الدرس التركي والرهان الخاسر ..! بقلم الصادق الرزيقي - روان للإنتاج الإعلامي والفني
>
لا يظنن أحد أن الانتخابات التركية التي انتهت بفوز كاسح لحزب العدالة
والتنمية الذي يقوده أحمد داؤود أوغلو رئيس الوزراء التركي الذي خلف الرئيس
رجب طيب أرودغان في قيادته بعد استقالة الأخير منه عقب انتخابه رئيساً
للدولة، فلا يظنن أحد أنها شأن داخلي تركي لا علاقة له بالقضايا الدولية
والصراع القائم في المنطقة الذي تؤججه قوى دولية بالتعاون مع ربائبها في
المنطقة، ولم تستقطب انتخابات في هذا الجزء من العالم ولا في العالم
الإسلامي كله مثلما كانت الانتخابات التركية الفائتة التي لم تعطِ فوزاً
ساحقاً يمكن حزب العدالة والتنمية من تشكيل حكومة لوحده، ولم يتم الاتفاق
على حكومة ائتلافية لتنافر مكونات البرلمان التركي آنئذ، وتباين وجهات
النظر والبرامج والمواقف السياسية.
>
وجاءت هذه الانتخابات المبكرة عقب أشهر قليلة من التي سبقتها في ظل ظروف
معقدة منها الأوضاع في سوريا وما نتج عنها من تدخل عسكري روسي مباشر،
والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وأزمة اللاجئين إلى القارة العجوز
واجتياحهم أوروبا من شرقها إلى غربها، فجاءت هذه الانتخابات المبكرة لتكون
هي الحاسمة.. وقد كان.. فقد حسم حزب العدالة والتنمية النتيجة بفوز بنصف
مقاعد البرلمان التركي وحاز ثقة الشعب فيه، ونال أغلبية تمكنه من تكوين
حكومته والمضي في برنامجه الإصلاحي في كل المجالات في تركيا التي عاشت تحت
حكمه اثنتي عشرة سنة، عادت فيها تركيا إلى انتمائها الحضاري ورفرفت رايات
تاريخها المجيد مرة أخرى.
>
لكن الخاسر في هذه الانتخابات ليست الأحزاب التركية المعارضة والمناوئة
لحزب العدالة والتنمية، وإنما التيارات العلمانية العربية التي راهت على
فشل المشروع التركي تحت قيادة حزب العدالة والتنمية، وظنت أن عهد أردوغان
وإخوانه قد انتهى ولم يتبقَ سوى تراجعه وسقوطه في المعركة الانتخابية مع
بروز أحزاب صاعدة، وظنت التيارات العلمانية العربية أن الانقلاب على
الديمقراطية في مصر والتضييق على الأحزاب الإسلامية والقوى الوطنية في
بلدان الربيع العربي، هو مقدمة لكنس التيارات التنويرية الإسلامية من
العالم الإسلامي، وأنه لم يبقَ إلا وقت حتى تتحطم القلعة التركية وينهار
بناء أردوغان وحزب العدالة والتنمية لتزدهر وتنتعش خرائب العلمانيين من
جديد!!
>
وأيقنت القوى العلمانية العربية، أنها بعد استنصارها بالانقلابيين والجيوش
والدول الغربية والكيان الصهيوني، وتحالفاتها المشبوهة مع الدوائر التي
تصنع القرار والفعل السياسي الدولي، ستكون قادرة على استراداد تركيا
واستجلابها من حضن تاريخها الإسلامي الزاهر وتطلعاتها الحضارية الضخمة التي
تتباناها وتسير عليها، والعودة بها إلى ذات القن العلماني المتنجس القديم،
وتعلقت هذه التيارات العلمانية العربية بخيوط من الأوهام السياسية صنعتها
بعض وسائل الإعلام المرتجفة الراعشة في الوطن العربي التي تعد نسخة ركيكة
من الإعلام الغربي الحاقد، ولم يكن بحسبان هذه المجموعات والنخب المتيبسة
على أعواد الرهانات الخاسرة، أن الشعب التركي بوعيه المتطور ومعرفته
الدقيقة بواقعه ونظرته البعيدة وراء الأفق لمستقبله، عرف أن مفتاحه نحو
الغد السعيد هو العدالة التنمية، وبرامجه وإصلاحاته وهدفه الأسمى هو صناعة
تركيا الجديدة القائمة على ركائز مجدها المؤثل وتفاعلة بقوة في رهانها
الحديث بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ في مضمار النهضة والتور والتفاعل مع
قضايا العالم من حولها ومدى تأثيرها فيه ودورها المرتجى منها.
>
ولا توجد حسرة في القلوب وغصة في الحلوق، مثلما تعاني منها التيارات
العلمانية في وطننا العربي من نتيجة هذه الانتخابات التي تُعطي مؤشرات
واضحة لا لبس فيها ولا غموض.
>
إن قوى التحرر والانعتاق والأصالة التي تمثلها القوى الإسلامية والحركات
الإسلامية، هي التي تربح كل الرهانات في نهاية الأمر مهما طغى الظلم وأرخى
الظلام سدوله وأستاره..
>
لن تكون تركيا ولا المنطقة كما كانت، هذا الزلزال الجميل الكاسح المفرح،
سيصل خراج سحابه إلى كل المنطقة، وستكون التجربة التركية هي الهادي والقائد
لكثير من الأحزاب لأنها ستتعلم المواءمة ما بين الأطروحة السياسية
الناضجة، والأداء التنفيذي الناجح، والرؤية الموضوعية الواقعية الثاقبة
لمعضلات التنمية والتطور والبناء والنهضة وبناء الوحدة الوطنية.. وهذا ما
نجح فيه حزب العدالة والتنمية والبقية تأتي..
لا يظنن أحد أن الانتخابات التركية التي انتهت بفوز كاسح لحزب العدالة
والتنمية الذي يقوده أحمد داؤود أوغلو رئيس الوزراء التركي الذي خلف الرئيس
رجب طيب أرودغان في قيادته بعد استقالة الأخير منه عقب انتخابه رئيساً
للدولة، فلا يظنن أحد أنها شأن داخلي تركي لا علاقة له بالقضايا الدولية
والصراع القائم في المنطقة الذي تؤججه قوى دولية بالتعاون مع ربائبها في
المنطقة، ولم تستقطب انتخابات في هذا الجزء من العالم ولا في العالم
الإسلامي كله مثلما كانت الانتخابات التركية الفائتة التي لم تعطِ فوزاً
ساحقاً يمكن حزب العدالة والتنمية من تشكيل حكومة لوحده، ولم يتم الاتفاق
على حكومة ائتلافية لتنافر مكونات البرلمان التركي آنئذ، وتباين وجهات
النظر والبرامج والمواقف السياسية.
>
وجاءت هذه الانتخابات المبكرة عقب أشهر قليلة من التي سبقتها في ظل ظروف
معقدة منها الأوضاع في سوريا وما نتج عنها من تدخل عسكري روسي مباشر،
والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وأزمة اللاجئين إلى القارة العجوز
واجتياحهم أوروبا من شرقها إلى غربها، فجاءت هذه الانتخابات المبكرة لتكون
هي الحاسمة.. وقد كان.. فقد حسم حزب العدالة والتنمية النتيجة بفوز بنصف
مقاعد البرلمان التركي وحاز ثقة الشعب فيه، ونال أغلبية تمكنه من تكوين
حكومته والمضي في برنامجه الإصلاحي في كل المجالات في تركيا التي عاشت تحت
حكمه اثنتي عشرة سنة، عادت فيها تركيا إلى انتمائها الحضاري ورفرفت رايات
تاريخها المجيد مرة أخرى.
>
لكن الخاسر في هذه الانتخابات ليست الأحزاب التركية المعارضة والمناوئة
لحزب العدالة والتنمية، وإنما التيارات العلمانية العربية التي راهت على
فشل المشروع التركي تحت قيادة حزب العدالة والتنمية، وظنت أن عهد أردوغان
وإخوانه قد انتهى ولم يتبقَ سوى تراجعه وسقوطه في المعركة الانتخابية مع
بروز أحزاب صاعدة، وظنت التيارات العلمانية العربية أن الانقلاب على
الديمقراطية في مصر والتضييق على الأحزاب الإسلامية والقوى الوطنية في
بلدان الربيع العربي، هو مقدمة لكنس التيارات التنويرية الإسلامية من
العالم الإسلامي، وأنه لم يبقَ إلا وقت حتى تتحطم القلعة التركية وينهار
بناء أردوغان وحزب العدالة والتنمية لتزدهر وتنتعش خرائب العلمانيين من
جديد!!
>
وأيقنت القوى العلمانية العربية، أنها بعد استنصارها بالانقلابيين والجيوش
والدول الغربية والكيان الصهيوني، وتحالفاتها المشبوهة مع الدوائر التي
تصنع القرار والفعل السياسي الدولي، ستكون قادرة على استراداد تركيا
واستجلابها من حضن تاريخها الإسلامي الزاهر وتطلعاتها الحضارية الضخمة التي
تتباناها وتسير عليها، والعودة بها إلى ذات القن العلماني المتنجس القديم،
وتعلقت هذه التيارات العلمانية العربية بخيوط من الأوهام السياسية صنعتها
بعض وسائل الإعلام المرتجفة الراعشة في الوطن العربي التي تعد نسخة ركيكة
من الإعلام الغربي الحاقد، ولم يكن بحسبان هذه المجموعات والنخب المتيبسة
على أعواد الرهانات الخاسرة، أن الشعب التركي بوعيه المتطور ومعرفته
الدقيقة بواقعه ونظرته البعيدة وراء الأفق لمستقبله، عرف أن مفتاحه نحو
الغد السعيد هو العدالة التنمية، وبرامجه وإصلاحاته وهدفه الأسمى هو صناعة
تركيا الجديدة القائمة على ركائز مجدها المؤثل وتفاعلة بقوة في رهانها
الحديث بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ في مضمار النهضة والتور والتفاعل مع
قضايا العالم من حولها ومدى تأثيرها فيه ودورها المرتجى منها.
>
ولا توجد حسرة في القلوب وغصة في الحلوق، مثلما تعاني منها التيارات
العلمانية في وطننا العربي من نتيجة هذه الانتخابات التي تُعطي مؤشرات
واضحة لا لبس فيها ولا غموض.
>
إن قوى التحرر والانعتاق والأصالة التي تمثلها القوى الإسلامية والحركات
الإسلامية، هي التي تربح كل الرهانات في نهاية الأمر مهما طغى الظلم وأرخى
الظلام سدوله وأستاره..
>
لن تكون تركيا ولا المنطقة كما كانت، هذا الزلزال الجميل الكاسح المفرح،
سيصل خراج سحابه إلى كل المنطقة، وستكون التجربة التركية هي الهادي والقائد
لكثير من الأحزاب لأنها ستتعلم المواءمة ما بين الأطروحة السياسية
الناضجة، والأداء التنفيذي الناجح، والرؤية الموضوعية الواقعية الثاقبة
لمعضلات التنمية والتطور والبناء والنهضة وبناء الوحدة الوطنية.. وهذا ما
نجح فيه حزب العدالة والتنمية والبقية تأتي..
المصدر : الانتباهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق