الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

داعش بين المسطور،والمستور ! - روان للإنتاج الإعلامي والفني

داعش بين المسطور،والمستور ! - روان للإنتاج الإعلامي والفني



رفد
السفير الأديب الأستاذ عبدالله حمد الأزرق،المكتبة بسفرٍ قيّم،،أسماه
:(تنظيم الدولة الإسلامية “ داعش” إدارة التوحُّش) وأهداه لأمه
وأبيه،وصاحبته وبنيه . وقدّم للكتاب البروفسير حسن حاج علي الأزرق،عميد
كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم،والدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير الخارجية
السابق.ونوّه الأزرق في صدر الكتاب ،الذي يقع في(286)صفحة من القطع
المتوسط،إلى مسئوليته الشخصية عن كل ماورد في الكتاب،إذ لا علاقة للحكومة
السودانية به،فقد انتهز الكاتب فترة نقاهته بعد أن أُجريت له عملية جراحية
ناجحة لزراعة كُلْية بإحدى المشافي التركية تطلّبت بقاءه منعزلاً عن الناس
لفترة تزيد عن ثلاثة أشهر،كما تقتضي التوجيهات الطبية ،فاستفاد الرجل من
عزلته وأفرغ جهده في مطالعة ما كُتب عن (داعش) في مصادرها الغربية،واستمع
لشهادات حيّة من بعض العارفين بخبايا التنظيم الذي ملأ الدنيا وشغل
الناس،وآلى على نفسه وهو الباحث المحقق والمدقق،أن يقف عل مسافة متساوية من
جميع الأطراف،وأن يجتهد ما وسعه الجهد،في تجريد كتابه من الدعاية والدعاية
المضادة،وأن ينأى بنفسه من الوقوع في براثن الشائعات،والتلقين الأمني،وقد
وفّرت له خبرته الدبلوماسية،وتحصيله الأكاديمي،وخبرته العملية،واهتماماته
الشخصية،وخلفيته الأدبية،ذخيرةً حيّة تصيب أهدافها بدقة متناهية،حتى ليبدو
الكتاب في بعض فقراته متعاطفاً مع التنظيم،ومتحاملاً على الغربيين،وسرعان
ما يجد القارئ،إنّ ذلك مجرد انطباع لا يمت إلى الموضوعية بصِلة،ولا يتسق مع
رسالة الكاتب،ومسئوليته الأخلاقية والمهنية،عندما يلمس دقة النقل وصواب
التحليل الهادئ،والربط المنطقي وهو يتعرف على حقيقة داعش،من غير تحامل ولا
مجاملة،ويسوق القارئ بدُربة في حقل الألغام

وقد
جاء في تقديم البروفسير حسن حاج علي،للكتاب وهو يتحدث عن المؤلف (معرفته
بما يدور خلف الكواليس وداخل الغرف المغلقة،والربط بين المسطور والمستور)
واستعرتُ منها عنوان هذا العمود،وبعد قراءتي الأولى للكتاب الذي يستحق أكثر
من قراءة واحدة،وأكثر من حلقة نقاش واحدة،كتلك التي عقدها منتدى صافي
النور للحوار المجتمعي،صباح السبت الماضي،في دورته الراتبة التي يُضفي
عليها رئيسها الدائم الفريق الأول ركن فاروق علي محمد نور،من معارفه
القيّمة ،وخبرته الهائلة،وقدرته الفذة في المداخلة مع المحاضر،وحضوره
المدهش،ومعلوماته الغزيرة،ما يجعل الفائدة أكبر،والمتعة أكثر .

*ولن
أسترسل في شرح مكونات الكتاب المهم،لكي أترك للقارئ إدراك ذلك
بنفسه،وإقتناء الكتاب الذي لا غنىً لأي دارس ولا قارئ عنه،وليس هذا من قبيل
الدعاية والإعلان،بقدر ما هو إشارة إلى أحد المظان التي يمكن أن يستزيد
منها المهتم من معرفته حول هذه (الظاهرة) ليكون على بينة من أمره،وهو يذب
عن وجه الإسلام،ما يحاول المستكبرون الصاقه به،ونساعدهم من حيث ندري ولا
ندري على نجاح مساعيهم المتحاملة على دين الله الحنيف،،وليست أمريكا بكل
خيلها وخيلائها،وعلمها وعلمائها بمعزلٍ من التهمة،فهي بحسب الكاتب أكبر
مُجَنِّد للمتطرفين،بسوء تقديراتها،وعرج سياساتها،وفاضح ممارساتها،وميلها
كل الميل مع أعداء الإسلام،من الصهاينة واليمين المتطرف،واستباحتها لدماء
المسلمين وأرضهم وعِرضهم،وكذلك يفعلون،وما بين المسطور الذي في
الكتاب،والمستور الذي في الصدور،والتي استنطق أصحابها المؤلّف،يجمع القارئ
ما بين المتعة والفائدة،وينير الطريق لأولياء الأمور الذين يخشون على
أبنائهم من عواقب الإنزلاق نحو الغلو والتطرف أو الإرتماء في شِراك
المستكبرين من الذين يحسبون كل صيحةٍ عليهم،هي الإرهاب ذاته.
المصدر :الراى العام بقلم محجوب فضل بدرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق