الثلاثاء، 10 يونيو 2014

الاقتصاد العالمي الخفي.. رأسمالية جديدة - روان للإنتاج الإعلامي والفني

الاقتصاد العالمي الخفي.. رأسمالية جديدة - روان للإنتاج الإعلامي والفني





الكتاب:


الاقتصاد العالمي الخفي.. رأسمالية جديدة

المؤلفة:


لوريتا نابوليونى

ترجمة:


لبنى حامد عامر

الطبعة:


الأولى 2010

عدد الصفحات:


358 صفحة من القطع المتوسط

الناشر:


الدار العربية للعلوم ناشرون – بيروت-لبنان

عرض:


محمد بركة

شهدت
تسعينات القرن المنصرم انتشار فيروس الديمقراطية في أرجاء العالم كله، وقد
يصدم المرء لمعرفته أنه في الأزمان الحديثة توجد الديمقراطية والعبودية
جنبًا إلى جنب، كما تقول لوريتا نابوليوني الخبيرة في قضايا غسيل الأموال
وتمويل الإرهاب، في كتابها "الاقتصاد العالمي الخفي..رأسمالية جديدة..
تجارة الرقيق والجنس.. فضيحة القروض العقارية.. القرصنة الأدبية والدموية..
تبييض الأموال.. تجارة المخدرات"، الذي نقلته إلى العربية لبنى حامد عمر،
وتم نشر الترجمة في بيروت بلبنان..


لقد
وسمت الاقتصاديات المشبوهة معظم التحولات التاريخية الرئيسة، وانتقلت
عدواها إلى الاقتصاديات المغرقة في القدم، وأودت بإمبراطوريات قديمة،
وأقامت على أنقاضها أخرى جديدة. الفساد موجود في أي مجتمع، سواء أكان
شيوعيًا أم رأسماليًا، غير أن الاقتصاديات المشبوهة تنشره على صعيد عولمي.


لقد
أرست خطة مارشال ـ وهي عبارة عن برنامج معونة مولته الولايات المتحدة
لإعادة بناء دول أوروبا الغربية المتضررة جراء ما سمي بالحرب العالمية
الثانية ـ دعائم هيمنة أمريكا اقتصاديًا. وأرادت الولايات المتحدة بناء سوق
قوية لاقتصادها القائم على التصدير، وفهمت أن ذلك يتطلب القيام ببيع نمط
حياتي معين.


اليوم
أصبح من الواضح أن الحلم الأمريكي لم يعد كونه جزءًا من خطة تسويقية ذكية.
إن نهاية الحرب الباردة وسقوط جدار برلين حملت بين طياتها العلاقة المعقدة
بين السياسة والاقتصاد، وفسرت بكل وضوح النقلة نحو الاقتصاديات المشبوهة.


الاقتصاديات المشبوهة والخفية

تكشف
لوريتا نابوليوني النقاب عن قضايا كبرى معاصرة تؤرق بال العديد من
الحكومات والأفراد في شتى أنحاء العالم، وذلك، بتسليطها الضوء على ما يسمى
في عصرنا الراهن بإعادة صياغة العالم الحديث على يد القوى الاقتصادية
الكبرى، التي لا تتورع عن تغيير العالم وتسييره حسب أهوائها ومصالحها، وذلك
عبر شبكة واسعة من الأوهام السياسية والاقتصادية التي يقع ضحيتها ملايين
الناس العاديين الذين يسقطون في شرك عالم الاستهلاكية الخيالي.


تقدم
الكاتبة عبر اثني عشر فصلًا، وهي فصول الكتاب، عددًا من الأمثلة التي تؤكد
أن الاقتصاديات المشبوهة في عالم اليوم ليست استثنائية، وإنما هي قوى
شريرة مستشرية في صميم وجودنا الاجتماعي تنشب مخالبها باستمرار في
المجتمعات التي نحيا فيها. وهنا تعمل الكاتبة على تعريف القارئ على عملية
تشكل هذه الاقتصادات وما شابها من صدامات وعلاقات على المستوى السياسي
والاقتصادي على مر الدهور والأيام.


وتأتي
أهمية الدراسة من كونها تقدم منظورًا جديدًا للعديد من المشاكل المستعصية
على الحل في وقتنا الراهن. وعبر توضيح القاسم المشترك بين تجارة الجنس
المزدهرة في أوروبا الشرقية، وفضيحة القروض العقارية في أمريكا، وصناعة
السلع المقلّدة في الصين، وإحسانات المشاهير لإفريقيا، ومتاجرة القراصنة
البيولوجيين بدماء البشر، واجتياح عصابات مزارع الأسماك أعالي البحار،
والورشات الإلكترونية التي نجمت عن ألعاب مثل ورلد ووركرافت، نكتشف معًا
كيف انقلبت الاقتصادات المشبوهة إلى إمبراطوريات عالمية، قارعة ناقوس خط
تحول الكثير من الأنظمة إلى نظام الاقتصادات القائمة على مبادئ الشريعة.


وتحاول
المؤلفة تسليط الضوء على ما يسمى بإعادة صياغة العالم الحديث على يد القوى
الاقتصادية الكبرى، التي لا تتورع عن تغيير العالم وتسييره حسب مصالحها،
وذلك عبر شبكة واسعة من الأوهام السياسية والاقتصادية التي يقع ضحيتها
ملايين الناس العاديين الذين يسقطون في شرك عالم الاستهلاكية الخيالي.


تقول
الكاتبة: إن تسعينيات القرن المنصرم شهدت انتشار فيروس الديمقراطية في
أرجاء العالم كافة، حيث أطلق انحلال الاتحاد السوفياتي - جرثومة الحرية- من
عقالها لينمو عدد الدول الديمقراطية في غضون عقد من الزمان من 69 دولة إلى
118 دولة ديمقراطية. لكن الفارق أن انتشار الديمقراطية أدى إلى تفشي
العبودية ليصل عدد المستبعدين في نهاية ذلك العقد إلى ما يقدر بحوالي 27
مليون شخص في عدة دول فيها دول أوروبا الغربية. ففي مطلع العام 1990 بدأت
قوافل رقيق الجنس السلافية القادمة من دول التكتل السوفياتي السابق باجتياح
الأسواق الغربية. كما أتاحت العولمة استغلال عمالة العبيد على مستوى صناعي
لم تبلغه حتى في أزمان الاتجار بالعبيد عبر الأطلسي.


وتحلل
الكاتبة ذلك بقولها: إنه في خضم حدوث التغييرات الكبيرة في الدول والعالم
ترتخي قبضة السياسية على الاقتصادات التي تصبح قوة مشبوهة في يد السادة
الجدد، وإذا كان الغرب الأمريكي قد عرف بالغرب المتوحش جراء غياب السلطة
وجراء العنف الذي رافق غزوه إلا أنه لا يمكن غض الطرف عن الثروات
الاقتصادية الهائلة التي نمت في ظلاله. وكما أدت حمى الذهب في كاليفورنيا
إلى انتشار الفوضى والعنف وعمليات السرقة على نطاق واسع فقد لعبت دورها
كذلك في إثراء أصحاب الملاهي والمقاومين الذين بنوا مدنا رائعة مثل سان
فرانسيسكو.


وتوضح
الكاتبة وضع ساسة السوق أحد المسلمات المعروفة موضع الاختبار، وهو أنه
عندما يصبح الناس ضعفاء وخاصة في أزمان التحولات الكبرى؛ يرغبون بتصديق أن
قادتهم قادرون على حمايتهم.


وأن
كرة القدم وشغب الملاعب ليس إلا إحدى النتائج السوريالية المترتبة على
العولمة. في عالم كرة القدم المعولم، يستخدم مثيرو الشغب اللعبة كأداة تغذي
الإحساس بالقبلية، حيث يملي العنف والنصر الدرب الذي سيسيرون به قدما
وتفسخ اليسار واليمين.. وكان سقوط جدار برلين بداية حقبة من الاضطرابات
والثورات في السياسات والتوجهات في العالم. وعزز غباره تفسخ التقسيم بين
اليسار واليمين.. بين محافظ وليبرالي..


إن
أول من يقع ضحية الاحتلال الإجرامي للمناطق المدنية هو جيل الشباب. وفي
الوقت الذي أدى فيه التفكك الاجتماعي الناجم عن العولمة إلى نمو العصابات،
فإن بنيتها وتكاثرها اللذين يعتبران رد فعل ظاهر تجاه العولمة هما صميم
مفهوم المنطقة المسورة.


وتقول
الكاتبة: كنت عندما بدأت بإجراء البحث لتأليف هذا الكتاب منذ ما يزيد على
عامين راغبة في تبيان كيف أن التحول من الشيوعية إلى العولمة قد أطلق القوى
الاقتصادية الشريرة من محبسها، وكنت على قناعة بأن هذه ظاهرة فريدة مرتبطة
بظروف استثنائية، ولكن مع تقدم البحث واستمراري في جمع البيانات وإجراء
المقابلات وتحليل المعلومات اكتشفت أن الاقتصادات المشبوهة ليست فريدة من
نوعها بقدر ما هي جزء من التاريخ الذي يتنازعه الخير والشر، وتمثل هذه
الاقتصادات قوة حقيقية تعمل في الخفاء من دون أن يلاحظها أحد، وفي كل مرة
تعاود الظهور فيها كانت السياسة تنجح في ترويضها عن طريق تقديم مساومات
استراتيجية إلى النخبة الجديدة المتنفذة، وليس ثمة ما يدعو إلى الاعتقاد
بأن نتيجة ظهورها هذه المرة ستختلف عن سابقاتها.


يتناول
هذا الكتاب إعادة صياغة العالم الحديث على يد القوى الاقتصادية التي لا
تتورع عن انتهاز فرصة للربح، وأيضًا شبكة الأوهام السياسية والاقتصادية
التي توقع المستهلكين في شرك العالم الخيالي الذي بناه المشبوهون الجدد.
كما يتناول أيضا آخر معارك هذه الحرب الأزلية ليذكرنا بأن البشر اليوم كما
في الماضي هم من سيدفعون ثمنا باهظا.


وترى
الكاتبة في ختام كتابها أنه سيقوم على حكم النظام العالمي الجديد محور خفي
يمتد من بكين إلى كيب تاون، ولا تكون أوروبا وأمريكا طرفين فيه، في حين أن
أفريقيا والشرق الأوسط سيقدمان الموارد الضرورية لقيادة اقتصادية عالمية
جديدة. ومن ثم يأتي دور تقنية الناتو لتعزز هذا السيناريو.


المؤلفة:

تعد
لوريتانا بوليوني واحدة من أهم خبراء العالم في قضايا غسيل الأموال وتمويل
الإرهاب، وكانت قد عملت كمراسلة لعدد من الصحف اللندنية ولها أعمدة ثابتة
في صحف "كورييرا ديلاسيرا"، و"البايس" و"لوموند" وتحمل شهادة دكتوراه في
الاقتصاد ودرجة الماجستير في العلاقات الدولية والاقتصادية من جامعة جونز
هوبكنز بالإضافة إلى درجة ماجستير في موضوع الإرهاب من كلية لندن للاقتصاد.
وعملت أيضا في بعض المصارف الدولية والمؤسسات المالية كخبير اقتصادي.


وهي
واحدة من القلائل الذين استطاعوا عمل مقابلات مع منظمة الألوية الحمراء
الإيطالية. لعملها كمستشار في أسواق السلع الأساسية، وسافرت بشكل منتظم
لباكستان وتركيا وإيران والعراق وسوريا وغيرها من دول الشرق الأوسط، حيث
التقت كبار قادة الشئون المالية والسياسية. وهي تعيش حاليًا في لندن. وهي
مؤلفة كتاب مؤسسة الإرهاب الذي حقق مبيعات عالية، والذي تتبع التمويل وراء
الإرهاب العالمي والذي ترجم إلى اثنتي عشرة لغة.
المصدر : نوافذ
لبنى حامد عامر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق