مأساة السُنَّة في الشرق الأوسط - روان للإنتاج الإعلامي والفني
هذا
الكتاب موجه في الأساس إلى القارئ الغربي، والكاتب حين يحدد منذ البداية
جمهوره المستهدف وبشكل واضح، تسهل لديه مهمة التوصيل، أي توصيل الأفكار
التي يناقشها متوسلا بما لديه من معلومات وبيانات.
بيد
أنه (الكتاب) مهم أيضا، بل وعلى درجة عالية من الأهمية للقارئ في المنطقة
العربية أو منطقة الشرق الأوسط كما يحب المؤلِف أن يسميها، إن لم يكن لجهة
المعلومات التي توضحها سطوره، فليكن للتحليل والأفكار الجديدة التي توصل
إليها.
يأتي
هذا المؤلَف في سياق ما يمكن أن نسميه هجمة من الباحثين في الغرب على وجه
الخصوص لدراسة ظاهرة الحركات الجهادية المسلحة في المنطقة خاصة بعد ظهور
الدولة الإسلامية في منطقة الشام والعراق، وهو ما يلاحظه المتابع في ظهور
العديد من الكتب والتقارير المعمقة التي تتناول الظاهرة بالعديد من
التحليلات، سواء كانت من مراكز بحوث أو من جامعات، كما هو الحال مع كتابنا
هذا الصادر عن جامعة برينستون الأميركية الشهيرة.
-العنوان: مأساة السُنَّة في الشرق الأوسط. شمال لبنان.. من القاعدة إلى الدولة الإسلامية
-المؤلف: برنار روجيه
-دار النشر: جامعة برينستون
-عدد الصفحات: 253
سنة النشر: أكتوبر 2015
وهذا
التوجه مقبول ومرحب به، سواء كانت بواعثه علمية وفكرية بحتة هدفها النهائي
تمليك المعرفة للجميع، أم استخباراتية تهدف في المقام الأول لتوفير
المعلومات عن هذه الحركات لصناع القرار في البلدان المعنية وصولا إلى اتخاذ
القرار المناسب بشأنها، وكلا التوجهين مبرر ومقبول، ليس من المدافعين عنه
فحسب بل من غيرهم أيضا.
كتاب
"مأساة السنة في الشرق الأوسط. شمال لبنان.. من القاعدة إلى الدولة
الإسلامية" من تأليف الباحث الفرنسي برنار روجيه المتخصص بشؤون الشرق
الأوسط، وخاصة ما يتصل بالحركات الجهادية. والمؤلف أستاذ للحضارة العربية
والمجتمع في جامعة السوربون، وهو أيضا صاحب كتابي "الجهاد كل يوم" و"بروز
الإسلام المسلح بين الفلسطينيين في لبنان".
يتعرض
المؤلَف وبتفصيل واضح إلى ما يسميه النضال الذي يقوده من يسميهم الأقلية
الجهادية المسلحة الذين يدعي بعضهم وصلا بـ تنظيم الدولة الإسلامية الذي
يسعى لفرض توجهاته على العرب السُنة بالمنطقة، وفق الكاتب.
عداء الغرب والشيعة
يرى
الكاتب أن المنطقة موضوع دراسته، وهي شمال لبنان، تعيش في ما يمكن تسميته
بحالة اضطراب، فبعد أن رزحت زمنا طويلا تحت سيطرة نظام آل الأسد في سوريا،
تحولت في الوقت الحالي إلى نقطة جذب للجهاديين السُنة الذين يحركهم العداء
للغرب وللشيعة على السواء.
يعرفنا
المؤلف على رجال ذوي صلة بكل من المجاهدين في أفغانستان، المقاومة السنية
في العراق، القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية. ويصف لنا كيف يطمح هؤلاء إلى
أن يحلوا مكان نخب سنة شمال لبنان الذين يتعرضون للهجوم والتشكيك في
مصداقيتهم من قبل القوى المجاورة لهم، ومن قبل الجهاديين على السواء.
ويشرح
ويوضح كيف استطاع أولئك الرجال وبنجاح أن يجعلوا من أنفسهم البديل الذي
يدافع عن السكان السُنة في المنطقة ضد تغول الأعداء الخارجيين مثل إيران،
وجيرانهم مليشيا حزب الله اللبناني. ويسلط الكاتب الضوء على أساليب
وإجراءات أولئك الجهاديين ونقاشاتهم الداخلية التي تطورت خلال العقد
الماضي.
"يأتي هذا الكتاب في سياق ما يمكن أن نسميه هجمة من الباحثين في الغرب
على وجه الخصوص لدراسة ظاهرة الحركات الجهادية المسلحة بالمنطقة خاصة بعد
ظهور الدولة الإسلامية بالشام والعراق"
عقد من البحث
هذا
الكتاب عبارة عن جهد استغرق من الكاتب عشر سنوات من العمل البحثي، إلى
جانب أكثر من مئة مقابلة أجراها مع لاعبين أساسيين في موضوع المؤلف،
واستطاع أيضا أن يصل إلى المصادر الأساسية لموضوعه.
ووفق
الجهة الناشرة للكتاب، وهي جامعة برينستون الأميركية، فإن مؤلف الكتاب
يعتبر من الخبراء البارزين في مجال الحركات الجهادية، وهو يقدم في هذا
الكتاب رؤية مناسبة تأتي في وقتها، عن الحياة الاجتماعية والسياسية
والدينية في هذه المنطقة الخطيرة والإستراتيجية في الشرق الأوسط.
بنية الكتاب
يتكون
كتاب "مأساة السنة في الشرق الأوسط" من مقدمة وستة فصول وخاتمة. ويوضح في
المقدمة أن كتابه يهدف إلى الإجابة عن سؤالي كيف ولماذا استطاعت الحركات
الجهادية أن تتغلغل في النسيج الاجتماعي للسنة في خضم ما يعرف بأزمة
القيادة بالمنطقة، ويضيف أنه يسعى أيضا لتوضيح كيف أن الظاهرة الجهادية
تعمل على إثارة واستغلال أزمة السلطة داخل الإسلام السني.
يأتي
الفصل الأول بعنوان "شمال لبنان في بلاد الشام" ويتتبع فيه المؤلف الأحداث
البارزة في التاريخ السياسي لمدينة طرابلس ابتداء من فترة الانتداب
الفرنسي (1920-1934) وحتى ما بعد الحرب الأهلية (1990).
ووفق
المؤلف فإن هذه المدينة التي اقتطعت من المناطق السورية مع ظهور لبنان
الحديث، ظلت ولوقت طويل تحن إلى ماضيها التليد حتى ولجت إلى الحياة
السياسية اللبنانية بقيادة آل كرامي. ويرى المؤلف أن هذا التتبع يعين على
فهم الواقع الحالي للمدينة الذي تتعايش فيها سلطات مختلفة ممثلة بالمسؤولين
الحكوميين، نواب البرلمان، القادة في الشوارع وشيوخ المساجد.
أما
الفصل الثاني فعنوانه "الدفاع عن أمة متخيلة.. الطريق إلى الإرهاب" حيث
يشرح المؤلف كيف عمل شمال لبنان أثناء الوصاية السورية كمنطقة رئيسية لبروز
الحركة الجهادية العابرة للحدود والتي كانت تدار من قبل الجاليات
اللبنانية في أوروبا وأستراليا، ويشرح الفصل أيضا واستنادا إلى ما قال
الكاتب إنها وثائق لم تنشر من قبل، الكيفية التي نشأت بها الشبكة الجهادية
في طرابلس بعد 11 سبتمبر 2001.
الفصل
الثالث عنوانه "الحركة المناهضة للنظام السوري.. إعادة بناء المشهد
السياسي" ويتناول التحول الذي شهده شمال لبنان في أعقاب اغتيال رئيس
الوزراء الأسبق رفيق الحريري وانسحاب القوات السورية من لبنان في
أبريل/نيسان عام 2005. ويتطرق إلى وجود حركة المستقبل أو حزب الحريري في
طرابلس بمساعدة من القوى التي دافعت عن المدينة إبان الوجود السوري في
الثمانينات، وكذلك تحول المدينة ومن جديد إلى تهديد للنظام السوري.
"يشرح المؤلف كيف عمل شمال لبنان أثناء الوصاية السورية كمنطقة رئيسية
لبروز الحركة الجهادية العابرة للحدود والتي كانت تدار من قبل الجاليات
اللبنانية في أوروبا وأستراليا، كما يشرح الكيفية التي نشأت بها الشبكة
الجهادية في طرابلس بعد 11 سبتمبر "
الفصل
الرابع جاء تحت عنوان "رد فعل النظام السوري.. بناء شبكة جهادية". ويحلل
فيه الكاتب رد فعل النظام السوري على وجود منطقة استقطاب سني على حدوده،
توجد فيها شبكات دينية وسياسية تناصبه العداء، حيث نظر إلى ذلك الوضع
باعتباره مهددا وغير مقبول.
وقد
أشار الكاتب إلى أنه استند في هذا الفصل إلى معلومات تم جمعها عبر مقابلات
خاصة أجراها مع رجال دين قريبين جدا من الأجهزة الأمنية السورية، ويوضح أن
هدفه من تلك المقابلات كان رسم صورة مفصلة للكيفية التي تعامل بها النظام
السوري مع رجال الدين الفاعلين بالمنطقة، ومع المجموعات المسلحة الصغيرة
التي أثبتت جدارتها في العراق قبل أن تأتي إلى لبنان عام 2005.
أما
الفصل الخامس وعنوانه " الجهاد والمقاومة في شمال لبنان.. تاريخ فتح
الإسلام" فيتناول العواقب المترتبة على السياسة السورية في شمال لبنان من
خلال قصة تأسيس حركة فتح الإسلام، وهي الجماعة الجهادية التي ظهرت في مخيم
نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال مدينة طرابلس، وفق الكاتب.
ويحاول المؤلف في هذا الفصل تفسير التناقضات والاحتكاكات التي أثارتها تلك الحركة داخل صفوفها، وداخل الدوائر الإسلامية المحلية.
الفصل
السادس وعنوانه "الفشل في إنشاء قاعدة دعم ثابتة للانتفاضة السورية"
ويتناول مسعى الشبكات السُنية في شمال لبنان لمساندة الانتفاضة السورية في
مدينة حمص، عبر إنشاء خط دعم من طرابلس وحتى عكار بهدف مساعدة المقاومة في
المدينة للوقوف بوجه جنود بشار الأسد المدعومين بمقاتلين من مليشيا حزب
الله.
ووفق
المؤلف فإن الضغط السوري على جهاز الدولة اللبنانية بنهاية عام 2013 نجح
في قطع حمص عن قاعدة دعمها في شمال لبنان، الأمر الذي مكن النظام السوري من
السيطرة عليها في مايو/أيار 2013.
المصدر : الجزيرة
الكتاب موجه في الأساس إلى القارئ الغربي، والكاتب حين يحدد منذ البداية
جمهوره المستهدف وبشكل واضح، تسهل لديه مهمة التوصيل، أي توصيل الأفكار
التي يناقشها متوسلا بما لديه من معلومات وبيانات.
بيد
أنه (الكتاب) مهم أيضا، بل وعلى درجة عالية من الأهمية للقارئ في المنطقة
العربية أو منطقة الشرق الأوسط كما يحب المؤلِف أن يسميها، إن لم يكن لجهة
المعلومات التي توضحها سطوره، فليكن للتحليل والأفكار الجديدة التي توصل
إليها.
يأتي
هذا المؤلَف في سياق ما يمكن أن نسميه هجمة من الباحثين في الغرب على وجه
الخصوص لدراسة ظاهرة الحركات الجهادية المسلحة في المنطقة خاصة بعد ظهور
الدولة الإسلامية في منطقة الشام والعراق، وهو ما يلاحظه المتابع في ظهور
العديد من الكتب والتقارير المعمقة التي تتناول الظاهرة بالعديد من
التحليلات، سواء كانت من مراكز بحوث أو من جامعات، كما هو الحال مع كتابنا
هذا الصادر عن جامعة برينستون الأميركية الشهيرة.
-العنوان: مأساة السُنَّة في الشرق الأوسط. شمال لبنان.. من القاعدة إلى الدولة الإسلامية
-المؤلف: برنار روجيه
-دار النشر: جامعة برينستون
-عدد الصفحات: 253
سنة النشر: أكتوبر 2015
وهذا
التوجه مقبول ومرحب به، سواء كانت بواعثه علمية وفكرية بحتة هدفها النهائي
تمليك المعرفة للجميع، أم استخباراتية تهدف في المقام الأول لتوفير
المعلومات عن هذه الحركات لصناع القرار في البلدان المعنية وصولا إلى اتخاذ
القرار المناسب بشأنها، وكلا التوجهين مبرر ومقبول، ليس من المدافعين عنه
فحسب بل من غيرهم أيضا.
كتاب
"مأساة السنة في الشرق الأوسط. شمال لبنان.. من القاعدة إلى الدولة
الإسلامية" من تأليف الباحث الفرنسي برنار روجيه المتخصص بشؤون الشرق
الأوسط، وخاصة ما يتصل بالحركات الجهادية. والمؤلف أستاذ للحضارة العربية
والمجتمع في جامعة السوربون، وهو أيضا صاحب كتابي "الجهاد كل يوم" و"بروز
الإسلام المسلح بين الفلسطينيين في لبنان".
يتعرض
المؤلَف وبتفصيل واضح إلى ما يسميه النضال الذي يقوده من يسميهم الأقلية
الجهادية المسلحة الذين يدعي بعضهم وصلا بـ تنظيم الدولة الإسلامية الذي
يسعى لفرض توجهاته على العرب السُنة بالمنطقة، وفق الكاتب.
عداء الغرب والشيعة
يرى
الكاتب أن المنطقة موضوع دراسته، وهي شمال لبنان، تعيش في ما يمكن تسميته
بحالة اضطراب، فبعد أن رزحت زمنا طويلا تحت سيطرة نظام آل الأسد في سوريا،
تحولت في الوقت الحالي إلى نقطة جذب للجهاديين السُنة الذين يحركهم العداء
للغرب وللشيعة على السواء.
يعرفنا
المؤلف على رجال ذوي صلة بكل من المجاهدين في أفغانستان، المقاومة السنية
في العراق، القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية. ويصف لنا كيف يطمح هؤلاء إلى
أن يحلوا مكان نخب سنة شمال لبنان الذين يتعرضون للهجوم والتشكيك في
مصداقيتهم من قبل القوى المجاورة لهم، ومن قبل الجهاديين على السواء.
ويشرح
ويوضح كيف استطاع أولئك الرجال وبنجاح أن يجعلوا من أنفسهم البديل الذي
يدافع عن السكان السُنة في المنطقة ضد تغول الأعداء الخارجيين مثل إيران،
وجيرانهم مليشيا حزب الله اللبناني. ويسلط الكاتب الضوء على أساليب
وإجراءات أولئك الجهاديين ونقاشاتهم الداخلية التي تطورت خلال العقد
الماضي.
"يأتي هذا الكتاب في سياق ما يمكن أن نسميه هجمة من الباحثين في الغرب
على وجه الخصوص لدراسة ظاهرة الحركات الجهادية المسلحة بالمنطقة خاصة بعد
ظهور الدولة الإسلامية بالشام والعراق"
عقد من البحث
هذا
الكتاب عبارة عن جهد استغرق من الكاتب عشر سنوات من العمل البحثي، إلى
جانب أكثر من مئة مقابلة أجراها مع لاعبين أساسيين في موضوع المؤلف،
واستطاع أيضا أن يصل إلى المصادر الأساسية لموضوعه.
ووفق
الجهة الناشرة للكتاب، وهي جامعة برينستون الأميركية، فإن مؤلف الكتاب
يعتبر من الخبراء البارزين في مجال الحركات الجهادية، وهو يقدم في هذا
الكتاب رؤية مناسبة تأتي في وقتها، عن الحياة الاجتماعية والسياسية
والدينية في هذه المنطقة الخطيرة والإستراتيجية في الشرق الأوسط.
بنية الكتاب
يتكون
كتاب "مأساة السنة في الشرق الأوسط" من مقدمة وستة فصول وخاتمة. ويوضح في
المقدمة أن كتابه يهدف إلى الإجابة عن سؤالي كيف ولماذا استطاعت الحركات
الجهادية أن تتغلغل في النسيج الاجتماعي للسنة في خضم ما يعرف بأزمة
القيادة بالمنطقة، ويضيف أنه يسعى أيضا لتوضيح كيف أن الظاهرة الجهادية
تعمل على إثارة واستغلال أزمة السلطة داخل الإسلام السني.
يأتي
الفصل الأول بعنوان "شمال لبنان في بلاد الشام" ويتتبع فيه المؤلف الأحداث
البارزة في التاريخ السياسي لمدينة طرابلس ابتداء من فترة الانتداب
الفرنسي (1920-1934) وحتى ما بعد الحرب الأهلية (1990).
ووفق
المؤلف فإن هذه المدينة التي اقتطعت من المناطق السورية مع ظهور لبنان
الحديث، ظلت ولوقت طويل تحن إلى ماضيها التليد حتى ولجت إلى الحياة
السياسية اللبنانية بقيادة آل كرامي. ويرى المؤلف أن هذا التتبع يعين على
فهم الواقع الحالي للمدينة الذي تتعايش فيها سلطات مختلفة ممثلة بالمسؤولين
الحكوميين، نواب البرلمان، القادة في الشوارع وشيوخ المساجد.
أما
الفصل الثاني فعنوانه "الدفاع عن أمة متخيلة.. الطريق إلى الإرهاب" حيث
يشرح المؤلف كيف عمل شمال لبنان أثناء الوصاية السورية كمنطقة رئيسية لبروز
الحركة الجهادية العابرة للحدود والتي كانت تدار من قبل الجاليات
اللبنانية في أوروبا وأستراليا، ويشرح الفصل أيضا واستنادا إلى ما قال
الكاتب إنها وثائق لم تنشر من قبل، الكيفية التي نشأت بها الشبكة الجهادية
في طرابلس بعد 11 سبتمبر 2001.
الفصل
الثالث عنوانه "الحركة المناهضة للنظام السوري.. إعادة بناء المشهد
السياسي" ويتناول التحول الذي شهده شمال لبنان في أعقاب اغتيال رئيس
الوزراء الأسبق رفيق الحريري وانسحاب القوات السورية من لبنان في
أبريل/نيسان عام 2005. ويتطرق إلى وجود حركة المستقبل أو حزب الحريري في
طرابلس بمساعدة من القوى التي دافعت عن المدينة إبان الوجود السوري في
الثمانينات، وكذلك تحول المدينة ومن جديد إلى تهديد للنظام السوري.
"يشرح المؤلف كيف عمل شمال لبنان أثناء الوصاية السورية كمنطقة رئيسية
لبروز الحركة الجهادية العابرة للحدود والتي كانت تدار من قبل الجاليات
اللبنانية في أوروبا وأستراليا، كما يشرح الكيفية التي نشأت بها الشبكة
الجهادية في طرابلس بعد 11 سبتمبر "
الفصل
الرابع جاء تحت عنوان "رد فعل النظام السوري.. بناء شبكة جهادية". ويحلل
فيه الكاتب رد فعل النظام السوري على وجود منطقة استقطاب سني على حدوده،
توجد فيها شبكات دينية وسياسية تناصبه العداء، حيث نظر إلى ذلك الوضع
باعتباره مهددا وغير مقبول.
وقد
أشار الكاتب إلى أنه استند في هذا الفصل إلى معلومات تم جمعها عبر مقابلات
خاصة أجراها مع رجال دين قريبين جدا من الأجهزة الأمنية السورية، ويوضح أن
هدفه من تلك المقابلات كان رسم صورة مفصلة للكيفية التي تعامل بها النظام
السوري مع رجال الدين الفاعلين بالمنطقة، ومع المجموعات المسلحة الصغيرة
التي أثبتت جدارتها في العراق قبل أن تأتي إلى لبنان عام 2005.
أما
الفصل الخامس وعنوانه " الجهاد والمقاومة في شمال لبنان.. تاريخ فتح
الإسلام" فيتناول العواقب المترتبة على السياسة السورية في شمال لبنان من
خلال قصة تأسيس حركة فتح الإسلام، وهي الجماعة الجهادية التي ظهرت في مخيم
نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال مدينة طرابلس، وفق الكاتب.
ويحاول المؤلف في هذا الفصل تفسير التناقضات والاحتكاكات التي أثارتها تلك الحركة داخل صفوفها، وداخل الدوائر الإسلامية المحلية.
الفصل
السادس وعنوانه "الفشل في إنشاء قاعدة دعم ثابتة للانتفاضة السورية"
ويتناول مسعى الشبكات السُنية في شمال لبنان لمساندة الانتفاضة السورية في
مدينة حمص، عبر إنشاء خط دعم من طرابلس وحتى عكار بهدف مساعدة المقاومة في
المدينة للوقوف بوجه جنود بشار الأسد المدعومين بمقاتلين من مليشيا حزب
الله.
ووفق
المؤلف فإن الضغط السوري على جهاز الدولة اللبنانية بنهاية عام 2013 نجح
في قطع حمص عن قاعدة دعمها في شمال لبنان، الأمر الذي مكن النظام السوري من
السيطرة عليها في مايو/أيار 2013.
المصدر : الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق