الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

في دورتة الحالية ..معرض الخرطوم للكتاب.. هل يحقق النجاحات المرجوة ؟ - روان للإنتاج الإعلامي والفني

في دورتة الحالية ..معرض الخرطوم للكتاب.. هل يحقق النجاحات المرجوة ؟ - روان للإنتاج الإعلامي والفني



حلم
ظل يراود كثيرا من المثقفين في بلادي، واصبحوا يمنون أنفسهم بان يتحقق هذا
الحلم وأصبح واقعا يمشي بينهم، بعد أن ضاقت عليهم العاصمة بمدنها الثلاث
بما رحبت، وهي تدخل في نوم عميق، دون أن تحرك الجهات المختصة بالشأن
الثقافي ساكنا لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وباتوا ينتظرون المناشط الثقافية، من
عام لآخر، ليمارسوا هوايتهم المحببة حتي ينشروا ابداعاتهم المختلفة، ووسط
انتظار وترقب أنطلقت فعاليات معرض الخرطوم الدولي للكتاب في نسخته الحادية
عشرة التي تستمر لاثني عشر يوما، يضعون عليها الآمال لتحدث حراكاً ثقافيا
في سماوات تخرجهم من حالة الإحباط التي يعيشونها، بعد أن ضاقت عليهم تلك
الديار ولفظتهم خارج حلبة المنافسة التي اصبحت حكرا على أهل السياسة،
والإقتصاد، ولكن آن الأوان ليقول المثقفون كلمتهم وليستردوا حقوقهم
المهضومة بعد الوعودات التي قطعها وزير الثقافة، الطيب حسن بدوي بفتح صفحة
جديدة مع أهل الثقافة والابداع لنشر منتوجهم عبر بوابة المعرض لتكون
الانطلاقة الحقيقية لثقافة، خاصة بعد أن وجد الوزير الضوء الاخضر من قبل
رئاسة الجمهورية التي أكدت دعمها ومساندتها للثقافة والمثقفين للعمل على
رتق النسيج الاجتماعي في البلاد، من خلال التحاور والتشاور مع كافة اطياف
المجتمع باختلاف أحزابهم للوصول الي حلول ترضي الجميع، ولم يكتف الوزير
بذلك بل ذهب ابعد من ذلك عندما قال” ان البلاد تشهد نهضة ثقافية تصلح
أساساً لبناء أمة معافاة، وتأكيده على أن المشاريع الثقافية إنطلقت من خلال
الحوار الثقافي ومشروع كادقلي عاصمة للتراث السوداني والجنينة عاصمة
للثقافة السودانية وسنار عاصمة للثقافة الإسلامية.

توحيد الوجدان
حديث
وزيرالثقافة الاتحادي أمن عليه سيد هارون وزير الدولة بالثقافة والذي أكد
ان المشاركة في هذا المعرض تعد الأكبر في تاريخ المعرض وقال” في حديث
لـ(الرأي العام) نريد ان يكون المعرض أنموذجا للمعارض القادمة من حيث
الانفتاح الثقافي على كل دول العالم من أجل مد جسور التواصل بين الشعوب،
حتي يحدث تمازج للثقافات بين جميع البلدان، مشيراً” إلي أن الثقافة تعد
المدخل الوحيد لتوحيد وجدان الامم و الشعوب، وتعمل على إزالة الفوارق
الطبقية بينها، مؤكدا تواصل الدورات القادمة بذات الحيوية والترتيب الجيد.

حديث
الوزيرين قابله المثقفون بالرضاء والقبول، وتمنوا أن تكون الوعودات التي
اطلقوها واقعا يمشي بين الناس، ولا تكون من أجل الكسب السياسي فقط، وأكدوا
على أن الايام القادمة كفيلة بان تكشف ما ذهبوا اليه، وقالوا” من الصعوبة
بمكان أن يحكموا على نجاح المعرض من فشله في اول ايام، واستبشروا بالاهتمام
الزائد من قبل رئاسة الجمهورية بهذا الحدث الكبير.

الركيزة الأساسية
وطالب
الناقد مجذوب عيدروس الدولة بتقديم الدعم السخي للثقافة حتي يتم الانفتاح
على الاقاليم المختلفة لتحقيق التلاقي والتحاور بين المثقفين، باعتبار أن
الثقافة هي الركيزة الاساسية بين الشعوب، وقال عيدروس ان المشاركة الواسعة
لدور النشر العربي تعطي معرض الخرطوم في نسخته الحالية حضورا متميزا مقارنة
بالمعارض السابقة التي واجهتها الكثير من الاخفاقات، مشيراً” إلي ان
النسخة الحالية تتيح فرصة طيبة لاستقطاب دور النشر واقامة الفعاليات
الثقافية والفكرية المصاحبة للمعارض.

أكبر كمية
بدوره
قال رئيس اللجنة العليا للمعرض محمد يوسف عبد الله ان المعرض فرصة للتواصل
بين الحضارات ولتواصل الناشرين فيما بينهم، مشيرا الي أن دور النشر بلغت
أكثر من (267)، وقال” ان هذه الدورة شهدت أكبر كمية من الكتب التي بلغ
وزنها الف طن وأضاف” أن معبر (أشكيت – قسطل) لعب دورا كبير في اختصار زمن
وصول الكتب الي السودان. وكشف” يوسف عن قيام عدد من الفعاليات الفكرية
والثقافية، من ضمنها تكريم الفنان شرحبيل أحمد وإحياء ذكرى الشاعر الشعبي
الراحل محمد سالم حميد، التي يتوقع أن يحضرها عدد كبير من الجمهور لمكانة
الراحل في قلوب الكثيرين، ويرى مراقبون أن البرامج المصاحبة للمعرض تساعد
على إنجاحه، خاصة وانها احتوت على برامج وندوات مهمة، ويعول الكثيرون على
هذا الحدث في تجديد الحوار على المستوى الثقافي بين المبدعين السودانيين
والكتاب في العالم العربي وبين الناشرين العرب.

ارتفاع الأسعار
ثمة
تخوف ابداه المهندس أسامة عوض عضو اتحاد الناشرين السودانيين ومدير دار
المصورات للنشر من ارتفاع أسعار دور النشر العربية والأجنبية مقارنة بدور
النشر السودانية، وقال أسامة دور النشر العربية كبيرة جدا من حيث عدد الكتب
واختلاف عناوينها، وتساءل عوض عن كيفية اقتناء القارئ السوداني لهذه الكتب
خاصة وأن ظروفه الاقتصادية لا تسمح له بذلك، مطالبا الجهات المختصة
والناشرين العرب بضرورة تخفيض الأسعار حتى يستفيد القارئ السوداني ويخرج من
المعرض بكمية وافرة من الكتب.

فائدة القارئ
تخوف
عضو الناشرين السودانيين عن ارتفاع سعر الكتب العربية مقارنة بالسودانية،
قابله رئيس الناشرين العرب الهندس عاصم شلبي ببعض التطمينات التي أكد فيها
بانهم كناشرين عرب لا يسعون للحصول على الاموال وقال” في حديثة لـ(الرأي
العام) ان هدفهم من المشاركة في تلك المعارض فائدة القارئ العربي أكثر من
الربح المادي، حتي وأن كان الناشرون هدفهم في الأساس ربحي، ولكن أن في بعض
البلدان تصل القيمة الربحية صفر. وعبر شلبي عن تفاؤله بنجاح الدورة الحالية
للمعرض بسبب الحيوية والتنظيم الجيد لهذه الدورة مقارنة بالدورات السابقة
التي شهدت الكثير من الإشكاليات، مشيرا الي أن عودة دور النشر الأردنية
للسودان تعد في حد ذاتها مؤشرا للنجاح، وقال” ان السودان يشهد تطورا ثقافيا
وانفتاحا على الثقافات الأخرى بفضل تنوعه وتأثير الثقافة الإسلامية. ودعا
الي الاستمرارية في إقامة معارض الكتب بالدول العربية، وقال” ان السودان
تنقصه فقط الجرأة للدفع بمنتوجه للخارج لما يتمتع به من مبدعين وكتاب
وناشرين. كما دعا شلبي الي استمرارية اقامة عرض الكتب بالدول العربية
والتعاون فيما بينها، مؤكدا مد يد العون للأجيال القادمة ولكل من يرغب في
المعرفة للاستفادة من خبراتهم.
الخرطوم: علاء الدين موسى
المصدر : الراى العام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق