الثلاثاء، 24 مارس 2015

شحاد وعينو قوية !! - روان للإنتاج الإعلامي والفني

شحاد وعينو قوية !! - روان للإنتاج الإعلامي والفني



>
قبل عدة سنوات عندما كنا نسكن بمنطقة الصحافة شرق، وقف رجل في منتصف
الستينيات تقريباً عقب صلاة المغرب بالقرب من الإمام لمخاطبة المصليين،
وعندما نظرت إليه قلت في نفسي ربما كان يريد التسوُّل، لكن الرجل بدأ يقدم
وعظاً دينياً مؤثراً حتى إن الكثيرين لم يستطعوا أن يبارحوا باحة المسجد،
لكنه عندما أطال بدأ البعض في النهوض والخروج من المسجد وكان كلما يتحرك
أحدهم يتابعه بعينيه، وبدا وكأنه كان يراقب جيوبهم المستعصمة. ثم قال بصوت
أجش «الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا» (سورة النور).

> ولم تمضِ دقائق معدودة عندما أخذ يتحدث عن حاجته للمال لإحدى الخلاوى .
>
وفي السنوات القليلة الماضية تفاقمت ظاهرة الغش في التسول، إما بإدعاء
المرض وطلب الدعم لتشييد مسجد، وعادة ما يحمل المحتالون منهم خرطاً قديمة
يتجولون بها في مساجد الولاية المختلفة، وسبق أن أورد الزميل علي البصير أن
أحد المصلين كشف زيف أحد هؤلاء المحتالين عندما شك فيه ونظر إلى الورق
الذي يحمله فاتضح له إنه ورق تصديق بناء لمسجد قديم وقد تم تشييده، فقام
المصلون بألقاء القبض عليه وفتح بلاغ ضده فاعترف بالجرم الذي ارتكبه، بل
اعترف بإن الغُرة التي في جبهته هي مصنوعة وقد قام بنقشها في أحد الأسواق
الشعبية بمبلغ خمس جنيهات للغرة الواحدة.

>
وقبل ايام تناولت بعض الأقلام مشروع ولائي بمعاقبة المتسولين غير
المحتاجين الذين يأخذون التسول حرفة وليس بدافع سد الرمق، وصحيح أن
الأوضاع الاقتصادية الضاغطة والحروب في مناطق التمرد المسلح كلها أفرزت
تداعيات سلبية في البنية الاجتماعية قادت إلى الفقر والنزوح إلى العاصمة،
فهؤلاء يحتاجون إلى رعاية من الدولة وعون المحسنين، إلى أن يتحقق السلام
فتنتفي أسباب نزوحهم وحاجتهم لعون الآخرين، ولكن بالمقابل هناك من يتخذون
التسول مهنة بالفعل، بل بعضهم يدعون الإعاقة وآخرون يتخذون من الأطفال آلية
للتسول خاصة بعض النساء المتسولات اللائي يضعن أطفالهن في حجورهن في لهيب
الشمس الحارق ويمددن أياديهن للتسول والطفل تلهب رأسه الصغير حرارة الشمس،
أو ربما تجولن بهؤلاء الأطفال في الأسواق أو مواقف المواصلات.

>
وفي العديد من الدول العربية يتفنن المحتالون في فنون الغش والتزييف في
التسول، وكثيراً ما يتم كشفهم وألقاء القبض عليهم ومحاكمتهم بالسجن.

>
وفي السعودية كثيراً ما تكشف الشرطة بعض المتسولين المحتالين. ويوضح شريط
فديو قصير إعلامي سعودي كشف عدداً من تلك الحالات، وفي مصر تحترف تلك
المهنة أحياناً مجموعة من العصابات الإجرامية التي تستغل الأطفال وتقوم
بعمل حيل للخداع مثل ادعاء الإعاقة، لكن تلك السيناريوهات الاحتيالية ليست
قاصرة على البلدان العربية، بل يكشف اليوتوب مشهداً طريفاً في إحدى الدول
الآسيوية لفتاتين كشفتا حيلة متسوِّل يتصنَّع الإعاقة في قدمية حيث وضعن له
في الإناء الذي يتسول به ضباً ميتاً على حين غرة وحينما نظر إليه فزع ونهض
على قدمية سليماً معافى. وفي دولة أخرى ضبطت الشرطة متسولاً أيضاً يتصنع
الإعاقة بعدما قامت بتفكيك الرباطات التي كان يخفي بها أقدامه السليمة.

>
ولا شك أن كل هؤلاء يستحقون العقاب القانوني وليس الرحمة. فهم ليسوا
متسولين دفعتهم الحاجة والمسغبة، لكنهم محتالون يأكلون أموال الناس من غير
استحقاق شرعي.

>
ويقال إن متسولاً بالخرطوم كان يدعي إنه بلا أقدام عندما داهمته إحدى
السيارات وهو يحبو بينما هو في الطريق، قام مهرولاً لينجو بجلده.

>
وما نخشاه عندما تتفاقم تلك الظاهرة يتحول البلطجية إلى متسولين ويقومون
بتهديد المواطنين بعين قوية، (أسمع يا فردة لو ما عايز تديني نحن بنعرف
ندفعك كيف)!.
الانتباهة .. بقلم احمد طه الصديق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق