«الدولار».. من وراء الأزمة؟ - روان للإنتاج الإعلامي والفني
هل
تعاني بلادنا حقاً من شح في العملات الأجنبية، أو ما تم التعارف على
تسميته بـ«العملة الصعبة»؟.. وهل ضعف الجنيه السوداني إلى الحد الذي لم تعد
فيه تسعة جنيهات و «زيادة» تساوي دولاراً أمريكياً واحداً، رغم أن ذات
الجنيه السوداني كان يساوي ذات يوم ثلاثة دولارات وثلث الدولار؟
هناك أزمة نعم.. ولكن هل هي أزمة حقيقية أم أنها مفتعلة؟ وإن كانت حقيقية ما هي أسبابها وإن كانت مفتعلة من يقف وراءها؟
نوافذ
التصريح بتقديم العملة الأجنبية مفتوحة داخل مؤسسات الدولة المالية
والبنكية، ولم تتعثر كثيراً إلا في حالات الحرب التي دارت رحاها بين
السودان ودولة جنوب السودان، والتي قضت على «أخضر» بنك السودان، و «يابس»
وزارة المالية، لكن الأوضاع عادت للتحسن بعد أن توقفت آلة الحرب بين
الدولتين، ثم عادت لتسوء من جديد ولكن ببطء ملحوظ، مع زيادة عمليات الجبهة
الثورية، ومع الهجمات التي يقوم بها الجيش الشعبي لتحرير السودان ـ شمال ـ
ومع عودة الروح لعدد من الحركات الدارفورية المسلحة، الرافضة للالتحاق
بقطار السلام.
الآن..
ومن واقع التجارب الذاتية و الشخصية، يستطيع أي مواطن أن يتلمس حقيقة
الموقف الخاص بوجود الدولار عبر المنافذ الرسمية، سواء كان ذلك لغرض السفر
أو العلاج، بعيداً عن الشأن التجاري الذي تدخل فيه تعقيدات كثيرة.
الآن
يستطيع أي مواطن أن يحمل جواز سفره مرفقاً تأشيرة الخروج مضمنة في ذلك
الجواز ليحصل على ألف دولار، بسعر يقل كثيراً عما نسميه بسعر السوق
السوداء، صحيح أن السعر ليس منخفضاً إلى حد سعر الدولار الجمركي لكنه أقل
من سعر السوق.
مما
سبق يتضح لنا جلياً، أن هناك أيادٍ تعمل على «خنق» الاقتصاد السوداني،
أيادٍ تنشط مع كل خطوة تتجهها البلاد نحو السلام، وتعمل على الدفع بنا
حاكمين ومحكومين، مؤيدين و معارضين بعيداً عن الطريق الدي يقود إلى
الأستقرار.
دعا
رئيس الدولة إلى حوار وطني مفتوح وغير مشروط، وتنادى حلفاء الحكم وخصومه
للجلوس حول مائدة مستديرة لمناقشة أزمة الوطن المتفاقمة، ولكن كان هناك ـ
مثلما كان دائماً ـ من لا يريد اتفاق كلمة أبناء الوطن الواحد، فأخذ ينفث
روح الفتنة والفرقة بين الناس، وعندما لم يُجْدِ ذلك فتيلاً اتجه إلى عصب
الحياة، اقتصاد الدولة ليعمل فيه هدماً وتكسيراً، وهذا لن يأتي إلا باختلاق
الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالعملة الوطنية بحيث لا تساوي شيئاً يذكر
في علم السوق.
تحركت
الأيدي الخفية بخفة وعنف لإحكام قبضتها على رقاب السودانيين من أجل القضاء
على دولتهم بعد أن استبشر الناس خيراً بجولة جديدة من المفاوضات بين
الحكومة وقطاع الشمال في «أديس أبابا»، وحاولت ذات الأيدي أن تمشي بالفتنة
من جديد بين الناس.. ولا زالت تحاول.
الأزمة
«حقيقية» لأننا انجررنا وراءها ولم نستعد لها بما يكفي من السياسات
والقوانين والتشريعات.. وهي «مفتعلة» لأننا نعرف من يقف وراءها وإن كنا لا
نريد التصريح بذلك.. و يستطيع المراقب للشأن السوداني أن يلحظ أن للأزمات
مواسمَ وفصولاً تبدأ حينما تهب رياح السلام ونفرد لها الأشرعة، لكن هذا
الموسم يبدو أنه سيكون الأطول والأسوأ لأن رياح السلام أخذت تهب من «أديس
أبابا» ومن «الفاشر» ومن «الخرطوم» نفسها، رغم النيران التي أشعلتها ذات
الأيدي «الخفية» في حقول النفط بدولة جنوب السودان، لا لتسقط «الخرطوم»
وحدها، بل لتسقط «الخرطوم» وتلحق بها «جوبا».
تعاني بلادنا حقاً من شح في العملات الأجنبية، أو ما تم التعارف على
تسميته بـ«العملة الصعبة»؟.. وهل ضعف الجنيه السوداني إلى الحد الذي لم تعد
فيه تسعة جنيهات و «زيادة» تساوي دولاراً أمريكياً واحداً، رغم أن ذات
الجنيه السوداني كان يساوي ذات يوم ثلاثة دولارات وثلث الدولار؟
هناك أزمة نعم.. ولكن هل هي أزمة حقيقية أم أنها مفتعلة؟ وإن كانت حقيقية ما هي أسبابها وإن كانت مفتعلة من يقف وراءها؟
نوافذ
التصريح بتقديم العملة الأجنبية مفتوحة داخل مؤسسات الدولة المالية
والبنكية، ولم تتعثر كثيراً إلا في حالات الحرب التي دارت رحاها بين
السودان ودولة جنوب السودان، والتي قضت على «أخضر» بنك السودان، و «يابس»
وزارة المالية، لكن الأوضاع عادت للتحسن بعد أن توقفت آلة الحرب بين
الدولتين، ثم عادت لتسوء من جديد ولكن ببطء ملحوظ، مع زيادة عمليات الجبهة
الثورية، ومع الهجمات التي يقوم بها الجيش الشعبي لتحرير السودان ـ شمال ـ
ومع عودة الروح لعدد من الحركات الدارفورية المسلحة، الرافضة للالتحاق
بقطار السلام.
الآن..
ومن واقع التجارب الذاتية و الشخصية، يستطيع أي مواطن أن يتلمس حقيقة
الموقف الخاص بوجود الدولار عبر المنافذ الرسمية، سواء كان ذلك لغرض السفر
أو العلاج، بعيداً عن الشأن التجاري الذي تدخل فيه تعقيدات كثيرة.
الآن
يستطيع أي مواطن أن يحمل جواز سفره مرفقاً تأشيرة الخروج مضمنة في ذلك
الجواز ليحصل على ألف دولار، بسعر يقل كثيراً عما نسميه بسعر السوق
السوداء، صحيح أن السعر ليس منخفضاً إلى حد سعر الدولار الجمركي لكنه أقل
من سعر السوق.
مما
سبق يتضح لنا جلياً، أن هناك أيادٍ تعمل على «خنق» الاقتصاد السوداني،
أيادٍ تنشط مع كل خطوة تتجهها البلاد نحو السلام، وتعمل على الدفع بنا
حاكمين ومحكومين، مؤيدين و معارضين بعيداً عن الطريق الدي يقود إلى
الأستقرار.
دعا
رئيس الدولة إلى حوار وطني مفتوح وغير مشروط، وتنادى حلفاء الحكم وخصومه
للجلوس حول مائدة مستديرة لمناقشة أزمة الوطن المتفاقمة، ولكن كان هناك ـ
مثلما كان دائماً ـ من لا يريد اتفاق كلمة أبناء الوطن الواحد، فأخذ ينفث
روح الفتنة والفرقة بين الناس، وعندما لم يُجْدِ ذلك فتيلاً اتجه إلى عصب
الحياة، اقتصاد الدولة ليعمل فيه هدماً وتكسيراً، وهذا لن يأتي إلا باختلاق
الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالعملة الوطنية بحيث لا تساوي شيئاً يذكر
في علم السوق.
تحركت
الأيدي الخفية بخفة وعنف لإحكام قبضتها على رقاب السودانيين من أجل القضاء
على دولتهم بعد أن استبشر الناس خيراً بجولة جديدة من المفاوضات بين
الحكومة وقطاع الشمال في «أديس أبابا»، وحاولت ذات الأيدي أن تمشي بالفتنة
من جديد بين الناس.. ولا زالت تحاول.
الأزمة
«حقيقية» لأننا انجررنا وراءها ولم نستعد لها بما يكفي من السياسات
والقوانين والتشريعات.. وهي «مفتعلة» لأننا نعرف من يقف وراءها وإن كنا لا
نريد التصريح بذلك.. و يستطيع المراقب للشأن السوداني أن يلحظ أن للأزمات
مواسمَ وفصولاً تبدأ حينما تهب رياح السلام ونفرد لها الأشرعة، لكن هذا
الموسم يبدو أنه سيكون الأطول والأسوأ لأن رياح السلام أخذت تهب من «أديس
أبابا» ومن «الفاشر» ومن «الخرطوم» نفسها، رغم النيران التي أشعلتها ذات
الأيدي «الخفية» في حقول النفط بدولة جنوب السودان، لا لتسقط «الخرطوم»
وحدها، بل لتسقط «الخرطوم» وتلحق بها «جوبا».
كتبه مصطفي أبوالعزائم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق