس (30) ألف طن وفي البصل (36) ألف طن وحتى العجز في اللحوم الحمراء يمكن تعويضه عندما تتحرك ولاية الخرطوم لتحد من ارتفاع في الأسعار غير مبرر ويمكن كذلك أن ندلل على هذه الارتفاعات غير المبررة وبالذات في سلعة اللبن فهو في الخرطوم بجنيه وسبعمائة وخمسين قرشاً وفي أم درمان بجنيهين.. هل هذه الزيادة في أم درمان مبررة أم هو الجشع الذي يجعل سعر السلعة يختلف من متجر إلى آخر؟!.
{ لتحقق ولاية الخرطوم الأمن الغذائي فلا بد لأصحاب رؤوس الأموال من الدخول في استثمار أموالهم في زراعة الخضر والفواكه والتوسع في البيوت المحمية لضمان توفر السلع الموسمية طوال العام وإنشاء المخازن المبردة الضخمة، وعلى ولاية الخرطوم طرح مثل هذه المشروعات وتقديم تسهيلات تحفز المستثمرين على ولوج هذه الأنشطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق