الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

في أخلاقيات المهنة الإعلامية. - روان للإنتاج الإعلامي والفني

في أخلاقيات المهنة الإعلامية. - روان للإنتاج الإعلامي والفني



مهما
كثرت مواثيق الشرف الإعلامية وتعددت موادها وفقراتها الداعية إلى التمسك
بالأخلاق، فإنها تصبح حبراً على ورق إن لم يصاحب ذلك إدراك الصحفي بضرورة
التقيد بها، بحيث يكون قد رسخ في ذهنه القدر الكافي من المعاني الأخلاقية
كالأمانة، الحياد، عدم الحقد، المحبة، النزاهة واحترام الآخرين وحقوقهم
وعدم التحيز وغيرها، والأخلاقية بقسميها، الحقوق والواجبات وقيم الفضيلة،
تصبح من الشروط الضرورية لكي يصبح الشخص صحفياً جيداً يوفق ويزاوج بين
الممارسة المهنية وبين القواعد الأخلاقية، ويميز بين المقاييس الأخلاقية
الاعتيادية ومقاييس أخلاقية الصحفيين، ولا يستطيع أي قانون للأخلاقيات أن
يعطي حلولاً لكافة المشكلات الأخلاقية المحيرة التي تواجهنا في حياتنا
اليومية أو في الصحافة، وأن كل ما نحتاج إليه هو أسلوب معقول ومنهجي
للتعامل مع هذه القضايا، فهناك بعض الأساسيات الضرورية التي يجب أن يؤمن
ويعمل بها المشتغلون في حقل الإعلام عامة والصحافة بشكل خاص، وهي: قل
الحقيقة، استعمل مصادر يعتمد عليها، صحح أخطاءك، احتمي من تضارب المصالح،
عدم انتحال آراء من أعمال الآخرين، فإذا لم تكن تستطع قبول هذه المبادئ
فإنك مروج لدعاية أكثر من كونك صحفي. فالصحافي يعمل على تثقيف الجمهور،
وهذا حسب رغبته واحتياجاته، ولكي تكون هذه المهنة تتميز بالثقافية وضعت
ثوابت تتعلق بالمبادئ الأخلاقية لممارسة المهنة الصحفية، وتهتم أخلاقيات
المهنة كعلم للواجبات المعنوية وجزاءاتها التأديبية بتبيان القواعد
السلوكية والأخلاقية فيما بين الممارسين أنفسهم أو اتجاه الغير، وأن
أخلاقيات المهنة هي مجموعة القواعد المتعلقة بالسلوك المهني، حيث تحدد هذه
القواعد وتراقب تطبيقها وتسهر على احترامها، وهي أخلاق وآداب جماعية
وواجبات مكملة أو معوضة للتشريع وتطبيقاته من قبل القضاة، فالأخلاق المهنية
ليست مرتبطة ببساطة بممارسة السليمة للمهنة فحسب، بل تنبع أساساً من
الأهداف السامية للكلمة، فهي تلك الالتزامات الأساسية التي يجب أن يتحلى
بها كل صحفي والمتمثلة أساساً بضرورة العمل من أجل الوصول إلى تغطية منصفة
وشاملة ودقيقة، صادقة وواضحة مع مراعاة حماية المصادر وتحقيق الصالح العام
لا غير، عن طريق احترام القانون وحقوق الحياة الخاصة للأشخاص وتصحيح
الأخطاء في حال وجودها، وإن الأخلاق المهنية للصحافي توصف على أنها المبادئ
والمعايير الأخلاقية لم تثبت قانونياً بعد ولكنها مقبولة في الوسائل
الصحافية ومدعومة من قبل الرأي العام والمنظمات الشعبية والحزبية، كما يمكن
القول أن أخلاقيات المهنة الإعلامية هي تلك الأخلاقيات المتعلقة بمهنة
الإعلام وهي مجموعة من القيم المتعلقة بالممارسة اليومية للصحفيين وجملة
الحقوق والواجبات المترابطتين للصحفي، إذن فأخلاقيات المهنة الإعلامية هي
مجموعة القواعد والواجبات المسيرة لمهنة الصحافة أو هي مختلف المبادئ التي
يجب أن يلتزم بها الصحافي أثناء أداءه لمهامه أو بعبارة أخرى هي تلك
المعايير التي تقود الصحفي إلى القيام بعمل جديد يجد استحساناً عند
الجمهور، كما أنها أيضاً جملة المبادئ الأخلاقية الواجب على الصحافي
الالتزام بها بشكل إرادي في أدائه لمهامه كمعايير سلوكية تقوده إلى إنتاج
عمل ينال به استحسان الرأي العام. ومعظم قواعد السلوك المهني تشير إلى
مفاهيم هامة توضح للصحفي ماله وما عليه من حيث ضمان حرية الإعلام والصحافة،
حيث تلعب حرية الصحافة دوراً كبيراً ليس في الوصول إلى الحقيقة فحسب بل
أنها تكون بمثابة الغذاء، وكذلك حرية الوصول إلى مصادر المعلومات الموضوعية
فهي من مطالب الصحفيين الأساسية، ثم الدقة والصدق وعدم تحريف عرض الحقائق
فالحصول على ثقة القارئ هو أساس الصحافة المتميزة، وكذلك الحق في المعرفة،
وهو من بين الحقوق الإنسانية والأساسية للإنسان، ويعتبر حرمان المواطن من
هذا الحق حاجزا أمام مصداقية الإعلام، ثم الموضوعية وعدم الانحياز وهي أفضل
طريق للوصول إلى الحقيقة النهائية، فالموضوعية هي نقيض الذاتية، وبمعنى أن
يعبر عن الموضوع المراد إيصاله إلى الجمهور من دون تأثر مباشرة بأمور
الذات وقضاياها واهتماماتها، ولابالعواطف والتصورات، فالصحافي الحق يتجرد
من أهوائه الحزبية والفكرية، والاجتماعية والسياسية حين يصوغ الخبر، ومن ثم
المسؤولية إزاء الرأي العام وحقوقه ومصالحه اتجاه المجتمعات القومية، أما
النزاهة والاستقلالية فهي معيار أخلاقي مهني متعلق بالسلوك الفردي وعليه
استقلالية المهنة ونزاهة العامل في جمع ونشر الأنباء والمعلومات والآراء
على الجمهور، ينبغي مد نطاقها لا لتشمل الصحفيين المحترفين وحدهم، وإنما
لتشمل أيضا كل العاملين الآخرين المستخدمين في وسائل الإعلام الجماهيري، مع
ضرورة الامتناع عن التشهير والاتهام الباطل والقذف، وانتهاك الحياة
الخاصة، فالصحفي مطالب بالامتناع عن نشر أي معلومات من شأنها أن تحط من قدر
الإنسان، أو تنقص من اعتباره، أوتسيء إلى كرامته وسمعته، فلكل منا حياته
الخاصة التي يحرص أن تظل بعيدة عن العلانية والتشهير فحياة الناس الخاصة
كلها أمور لا تهم الرأي العام، ولا تعني المصلحة العامة، بل أن الخوض فيها
يمس حقاً مقدساً من حقوق الإنسان وهو حريته الشخصية في التصرف والقول
والعمل بغير رقيب إلا القانون والضمير، ويترتب على مخالفة هذا المبدأ في
بعض الأحيان الوقوع في جرائم القذف والسب، وحق الرد والتصويب أصبح ضرورة
فرضتها الظروف، ويشمل الحق المرتبط به والمترتب عليه وحقه في إعلام الغير
وإكمال المعلومات الناقصة وتصويبها عندما تكون زائفة، إضافة إلى احترام
السرية المهنية وهدفها هو حماية الصحفيين وحرية الإعلام على حد سواء وتيسير
الوصول إلى مصادر المعلومات، وتجنب خداع الجمهور بعدم إعاقة الصحفي
بممارسة مهنته باللجوء إلى أي ضغط أو ترويع أو نفوذ لحمله على تقديم رواية
غير صحيحة أو محرفة عن الحقائق، وهكذا فالصحافي ملزم بأن يمتنع عن نشر
المعلومات الزائفة أو غير المؤكدة، ثم إن العدل والانصاف من السمات
الإنسانية والأكثر ارتباطاً بالمهنة، لأن الصحفي هو العين المبصرة والأذن
الصاغية للناس كافة، ولذا عليه أن يكون عادلاً ملتزماً بالحقائق الفعلية،
محافظاً على الآداب والأخلاق العامة وكل ما يتصل بأسس الكرامة الأدبية
بالجماعة وأركان حسن سلوكها ودعائم سموها المعنوية وعدم الخروج عليها.
المصدر: الانتباهه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق