قطر.. دولة صغيرة وسياسات كبيرة - روان للإنتاج الإعلامي والفني
مؤلف
هذا الكتاب هو البروفيسور ميهران كامرافا، وهو من أهم الباحثين والمختصين
بشؤون الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي ويعد أحد المساهمين في النشاط
الفكري في العاصمة القطرية الدوحة، منذ وصوله إليها للإقامة الدائمة والعمل
مديرا لمركز الدراسات الإقليمية والدولية التابع لكلية الخدمة الخارجية في
جامعة جورجتاون بالدوحة.
ويعد
كتابه هذا من أهم مؤلفاته؛ كونه يكتب عن المكان الذي اختاره للعيش والعمل،
بل وللبحث العلمي والجيوسياسي في المواضيع المتعلقة بظروف دول منطقة
الخليج وعلاقاتها مع العالم.
يبحث
البروفيسور كامرافا بين دفتي هذا الكتاب الظاهرة الملفتة لدولة قطر صغيرة
المساحة، وكيف تتحول بتؤدة إلى لاعب إقليمي صعب ضمن المعادلة السياسية في
المنطقة. ويركز الكاتب في بحثه عن الخط الناشئ بإحكام وقوة للسياسات
الخارجية للإمارة بالتوازي مع دورها الإقليمي بين دول الجوار.
-العنوان: قطر.. دولة صغيرة سياسات كبيرة
-اسم المؤلف: البروفسور ميهران كامرافا
-الناشر: كورنيل يونيفرسيتي برس
-عدد الصفحات: 256
-تاريخ النشر: مايو/أيار 2015
يقول
البروفيسور غريغوري غوز من جامعة فيرمونت ومؤلف كتاب "ممالك النفط" عن هذا
المؤلَف: في كتاب "قطر.. دولة صغيرة سياسات كبيرة" نجد مساحات واسعة
لمناقشة أفكار مهمة؛ مثل طبيعة السلطة، والإدارة المعاصرة، وتصاعد سلّم
التحديث في القطاعين العام والخاص.
العملاق اليافع
يمضي
الكاتب في تحليله المعطيات الاقتصادية والسياسية لهذه الدولة محدودة
المساحة، ولكن ذات الديناميكية الاقتصادية البليغة، التي جعلت من معدل دخل
الفرد في قطر أعلى دخل في العالم.
ويسوق
كامرافا هذا التحليل من خلال قراءة علمية ومتكاملة لهرم السلطة في قطر،
ودور النخب السياسية في بناء صرحه، بالترافق مع تحليل شامل لجوهر ما يدعوه
الكاتب "القوة الخفية"، بل "القوة الناعمة"، راسما خارطة دقيقة لفعاليات
الدبلوماسية القطرية عالية الوتيرة، التي تمارسها الدوحة بحنكة عالية على
المستويين الإقليمي والدولي في آن.
ويرصد
الكتاب اللحظة التاريخية التي تخط علامتها قطر من خلال نهوضها بسرعة الضوء
لتحتل مكانا متقدما بين اقتصادات الدول الكبرى في العالم، وبالتالي لتكون
لاعبا قويا في غير مضمار سياسي إقليمي ودولي.
فعدد
سكان دولة قطر يتجاوز 2 مليون نسمة بقليل، وتندر في الدولة مصادر طبيعية
لمياه الشرب، وهي دولة حديثة في استقلالها نسبيا، وقد نالته عام 1971. إلا
أن ثروة النفط والغاز الطبيعي التي تتمتع بها قطر أسهمت في أن يكون لها
تأثير كبير في الأحداث المحيطة وسياسات ما وراء البحار، كأنها تتحرك بقوة
وعزم "عملاق يافع" كما يحلو للبروفيسور كامرافا أن يطلق عليها قياسا إلى
تأثيرها السياسي مقارنة بحجمها الجغرافي.
يبرز
الكاتب قطر كبلد في حال انبثاق وبناء حثيث لمجتمع جديد مدجج بزخم تلك
القوة الخفية التي يلاحق مسارها على طول كتابه وعرضه. ويمضي الكتاب بالشرح
والتقييم لطبيعة التركيبة المجتمعية التعددية في الدوحة التي تغطي مجالات
عدة في الحياة العامة من الإعلام إلى العلاقات الدولية إلى المؤسسات
التعليمية والجامعات المُحدثة.
ويربط
كامرافا "القوة الخفية" للدوحة بمنشآت حيوية دأبت على دعمها، منها شبكة
الجزيرة الإعلامية ومقرها الرئيسي في العاصمة القطرية، كما أن الدوحة هي
مقر القيادة المركزية الأميركية ومركز العمليات الجوية المشتركة، وخلال
الأزمة المالية الأوروبية كانت قطر لاعبا أساسا وقويا في ضبط التجاذبات
المالية، وجذبت مشاهير المهندسين المعماريين الأوروبيين إلى حركتها
المعمارية المزدهرة.
"يبرز الكاتب قطر كبلد في حال انبثاق وبناء حثيث لمجتمع جديد مدجج بزخم
تلك القوة الخفية التي يلاحق مسارها على طول كتابه وعرضه، شارحا ومقيما
طبيعة التركيبة المجتمعية التعددية في الدوحة التي تغطي مجالات عدة في
الحياة العامة من الإعلام إلى العلاقات الدولية إلى المؤسسات التعليمية
والجامعات المُحدثة"
كذلك
بزغت قطر على مستوى التعليم، لا سيما العالي منه، وأنشأت فروعا بالمشاركة
مع الجامعات الكبرى في العالم مثل جامعة جورجتاون الأميركية التي تخرجت
منها أبرز الشخصيات العلمية والسياسية في الولايات المتحدة والعالم.
والذي
علينا أن نذكره من الأنشطة الحيوية والعالمية للدوحة هو استضافتها كأس
العالم لكرة القدم عام 2022، الذي سيتوج الاهتمام الرسمي والشعبي بالرياضة
واللياقة البدنية في قطر، بل دعمها المنشآت والأنشطة العامة والشعبية
لتشجيع النشاط البدني والاهتمام بالصحة العامة من خلال برامج رياضية متمثلة
في برنامج "صحتك في خطوتك" للمشي والترويج لممارسة النشاط البدني بين
أفراد المجتمع.
التحدي الكبير
يختم
كارمافا -وهو من أهم الأعمدة الأكاديمية والفكرية في كلية الخدمة الخارجية
في جامعة جورجتاون الدوحة- بالقول "إن توظيف قطر قوتها الناعمة والخفية
يعطي درسا مهما في حجم التحدي الذي يمكن أن ترسمه دول صغيرة في المساحة
وكبيرة في التأثير في مجريات النظام العالمي، آخذين بعين الاعتبار الوزن
السياسي والمالي لدول منطقة الخليج في القرار العالمي الاقتصادي والسياسي
في القرن الحادي والعشرين بمعطياته العولمية كافة".
فالبلد
يعيش نهضة اقتصادية تتجلى أهم مظاهرها في العمران الهائل والتبادل التجاري
والطرق الحديثة التي تتبع المواصفات العالمية، وكذلك تعزيز القوى
المجتمعية بالرخاء المالي والنفسي وتشجيع التنافس القائم على الكفاءة
والشفافية ومواكبة شروط العمل العصري والعولمي.
هذا
فضلا عن إغناء الحركة الفكرية بالجامعات والمعاهد العليا ومراكز البحوث
مدعومة بنهضة إعلامية سواء في مضمار الإعلام المكتوب أو المرئي أو
الإلكتروني، وكذلك تأمين الخدمات الصحية والخدمية والترفيهية المتوفرة
للجميع.
ومجمل
مظاهر النهضة تلك أسست لتوازن في البيئة الاجتماعية الحاضنة للتنوع البشري
الذي أغنى نسيج الإمارة بالخبرات العالمية التي وصلت إليها لتدلي بمعارفها
وخبراتها، وتسهم إلى جانب الشعب القطري في بناء دولة معاصرة، هي بحد ذاتها
ظاهرة يحتذى بها في مقياس الحداثة والتنوع والاستقرار.
المصدر : الجزيرة
هذا الكتاب هو البروفيسور ميهران كامرافا، وهو من أهم الباحثين والمختصين
بشؤون الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي ويعد أحد المساهمين في النشاط
الفكري في العاصمة القطرية الدوحة، منذ وصوله إليها للإقامة الدائمة والعمل
مديرا لمركز الدراسات الإقليمية والدولية التابع لكلية الخدمة الخارجية في
جامعة جورجتاون بالدوحة.
ويعد
كتابه هذا من أهم مؤلفاته؛ كونه يكتب عن المكان الذي اختاره للعيش والعمل،
بل وللبحث العلمي والجيوسياسي في المواضيع المتعلقة بظروف دول منطقة
الخليج وعلاقاتها مع العالم.
يبحث
البروفيسور كامرافا بين دفتي هذا الكتاب الظاهرة الملفتة لدولة قطر صغيرة
المساحة، وكيف تتحول بتؤدة إلى لاعب إقليمي صعب ضمن المعادلة السياسية في
المنطقة. ويركز الكاتب في بحثه عن الخط الناشئ بإحكام وقوة للسياسات
الخارجية للإمارة بالتوازي مع دورها الإقليمي بين دول الجوار.
-العنوان: قطر.. دولة صغيرة سياسات كبيرة
-اسم المؤلف: البروفسور ميهران كامرافا
-الناشر: كورنيل يونيفرسيتي برس
-عدد الصفحات: 256
-تاريخ النشر: مايو/أيار 2015
يقول
البروفيسور غريغوري غوز من جامعة فيرمونت ومؤلف كتاب "ممالك النفط" عن هذا
المؤلَف: في كتاب "قطر.. دولة صغيرة سياسات كبيرة" نجد مساحات واسعة
لمناقشة أفكار مهمة؛ مثل طبيعة السلطة، والإدارة المعاصرة، وتصاعد سلّم
التحديث في القطاعين العام والخاص.
العملاق اليافع
يمضي
الكاتب في تحليله المعطيات الاقتصادية والسياسية لهذه الدولة محدودة
المساحة، ولكن ذات الديناميكية الاقتصادية البليغة، التي جعلت من معدل دخل
الفرد في قطر أعلى دخل في العالم.
ويسوق
كامرافا هذا التحليل من خلال قراءة علمية ومتكاملة لهرم السلطة في قطر،
ودور النخب السياسية في بناء صرحه، بالترافق مع تحليل شامل لجوهر ما يدعوه
الكاتب "القوة الخفية"، بل "القوة الناعمة"، راسما خارطة دقيقة لفعاليات
الدبلوماسية القطرية عالية الوتيرة، التي تمارسها الدوحة بحنكة عالية على
المستويين الإقليمي والدولي في آن.
ويرصد
الكتاب اللحظة التاريخية التي تخط علامتها قطر من خلال نهوضها بسرعة الضوء
لتحتل مكانا متقدما بين اقتصادات الدول الكبرى في العالم، وبالتالي لتكون
لاعبا قويا في غير مضمار سياسي إقليمي ودولي.
فعدد
سكان دولة قطر يتجاوز 2 مليون نسمة بقليل، وتندر في الدولة مصادر طبيعية
لمياه الشرب، وهي دولة حديثة في استقلالها نسبيا، وقد نالته عام 1971. إلا
أن ثروة النفط والغاز الطبيعي التي تتمتع بها قطر أسهمت في أن يكون لها
تأثير كبير في الأحداث المحيطة وسياسات ما وراء البحار، كأنها تتحرك بقوة
وعزم "عملاق يافع" كما يحلو للبروفيسور كامرافا أن يطلق عليها قياسا إلى
تأثيرها السياسي مقارنة بحجمها الجغرافي.
يبرز
الكاتب قطر كبلد في حال انبثاق وبناء حثيث لمجتمع جديد مدجج بزخم تلك
القوة الخفية التي يلاحق مسارها على طول كتابه وعرضه. ويمضي الكتاب بالشرح
والتقييم لطبيعة التركيبة المجتمعية التعددية في الدوحة التي تغطي مجالات
عدة في الحياة العامة من الإعلام إلى العلاقات الدولية إلى المؤسسات
التعليمية والجامعات المُحدثة.
ويربط
كامرافا "القوة الخفية" للدوحة بمنشآت حيوية دأبت على دعمها، منها شبكة
الجزيرة الإعلامية ومقرها الرئيسي في العاصمة القطرية، كما أن الدوحة هي
مقر القيادة المركزية الأميركية ومركز العمليات الجوية المشتركة، وخلال
الأزمة المالية الأوروبية كانت قطر لاعبا أساسا وقويا في ضبط التجاذبات
المالية، وجذبت مشاهير المهندسين المعماريين الأوروبيين إلى حركتها
المعمارية المزدهرة.
"يبرز الكاتب قطر كبلد في حال انبثاق وبناء حثيث لمجتمع جديد مدجج بزخم
تلك القوة الخفية التي يلاحق مسارها على طول كتابه وعرضه، شارحا ومقيما
طبيعة التركيبة المجتمعية التعددية في الدوحة التي تغطي مجالات عدة في
الحياة العامة من الإعلام إلى العلاقات الدولية إلى المؤسسات التعليمية
والجامعات المُحدثة"
كذلك
بزغت قطر على مستوى التعليم، لا سيما العالي منه، وأنشأت فروعا بالمشاركة
مع الجامعات الكبرى في العالم مثل جامعة جورجتاون الأميركية التي تخرجت
منها أبرز الشخصيات العلمية والسياسية في الولايات المتحدة والعالم.
والذي
علينا أن نذكره من الأنشطة الحيوية والعالمية للدوحة هو استضافتها كأس
العالم لكرة القدم عام 2022، الذي سيتوج الاهتمام الرسمي والشعبي بالرياضة
واللياقة البدنية في قطر، بل دعمها المنشآت والأنشطة العامة والشعبية
لتشجيع النشاط البدني والاهتمام بالصحة العامة من خلال برامج رياضية متمثلة
في برنامج "صحتك في خطوتك" للمشي والترويج لممارسة النشاط البدني بين
أفراد المجتمع.
التحدي الكبير
يختم
كارمافا -وهو من أهم الأعمدة الأكاديمية والفكرية في كلية الخدمة الخارجية
في جامعة جورجتاون الدوحة- بالقول "إن توظيف قطر قوتها الناعمة والخفية
يعطي درسا مهما في حجم التحدي الذي يمكن أن ترسمه دول صغيرة في المساحة
وكبيرة في التأثير في مجريات النظام العالمي، آخذين بعين الاعتبار الوزن
السياسي والمالي لدول منطقة الخليج في القرار العالمي الاقتصادي والسياسي
في القرن الحادي والعشرين بمعطياته العولمية كافة".
فالبلد
يعيش نهضة اقتصادية تتجلى أهم مظاهرها في العمران الهائل والتبادل التجاري
والطرق الحديثة التي تتبع المواصفات العالمية، وكذلك تعزيز القوى
المجتمعية بالرخاء المالي والنفسي وتشجيع التنافس القائم على الكفاءة
والشفافية ومواكبة شروط العمل العصري والعولمي.
هذا
فضلا عن إغناء الحركة الفكرية بالجامعات والمعاهد العليا ومراكز البحوث
مدعومة بنهضة إعلامية سواء في مضمار الإعلام المكتوب أو المرئي أو
الإلكتروني، وكذلك تأمين الخدمات الصحية والخدمية والترفيهية المتوفرة
للجميع.
ومجمل
مظاهر النهضة تلك أسست لتوازن في البيئة الاجتماعية الحاضنة للتنوع البشري
الذي أغنى نسيج الإمارة بالخبرات العالمية التي وصلت إليها لتدلي بمعارفها
وخبراتها، وتسهم إلى جانب الشعب القطري في بناء دولة معاصرة، هي بحد ذاتها
ظاهرة يحتذى بها في مقياس الحداثة والتنوع والاستقرار.
المصدر : الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق