الاثنين، 25 أغسطس 2014

أغرب «إعلان» في الدنيا. بقلم خالد حسن كسلا - روان للإنتاج الإعلامي والفني

أغرب «إعلان» في الدنيا. بقلم خالد حسن كسلا - روان للإنتاج الإعلامي والفني





بالرغم
من أن الحزب الشيوعي بيّت النية لنسف إعلان باريس حسداً من عند نفسه لأنه
خارج دائرة توقيعه، ولأن الإعلان رغم عدم أهليته السياسية تحدث عن ترك
الحرب وتأجيل تناول قضية علاقة الدين بالدولة وبالرغم من أنه أعد العدة
لنسخ إعلان باريس بآخر يتم بعد لقائه هو بالمتمردين بحسبان أنه أولى
بالاتصال بهم من الصادق المهدي، بالرغم من هذا وذاك فإن الأخبار كأنها ترد
على هذه الفكرة الشيوعية وتقول بلقاء مرتقب بين المهدي وامبيكي ومالك عقار
للتفاهم حول إعلان باريس.

والغريب
أن الأمينة العامة لحزب الأمة القومي سارة نقد الله أطلقت تهديداً للحكومة
بإشعال انتفاضة شعبية إذا لم يوافق على إعلان باريس ورفضه. فهنا سؤال هل
سيشارك الحزب الشيوعي في هذه الانتفاضة لأنها ضد الحكومة أم سيرفض المشاركة
لأن الانتفاضة جاءت كرد فعل لإعلان باريس الذي يرفضه هو أيضاً؟

أغرب
إعلان مبادئ سياسية في الدنيا هو إعلان باريس فقد وضع عبد الواحد موضع
الموافقة المبدئية على التفاوض مع الحكومة، رغم أنه كان متعنتاً لحد
التطرف والإعلان رفضته الحكومة لأنه يصادم مشروع الحوار الوطني الذي تطلقه
وإلى جانبه الحوار المجتمعي، والإعلان يوافق عليه «الطيب مصطفى» فهو يقول
بحثت عما يجعلني أرفضه ولم أجد. فهو وافق عليه بيد أن أحد طرفيه قطاع
الشمال الذي يتبوأ الرويبضة عرمان أمينه العام. لكن شيخ الطيب يبدو أنه لم
يكترث لهذا الأمر فقد ركز على عبارة «الحل السلمي» والسؤال هنا: هل عرف حجم
ثمن هذا الحل السلمي؟. ولنا في حرب الجنوب عبرة، فقد كانت فاتورة السلام
بعد التوقيع على اتفاقية نيفاشا أكبر من تكلفة فاتورة الحرب التي أوشك
الجيش على حسمها واطفاء نارها تماماً كما أوشك من قبل ذلك إبراهيم عبود على
حسم التمرد لولا إنقاذه بمؤامرة واحد وعشرين أكتوبر.

على
أية حال يبقى الجدل الكثيف حول إعلان باريس والمواقف منه رسالة واضحة
للصادق المهدي تفيد بأن صديقه السياسي في الساحة هو الحركة الإسلامية
الحاكمة، وهي ليست أكثر تشدداً من الحركة المهدية الإسلامية التي انطلقت
العام 1881م وحكمت بعد دحرها للاحتلال منذ 1885م إلى 1889 ويبقى حزب الحركة
الوطنية الأول هو الصديق الثاني، لكن هذا الحزب الشيوعي الضفدعي الذي يملك
صوتاً أكبر من حجمه لن يكون صديقاً لأي حزب غيره وحتى التمرد إذا وصل الى
الحكم فسوف يخاصمه الحزب الشيوعي بحكم طبيعته الذهنية والنفسية غير السوية.

كتائب الخريف الشبابية
استدعت
الضرورة الإنسانية في شهر أبريل الماضي أن يجهز الاتحاد الوطني لشباب
ولاية الخرطوم، كتائب الخريف الشبابية لمواجهة الآثار السالبة للسيول
والأمطار بكل محليات ولاية الخرطوم وقد وضعت هذه الكتائب بصمة إنسانية
مشرفة جداً في الأيام الفائتة التي شهدت أوضاعاً مزرية في بعض المرافق
الخدمية.

فقد
قامت بمساعدة بعض المتضررين من سكان وتلاميذ ومرضى، كان كل هذا الجهد
المبذول بضراعات شباب ولاية الخرطوم في كتائب الخريف. لقد شدوا الضراع ولم
يعكفوا على التعليقات في مواقع التواصل التي أتاحت لأصحاب الوهم أن يتبنوا
بطولات وهمية. فمن أراد أن يقدم المساعدة لبني وطنه في مثل هذه الظروف
فعليه أن يشد الضراع لا أن يمد نحو الكيبورد أنامله، نريد عملاً بكل أصابع
اليد بضراع مشدود، وليس بأنملة أحد الأصابع بضراع مرتخ. فالطورية والكوريك
والأزمة لا تحملها الأنامل.


الإنتباهة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق