الاثنين، 5 أكتوبر 2015

القمح والموسم الشتوي القادم بمشروع الجزيرة ..صديق البادي - روان للإنتاج الإعلامي والفني

القمح والموسم الشتوي القادم بمشروع الجزيرة ..صديق البادي - روان للإنتاج الإعلامي والفني



إن
الموسم الزراعي الشتوي في العام الماضي كان ناجحاً بإجماع كافة المهتمين
والمراقبين وأوفت الدولة بما وعدت ونفذت وزارة المالية ما التزمت به وقام
البنك الزراعي بالتمويل مع التعهُّد بشراء القمح من المزارعين بسعر مجزٍ.

وكانت المياه متوفرة في ذلك الموسم مع حدوث بعض الاختناقات الوقتية هنا أو
هناك. وقامت الإدارة بالتحضير والإشراف والمتابعة الميدانية وعمل
المزارعون بهمة عالية وهم يمثلون حجر الزاوية في العملية الإنتاجية وقد
بذلوا قصارى جهدهم وكانت الإنتاجية عالية واسترد البنك الزراعي ديونه
وأرباحه فور اكتمال عملية الحصاد وأخذ حقوقه عيناً رأساً من كل حواشة وبلغ
إنتاج بعض المزارعين أكثر من عشرين جوالاً للفدان الواحد والحد الأدنى كان
عشرة جوالات للفدان وفي حالات نادرة كان إنتاج الفدان أقل من ذلك وعلى وجه
الإجمال كان متوسط إنتاج الفدان حوالى خمسة عشر جوالاً. وإن نجاح الموسم
الشتوي الماضي ينبغي أن يكون خير دافع وحافز للدولة ولوزارة المالية لإيجاد
التمويل الكافي في الوقت المناسب وتوفير المدخلات الزراعية. وأن المزارعين
متحفزين للعمل ولإنتاج بهمة عالية وحماس دافق ويسعي كل منهم لتبلغ إنتاجية
فدانه أكثر من عشرين جوالاً ولكن أي تقاعس في التمويل وتوفير المدخلات
الزراعية في الوقت المناسب سيؤدي لنتائج عكسية وتقهقر للخلف بدلاً من
التقدم للأمام. ويعتمد نجاح الموسم ايضاً على توفير المياه وإن أي تداخل في
السلطات في المياه سيدفع المزارعون ثمنه غالياً ولا بد من التنسيق
والتكامل والتعاون بين وزارة الري وبين إدارة مشروع الجزيرة التي ينبغي ان
تشرف على المياه داخل المشروع حتى وصولها للحواشات لأن أي ثنائية وازدواجية
يتبعها استجداء للحصول على المياه من جهة وإيجاد المبررات عند نقصها من
جهة أخرى ستؤدي لإفشال الموسم الزراعي ولا بد ان تحسم الدولة في أعلى
مراقبها موضوع المياه والتمويل.

وأعلنت
منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفـاو) ان معدل الأمطار في كثير من
أرجاء القطر قد قلت من المعدل المطلوب مع تأخر هطولها وهذا أدى لتقليص
المساحات المزروعة في القطاع المطري ويتبع ذلك بالضرورة نقص متوقع في
الإنتاج وفي هذا إنذار مبكر لتدارك النقص وسد الفجوة في المناطق ذات
الإنتاجية الأقل من المخزون الإستراتيجي للذرة والغلال لئلا تحدث حالات
نزوح وعدم استقرار لأسر كثيرة يكون من الأفيد لها من أجل المعيشة والخدمات
ان تستقر بمناطقها. وصرح السيد وزير الزراعة الاتحادي بان الانتاجية في هذا
الموسم الصيفي ستكون عالية. وأن كل وزير زراعة شغل هذا المنصب يتمنى أن
تكون الإنتاجية في عهده عالية ولكن هناك مسائل قدرية لا يد للبشر فيها مثل
نقص معدل مياه الأمطار او تأخر هطولها أو أي أسباب أخرى ولكن الضرورة تقتضي
التعامل مع الواقع كما هو بكل أرقامه ومعلوماته وحقائقه المجردة والسعي
لإيجاد المعالجات وان النقص المتوقع في إنتاجية القطاع المطري ينبغي
مجابهته بمضاعفة الجهد لإنجاح الموسم الزراعي الشتوي ليجبر هذا كسر ذاك.

وإن
التهويم في وادي عبقر وإطلاق العنان للخيال المجنح قد يصلح عند كتابة
الشعر أو بعض الرومانسيات الأخرى. ولا بأس من بالحديث عن خطط عشرية أو ربع
قرنية وقد يشطح فيها الخيال أحياناً دون ان يحدث ضرراً لأن الآمال والأحلام
لا تكلف شيئاً ولكن أن يشطح الخيال المجنح ويضع قبل عشرين عاماً أو اكثر
خططاً مستقبلية هلامية عن مشروع الجزيرة وامتداد المناقل ويتبعها تدمير
للبنيات الأساسية للمشروع ولا يصحبها إقامة بناء جديد على انقاض البناء
القديم الذي تم هدمه عمداً وبإصرار غريب فان هذا يعني انه لم تكن هناك خطط
مدروسة ولا برامج موضوعة ولا يحزنون وظل الجميع في انتظار شيء هلامي مجهول
ينطبق عليه المثل (الكسرة في أبرية وملاحها في الترية) ومع ذلك إذا جد
العزم وخلصت النوايا فإن كل مقومات نهضة المشروع في المرحلة القادمة متوفرة
طالما أن الأرض الزراعية الصالحة للزراعة متوفرة ومخططة وان المياه إذا
صلحت إدارتها ستكون متوفرة فإن أي شيء آخر مقدور عليه بإذن الله سبحانه
وتعالى إذا كانت النية الصادقة في الاصلاح وإعادة البناء موجودة. وسيعود
المشروع العملاق الجريح أكثر قوة مثل طائر الفينيق الذي تقول الاسطورة
الإغريقية القديمة انه احترق وهو في قمة قوته ثم عاد مرة أخرى أكثر فتوة
وقوة. وان كثيراً من القرارات تصدر في الوقت الضائع وفي الساعة الخامسة
والعشرين وعلى سبيل المثال فقد قدم قانون عام 2005م للمجلس الوطني في آخر
جلساته قبل أن تنتهي دورته ويتم حله ولم يتم تنوير المزارعين بالقدر الكافي
وبدلاً من أن يتم شرح القانون بهدوء قبل تطبيقه حدث شد وجذب وصراع سياسي
بين المعارضين له وبين الذين كانوا في الواجهة وتبنوا الدفاع عنه وإن
المناوشات بين الطرفين كانت سياسية ولم تكن مهنية مرتبطة بالزراعة
والمزارعين وكان يمكن الإبقاء على ما تثبت التجربة أنه ناجح ومفيد وإلغاء
وتغيير ما تثبت التجربة فشله وعدم فائدته وفي ظل هذا الهرج والمرج ظهرت
تنظيمات عديدة بمسميات مختلفة لها أجندتها الخاصة والمتقاطعة وبعضها سعي ان
يكون مركز قوة وضغط داخل النظام. وبنفس الطريقة السابقة أجيزت في عام
2014م والمجلس الوطني السابق يلفظ أنفاسه الأخيرة التعديلات التي أجريت على
قانون عام 2005م واجيزت هذه التعديلات في الساعة الخامسة والعشرين!! وان
دورة اتحاد المزارعين انتهت في عام 2009م وتم التمديد له لستة أعوام إضافية
أخرى وأعلن مؤخراً ان جمعية او هيئة للمنتجين ستحل محله ويتم تصعيدها من
القواعد للقمة وتضم المزارعين والرعاة وان الكثيرين لا يعلمون كثير شيء عن
هذا الشيء الجديد ولعل جُل المنتمين للقواعد العريضة يضعون أيديهم على
خدودهم وهم في حَيرة من أمرهم وفي كل الأحوال فهم غير مكترثين ويقابلون
الأمر ببرود ولن يصابوا بالدهشة إذا فوجئوا ذات صباح بأنها كونت. وسيان
عندهم اذا قامت او لم تقم ولسان حالهم يتساءل (لماذا الغموض والضبابية
والكلفتة والعجلة وعدم تنويرهم بما يحدث؟!!). وثمة امر هام ينبغي ان يوليه
المسؤولون أقصى درجات اهتمامهم وهو ضرورة الحرص على الحفاظ على الوثائق
وكافة المستندات بالمشروع لئلا تطال بعضها يد التزوير او الإخفاء عمداً.
الانتباهة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق