إهداء للمتحاورين ..د. عارف عوض الركابي - روان للإنتاج الإعلامي والفني
حيث
كان التنازع والتناحر والاقتتال يعقبه ذلك الفشل والهوان قال تعالى: «ولا
تنازعوا فتفشلوا».. فالافتراق مذموم والتحزب للأشخاص والجماعات ممقوت
شرعاً، وعواقبه في إضعاف المسلمين لا تخفى مع ما ينتظر أهله من وعيد أخروي.
كان التنازع والتناحر والاقتتال يعقبه ذلك الفشل والهوان قال تعالى: «ولا
تنازعوا فتفشلوا».. فالافتراق مذموم والتحزب للأشخاص والجماعات ممقوت
شرعاً، وعواقبه في إضعاف المسلمين لا تخفى مع ما ينتظر أهله من وعيد أخروي.
فالجماعة
رحمة والفرقة عذاب هكذا يردد هذه العبارة وما في مضمونها أئمة الإسلام،
والتأليف بين القلوب مهمة سامية، ونعمة من الله عظيمة كريمة، قال تعالى:
«واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته
إخواناً»، فإن فقد الإلفة نقمة.. يحزن عليها ويتألم لفقدها..
والواجب
الشرعي يقتضي أن يحرص المسلم على الاجتماع على الحق ويبغض ويبتعد عن
الفرقة، ويكون أداة من أدوات الوحدة، ويسهم بقدر جهده وطاقته في ذلك، ومن
المعلوم لأولي الألباب وأهل العلم أنه لن تكون وحدة صحيحة وحقيقية إلا إذا
اجتمع المسلمون على الكتاب والسنة، فإن الآراء الشخصية والانفعالات
العاطفية والولاءات السياسية والمصالح الدنيوية لا تجمع شملاً ولا توحّد
صفاً ولا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً؛ بل هي من أبرز أسباب الفرقة التي
يعيشها المسلمون ومن أهم أسباب الضعف والهوان، فإن حال الأحزاب السياسية
والفرق كما وصف الله تعالى: «كل حزب بما لديهم فرحون»..
فإن
السياسة التي نراها تتقلّب وتدور مع المصالح الشخصية والتكتيكات الحزبية،
ونرى أهلها يدورون في فلك القاعدة الخطيرة «الغاية تبرر الوسيلة»!! فالغاية
تبرر لهم الوسائل مهما كانت تلك الوسائل، ولذلك فإنه من المؤسف أن يكون
العرف في كثير من بلاد المسلمين أن تسهم ما يسمى «المعارضة» في إضعاف
الدولة وتفرح لدمار بلادها وسوء حالها وقد تسهم في ذلك الدمار بطريق مباشر
أو غير مباشر!! لأن ذلك سيكون من أسباب وصول تلك المعارضة إلى الحكم!! بل
قد يكون أحياناً ــ بفهمها هو الطريق الوحيد للظفر بالسلطة التي أصبحت غاية
عند أهل السياسة وليست وسيلة عظيمة المسؤولية.
وكم
من بلاد عانى أهلها وضاقت سبل العيش على شعوبها بسبب تصرفات بعض أهلها،
وهذا الأمر يبين بجلاء أن الهدف من الحكم عند هؤلاء ليس هو كونه وسيلة
لإسعاد الشعوب والوقوف معها ونصرة قضاياها، وإنما الهدف هو المصالح الشخصية
والحزبية لتلك الأحزاب، ولست بحاجة لأن أضرب أمثلة أوضح بها ما أقول فإن
هذه الحقيقة للأسف أوضح من أن يستشهد لها وتضرب لها الأمثلة.
إن
من أهم عناصر تحقيق وحصول الاجتماع أن يتم التنازل للمصلحة العامة، وترمى
المصالح الخاصة والشخصية، وهذا محكٌ من المحكّات المهمة التي يجب رعايتها،
فالمصلحة العامة إذا روعيت وقُدّمت كان هذا من أهم الأسباب المعينة على
اجتماع الشمل وجمع الكلمة، ويسجل لنا التأريخ الإسلامي روائع في هذا الباب،
وهو بلا شك مقام عظيم شريف يبين مكانة وشرف تقديم المصلحة العامة على
المصالح الخاصة، وقد يصعب على كثير من الناس أن يحذوا هذا الحذو بسبب تفاوت
الديانة والإيمان والعلم، وبسبب الركون إلى الدنيا وعقد الولاء والبراء
على الفرق والأحزاب والتكتلات السياسية.. وغير ذلك من الأسباب.. لكن واجب
النصيحة يوجب أن يقال هذا الكلام، فلم نتعلم اليأس ولله الحمد، ومحبة للخير
لهذا البلد الكريم الذي كثرت مصائبه وتواصل نزيفه المؤلم الموجع واشتدت
معاناة أهله يؤكد ذلك.
إن
على هذه الأحزاب أن تدرك أهمية الحرص على المصلحة العامة وأن تعلم مكانة
الاجتماع وفضل الجماعة وليراجعوا مواقفهم ولينظروا في واقع بلادهم
وليتفكروا في مستقبلها ومستقبل أهلها وما ستكون عليه أجيالها المتعاقبة.
أقول
بأن هذه التحزبات السياسية والتحزب للأشخاص والجماعات من الباطل الذي أفسد
في المسلمين كثيراً.. ولا أؤمن بالكذبة السياسية المسماة «الديمقراطية»
فإنها مما ضحك به الكفار على المسلمين ولو كان أهل الديمقراطية يطبقونها
حقاً لما كانت المسلمة في بعض بلاد الغرب تدفع غرامة إذا غطّت وجهها.
فلست
مقراً لهذه التحزبات فضلاً عن ما يسمى بالمعارضة وأحزاب المعارضة، فإن في
الإسلام يكون الشخص واحداً من اثنين إما: إماماً حاكماً راعٍياً وإما
محكوماً من الرعية، وعلى الحاكم واجبات وله حقوق، وعلى الرعية واجبات ولهم
حقوق، وعلى الحاكم واجبات يسأله عنها الله تعالى من الحكم بالشرع والعدل
بين الرعية وغير ذلك، وعلى الرعية السمع والطاعة في طاعة الله تعالى،
والنصوص الشرعية في ضبط العلاقة بين الحاكم والمحكوم كثيرة جداً وقد كتبت
مقالات عديدة في هذه القضية.
ورغم
ما ندين الله به في هذه الأمور العظيمة إلا أنه لا يمنع ذلك من حثٍّ على
الاجتماع ونبذ الفرقة وأسبابها وكيف لا يُذكّر بهذا الأمر العظيم وهو أصل
من أصول الإسلام العظام أن الفرقة مذمومة والاجتماع يجب أن يجتهد في
تحقيقه، ولن يكون اجتماع إلا على الحق، وعلى ما جاءنا في شريعة الله في
الكتاب والسنة وعلى هدي محمد عليه الصلاة والسلام، وهذا هو الصراط
المستقيم.. الذي أوجب الله اتباعه، وندعو في كل ركعة فنقول «اهدنا الصراط
المستقيم».. وقد حذّر من اتباع السبل والطرق قال الله تعالى: «وأن هذا
صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به
لعلك تتقون».
أتمنى أن يدرك المتحاورون في بلادنا في الأيام القادمة الخير لأنفسهم ولدينهم ووطنهم.. ويعملوا بذلك..
رحمة والفرقة عذاب هكذا يردد هذه العبارة وما في مضمونها أئمة الإسلام،
والتأليف بين القلوب مهمة سامية، ونعمة من الله عظيمة كريمة، قال تعالى:
«واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته
إخواناً»، فإن فقد الإلفة نقمة.. يحزن عليها ويتألم لفقدها..
والواجب
الشرعي يقتضي أن يحرص المسلم على الاجتماع على الحق ويبغض ويبتعد عن
الفرقة، ويكون أداة من أدوات الوحدة، ويسهم بقدر جهده وطاقته في ذلك، ومن
المعلوم لأولي الألباب وأهل العلم أنه لن تكون وحدة صحيحة وحقيقية إلا إذا
اجتمع المسلمون على الكتاب والسنة، فإن الآراء الشخصية والانفعالات
العاطفية والولاءات السياسية والمصالح الدنيوية لا تجمع شملاً ولا توحّد
صفاً ولا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً؛ بل هي من أبرز أسباب الفرقة التي
يعيشها المسلمون ومن أهم أسباب الضعف والهوان، فإن حال الأحزاب السياسية
والفرق كما وصف الله تعالى: «كل حزب بما لديهم فرحون»..
فإن
السياسة التي نراها تتقلّب وتدور مع المصالح الشخصية والتكتيكات الحزبية،
ونرى أهلها يدورون في فلك القاعدة الخطيرة «الغاية تبرر الوسيلة»!! فالغاية
تبرر لهم الوسائل مهما كانت تلك الوسائل، ولذلك فإنه من المؤسف أن يكون
العرف في كثير من بلاد المسلمين أن تسهم ما يسمى «المعارضة» في إضعاف
الدولة وتفرح لدمار بلادها وسوء حالها وقد تسهم في ذلك الدمار بطريق مباشر
أو غير مباشر!! لأن ذلك سيكون من أسباب وصول تلك المعارضة إلى الحكم!! بل
قد يكون أحياناً ــ بفهمها هو الطريق الوحيد للظفر بالسلطة التي أصبحت غاية
عند أهل السياسة وليست وسيلة عظيمة المسؤولية.
وكم
من بلاد عانى أهلها وضاقت سبل العيش على شعوبها بسبب تصرفات بعض أهلها،
وهذا الأمر يبين بجلاء أن الهدف من الحكم عند هؤلاء ليس هو كونه وسيلة
لإسعاد الشعوب والوقوف معها ونصرة قضاياها، وإنما الهدف هو المصالح الشخصية
والحزبية لتلك الأحزاب، ولست بحاجة لأن أضرب أمثلة أوضح بها ما أقول فإن
هذه الحقيقة للأسف أوضح من أن يستشهد لها وتضرب لها الأمثلة.
إن
من أهم عناصر تحقيق وحصول الاجتماع أن يتم التنازل للمصلحة العامة، وترمى
المصالح الخاصة والشخصية، وهذا محكٌ من المحكّات المهمة التي يجب رعايتها،
فالمصلحة العامة إذا روعيت وقُدّمت كان هذا من أهم الأسباب المعينة على
اجتماع الشمل وجمع الكلمة، ويسجل لنا التأريخ الإسلامي روائع في هذا الباب،
وهو بلا شك مقام عظيم شريف يبين مكانة وشرف تقديم المصلحة العامة على
المصالح الخاصة، وقد يصعب على كثير من الناس أن يحذوا هذا الحذو بسبب تفاوت
الديانة والإيمان والعلم، وبسبب الركون إلى الدنيا وعقد الولاء والبراء
على الفرق والأحزاب والتكتلات السياسية.. وغير ذلك من الأسباب.. لكن واجب
النصيحة يوجب أن يقال هذا الكلام، فلم نتعلم اليأس ولله الحمد، ومحبة للخير
لهذا البلد الكريم الذي كثرت مصائبه وتواصل نزيفه المؤلم الموجع واشتدت
معاناة أهله يؤكد ذلك.
إن
على هذه الأحزاب أن تدرك أهمية الحرص على المصلحة العامة وأن تعلم مكانة
الاجتماع وفضل الجماعة وليراجعوا مواقفهم ولينظروا في واقع بلادهم
وليتفكروا في مستقبلها ومستقبل أهلها وما ستكون عليه أجيالها المتعاقبة.
أقول
بأن هذه التحزبات السياسية والتحزب للأشخاص والجماعات من الباطل الذي أفسد
في المسلمين كثيراً.. ولا أؤمن بالكذبة السياسية المسماة «الديمقراطية»
فإنها مما ضحك به الكفار على المسلمين ولو كان أهل الديمقراطية يطبقونها
حقاً لما كانت المسلمة في بعض بلاد الغرب تدفع غرامة إذا غطّت وجهها.
فلست
مقراً لهذه التحزبات فضلاً عن ما يسمى بالمعارضة وأحزاب المعارضة، فإن في
الإسلام يكون الشخص واحداً من اثنين إما: إماماً حاكماً راعٍياً وإما
محكوماً من الرعية، وعلى الحاكم واجبات وله حقوق، وعلى الرعية واجبات ولهم
حقوق، وعلى الحاكم واجبات يسأله عنها الله تعالى من الحكم بالشرع والعدل
بين الرعية وغير ذلك، وعلى الرعية السمع والطاعة في طاعة الله تعالى،
والنصوص الشرعية في ضبط العلاقة بين الحاكم والمحكوم كثيرة جداً وقد كتبت
مقالات عديدة في هذه القضية.
ورغم
ما ندين الله به في هذه الأمور العظيمة إلا أنه لا يمنع ذلك من حثٍّ على
الاجتماع ونبذ الفرقة وأسبابها وكيف لا يُذكّر بهذا الأمر العظيم وهو أصل
من أصول الإسلام العظام أن الفرقة مذمومة والاجتماع يجب أن يجتهد في
تحقيقه، ولن يكون اجتماع إلا على الحق، وعلى ما جاءنا في شريعة الله في
الكتاب والسنة وعلى هدي محمد عليه الصلاة والسلام، وهذا هو الصراط
المستقيم.. الذي أوجب الله اتباعه، وندعو في كل ركعة فنقول «اهدنا الصراط
المستقيم».. وقد حذّر من اتباع السبل والطرق قال الله تعالى: «وأن هذا
صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به
لعلك تتقون».
أتمنى أن يدرك المتحاورون في بلادنا في الأيام القادمة الخير لأنفسهم ولدينهم ووطنهم.. ويعملوا بذلك..
الانتباهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق