الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

بعثة الحج.. ظالمة أم مظلومة؟!! - روان للإنتاج الإعلامي والفني

بعثة الحج.. ظالمة أم مظلومة؟!! - روان للإنتاج الإعلامي والفني



يلزم
بعثة الحج والعُمرة لهذا العام أن تكون الأحرص على حمل اتهامات اللجنة
البرلمانية إلى الجهات العدلية وجعل القضاء فيصلاً في ما نُسب إليها من
اتهامات وتجاوزات خطيرة.

في كل عام بتنا نسمع عن هذه الاتهامات ولا نرى مُحاكمات أو حتى إجراءات إدارية تتَعامل مع هذه التجاوزات بالحسم المطلوب.
كَاتب المقال يتساءل عن أسباب التسريبات السنوية حول أداء البعثة، واثارة الغبار حول أدائها دون ان تمضي التقارير إلى نهاية الشوط.
هل
هو استهداف موسمي للبعثة ينتهي بإثارة القلاقل حول أدائها، ويكتفي بهذا
القدر من التشويش أم أنه جهد احترافي في إجراء تحقيقات تضع يدها على
تجاوزات وتمضي بها نحو المَحَاكم.

الصورة
الذهنية للبعثة والقائمين على أمرها باتت لا تسر، قدر عالٍ من التشويه
تتعرّض له صورة مؤسسة منوط بها حراسة شعيرة الحج وإكمالها بما يرضي الله
والرسول.

الأمر
لا يحتمل سوى إجرائين إما أن تثبت هذه الجهات الاتهامات ضد الهيئة أو أن
تقدم البعثة على المطالبة بالتعويض ورد الشرف في مُواجهة من يتهمونها
بالفساد ومُمارسة التجاوزات.

الاتهامات المُتكرِّرة لبعثة الحج دون اتخاذ إجراءات تعني احتمالين لا ثالث لهما:
إما
أن البعثة بريئة وان جهات تحاول الإيقاع بها سنوياً وتنصب لها محكمة في
أوساط الرأي العام لا تكاد بيناتها تصل بملف التجاوزات للقضاء، أو أن طرق
القانون في بلادنا مغلقة وان ما تقترفه البعثة سنوياً لا يجد ما يكفي من
الردع الذي يضع الأمور في نصابها ويثنيها عن عدم ارتكاب تجاوزات في المرات
القادمة.

ومثل
كل مرة قرأت بالأمس خبراً من شاكلة (كشفت اللجنة البرلمانية المكلفة حول
أداء بعثة الحج للأراضي المُقدّسة عن تجاوزات ماليّة وإداريّة خطيرة للبعثة
تمثّلت في سفر دستوريين ودبلوماسيين على نفقة الدولة، بالإضافة إلى تلاعب
في النثريات وترهل في عدد أفراد البعثة وتلقي جهات رقابية ودستوريين
لنثريات تصل إلى 7 آلاف ريال سعودي لكل شخص والحج على حساب الحجاج دون
معايير).

الاتهامات أعلاه خطيرة، لكن الخبر فَقَدَ بريقه بالاعتياد والتكرار، لم تعد الأخبار عن التجاوزات في الحج والعُمرة تلفت انتباه أحد.
السبب
بسيط أن ذات البعثة بنفس التكوين ستباشر في الموسم القادم مهامها وستقود
الحجيج إلى الأراضي المُقدّسة وحين عودتها سيتم اتهامها بمُمارسة تجاوزات
مالية وإدارية دون توفير ما يكفي لإدانة القائمين على أمرها.

أعتقد أنه آن الأوان لنسأل بعثة الحج هل هي ظالمة أم مظلومة الاحتمالان ينبغي أن يقودان الى تطورين:
اما محاكمتها إن كانت ظالمة وآثمة، أو تبرئتها وإدانة الأطراف التي تتلاعب بسُمعتها جهاراً نهاراً.
نتمنى
أن تمضي الإجراءات التي كشفت عنها اللجنة البرلمانية إلى الجهات العدلية،
وأن لا تصبح مثل تجربة كل عام في مُواجهة البعثة (جعجعة بلا طحين)، كما أنه
يجدر بالقائمين على أمر الحج أن يكونوا أحرص على سُمعتهم حتى آخر الشوط
وأن يمضوا باتجاه القانون في مُواجهة من يتّهمونهم بالفساد والتجاوز إن
كانوا غير مُذنبين.
المصدر : صحيفة الراي العام
بقلم محمد عبد القادر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق