لماذا لم يصل مشار؟! بقلم الصادق الرزيقي - روان للإنتاج الإعلامي والفني
دون
إبداء أسباب واضحة تأجلت زيارة د. رياك مشار نائب رئيس دولة الجنوب السابق
وقائد المتمردين الذي يقود حرباً ضروساً ضد جوبا بناءً على طلبه كما نقل
عنه، وكان مقرراً لها أمس الأول، والخرطوم محطة من جولة إقليمية لمشار
رتبتها هيئة «الإيقاد» في إطار وساطتها لإنهاء النزاع المسلح في جنوب
السودان، ولم تذكر الدوافع الحقيقية وراء تأجيل الزيارة أو إلغائها.
>
ويبدو أن الخرطوم وهي تتأهب لاستقبال مشار، كانت عينها على جوبا، ولم تكن
الأخيرة على كل حال راضية عن زيارة زعيم المتمردين، فكل زياراته لدول
الإقليم لا تقلقها بقدر حلوله بالخرطوم ونزوله ضيفاً على السودان، حيث كان
مشار سيلتقي عدداً من كبار المسؤولين وقد يلتقي السيد رئيس الجمهورية،
وتتزايد عند بعض الدوائر المتنفذة في جوبا وساوس وهواجس حول موقف الحكومة
من التمرد الجنوبي، بل يذهب بعضها إلى محاولة تسويق معلومات مفادها أن هناك
تعاطفاً سودانياً مع مشار ومجموعته المسلحة التي يمثل النوير قوامها
الأكبر.
>
وربما يكون انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين طرفي النزاع في دولة
الجنوب، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ووصول وفدي الطرفين لمقر التفاوض
سبباً في إرجاء الزيارة المهمة لمشار للخرطوم، وكان من الضروري في حال
إتمام الزيارة أن يسمع زعيم متمردي دولة الجنوب لوجهة النظر السودانية
وتصوراتها للحل المطلوب، خاصة أن تقاطعات أدوار إقليمية ودولية كثيرة تغطي
وجه هذه الأزمة الطاحنة.
>
ويجدر الانتباه إلى أنه لم يتم تنفيذ أي شيء أو تقدم في الاتفاق الأسبق
الذي وقع بين طرفي النزاع وقرارات القمة الإفريقية في «10» مايو من عام
2014م، ومن بينها حكومة وحدة وطنية انتقالية وترتيب تنفيذ الترتيبات
الأمنية والسياسية الأخرى الواردة في الاتفاق، وسحب القوات الإفريقية
الموجودة في الجنوب وهي اليوغندية والكينية والرواندية والإثيوبية.
>
إذا كانت الخرطوم قبلت تأجيل الزيارة بعد اكتمال كل ترتيباتها ربما إرضاءً
لجوبا، أو اختارت الظهور بموقف شبه متباعد من وحل الحرب الجنوبية بالوقوف
على مسافة متساوية من طرفيها، فإن ذلك يدخل في باب التقديرات الدقيقة
الحساسة للدولة الأم السابقة وهي تبعد أياديها المباشرة من جمر الصراع
وتحتفظ بدورها داخل آلية الوساطة الإفريقية المتمثلة في هيئة «الإيقاد».
>
وتحاول قوى دولية معادية للخرطوم توريط الخرطوم في هذا الصراع، وتقف وراء
الترويج الخاطئ الذي عبرت عنه بعض الأوساط السياسية والعسكرية في جوبا، بأن
حكومة السودان تقف مع مشار وتدعم موقفه، وكل ذلك تكهنات واتهامات جزافية
لا يسندها دليل، وذات القوى الدولية تعلم علم اليقين أن دور السودان هو
الأصلح والأنسب في حل الصراع الجنوبي، لكنها لا تريد لهذا الدور أن يُلعب
مخافة أن يعزز مكانة السودان ورئيسه الإقليمية ويقوي تأثيره على الأوضاع في
القارة.. وقد تبدى جزء من هذه المواقف المتناقضة في تجاهل السودان في
مؤتمر القمة الإفريقية الأمريكية.
>
فإذا كانت زيارة مشار للخرطوم قد تأجلت بطلب منه، فليس من المستبعد أن
يكون قد تعرض لضغوط كثيفة من عدة جهات دولية وإقليمية حتى لا يمثل مجيئه
للسودان في هذا التوقيت قيمة إضافية للخرطوم تتزامن مع القمة الإفريقية
الأمريكية!!
>
ولا تريد جهات في الإقليم وأخرى دولية أي دور للسودان في القضية،
فبالإشارة إلى ما تم في بدايات الحرب الجنوبية من محاولة لإقصاء السودان من
آلية وساطة «الإيقاد» فإنه يقوي حجة أن هناك من يريد إبعاد الخرطوم من هذا
الملف ومن تطورات ومحاولات حل الأزمة الجنوبية.
>
أما جوبا فليس خافياً أنها تتوجس خيفة من أي تواصل بين دوائر الحكم في
السودان مع زعيم المتمردين الجنوبيين، وهي أكثر الأطراف غبطةً بإرجاء
الزيارة أو إلغائها بالمرة، وتنطوي جوبا على شكوك كثيرة تخشى فيها تبدلات
أو تحولات في موقف الخرطوم الراهن والمحسوب بعناية شديدة، وتعلم حكومة سلفا
كير أن تحالفها مع الجبهة الثورية وحركات دارفور المتمردة وعدم فك
ارتباطها مع قطاع الشمال بالحركة الشعبية، هو كعب أخيل في علاقات البلدين
التي مهرت باتفاق تعاون لم تنفذ بروتكولاته بعد!!
الإنتباهة
إبداء أسباب واضحة تأجلت زيارة د. رياك مشار نائب رئيس دولة الجنوب السابق
وقائد المتمردين الذي يقود حرباً ضروساً ضد جوبا بناءً على طلبه كما نقل
عنه، وكان مقرراً لها أمس الأول، والخرطوم محطة من جولة إقليمية لمشار
رتبتها هيئة «الإيقاد» في إطار وساطتها لإنهاء النزاع المسلح في جنوب
السودان، ولم تذكر الدوافع الحقيقية وراء تأجيل الزيارة أو إلغائها.
>
ويبدو أن الخرطوم وهي تتأهب لاستقبال مشار، كانت عينها على جوبا، ولم تكن
الأخيرة على كل حال راضية عن زيارة زعيم المتمردين، فكل زياراته لدول
الإقليم لا تقلقها بقدر حلوله بالخرطوم ونزوله ضيفاً على السودان، حيث كان
مشار سيلتقي عدداً من كبار المسؤولين وقد يلتقي السيد رئيس الجمهورية،
وتتزايد عند بعض الدوائر المتنفذة في جوبا وساوس وهواجس حول موقف الحكومة
من التمرد الجنوبي، بل يذهب بعضها إلى محاولة تسويق معلومات مفادها أن هناك
تعاطفاً سودانياً مع مشار ومجموعته المسلحة التي يمثل النوير قوامها
الأكبر.
>
وربما يكون انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين طرفي النزاع في دولة
الجنوب، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ووصول وفدي الطرفين لمقر التفاوض
سبباً في إرجاء الزيارة المهمة لمشار للخرطوم، وكان من الضروري في حال
إتمام الزيارة أن يسمع زعيم متمردي دولة الجنوب لوجهة النظر السودانية
وتصوراتها للحل المطلوب، خاصة أن تقاطعات أدوار إقليمية ودولية كثيرة تغطي
وجه هذه الأزمة الطاحنة.
>
ويجدر الانتباه إلى أنه لم يتم تنفيذ أي شيء أو تقدم في الاتفاق الأسبق
الذي وقع بين طرفي النزاع وقرارات القمة الإفريقية في «10» مايو من عام
2014م، ومن بينها حكومة وحدة وطنية انتقالية وترتيب تنفيذ الترتيبات
الأمنية والسياسية الأخرى الواردة في الاتفاق، وسحب القوات الإفريقية
الموجودة في الجنوب وهي اليوغندية والكينية والرواندية والإثيوبية.
>
إذا كانت الخرطوم قبلت تأجيل الزيارة بعد اكتمال كل ترتيباتها ربما إرضاءً
لجوبا، أو اختارت الظهور بموقف شبه متباعد من وحل الحرب الجنوبية بالوقوف
على مسافة متساوية من طرفيها، فإن ذلك يدخل في باب التقديرات الدقيقة
الحساسة للدولة الأم السابقة وهي تبعد أياديها المباشرة من جمر الصراع
وتحتفظ بدورها داخل آلية الوساطة الإفريقية المتمثلة في هيئة «الإيقاد».
>
وتحاول قوى دولية معادية للخرطوم توريط الخرطوم في هذا الصراع، وتقف وراء
الترويج الخاطئ الذي عبرت عنه بعض الأوساط السياسية والعسكرية في جوبا، بأن
حكومة السودان تقف مع مشار وتدعم موقفه، وكل ذلك تكهنات واتهامات جزافية
لا يسندها دليل، وذات القوى الدولية تعلم علم اليقين أن دور السودان هو
الأصلح والأنسب في حل الصراع الجنوبي، لكنها لا تريد لهذا الدور أن يُلعب
مخافة أن يعزز مكانة السودان ورئيسه الإقليمية ويقوي تأثيره على الأوضاع في
القارة.. وقد تبدى جزء من هذه المواقف المتناقضة في تجاهل السودان في
مؤتمر القمة الإفريقية الأمريكية.
>
فإذا كانت زيارة مشار للخرطوم قد تأجلت بطلب منه، فليس من المستبعد أن
يكون قد تعرض لضغوط كثيفة من عدة جهات دولية وإقليمية حتى لا يمثل مجيئه
للسودان في هذا التوقيت قيمة إضافية للخرطوم تتزامن مع القمة الإفريقية
الأمريكية!!
>
ولا تريد جهات في الإقليم وأخرى دولية أي دور للسودان في القضية،
فبالإشارة إلى ما تم في بدايات الحرب الجنوبية من محاولة لإقصاء السودان من
آلية وساطة «الإيقاد» فإنه يقوي حجة أن هناك من يريد إبعاد الخرطوم من هذا
الملف ومن تطورات ومحاولات حل الأزمة الجنوبية.
>
أما جوبا فليس خافياً أنها تتوجس خيفة من أي تواصل بين دوائر الحكم في
السودان مع زعيم المتمردين الجنوبيين، وهي أكثر الأطراف غبطةً بإرجاء
الزيارة أو إلغائها بالمرة، وتنطوي جوبا على شكوك كثيرة تخشى فيها تبدلات
أو تحولات في موقف الخرطوم الراهن والمحسوب بعناية شديدة، وتعلم حكومة سلفا
كير أن تحالفها مع الجبهة الثورية وحركات دارفور المتمردة وعدم فك
ارتباطها مع قطاع الشمال بالحركة الشعبية، هو كعب أخيل في علاقات البلدين
التي مهرت باتفاق تعاون لم تنفذ بروتكولاته بعد!!
الإنتباهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق