الخيال شاطح.. والواقع سباحة ضد التيار!!بقلم..عصام الحسين - روان للإنتاج الإعلامي والفني
الساحة
السياسية الآن مبذولة، ومهيأة لاختبار جدية حزب السلطان: حيال وعود بسط
الحريات، وجدية أحزاب المعارضة: حول مقدرتها على ملء هذا الفراغ.. إذ لا
تكفي الوعود، ولا تجدي المطالبة بمزيد من التنازلات. هذا هو الواقع، وهذه
هي الأولويات، وبينهما سيلٌ غير مبرر من التهكم والاتهامات.
ومن
الأولويات: فتح الباب واسعاً أمام العمل السياسي والإعلامي الحر، وفك قيود
المعتقلين السياسيين وتقديم ضمانات محترمة لحملة السلاح بغية الدفع بهم
ناحية المفاوضات.. لكن يجب أن تستند هذه الأولويات على تعزيزات ضرورية،
تقوي وتدعم الوفاق على حدود الممكن، من غير إفراط ولا تفريط، طالما أن
الحرية المطلقة مفسدة مطلقة، وطالما أن هذا البلد يحتاج إلى أولويات طرحتها
الحكومة وزيادة، كما يحتاج إلى قوى حيوية تُحيلها إلى قوة فعل، لإحداث
الانتقال المأمون من الصراع على السلطة إلى الشراكة الذكية بين حكومة واعية
ومعارضة تنبه لخطر، وإلا فإن المآل: مصير مجهول، ومفاجآت بالغة التعقيد.
وينبغي
على أحزاب المعارضة المنوط بها تحريك جمود الواقع السياسي بالحوار الوطني
الشامل ـ بعد أن هادنت تحسباً ـ أن تخلط الخيال بالواقع، والتمني بالحقيقة،
وذلك بالتوافق على مشتركات مؤهِلة، وتُصلح في الوقت نفسه كضمانة أكيدة
لسلامة وشرعية الحوار المنشود . فالخيال مطلوب إلا إذا ألغى الواقع،
والتمني مشروع ما لم يتجاوز الحقيقة .. وبدون الخوض في التفاصيل فإن الخيال
هو: إزاحة وضع قائم، بينما الواقع هو: توافق على شروط التداول السلمي
للسلطة.. وما التمني إلا : شروط مسبقة، أما الحقيقة فهي: حوار مفتوح وغير
مشروط.
كما
أتوقع من حزب السلطان ألا يغلق الباب، لما فيه من مخالفة لمقاصد الدعوة،
ولطبيعة المجتمع السوداني المتشوق للإرشاد، وفتح الباب يرتكز على تجرد
وتضحية، بالتركيز على ضرب القدوة في الزُهد، وهذا تتبعه إشكالية إقناع عامة
الشعب بالتقشف بينما قطاعات عريضة من الطبقة الحاكمة تعيش في بحبوحة
وارتفاع عمارة ورواج تجارة، وتلافي ذلك إنما يكمُن في تطابق العمل مع
القول، وفي إعادة توزيع السلطة والثروة، تحسباً لعواقب ثورة ترثها عناصر
الحركات المتمردة. هذا مجرد حدس وتخمين وعلو نفير.
ومن
الاتهامات.. ما لا يقبله العقل وتطلبه السانحة، فالأولى الالتفات إلى تحدي
الصعاب واغتنام الفُرص والبحث عن شعاع يضيء الطريق، وجذوة تلهب المشاعر،
وسلطة وأدوات تُحقق الأهداف الرشيدة، وطالما أن الممارسة الديمقراطية غير
رشيدة، فلا لوم إن كانت ردة الفعل طائشة. وليس هناك طريق إلى المستقبل إلا
بمواجهة حقائق الحاضر، فالطريق للمستقبل يبدأ وينتهي بالوعي والإرادة الحرة
.. والمستقبل أوسع من هذا بكثير، وآفاقه مترامية الرحابة.
السياسية الآن مبذولة، ومهيأة لاختبار جدية حزب السلطان: حيال وعود بسط
الحريات، وجدية أحزاب المعارضة: حول مقدرتها على ملء هذا الفراغ.. إذ لا
تكفي الوعود، ولا تجدي المطالبة بمزيد من التنازلات. هذا هو الواقع، وهذه
هي الأولويات، وبينهما سيلٌ غير مبرر من التهكم والاتهامات.
ومن
الأولويات: فتح الباب واسعاً أمام العمل السياسي والإعلامي الحر، وفك قيود
المعتقلين السياسيين وتقديم ضمانات محترمة لحملة السلاح بغية الدفع بهم
ناحية المفاوضات.. لكن يجب أن تستند هذه الأولويات على تعزيزات ضرورية،
تقوي وتدعم الوفاق على حدود الممكن، من غير إفراط ولا تفريط، طالما أن
الحرية المطلقة مفسدة مطلقة، وطالما أن هذا البلد يحتاج إلى أولويات طرحتها
الحكومة وزيادة، كما يحتاج إلى قوى حيوية تُحيلها إلى قوة فعل، لإحداث
الانتقال المأمون من الصراع على السلطة إلى الشراكة الذكية بين حكومة واعية
ومعارضة تنبه لخطر، وإلا فإن المآل: مصير مجهول، ومفاجآت بالغة التعقيد.
وينبغي
على أحزاب المعارضة المنوط بها تحريك جمود الواقع السياسي بالحوار الوطني
الشامل ـ بعد أن هادنت تحسباً ـ أن تخلط الخيال بالواقع، والتمني بالحقيقة،
وذلك بالتوافق على مشتركات مؤهِلة، وتُصلح في الوقت نفسه كضمانة أكيدة
لسلامة وشرعية الحوار المنشود . فالخيال مطلوب إلا إذا ألغى الواقع،
والتمني مشروع ما لم يتجاوز الحقيقة .. وبدون الخوض في التفاصيل فإن الخيال
هو: إزاحة وضع قائم، بينما الواقع هو: توافق على شروط التداول السلمي
للسلطة.. وما التمني إلا : شروط مسبقة، أما الحقيقة فهي: حوار مفتوح وغير
مشروط.
كما
أتوقع من حزب السلطان ألا يغلق الباب، لما فيه من مخالفة لمقاصد الدعوة،
ولطبيعة المجتمع السوداني المتشوق للإرشاد، وفتح الباب يرتكز على تجرد
وتضحية، بالتركيز على ضرب القدوة في الزُهد، وهذا تتبعه إشكالية إقناع عامة
الشعب بالتقشف بينما قطاعات عريضة من الطبقة الحاكمة تعيش في بحبوحة
وارتفاع عمارة ورواج تجارة، وتلافي ذلك إنما يكمُن في تطابق العمل مع
القول، وفي إعادة توزيع السلطة والثروة، تحسباً لعواقب ثورة ترثها عناصر
الحركات المتمردة. هذا مجرد حدس وتخمين وعلو نفير.
ومن
الاتهامات.. ما لا يقبله العقل وتطلبه السانحة، فالأولى الالتفات إلى تحدي
الصعاب واغتنام الفُرص والبحث عن شعاع يضيء الطريق، وجذوة تلهب المشاعر،
وسلطة وأدوات تُحقق الأهداف الرشيدة، وطالما أن الممارسة الديمقراطية غير
رشيدة، فلا لوم إن كانت ردة الفعل طائشة. وليس هناك طريق إلى المستقبل إلا
بمواجهة حقائق الحاضر، فالطريق للمستقبل يبدأ وينتهي بالوعي والإرادة الحرة
.. والمستقبل أوسع من هذا بكثير، وآفاقه مترامية الرحابة.
الانتباهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق