::::روان الاخبــار::: البلد دي ما حقَّت المؤتمر الوطني
المصدر:بقلم : محجوب فضل بدري: الصحافة
السبت:Oct 15, 2011
٭ ليست هي المرة الأولى التي يؤكد فيها المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية، على الحقيقة البديهية بأنَّ السودان «ملك الجميع» لا لحزبٍ ولا طائفة ولا تنظيم «جامع أو مئذنة».. وعندما يقول السيد رئيس حزب المؤتمر الوطني «البلد دي ما حقَّت المؤتمر الوطني» وأمام المؤتمر التنشيطي الثالث للقطاع الطلابي بالمؤتمر الوطني، فأنَّه يعني ما يقول مباشرة ودون مواربة ولا بطريقة «الكلام ليك يا المنطط عينيك».. فالمؤتمر الوطني حزب الأغلبية المطلقة ورئيسه رئيس الجمهورية المنتخب تحت شعار المؤتمر الوطني «الشجرة»، لكن كل ذلك لا ?عني أنَّ «حزب» المؤتمر الوطني قد «قَفَّلْ» الحكومة علي عضويته ورمي المفتاح في البحر.. الجُو جُوه والبَره بَره.. لكنه فتح باب الحوار على مصراعيه.. «مع كل الناس.. حتى مع الحزب الشيوعي لأنَّنا نريد أن نستوعب الآخرين ونجادلهم بالتي هي أحسن» الكلمات بين القوسين للسيد الرئيس.
٭ «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم» وهذا عين ما مضى ويمضي فيه الرئيس.. ولن يكف عن هذا النداء ولم يتعب في السير في هذا الاتجاه حتى إنَّ «غلاة» المعارضين لا يستدركون على الرئيس في أي شيء .. حتى إذا غلبتهم الحيلة قالوا «والله الرئيس البشير ما فيهو كلام لكن الجماعة الحولو ديل...............» وكأنِّي بهم يريدون من الرئيس أن «يَطِشْ» برفاق دربه وسلاحه وزملاء كفاحه وجهاده فيلقي بهم في غياهب النسيان لينفردوا «هُمْ» بالرئيس وحيداً إلا منهم.. ده إسمو كلام ده .. هل هناك عاقل يطلب مثل هذا الطلب الملغوم..?صحيح إن من حول الرئيس في حكومته أو قيادة حزبه ليسوا سواءً فلا هم ملائكة أطهار ولا أبالسة أشرار لكنهم بين ذلك لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء.. رجال من جنس بني البشر.. وطنهم السودان ودينهم الإسلام.. منهم المجاهدون الأخيار .. والعلماء الشُطَّار.. والإداريون الأفذاذ.. والنوابغ الشواذ.. ولا تخلو صفوفهم من الذين طلَّقوا الآخرة وعبدوا الدرهم والدينار و..... الدولار.. فأدَّخروا ما لا يأكلون وبنوا ما لا يسكنون فإذا سألتهم قالوا كابن اللتيبة «هذا لكم وهذا أهدى لي» أو قالوا هذا من «خدمة اليمين وعرق الجبين» .. وهو يستغل م?صبه ووظيفته والمال الذي أؤتمن عليه.. فإذا ما انكشف أمره أُعفي من منصبه فراح واستراح ليتفرغ بعدها لإدارة شركاته وأمواله ويلعن «سنسفيل» الحكومة.. وأمثال هؤلاء موجودون في كل زمان ومكان حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. ومع ذلك فإنهم قلة قليلة ونحن بُرَآءُ مما يصنعون .. رئيسنا عمر البشير وحزبنا المؤتمر الوطني.
٭ أهدت السماء عمر البشير لأهل السودان.. والعبارة للدكتور حسن عبد الله الترابي... وقد صدق لكن سبحان الله «فالحي لا تؤمن عليه الفتنة» استلم عمر البشير البلاد «جنازة بحر» جثة متحللة «ما بتنشال إلا بالعنقريب محل ما تمسكها تتملص» كان احتياطي النقد الأجنبي ببنك السودان .. مائة ألف دولار لا غير .. ومخزون الدقيق والقمح لا يكفي إلا لثلاثة أيام .. وكميات الوقود لا تكفي إلا لأربعة أيام.. وحال الجيش عبَّرت عنه مذكرات القوات المسلَّحة لمن أراد أن يتذكر .. حتى قال المرحوم الشريف زين العابدين الهندي نائب رئيس الوزراء ووز?ر الخارجية في حكومة الصادق المهدي أمام البرلمان . «والله ديمقراطيتكم دي لو شالها كلب ما في زول بيقول ليهو جَرْ».. فلمَّا صدحت الموسيقى العسكرية من الإذاعة وهدرت المجنزرات في الكباري تنفَّس الشعب الصُعداء .. وفرحوا بالتغيير، حتى إن رئيس الوزراء المخلوع الصادق المهدي قال بالحرف الواحد «أنا مطمئن على السودان في يد القوات المسلحة فهي كيان جامع».. بالصورة والصوت.. ولمَّا تمضي على قيام ثورة الإنقاذ الوطني ثلاثة أيام.
٭ وتصَّدت الإنقاذ لكل التحديات «كالسيف وحدها» وقد تكالب عليها الأعداء كتداعي الأكلةُ على قصعتها فما لانت للإنقاذ قناة ولا رأَى منها أعداؤها إلا ما يغيظ.. ثباتاً على المبادئ ومجالدةً للأعادي.. بناءً للمجد وإقامةً للحد.. وطار المجاهدون عند كل هيعة فذادوا عن تراب الوطن وعقيدة أهله وقدموا أرتالاً من الشهداء يتقدم ركبهم النائب الأول الشهيد المشير الزبير ورفاقه.. دون منٍّ ولا أذى ولم ينصرف هَمُ الإنقاذ للحرب والجهاد وحدهما، لكنهم كانوا يحملون معاول البناء والتنمية باليد الأخرى، حتى فجرَّوا خيرات الأرض بترولاً وذ?باً، وشقوا الطرق المعبَّدة، وأقاموا الجسور، وشيدوا سد مروي، وأطلقوا ثورة التعليم العالي، ووفروا الاتصالات الحديثة، وامتلأت أسلاك الكهرباء طاقة وامتلأت المخابز والمحلات التجارية بكل أنواع السلع الضرورية والكمالية.. وأصبحت محطات الوقود تملأ الشوارع وتعمل على مدار الساعة، واختفت الصفوف منها ومن الأفران والمخابز والسفارات، وانداح الإرسال الإذاعي والتلفزيوني في الفضاء اللامتناهي بعدما كان لا يكاد يصل إلي المسيد جنوباً والجيلي شمالاً وأمبدة غرباً والعيلفون شرقاً .. وغطت السيارات صنع في السودان الشوارع.. وملأت ال?سلحة والذخائر المصنوعة في السودان المخازن.. «وقرَّشت» المدرعات والمدفعيات من صنع السودان في الهناكر.. ثمَّ وضعت الحرب أوزارها بأيدٍ سودانية.. عنوةً واقتداراً.. هكذا.. وليس كما يقول الشانئون إن السلام جاء بإملاءات خارجية!! كيف ذلك؟ ونحن قطعنا المفاوضات حتى استعدنا بور «حُمرة عين» وكُنَّا أوفياء للعهود والوعود عندما تمخض الاستفتاء على حق تقرير المصير عن الانفصال ومنه تحسب للإنقاذ لا عليها.
٭ قد لا تسر هذه الحقائق كثيراً من الناس لكنها حقائق مجردة على كل حال .. وأنا مع الكثيرين لست على تمام الرضياء من كسب الإنقاذ ونهجها .. فقد أصابت وأخطأت.. وأنجزت وأخفقت هنا وهناك.. وعرضت نفسها على الشعب في انتخابات حرة ونزيهة ومراقبة دولياً فكسبت ثقة الجماهير.. وها هي تعد نفسها ومؤتمرها للانتخابات القادمة.. والأزمة الاقتصادية العالمية قد ناءت بكلكلها على البلاد والعباد.. والمرحلة دقيقة وحرجة ومصيرية، ولا بد من إصطحاب الجميع إمَّا بالمشاركة المباشرة وإمَّا بالاتفاق على الثوابت حكومة ومعارضة .. والاحتكام إلى ?ناديق الاقتراع والنزول عند اختيار الشعب.. يكسب من كسب عن بِّينة ويخسر من خسر عن بينة.
«والحشَّاش يملا شبكتو».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق