لماذا لم أفكر في هذا من قبل؟ - روان للإنتاج الإعلامي والفني
بينما
كنتُ أجوب المكتبة باحثةً عن كتاب في مجال تطوير الذات لأعيش وإياه لحظات
جميلة، فأشعرُ فيها باختراق عقلي الباطن الذي يملك الكثير من القدرات
الإبداعية كعقل أي إنسان واعٍ آخر، ولكنها مندثرة لانعدام التمارين التي
تحتاجها عقول البشر من أجل فتح آفاق واسعة من التفكير والإدراك. جذبني
كتابٌ أورنجيّ اللون، فاقتربتُ منه وحضنته بين يديّ، وقرأتُ على غلافه ناعم
الملمس رأي (جين كرانز)، مدير الطيران السابق لوكالة [ناسا]، ومؤلف كتاب
"الفشل ليس وارداً".
يقول جين: هذا الكتاب، أثبت أن القراءة يمكن أن تكون متعة حقيقية؛ فهو أحد
كتب الإدارة القليلة التي استطاعت الاستحواذ على تركيزي عبر كل فصوله،
وليس خلال الفصل الافتتاحي فقط. إن التحدي هو السمة المميزة لهذا النص
الخالي من الحشو والإسهاب، والذي يضاهي إلى حد كبير اللقاءات التي تعقدها
الفرق قبل خروجها إلى إحدى المهام.
تنقلتُ بين دفتيه سريعاً، وأعجبني مدى تركيز المعلومات فيه، ودقة عناوين
الفصول، وتسلسلها الماتع، فكأنها تحاكي متطلبات هذا العقل البشري.
فبدأ المؤلف بمقدّمة مركزة مما يشعر القارئ أثناء القراءة بكفايته، بيد أن
العكس صحيح؛ فكل فصل يحكي جانباً مهماً لا يمكن إغفاله، وحين تصدمُ عقولنا
هذه العبارة على سبيل المثال: "عندما تتسبب كلماتنا في سوء إدراكنا، وتؤدي
أفعالنا إلى تبعات ونتائج غير متوقعة، فإننا حتماً سنطرح السؤال الذي يثير
الضيق والضجر: لماذا لم أتوقع هذا من قبل؟ نتوقف ملياً لنتأمل في الكثير
من المواقف التي حصل فيها هذا الأمر، للدرجة التي ربما نرجئ جلّ أخطاء
تفكيرنا إلى هذا السبب, وهو في الحقيقة مجرد سبب من بين عدة أسباب أخرى
جهلناها.
الرؤية والتركيز
أنشأ المؤلف جميع فصول كتابه الثمانية على غرار عنوان الكتاب: "لماذا لم
أفكر في هذا من قبل؟". بدءًا بـ : لماذا لم أرَ هذا من قبل؟ وعرض في هذا
الفصل بطريقة جذابة كيفية التفكير الإدراكي المميز.
ثمّ
عنون الفصل التالي بـ : لماذا لم أركز في هذا من قبل؟ وبيّن فيه أهمية
التروي في التفكير، وكيف يمكن أن يفكر الإنسان بروية، وأورد الكثير من
الطرق التي تساعد على ذلك، كأن يخصص المرء مكتباً للتروي، وأضاف الكثير من
التمارين العقلية المحرضة على هذا.
ويحكي
الفصل الثالث عن محاولة التحكم في جودة التفكير، وحصرها المؤلف في أمورٍ
أربعة (الشجاعة، والأمانة، والعزم، والتصميم)، وسمّى الفصل بـ: لماذا لم
أدرك هذا من قبل؟ مما يعطي القارئ رسالة أن الإدراك هو محاولة للتفكير
بطريقة جيدة.
وفي
الفصل الرابع تحدث المؤلف عن الاستيعاب، وهو "محاولة لتجميع كل الأفكار
وربطها معاً – بداية بالشذرات الصغيرة من المعرفة – وتجميعها بطريقة منهجية
لتكوين كل أكبر متماسك". بالإضافة إلى أنه طريقة للموازنة بين الإيجابيات
والسلبيات لأمر من الأمور أو مسألة من المسائل، وكان عنوان الفصل: لماذا لم
أستوعب هذا من قبل؟
توظيف الخيال
ثم استعرض المؤلف فصله الخامس بعنوان: لماذا لم أتوصل إلى هذا من قبل؟
وأوضح فيه بطريقة رائعة توظيف الخيال والتخيّل التوظيفَ الأمثل. "إن
الإبداع يبدأ بالتخيّل، والتخيّلات كلما كانت واضحة جلية تحقق إبداعاً
أفضل".
إلى آخر الفصول التي أخذت أسلوباً واحداً في صياغة العنوان، وعرض المضمون
الذي يحتوي في نهايته على تمارين عقلية ومساعدة ذاتية تحرض على التفكير
بطريقة مبتكرة لم تكن من قبل.
لا أنسى أن أذكر بأنّ هذا الكتاب لمؤلفه: تشارلز دبليو. ماكوي، يقع في (358) صفحة، ومترجم من مكتبة جرير.
كنتُ أجوب المكتبة باحثةً عن كتاب في مجال تطوير الذات لأعيش وإياه لحظات
جميلة، فأشعرُ فيها باختراق عقلي الباطن الذي يملك الكثير من القدرات
الإبداعية كعقل أي إنسان واعٍ آخر، ولكنها مندثرة لانعدام التمارين التي
تحتاجها عقول البشر من أجل فتح آفاق واسعة من التفكير والإدراك. جذبني
كتابٌ أورنجيّ اللون، فاقتربتُ منه وحضنته بين يديّ، وقرأتُ على غلافه ناعم
الملمس رأي (جين كرانز)، مدير الطيران السابق لوكالة [ناسا]، ومؤلف كتاب
"الفشل ليس وارداً".
يقول جين: هذا الكتاب، أثبت أن القراءة يمكن أن تكون متعة حقيقية؛ فهو أحد
كتب الإدارة القليلة التي استطاعت الاستحواذ على تركيزي عبر كل فصوله،
وليس خلال الفصل الافتتاحي فقط. إن التحدي هو السمة المميزة لهذا النص
الخالي من الحشو والإسهاب، والذي يضاهي إلى حد كبير اللقاءات التي تعقدها
الفرق قبل خروجها إلى إحدى المهام.
تنقلتُ بين دفتيه سريعاً، وأعجبني مدى تركيز المعلومات فيه، ودقة عناوين
الفصول، وتسلسلها الماتع، فكأنها تحاكي متطلبات هذا العقل البشري.
فبدأ المؤلف بمقدّمة مركزة مما يشعر القارئ أثناء القراءة بكفايته، بيد أن
العكس صحيح؛ فكل فصل يحكي جانباً مهماً لا يمكن إغفاله، وحين تصدمُ عقولنا
هذه العبارة على سبيل المثال: "عندما تتسبب كلماتنا في سوء إدراكنا، وتؤدي
أفعالنا إلى تبعات ونتائج غير متوقعة، فإننا حتماً سنطرح السؤال الذي يثير
الضيق والضجر: لماذا لم أتوقع هذا من قبل؟ نتوقف ملياً لنتأمل في الكثير
من المواقف التي حصل فيها هذا الأمر، للدرجة التي ربما نرجئ جلّ أخطاء
تفكيرنا إلى هذا السبب, وهو في الحقيقة مجرد سبب من بين عدة أسباب أخرى
جهلناها.
الرؤية والتركيز
أنشأ المؤلف جميع فصول كتابه الثمانية على غرار عنوان الكتاب: "لماذا لم
أفكر في هذا من قبل؟". بدءًا بـ : لماذا لم أرَ هذا من قبل؟ وعرض في هذا
الفصل بطريقة جذابة كيفية التفكير الإدراكي المميز.
ثمّ
عنون الفصل التالي بـ : لماذا لم أركز في هذا من قبل؟ وبيّن فيه أهمية
التروي في التفكير، وكيف يمكن أن يفكر الإنسان بروية، وأورد الكثير من
الطرق التي تساعد على ذلك، كأن يخصص المرء مكتباً للتروي، وأضاف الكثير من
التمارين العقلية المحرضة على هذا.
ويحكي
الفصل الثالث عن محاولة التحكم في جودة التفكير، وحصرها المؤلف في أمورٍ
أربعة (الشجاعة، والأمانة، والعزم، والتصميم)، وسمّى الفصل بـ: لماذا لم
أدرك هذا من قبل؟ مما يعطي القارئ رسالة أن الإدراك هو محاولة للتفكير
بطريقة جيدة.
وفي
الفصل الرابع تحدث المؤلف عن الاستيعاب، وهو "محاولة لتجميع كل الأفكار
وربطها معاً – بداية بالشذرات الصغيرة من المعرفة – وتجميعها بطريقة منهجية
لتكوين كل أكبر متماسك". بالإضافة إلى أنه طريقة للموازنة بين الإيجابيات
والسلبيات لأمر من الأمور أو مسألة من المسائل، وكان عنوان الفصل: لماذا لم
أستوعب هذا من قبل؟
توظيف الخيال
ثم استعرض المؤلف فصله الخامس بعنوان: لماذا لم أتوصل إلى هذا من قبل؟
وأوضح فيه بطريقة رائعة توظيف الخيال والتخيّل التوظيفَ الأمثل. "إن
الإبداع يبدأ بالتخيّل، والتخيّلات كلما كانت واضحة جلية تحقق إبداعاً
أفضل".
إلى آخر الفصول التي أخذت أسلوباً واحداً في صياغة العنوان، وعرض المضمون
الذي يحتوي في نهايته على تمارين عقلية ومساعدة ذاتية تحرض على التفكير
بطريقة مبتكرة لم تكن من قبل.
لا أنسى أن أذكر بأنّ هذا الكتاب لمؤلفه: تشارلز دبليو. ماكوي، يقع في (358) صفحة، ومترجم من مكتبة جرير.
المصدر : الاسلام اليوم - نوافذ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق