الخميس، 27 نوفمبر 2014

ضحايا العولمة - روان للإنتاج الإعلامي والفني

ضحايا العولمة - روان للإنتاج الإعلامي والفني





جوزيف ستجليتز

الكتاب:
ضحايا العولمة

المؤلف:

جوزيف ستجليتز

المترجم:

لبني الريدي

تقديم:
د.جلال أمين

سنة النشر:
القاهرة – 2007م

عرض:
محمد بركة

صدرت
في القاهرة مؤخرًا الترجمة العربية لكتاب «ضحايا العولمة» للكاتب
الاقتصادي الأمريكي جوزيف ستجليتز الذي حاز جائزة نوبل في الاقتصاد عام
2001م وشغل منصب كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، وقامت بترجمته إلى
العربية لبنى الريدي..

ويعدّ هذا الكتاب كما يقول الدكتور جلال أمين: من أهم الكتب الاقتصادية التي صدرت خلال الأعوام العشرة الأخيرة على الأقل..
والكتاب
يهمّ الاقتصاديين والسياسيين والمهتمين بالعلاقات الدولية ومستقبل دول
العالم الثالث على السواء؛ لأنه يمسّ بعضًا من أكثر مشكلات العلاقات
الدولية حيوية وأشدها التصاقًا بمصير هذه الدول..

وجاء
الكتاب في تسعة فصول تحدّث الفصل الأول الذي جاء عنوانه «وعود المؤسسات
العالمية» عن لماذا أصبحت العولمة، وهي في رأي الكاتب قوة قدمت خيرًا
كثيرًا جدًا محل خلاف وجدل شديدين؟ حيث يرى أن الانفتاح على التجارة
الدولية يساعد العديد من الدول على النمو بسرعة أكبر بكثير مما كان يمكنهم
تحقيقه بطريقة أخرى، كما يرى أن العولمة قد قلّلت الإحساس بالغربة التي
يشعر به أغلب سكان العالم النامي ومنحت الكثير من الناس في البلدان النامية
إمكانية الوصول إلى المعرفة بقدر أكبر بكثير مما كان في وسع الأكثر ثراءً
في أي بلد منذ قرن مضى.

كما
يرى أن الاحتجاجات المناهضة للعولمة هي ذاتها نتيجة حالة الترابط الشاملة
تلك؛ حيث أحدثت الروابط بين النشيطين في مختلف أنحاء العالم، خاصة تلك
الروابط التي تشكلت عبر اتصال الإنترنت- الضغط الذي نتجت عنه المعاهدة
الدولية للألغام الأرضية، بالرغم من معارضة العديد من الحكومات القوية، قام
بالتوقيع على هذه المعادة 21 بلدًا عام 1997 خفضت من الاحتمال القوي أن
يتشوه الأطفال وضحايا أبرياء آخرون نتيجة الألغام، وبرؤية أدقّ يرى الباحث
أن العولمة لا يمكن اعتبارها خيرًا مطلقًا ولا شرًا مطلقًا؛ فهي على أي حال
شيء حتمي لا فرار منه؛ حيث إنها النتيجة الطبيعية للتطور التكنولوجي، ثم
يتحدث عن المؤسسات الثلاث الرئيسة التي تحكم العولمة وهي صندوق النقد
الدولي ومنظمة التجارة العالمية ويركز على القضايا الاقتصادية الرئيسة طول
العقدين الآخرين بما في ذلك الأزمات المالية وتحول البلدان الشيوعية
السابقة إلى اقتصاديات السوق..

وفي
نهاية هذا الفصل يقرّر الباحث أن العولمة ليست جيدة أو سيئة في حدّ ذاتها
فهي ذات قدرة على أن تفعل خيرًا عظيمًا، لقد كانت بمثابة مكسب ضخم لبلدان
شرق آسيا التي اعتنقت العولمة بشروطها الخاصة، وبالسرعة الخاصة بها رغم
نكسة أزمة عام 1997، ولكن في أغلب بلدان العالم لم تجلب العولمة مكاسب
مشابهة، بل بدت لكثير من البلدان أقرب لكارثة تامة..

وفي
الفصل الثاني يبين الاختلاف بين صندوق النقد الدولي والبنك الدولي
الاختلاف في أسلوبهما ومهامّهما، فبينما إحداهما مكرس لاستئصال الفقر
فالآخر مهمته الحفاظ على الاستقرار العالمي، ثم تحدث عن إثيوبيا والصراع
بين القوة والسياسة والفقر.

أما
في الفصل الثالث فتحدث الأعمدة الثلاثة لنصيحة إجماع واشنطن عبر
الثمانينات والتسعينات، وهي التقشف المالي والخصخصة وتحرير السوق. وعن
الخصخصة يرى الباحث أن صندوق النقد والبنك الدوليين تعاملا مع الخصخصة من
منظور أيديولوجي ضيق فهما يؤكدان على مواصلة الخصخصة بأسرع ما يمكن ويتمّ
الاحتفاظ ببطاقات درجات للبلدان التي تقوم بالتحول من الشيوعية إلى اقتصاد
السوق، حيث تحصل البلدان التي تنفذ عملية الخصخصة بسرعة أكبر على درجات
عالية، فكانت النتيجة أن الخصخصة لم تجلب في أغلب الأحيان المكاسب التي
وعدت بها؛ حيث أوجدت المشكلات التي نشأت عن هذا الإخفاق نفورًا من فكرة
الخصخصة ذاتها فلقد نفذت الخصخصة على حساب المستهلكين والعمال.. بينما
التحرير الاقتصادي- وهو الخلص من التدخل الحكومي في الأسواق المالية وأسواق
رأس المال وإزالة الحواجز التجارية– له عدة أبعاد؛ حيث يقرّ صندوق النقد
الدولي أنه دفع جدول أعمال التحرير الاقتصادي أبعد مما يجب، وأن تحرير
أسواق رأس المال والأسواق المالية قد أسهم في الأزمات العالمية لعقد
التسعينات من القرن الماضي، وأنه قد ينزل الخراب ببلد صغير ناشئ..

ثم
تحدث عن دور الاستثمار الأجنبي بوصفه جزءًا رئيسًا من العولمة الجديدة
ويبين بعض الأضرار والسلبيات الحقيقية لتدخل المشروعات الأجنبية بلدًا ما
حيث تحطم المنافسين المحليين فتسحق طموحات رجال الأعمال الصغار الذين كانوا
يحلمون بتطوير الصناعة الوطنية..

بينما
تناول في الفصل الرابع أزمة شرق آسيا، وكيف دفعت سياسات صندوق النقد
الدولي العالم إلى حافة الانهيار الشامل، أما الفصل الخامس فخصّصه الباحث
إلى الإجابة عن من أضاع روسيا؟

وبيّن
أنه بعد سقوط جدار برلين نهاية 1989 بدأت إحدى أهم عمليات التحول
الاقتصادي في جميع الأزمنة والتي شكلت ثاني التجارب الاقتصادية والاجتماعية
الجريئة في القرن العشرين أما التجربة الأولى فهي انتقال روسيا إلى
الشيوعية قبل ذلك بسبعة عقود، وعلى امتداد السنين أصبحت إخفاقات تلك
التجربة جلية واضحة..

ويواصل
الفصل السادس بيان أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي وضياع روسيا بينما يبحث
في الفصل السابع طرق أفضل إلى السوق، ويرى الباحث في الفصل الثامن أن جهود
صندوق النقد الدولي التي لم تحقق سوى نجاحًا محدودًا خلال عقد الثمانينات
والتسعينات من القرن العشرين قد أثارت أسئلة مزعجة حول الطريقة التي يرى
بها الصندوق عملية العولمة، وكيف ينظر إليها وإلى أهدافها ويسعى إلى
إنجازها كجزء من دوره ومهمته.

أما
في الفصل التاسع وهو الأخير يرى أن العولمة لم تنجح بالنسبة للعديد من
فقراء العالم، ولم تنجح بالنسبة للبيئة كما لم تنجح بالنسبة لاستقرار
الاقتصاد العالمي، فهو يرى أن التحول في الشيوعية إلى اقتصاد السوق أدير
بشكل سيئ حتى تفشى الفقر مع انهيار الدخول باستثناء الصين وفيتنام والقليل
من بلدان شرق أوربا..

وهذا
الكتاب جاء بلغة سهلة بالغة الوضوح والسلاسة، ومن ثم فمن السهل على غير
المتخصصين في الاقتصاد استيعابه وهو يوضح الكثير من القضايا التي تنهمر
علينا مصطلحاها في أجهزة الإعلام كافة، ولا ندري كنهها وحقيقتها فهو يبين
المشاكل الاقتصادية التي يعيشها العالم الآن من جراء ما أطلقوا عليه
العولمة..
الاسلام اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق