::::روان الاخبــار::: أعلنوا الحرب على الكتلة النقدية المفقودة
المصدر:بقلم : الشاذلى حامد المادح .... الاهرام اليوم
السبت:Oct 22, 2011
صاحبت عملية استبدال العملة السودانية التي جرت مؤخرا الكثير من المحاولات الالتفافية على الإجراءات المعمول بها وهذا ما لم تشهده كافة العمليات التي جرت من قبل وقد كان أول استبدال للعملة السودانية قد تم في العام 1970م لأسباب فنية تتصل بإدخال التقنية الحديثة في الطباعة تفاديا للتزوير وكان الاستبدال الثاني في العام 1980م وذلك لطباعة فئات تحمل صورة الرئيس النميري وفي هذه العملية أضيفت فئة العشرين جنيها والاستبدال الثالث كان في العام 1985م وكان تغييرا جزئيا انحصر في إزالة صورة الرئيس نميري وفي العام 1991م كان الاستبدال الرابع وهدف لامتصاص السيولة خارج النظام المصرفي والاستبدال الخامس كان في العام 2006م إنفاذا لاتفاقية السلام الشامل والعودة إلى الجنيه بدلا عن الدينار وقد وجدت هذه العملية الإشادة من المجتمع الدولي ومنظماته الاقتصادية بعد النجاح الذي حققته بالرغم من استمرار الصراع في دارفور وفي هذا رد على الذين يتحججون بالصراع في جنوب كردفان ودارفور ويرون أن الفترة غير كافية ودارفور اليوم أكثر أمنا واستقرارا من تلك الفترة التي جرى فيها الاستبدال السابق.
} الاستبدال الأخير هو السادس منذ طباعة أول عملة سودانية في العام 1957م وقد كانت البلاد قبل هذا التاريخ تتعامل بالعملة المصرية والبريطانية ولكنه الاستبدال الأكثر تعقيدا بسبب نقض حكومة جنوب السودان للاتفاق الذي تم معها باستمرار الجنيه السوداني ستة أشهر في الجنوب لحين طباعة عملة جديدة للدولة الوليدة بالرغم من المخاطر الكثيرة التي يمكن أن تهدد اقتصاد الشمال وتتسبب في انهيار عملته جراء عمليات التزوير التي يمكن أن تتعرض لها بالإضافة إلى خطورة وجود كتلة نقدية بحجم (2) مليار جنيه من جملة (11) مليار جنيه هي مجمل الكتلة النقدية في السودان قبل الانفصال.
} بجانب خرق حكومة جنوب السودان لاتفاقها مع السودان وطباعة عملتها الجديدة وطرحها دون أن تخطر حكومة السودان يفتح الله على الحكومة السودانية مفاتيح الخير كلها نتيجة غدر حكومة الجنوب وسوء نيتها فتخرج عملتها الجديدة وبها عيوب في الطباعة ومشاكل تتصل بتسرب مبالغ كبيرة منها خارج القنوات الرسمية قبل أن يدشن سلفاكير عمليات استبدالها وتنجح حكومة السودان في طباعة عملتها الجديدة في زمن قياسي وبتكاليف لا يمكن أن يصدقها بشر وفي ذلك فضل من الله ونعمة وهو يهدي القائمين على الأمر لالتقاط فكرة جهنمية تقوم على تغيير الأحبار فقط وتركيب ذات الألواح القديمة (البليتات) لتدور الماكينات وتطبع العملة الجديدة والناس بين مصدق ومكذب.
} وكذلك لم تلتزم حكومة الجنوب بإعادة الكتلة النقدية إلى دولة الشمال كما هو متفق عليه ولكنها للأسف عمدت إلى تهريبها إلى داخل السودان وللأسف تسقط في هذه العمليات التدميرية لاقتصاد البلاد أسماء كبيرة (كبيرة جدا) انطلقت تجلب المال من الجنوب ومن دولة جارة لتلحق بنوافذ استبدال العملة التي تصل إلى (627) نافذة منها بالولايات (372) نافذة وقد تعرضت بلادنا واقتصادنا لأكبر عملية تدمير في تاريخها وقد نجحت الأجهزة الأمنية في كشف الكثير من هذه العمليات وقد كانت المفارقات مدهشة جدا حين يطبق رجال الأمن الاقتصادي على رجل لا يملك مليما تجده يشرع في استبدال مئات الآلاف وعشرات الملايين من الجنيهات وقد نشطت الحدود ورحلات الطيران في تهريب العملة السودانية القديمة لتلحق بالموعد المضروب قبل الأول من سبتمبر وكلها أنشطة منظمة وأنا تحديدا لا أستبعد ضلوع إسرائيل فيها ودوائر غربية ولكن وبحمد الله يكتب الله التوفيق لأجهزة بلادنا وهي تتصدى لهذه الحرب التي يقودها الجياع من حولنا وضعاف النفوس من بني جلدتنا ولا أستبعد تمويل دولة الجنوب لبعض الأحزاب السياسية المعارضة والحرب في جنوب كردفان والنيل الأ زرق من هذه الأموال التي هي أموال الشعب السودانى.
} ما زالت الكتلة النقدية التي رفض الجنوب تسليمها لحكومة السودان تتحرك وتحاول الدخول إلى نظامنا المصرفي عبر وسائل عدة وقد سمعت بمحاولات كثيرة في أحاديث المجالس ما زال البعض يجربها حتى يتمكن من استبدالها وخلف هذه الأموال شخصيات لها إرثها في اللصوصية الناعمة والجريئة وأخرى تقف على الرصيف تراقب حركة القطار حتى تتمكن من القفز إلى داخله وهناك موظفون في البنوك يمارسون تسريب هذه الأموال (بالقطاعي) وقد تعرض أحد معارفي لهذا النوع من التسريب عندما اكتشف أن المال الذي تسلمه من البنك في وسطه مجموعة من الأوراق فئة العشرة جنيهات القديمة.
} ليس هناك أي سبب يجعل البعض يحتفظ بهذه الأموال من (كتلة الجنوب النقدية) فهي أموال حرب لها ثلاثة أوجه، وجها الأول حرب اقتصادية والوجه الثاني لها، هو الحرب التي تدور في جنوب كردفان والنيل الأزرق وقد سمعنا برفض جنود الجيش الشعبي في تلك الأنحاء تسلم مرتباتهم من هذه الفئات التي هي في حوزة عقار والحلو ومن المؤكد أنها وجدت طريقها إلى الشمال أما الوجه الثالث فهو الحرب السياسية عندما تتموّل المعارضة بهذه الأموال وعلى الدولة أن تقابل كل ذلك بحسم وتعلن حربها على (كتلة الجنوب النقدية) قبل أن يحاربوننا بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق