الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

معضلة الإنجاز بالنسبة للمدراء - روان للإنتاج الإعلامي والفني

معضلة الإنجاز بالنسبة للمدراء - روان للإنتاج الإعلامي والفني



“بالأمس فكرت في ألف خطة، ولكنني نفذت خطتي القديمة هذا الصباح” مثل صيني.

حالياً
يطلق على القادة الإستراتيجيين سواءً في القطاعات الخاصة أو العامة داخل
عالم المؤسسات اسم المديرين التنفيذيين، وهي الصيغة المختصرة من مسمى
الرئيس التنفيذي للشركة، ويعني فعل “ينفذ” أن تضع الخطة موضع التنفيذ أو
تؤديها أو تنفذ ما تحويه الخطة أو أنه يقصد بها باختصار، أن تنجز المهمة.


يقول
المثل الأفريقي: قد ترقد قطعة خشبية في النهر لسنوات ولكنها لن تتحول إلى
تمساح مطلقاً. كثير من المديرين يتم ترقيتهم لمنصب القائد الإستراتيجي
لكنهم يفتقرون الكفاءة، إنهم قطع خشبية لا تماسيح.


تلك
المساحة الوظيفية للقيادة الإستراتيجية (التنفيذ) تعد نقطة ضعف حقيقية
لديهم، وبمساعدة الآخرين يمكنهم التوافق على الأهداف والقيم والرؤى، بل إن
بإمكانهم وضع خطط إستراتيجية قوية ومفصلة، غير أنها لا تخضع للتنفيذ.


تظل
الرؤية مجرد حلم، ولا تتعدى الخطة الإستراتيجية كونها حبراً على ورق، وفي
النهاية يدرك الأشخاص أن ما سمعوه من المدير التنفيذي لم يكن إلا مجرد
كلمات، وعندئذ ربما يكون الأوان قد فات، فالفرصة شأنها شأن بزوغ الفجر لا
تنتظر المؤسسة الغافلة.


من
الأقوال التي تخطر على البال في هذا الإطار ما قاله المؤرخ الروماني
تاسيتوس متحدثاً عن الإمبراطور جالبا: لو أنه لم يكن إمبراطوراً، ما كان
أحد ليشكك في قدرته على الحكم.


قارن
مثل هذا المدير التنفيذي عديم الفعالية بقائد إستراتيجي فعال، فالقادة
الإستراتيجيون يعلمون أن أهم جزء في دورهم مراقبة تنفيذ الخطة
الإستراتيجية. إنهم ليسوا مشؤولين عن قيادة العمل الفعلي لتحقيق المهمة
المشتركة، إنما تلك مسؤولية قادة العمليات وقادة الفرق.


القائد
الحكيم هو من يتفقد القادة الميدانيين التابعين له، مراقباً تنفيذ الخطة
الإستراتيجية المتفق عليها. إلا أنك يجب أن تتذكر ترك خططك لقادة العمليات،
وألا تتدخل دون حاجة، خاصة إذا كانت الأمور تسير وفق الخطة. تم توجيه
السؤال التالي إلى رئيس شركة تويوتا: كيف سيكون الوضع إذا ما قضيت معظم
أوقات عملك خارج مكتبك؟ في الغرب يعمد المديرون التنفيذيون إلى البقاء في
مكاتبهم، إنهم يقطنون مقار عملهم بالشركة، جالسين وراء مكاتبهم ليتعاملوا
طوال اليوم مع مجرد أوراق أو حضور اجتماعات، كما لو كانت مهمتهم هي عقد
الاجتماعات. وهم عادة ما يشتكون بأنه ليس لديهم ما يكفي من الوقت للخروج من
المكتب. فلماذا تتبع أسلوباً مختلفاً تماماً في الإدارة؟


تبسم الرئيس ورد قائلاً: السبب في غاية البساطة، وهو أننا لا نقوم بتصنيع سيارات تويوتا داخل مكتبي!.
الشبكة العربية للادارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق