جوبا ومأزق النفط الرخيص!!.. - روان للإنتاج الإعلامي والفني:
وزير
نفط دولة الجنوب، قال إن بلاده ستضطر إلى إغلاق حقول النفط بولاية أعالي
النيل، وبالتالي يتوقف أنبوب النفط من التدفق شمالاً، إلى موانئ التصدير في
السودان. وعلل ذلك بأن دولته لا تحصل إلا على خمس دولارات فقط من عائد
النفط، بعد دفع حصص الشركات ورسوم العبور، وزاد بقوله «لا يمكننا البيع
بالخسارة ولم يترك لنا أي خيار آخر غير إغلاق أنابيب النفط لأنه غير مجدٍ».
>
لو كان المفاوض الجنوبي له من الخبرة والدراية في المفاوضات التي أفضت
لاتفاقية التعاون في العام 2012م، لقبل العرض الأول الذي كانت تتجه نحوه
حكومة السودان في ذلك الحين، لكن أعمى الطمع ومحاولة التضيق على السودان
المفاوض الجنوبي وكان على قمة المفاوضين باقان أموم، ورفضوا كل الصيغ التي
قدمت لهم، وقبلوا برسوم العبور وبعض الرسوم الأخرى التي لم تتجاوز في
مجملها بضع وعشرين دولاراً للبرميل، وظن المفاوض الجنوبي أنه حقق انتصاراً
باهراً على المفاوض السوداني، وادعى باقان ودينق ألور يومها أنهما وقفا ضد
إرادة السودانيين وحافظا على الثروة النفطية، مشيران أن السودان لن يجد إلا
الفتات..
>
لكن الزمن كرَّ كرته، وتبدلت الأحوال، فدولة الجنوب وهي غارقة حتى الثمالة
في حربها ونزاعها المسلح المميت، صحت فجأة بعد الاتفاق بين جوبا
ومعارضيها، لتجد أن النفط فقد قيمته في الأسواق وتراجعت عائداته، وليس
بمقدروها الآن كدولة، الإيفاء بكامل التزاماتها تجاه مواطنيها واقصادها في
غرفة العناية المكثفة في حاجة ملحة لانعاش أو بالأحرى لإنقاذ عاجل، ولم تعد
الحكومات الغربية قادرة على تقديم أية مساعدات مالية من خزائن باتت شبه
خاوية، كما أن ثقة الغربيين في حكومة جوبا والأطراف الجنوبية الأخرى قد
انعدمت وتوجد عقوبات دولية على القادة الجنوبيين من الأطراف المتصارعة.
>
الانهيار المريع لأسعار النفط بات يقلق كل الدول المنتجة للذهب الأسود إلى
درجة أن دولة الإمارات العربية المتحدة وخاصة إمارة دبي، تفكر في التخلي
تماماً عن تصدير النفط، وقال رئيس إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «
سنحتفل قريباً بتصدير آخر برميل نفط» ..!لكن دولة الجنوب يمثل النفط لها
أكثر من «90» في المائة من ميزانيتها ودخلها القومي، وليس لها مورد غيره،
فمع فقرها وقلة ما في يدها والحرب التي لم تضع أوزارها بعد، ستكون أوضاعها
أكثر تعقيداً وربما تكون الحالة الاقتصادية ومضاعفاتها المتوقعة سبباً
مباشراً في تجدد الحرب وعدم تحقق الاستقرار.
>
لسنا شامتين في إخوتنا الجنوبيين، لكن لا يصح إلا الصحيح في نهاية الأمر،
فقد عرض عليهم السودان التعاون والوقوف معهم في تطوير بلدهم في كل
المجالات، لكنهم قابلوا الحسنة بالإساءة، وقلبوا ظهر المجن، وتأبطوا شراً،
وظنوا أنهم حين يستأثرون بالثروة النفطية التي وجدوها مع منشآتها قائمة لم
يخسروا فيها سنتاً واحداً، يمكنهم أن يفرضوا ما يريدون على الخرطوم،
وبإمكانهم تقوية مواقفهم التفاوضية يومئذ، واستثمار عائدات النفط في
التسليح والاستعدادات الحربية ودعم الحركة الشعبية والجيش الشعبي قطاع
الشمال وحركات دارفور والجبهة الثورية لإسقاط الحكم في الخرطوم.
>
لكن حرب الإخوة الأعداء التي اندلعت في العام 2013، وما تلاها من تداعيات،
جعل دولة الجنوب في موقف لا تحسد عليه، بفقدانها الأمن والاستقرار،
واستنزاف القتال لكل مواردها، فأصبحت خزينتها أفرغ من فؤاد أم موسى، بجانب
وضعها الداخلي المهدد بالانهيار الكامل، ولم تعد دولة ذات سيادة عندما تولت
القوات اليوغندية التي سمحت لها جوبا بالتدخل والتواجد العسكري مهمة قتال
المتمردين بقيادة رياك مشار.
>
فلو كان العقل السياسي والاقتصادي الجنوبي ناضجاً بما يكفي وينظر نحو
المستقبل ويقرأ ويستشرف ما كانت ستؤول إليه الأوضاع المحلية والإقليمية
والدولية ومسارات الاقتصاد الدولي، لتوافق مع الرؤية السودانية منذ
البداية، وكان هناك تعاون بناء قوامه المشاركة، فها هي عائدات الرسوم التي
هي حق مستحق للسودان تفوق عائدات دولة الجنوب من نفطها ..!لا يوجد لدى
السودان ما يقدمه لجوبا، فخلال الأيام الفائتة كانت هناك مطالبات من جوبا
بتخفيض رسوم عبور النفط، الأمر الذي رفضته الخرطوم حتى اللحظة.. فهل
خياراتها المتبقية لها وهي في حيرتها، فقط إغلاق الأنبوب؟.. لكنه لن يكون
أبداً على طريقة ( يا عوض القفل البلف) ..!
نفط دولة الجنوب، قال إن بلاده ستضطر إلى إغلاق حقول النفط بولاية أعالي
النيل، وبالتالي يتوقف أنبوب النفط من التدفق شمالاً، إلى موانئ التصدير في
السودان. وعلل ذلك بأن دولته لا تحصل إلا على خمس دولارات فقط من عائد
النفط، بعد دفع حصص الشركات ورسوم العبور، وزاد بقوله «لا يمكننا البيع
بالخسارة ولم يترك لنا أي خيار آخر غير إغلاق أنابيب النفط لأنه غير مجدٍ».
>
لو كان المفاوض الجنوبي له من الخبرة والدراية في المفاوضات التي أفضت
لاتفاقية التعاون في العام 2012م، لقبل العرض الأول الذي كانت تتجه نحوه
حكومة السودان في ذلك الحين، لكن أعمى الطمع ومحاولة التضيق على السودان
المفاوض الجنوبي وكان على قمة المفاوضين باقان أموم، ورفضوا كل الصيغ التي
قدمت لهم، وقبلوا برسوم العبور وبعض الرسوم الأخرى التي لم تتجاوز في
مجملها بضع وعشرين دولاراً للبرميل، وظن المفاوض الجنوبي أنه حقق انتصاراً
باهراً على المفاوض السوداني، وادعى باقان ودينق ألور يومها أنهما وقفا ضد
إرادة السودانيين وحافظا على الثروة النفطية، مشيران أن السودان لن يجد إلا
الفتات..
>
لكن الزمن كرَّ كرته، وتبدلت الأحوال، فدولة الجنوب وهي غارقة حتى الثمالة
في حربها ونزاعها المسلح المميت، صحت فجأة بعد الاتفاق بين جوبا
ومعارضيها، لتجد أن النفط فقد قيمته في الأسواق وتراجعت عائداته، وليس
بمقدروها الآن كدولة، الإيفاء بكامل التزاماتها تجاه مواطنيها واقصادها في
غرفة العناية المكثفة في حاجة ملحة لانعاش أو بالأحرى لإنقاذ عاجل، ولم تعد
الحكومات الغربية قادرة على تقديم أية مساعدات مالية من خزائن باتت شبه
خاوية، كما أن ثقة الغربيين في حكومة جوبا والأطراف الجنوبية الأخرى قد
انعدمت وتوجد عقوبات دولية على القادة الجنوبيين من الأطراف المتصارعة.
>
الانهيار المريع لأسعار النفط بات يقلق كل الدول المنتجة للذهب الأسود إلى
درجة أن دولة الإمارات العربية المتحدة وخاصة إمارة دبي، تفكر في التخلي
تماماً عن تصدير النفط، وقال رئيس إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «
سنحتفل قريباً بتصدير آخر برميل نفط» ..!لكن دولة الجنوب يمثل النفط لها
أكثر من «90» في المائة من ميزانيتها ودخلها القومي، وليس لها مورد غيره،
فمع فقرها وقلة ما في يدها والحرب التي لم تضع أوزارها بعد، ستكون أوضاعها
أكثر تعقيداً وربما تكون الحالة الاقتصادية ومضاعفاتها المتوقعة سبباً
مباشراً في تجدد الحرب وعدم تحقق الاستقرار.
>
لسنا شامتين في إخوتنا الجنوبيين، لكن لا يصح إلا الصحيح في نهاية الأمر،
فقد عرض عليهم السودان التعاون والوقوف معهم في تطوير بلدهم في كل
المجالات، لكنهم قابلوا الحسنة بالإساءة، وقلبوا ظهر المجن، وتأبطوا شراً،
وظنوا أنهم حين يستأثرون بالثروة النفطية التي وجدوها مع منشآتها قائمة لم
يخسروا فيها سنتاً واحداً، يمكنهم أن يفرضوا ما يريدون على الخرطوم،
وبإمكانهم تقوية مواقفهم التفاوضية يومئذ، واستثمار عائدات النفط في
التسليح والاستعدادات الحربية ودعم الحركة الشعبية والجيش الشعبي قطاع
الشمال وحركات دارفور والجبهة الثورية لإسقاط الحكم في الخرطوم.
>
لكن حرب الإخوة الأعداء التي اندلعت في العام 2013، وما تلاها من تداعيات،
جعل دولة الجنوب في موقف لا تحسد عليه، بفقدانها الأمن والاستقرار،
واستنزاف القتال لكل مواردها، فأصبحت خزينتها أفرغ من فؤاد أم موسى، بجانب
وضعها الداخلي المهدد بالانهيار الكامل، ولم تعد دولة ذات سيادة عندما تولت
القوات اليوغندية التي سمحت لها جوبا بالتدخل والتواجد العسكري مهمة قتال
المتمردين بقيادة رياك مشار.
>
فلو كان العقل السياسي والاقتصادي الجنوبي ناضجاً بما يكفي وينظر نحو
المستقبل ويقرأ ويستشرف ما كانت ستؤول إليه الأوضاع المحلية والإقليمية
والدولية ومسارات الاقتصاد الدولي، لتوافق مع الرؤية السودانية منذ
البداية، وكان هناك تعاون بناء قوامه المشاركة، فها هي عائدات الرسوم التي
هي حق مستحق للسودان تفوق عائدات دولة الجنوب من نفطها ..!لا يوجد لدى
السودان ما يقدمه لجوبا، فخلال الأيام الفائتة كانت هناك مطالبات من جوبا
بتخفيض رسوم عبور النفط، الأمر الذي رفضته الخرطوم حتى اللحظة.. فهل
خياراتها المتبقية لها وهي في حيرتها، فقط إغلاق الأنبوب؟.. لكنه لن يكون
أبداً على طريقة ( يا عوض القفل البلف) ..!
المصدر : صحيفة الانتباهه بقلم الصادق الرزيقى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق