الأربعاء، 28 مايو 2014

التكالب على نفط إفريقيا - روان للإنتاج الإعلامي والفني

التكالب على نفط إفريقيا - روان للإنتاج الإعلامي والفني



الكتاب : التكالب على نفط إفريقيا

المؤلف : جون جازفنيان

الطبعة : الأولى-2013

عدد الصفحات :376 صفحة من القطع الكبير

الناشر : المركز القومي للترجمة- القاهرة- مصر

ترجمة :أحمد محمود

صدرت
حديثا عن المركز القومي للترجمة بمصر النرجمة العربية لكتاب التكالب على
نفط إفريقيا لمؤلفه جون جازفنيان وقام بالترجمة أحمد محمود. يبحث هذا
الكتاب صعود وهبوط وسقوط برنامج إدارة عائدات النفط فى دولة تشاد الذى كان
مقصودًا به التعاون مع البنك الدولى لضمان أن أموال النفط ستفيد الشعب
التشادى، لكن هذه الأموال استخدمت فى شراء السلاح وشراء الولاء، وفى
النهاية أدت الحرب الأهلية إلى انهيار الاتفاق واصبح بمقدور الحكومة
استخدام تلم الأموال لخوض حروبها الأهلية، والواقع أن تحذيرات تطوير النفط
من جانب العديد من المنظمات غير الحكومية تحققت.


وكذلك
يبحث الكتاب أثر الاستثمار الصينى على القارة الأفريقية بشكل عام، ولا
يستنتج چون جازفنيان أن الاستثمار الجديد أسواء الاستثمار الغربى، لكنه
يتبنى وجهة نظر أكثر حيادية وموضوعية، مفادها أن تلك العلاقات تكافلية، ولا
تختلف كثيرًا عن جهود الغرب لضمان النفط الإفريقى، وله كذلك رؤى متعمقة
لافته للإنتباه بشأن كيفية تأثير نموذج الاستثمار الصينى على مقاربة
البلدان الأخرى للنفط الإفريقى، كالهند وكوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا.


يرى
الكاتب أن إفريقيا جنوب الصحراء تمثل لأوروبا والولايات المتحدة لعبة
نفطية ولكنه يستبعد أن تحل إفريقيا محل الشرق الأوسط في هذا المجال وإن كان
النفط الإفريقي أكثر أمانًا لابتعاده عن حقل ألغام سياسة الشرق الأوسط
والاحتجاجات على العولمة كما توجد كميات كبيرة منه في البحر بعيدًا عن شبح
التمردات والحروب الأهلية.


ويقول
جون جازفنيان إن سرعة الانتعاش النفطي الإفريقي أغرت شركات التنقيب، وإن
ثلث الاكتشافات النفطية الجديدة في العالم منذ عام 2000 جرت في إفريقيا
التي يتميز نفطها بجودته وسهولة ورخص تكريره عن خام الشرق الأوسط فضلاً عن
وجوده في منطقة آمنة فلا يوجد ما يدعو إلى القلق بشأن قناة السويس التي
يمر عبرها نفط الخليج متجهًا شمالاً عبر البحر المتوسط.


ويضيف
الكاتب أن القارة- التي تضم أكثر من 50 دولة و2000 مجموعة عرقية و3000
لغة- توشك أن تقوم بدور أكبر في أمن الطاقة العالمي بما يؤهلها لأن تحافظ
على هدوء الأسواق حيث تحرص أمريكا على تنويع موارد النفط الذي يمثل لها
هدفًا بل هوسا منذ حظر النفط عام 1973 بسبب الحرب بين العرب وإسرائيل.ولكنه
يرى أن إحدى الفضائح الكبرى لانتعاش النفط الإفريقي هي خلق فرص عمل في
الولايات المتحدة وأوروبا أكثر مما أتاحه من فرص عمل في إفريقيا إذ إن 5
بالمائة فقط من المليارات المستثمرة في مشروعات النفط الإفريقية سنويًا
ينفق في إفريقيا.


ويقول
جازفنيان إن كتابه رحلة في قارة يراها كثيرون مجرد صور مألوفة للحر
الخانق ومعسكرات اللاجئين التي يتفشى فيها الذباب والموت جوعًا والأطفال
المشردين الأبرياء وحمولات الشاحنات من الجنود الأطفال التي تمضي مسرعة
عبر القرى المتربة ولكنه يرى في إفريقيا استعدادًا للتعافي والنهوض.


ويعيب
الكاتب على بعض زعماء العالم عدم الإدراك الكافي بإفريقيا مستشهدا بقول
رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير عام 2001 إن حالة إفريقيا.. ندبة
في ضمير العالم وقول الرئيس الأمريكي السابق جورج دابليو بوش إن دولة
إفريقيا يتفشى فيها المرض. ويعلق جازفنيان قائلاً: إن كل زعيم كشف دون أن
يقصد عن الموقف السائد لشعبه تجاه إفريقيا.


ويسجل
غضب بعض الأفارقة القائلين إن النفط كان نقمة عليهم إذ لم يخرج سوى أسوأ
ما في الناس إضافة إلى عدم ثقتهم برغبة الغرب في تنمية القارة بل يقف في
وجه التنمية التي لم تتحقق إلى الآن بسبب ضعف كفاءة إدارة عائدات النفط.
ويقول إن الغرب من أجل الحفاظ على تدفق النفط من الشرق الأوسط توصل إلى
تسويات مثيرة للجدل مع الحكام المستبدين فتحولت القبائل البدوية إلى إمارات
ثرية لا تعنى بالديمقراطية أو حقوق الإنسان أما إفريقيا فتواجه تحديًا
أكثر تعقيدًا وخطورة ويتمثل في الدول الفاشلة أو التي تترنح دوما على حافة
الفشل.


ويسجل
جازفنيان تنبيه دعاة حقوق الإنسان إلى أن الكثير من التسويات المهلكة
التي تمت مع الحكام غير الديمقراطيين وغير المحبوبين في الشرق الأوسط يجري
إعادته في كل أنحاء إفريقيا مع‭ ‬ما يحتمل أن يكون لذلك من نتائج مفجعة
وفي مقدمتها صراعات يحركها وعد الثراء للطرف الأقوى داخل الدولة الواحدة.


ومما
يذكر أن الكاتب چون جازفنيان هو صحفى ومؤرخ أمريكى نشأ فى لندن ولوس
أنجلوس، ومن مواليد إيران، وله كتابات عن سياسة النفط الإفريقية، حصل على
الدكتوراة فى التاريخ من جامعة أوكسفورد ونشر أبحاثًا وألقى محاضرات فى
الجامعات والمعاهد العلمية فى كل من بريطانيا وأمريكا.
المصدر : نوافذ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق