حُكْمُ نَصْبِ خِيَامٍ للإنكار في ساحات المولد - روان للإنتاج الإعلامي والفني
منذ
فترة ويدور في خاطري الكتابة ببيان حكم نَصْب أهل التوحيد الخيام في ساحات
المولد أيام المولد لإلقاء المحاضرات، بغرض التحذير من بدعة المولد وإنكار
المنكرات التي تصاحب ذلك مما يفعله كثيرٌ من الناس خاصة أتباع الطرق
الصوفية في شهر ربيع الأول من كل عام، وقد بيّنت في مقالين سابقين نشرا قبل
يومين بعنوان «ثماني وقفات مع المحتفلين بالمولد النبوي» بيّنتُ الحكم
الشرعي لهذا العمل والحكم لبعض ما يصحبه من الغلو في النبي عليه الصلاة
والسلام، وقد سعدتُ جداً بأن الأمر كان في غاية الوضوح حتى أنّ أحد الأقارب
وهو في السبعين من عمره ومنذ زمن بعيد وهو يعتني ويهتم بالاحتفال بالمولد
النبوي اتّصل بالهاتف وأخبرني أنه بعد قراءة المقال لم يعد عنده شك في
بدعيته وأنه من المحدثات في دين الله.
وإنّه
قد درج ــ ومنذ عقود من الزمان بعض أهل التوحيد في بلادنا بتخصيص خيمة
داخل مكان وساحات المولد لإنكار المنكر والتحذير من هذا العمل المحدث في
دين الإسلام، وقد حسِب كثيرٌ من الناس أن هذا العمل يتواطأ ويتّفق عليه
كافة أهل التوحيد في بلادنا، مع أن الواقع غير ذلك، إذ لا يوافق كثير من
الناس ــ ومنهم علماء ودعاة وطلبة علم ــ على عمل خيمة يؤدى من خلالها هذا
العمل في الإنكار من داخل الساحة، وقد حضرت قبل عقدين من الزمان ــ مع عددٍ
من أهل العلم بعد بعض مجالس أهل العلم التي تم فيها عرض المسألة وتصويرها
لهم ــ أيام دراستنا بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.. وقد أفاد عدد
من العلماء أنّ إنكار المنكر يكون في المساجد وفي خطب الجمعة وفي أماكن
المحاضرات وفي المدارس وبالتأليف وعند لقاء شخص وغير ذلك من المجالات التي
تتهيأ لمن يقوم بذلك، أما الدخول داخل الساحة وعمل مقر يقيم فيه من يريد
الإنكار فإنه لا يصح، وممن أفتى بذلك الشيخ ابن باز رحمه الله وغيره من أهل
العلم، وقد وقفتُ على فتوى لواحدٍ من العلماء فيها تلخيص لما سمعتُه في
هذه المسألة من كلام العلماء، فقد قال الشيخُ البروفيسور سليمان بن سليم
الله الرحيلي ــ أستاذ أصول الفقه بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
وأستاذ كرسي الفتوى وضوابطها بالجامعة والمدرس بالمسجد النبوي الشريف ــ
حفظه الله تعالى ــ في التعليق على قول العلامة السعدي ــ رحمه الله تعالى
ــ في «القواعد الفقهية»: «بل أهلُ البدع يُشْرَعُ مخالفتُهم»، قال:
«مشابهةُ أهل البدع في البدع لا شك أنه حرامٌ، وعندي من ذلك ــ واللهُ أعلم
ــ : نصبُ أهل التوحيد خياماً تقابلُ خيامَ أهل المولد في أيام المولد
«أيام ربيع الأول»، بعض الغيورين يأتون إلى ساحات الموالد التي عُرفَت
بالموالد ولم تُعرَف لأهل السنة ومعروفٌ عن أهل البدع أنهم ينصبون خياماً،
فيأتون في مقابلهم وينصبون خياماً، أولئك يُغَنون وهؤلاء يُلْقُون
محاضرات!! عندي ــ واللهُ أعلم ــ أن هذا من التشبه بأهل البدع في بدعهم
بتخصيص هذا الموطن أو هذا الوقت لإقامة مثل هذه الأمور، فعندي أنه لا يجوز
واللهُ أعلم».
لقد
لخّص الشيخ البروفيسور سليمان الرحيلي الحكم في هذه المسألة في هذا
التبيين الواضح، والأمر في حكم هذا العمل في هذا المكان في غاية الوضوح
بالنسبة لي، ولبعض أهل التوحيد اجتهاد في هذه المسألة من باب حرصهم على
الخير ورغبتهم في نصح أهلهم وأبناء مجتمعهم إلا أنه عليهم أن يراجعوا
المسألة، وينظروا في مدى موافقتها للشرع، وإنّ مجالات الدعوة وطرقها كثيرة
ومتوفرة، وإن أسبابها في غير هذا الموضع متوفرة بما يبرئ الذمّة ويصل به
صوت الحق.. فإني آمل أن ينظر إلى المسألة بمنظار العلم الشرعي والحجج..
بعيداً عن النظر للعمل باعتباره أصبح رمزاً وعُرفاً لمن يقومون به أو غير
ذلك.. فإنّ الحق ضالة المؤمن.. والموفّق من وفقه الله.
فترة ويدور في خاطري الكتابة ببيان حكم نَصْب أهل التوحيد الخيام في ساحات
المولد أيام المولد لإلقاء المحاضرات، بغرض التحذير من بدعة المولد وإنكار
المنكرات التي تصاحب ذلك مما يفعله كثيرٌ من الناس خاصة أتباع الطرق
الصوفية في شهر ربيع الأول من كل عام، وقد بيّنت في مقالين سابقين نشرا قبل
يومين بعنوان «ثماني وقفات مع المحتفلين بالمولد النبوي» بيّنتُ الحكم
الشرعي لهذا العمل والحكم لبعض ما يصحبه من الغلو في النبي عليه الصلاة
والسلام، وقد سعدتُ جداً بأن الأمر كان في غاية الوضوح حتى أنّ أحد الأقارب
وهو في السبعين من عمره ومنذ زمن بعيد وهو يعتني ويهتم بالاحتفال بالمولد
النبوي اتّصل بالهاتف وأخبرني أنه بعد قراءة المقال لم يعد عنده شك في
بدعيته وأنه من المحدثات في دين الله.
وإنّه
قد درج ــ ومنذ عقود من الزمان بعض أهل التوحيد في بلادنا بتخصيص خيمة
داخل مكان وساحات المولد لإنكار المنكر والتحذير من هذا العمل المحدث في
دين الإسلام، وقد حسِب كثيرٌ من الناس أن هذا العمل يتواطأ ويتّفق عليه
كافة أهل التوحيد في بلادنا، مع أن الواقع غير ذلك، إذ لا يوافق كثير من
الناس ــ ومنهم علماء ودعاة وطلبة علم ــ على عمل خيمة يؤدى من خلالها هذا
العمل في الإنكار من داخل الساحة، وقد حضرت قبل عقدين من الزمان ــ مع عددٍ
من أهل العلم بعد بعض مجالس أهل العلم التي تم فيها عرض المسألة وتصويرها
لهم ــ أيام دراستنا بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.. وقد أفاد عدد
من العلماء أنّ إنكار المنكر يكون في المساجد وفي خطب الجمعة وفي أماكن
المحاضرات وفي المدارس وبالتأليف وعند لقاء شخص وغير ذلك من المجالات التي
تتهيأ لمن يقوم بذلك، أما الدخول داخل الساحة وعمل مقر يقيم فيه من يريد
الإنكار فإنه لا يصح، وممن أفتى بذلك الشيخ ابن باز رحمه الله وغيره من أهل
العلم، وقد وقفتُ على فتوى لواحدٍ من العلماء فيها تلخيص لما سمعتُه في
هذه المسألة من كلام العلماء، فقد قال الشيخُ البروفيسور سليمان بن سليم
الله الرحيلي ــ أستاذ أصول الفقه بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
وأستاذ كرسي الفتوى وضوابطها بالجامعة والمدرس بالمسجد النبوي الشريف ــ
حفظه الله تعالى ــ في التعليق على قول العلامة السعدي ــ رحمه الله تعالى
ــ في «القواعد الفقهية»: «بل أهلُ البدع يُشْرَعُ مخالفتُهم»، قال:
«مشابهةُ أهل البدع في البدع لا شك أنه حرامٌ، وعندي من ذلك ــ واللهُ أعلم
ــ : نصبُ أهل التوحيد خياماً تقابلُ خيامَ أهل المولد في أيام المولد
«أيام ربيع الأول»، بعض الغيورين يأتون إلى ساحات الموالد التي عُرفَت
بالموالد ولم تُعرَف لأهل السنة ومعروفٌ عن أهل البدع أنهم ينصبون خياماً،
فيأتون في مقابلهم وينصبون خياماً، أولئك يُغَنون وهؤلاء يُلْقُون
محاضرات!! عندي ــ واللهُ أعلم ــ أن هذا من التشبه بأهل البدع في بدعهم
بتخصيص هذا الموطن أو هذا الوقت لإقامة مثل هذه الأمور، فعندي أنه لا يجوز
واللهُ أعلم».
لقد
لخّص الشيخ البروفيسور سليمان الرحيلي الحكم في هذه المسألة في هذا
التبيين الواضح، والأمر في حكم هذا العمل في هذا المكان في غاية الوضوح
بالنسبة لي، ولبعض أهل التوحيد اجتهاد في هذه المسألة من باب حرصهم على
الخير ورغبتهم في نصح أهلهم وأبناء مجتمعهم إلا أنه عليهم أن يراجعوا
المسألة، وينظروا في مدى موافقتها للشرع، وإنّ مجالات الدعوة وطرقها كثيرة
ومتوفرة، وإن أسبابها في غير هذا الموضع متوفرة بما يبرئ الذمّة ويصل به
صوت الحق.. فإني آمل أن ينظر إلى المسألة بمنظار العلم الشرعي والحجج..
بعيداً عن النظر للعمل باعتباره أصبح رمزاً وعُرفاً لمن يقومون به أو غير
ذلك.. فإنّ الحق ضالة المؤمن.. والموفّق من وفقه الله.
المصدر :الانتباهه بقلم د-عارف عوض الركابى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق