«الإجازة الصيفية» بين التوفيق والتضييع..د. عارف عوض الركابي - روان للإنتاج الإعلامي والفني
بدأت
الإجازة الصيفية لأكثر الطلاب والطالبات في التعليم العام. والمؤجزون
أقسام وسعيهم شتى، وبينهم من التباين والاختلاف والتفاوت الشيء الكثير،
فمنهم من يستغل الإجازة في ما ينفعه في العاجل والآجل، ويجتهد فيها في
إنجاز برامج علمية وزيادة تحصيل أو ثقافة دينية أو أعمال عملية أو ربحية
وكسبية، ومنهم من يضيعها ويُغبنُ فيها، ولا يستفيد من فرصتها، ومنهم من
يستغلها في الموبقات والمهلكات. لنهنئ الموفقين، ونشد من أزرهم ونؤكد لهم
الاستمرار للإفادة من الأوقات والأعمار، ولننشر أخبارهم ليقتدي بهم غيرهم،
ولننصح في المقابل ونوجه المضيعين ونلفت انتباههم للإفادة من هذه الفرصة في
ما يعود عليهم بالخير والنفع، ولنوجه ونصحِّح مسار المخطئين والواقعين في
أعمال منكرة بها فساد في الدين والأخلاق.
أثلج
صدري اطلاعي على نماذج طيبة موفّقة منها : انطلاق برنامج الدورة المغلقة
الثالثة ومدتها ثلاثة شهور لحفظ القرآن الكريم كاملاً بمسجد عبد الله بن
عباس رضي الله عنهما المسجد المشهور بمسجد «اللالوبة» بالدروشاب جنوب شرق
محطة «15» حيث وجدت عشرين طالباً انقطعوا عن العالم كله وعزموا على الإفادة
من العطلة الصيفية في خير ما تستغل فيه حيث تفرغوا لحفظ القرآن الكريم
كاملاً في ثلاثة أشهر متصلة أي طيلة فترة العطلة الصيفية، فرأيتهم ولا
أزكي على الله أحداً وقد ظهرت عليهم علامات الخير وأثر قراءة وحفظ القرآن
الكريم، في برنامج يغبطون عليه، فقد أدركوا وهم شباب أن هذا هو الطريق
الصواب وهذا شأن أولي الألباب استثمار الأعمار لا سيما وقت الشباب في ما
يعود لصاحبه بالثمر المستطاب وأساس ذلك العناية بأفضل كتاب، كتاب الملك
الوهاب، ومثل برنامج هؤلاء الشباب برامج أخرى كثيرة جداً، فقد التحق كثير
من طلاب المدارس بكثير من الخلاوى لحفظ القرآن الكريم، خاصة الخلاوى
الشهيرة مثل خلاوى ود الفادني جنوب مدينة الحصاحيصا، وببعض المراكز
والمعاهد العلمية دراسة مواد أخرى مع برنامج حفظ القرآن الكريم، وهذا من
المهمات، فالتوجيه بدراسة بعض العلوم الشرعية وتعليم القضايا يحتاج دراستها
الشباب هو من المهمات، خاصة ما يتعلق بفهم معاني آيات القرآن الكريم
بالاطلاع على المختصر من التفاسير وبعض الموضوعات التي تمس الحاجة إلى
دراسة لتحصين الشباب من الدعوات الهدامة والعقائد الفاسدة والأفكار
المنحرفة، وبعض الآباء والأمهات ممن لا يتيسّر لهم تدريس أبنائهم في العطلة
الصيفية في تلك الخلاوى والمدارس أحضروا لهم في منازلهم من يقوم بتحفيظهم
كتاب الله تعالى ويدرسهم ما فيه نفعهم، فكانت أوقاتهم تقضى في خير وعلم
وثقافة نافعة تحت إشراف والديهم، ورعاية وحسن توجيه ومتابعة لبرامجهم
وسلوكهم وإدراك لأحوال من يصاحبونهم ويقضون معهم بعض الأوقات.
فهؤلاء
من الموفقين الذين يجب أن نذكرهم ونثني عليهم ونحمد الله تعالى أن
بمجتمعنا أمثالهم، ولبعض الأسر عناية بتربية أبنائهم وبناتهم على الإنتاج
والكسب وتحمل المسؤولية تعويداً لهم على ما قد يلاقونه في حياتهم
المستقبلية، فتستثمر هذه الأسر وهؤلاء الطلاب أوقات الإجازات في نفع أنفسهم
في هذا الجانب، فيتدربون على كسب الأوقات وإعمار الساعات بما يفيدهم وينمي
ملكاتهم ويعود عليهم بالنفع الدنيوي والأخروي، وهكذا كانت الأمة في أزمان
سلفت تدرك قيمة الوقت وتدرك قيمة الزمان وما ينبغي أن يستغل فيه، وما
نشاهده من تراث علماء الأمة وأئمتها من شواهد ذلك.. وكنت قد اطلعت على
موضوعين نشرا في مجلة «المعرفة» أحدهما عن الصناعات التي يقوم بإنتاجها
الطلاب في اليابان في عطلاتهم، والثاني عن الأعمال التي تصنعها النساء فوق
سن الستين في نفس الدولة، فعجبت من قوم ليسوا بمسلمين لكن استثمارهم
لأوقاتهم أداهم لمثل هذه الأعمال في هذه الأوقات. والمؤسف أننا في المقابل
نشاهد كثيراً من الطلاب المؤجزين يجلسون في الشوارع من الصباح حتى المساء
امتلأت بهم المحطات وأماكن التجمعات، وكثيرين يضعون الكراسي في الشوارع
وآخرين يقضونها في متابعة الحفلات والسهرات، وبعضهم يفني وقتاً طويلاً في
الكباري وبعض الطرقات يتسكع ويلبي شهوات نفسه بالمعاكسات.. في مظاهر تضييع
للعمر والأوقات.. وبعض الشباب المؤجزين يتأثر بصداقات من أهل السوء
والموبقات المهلكات ممن وقعوا في مصائد شبكات المخدرات وهي بلية كبرى تهلك
الأفراد والمجتمعات.. مما يحتاج أن تبذل معه الجهود المستمرات بعد
الاستعانة برب البريات، فإن مجتمعنا قد وجّه له غزو استهدف الشباب وحتى
الفتيات.. حتى جاءت التقارير بانتشار المخدرات بين البنين والبنات في
التعليم العام والجامعات.
وإن
المسؤولية على الآباء والأمهات وكذلك المدرسين والمدرسات وبعض الجهات التي
لها صلة بالشباب في التخطيط المناسب ورعاية البرامج المفيدة والجاذبة
للطلاب والطالبات بما ليس فيه مخالفات شرعية، وعلى الدعاة إلى الله وأئمة
المساجد إحياء روح التنافس ونشر المسابقات العلمية المتنوعة التي تشجع على
مشاركة الطلاب والطالبات، فكم من دورة علمية ومسابقة ثقافية أُقيمت وتقام
في مساجد كثيرة في هذه العطلات بالعاصمة والولايات، وهذا ميدان فسيح يتنافس
فيه المتنافسون، وهو من حق أبنائنا وبناتنا علينا أن نجتهد لما فيه خيرهم
ولنكون عوناً لهم بعد الله تعالى في الاستقامة على ما فيه خيرهم في الحال
والمآل. لنتذكّر ولنذكّر من حولنا حتى نجتهد في الأعمال الصالحة واستثمار
الأوقات فيها: أن الميت إذا مات تبعه ثلاث كما قال النبي عليه الصلاة
والسلام: «أهله وماله وعمله» رواه البخاري ومسلم، فيرجع الأهل والمال ويبقى
العمل، هذا المال الذي لو ضاع قليل منه من الإنسان أو سُرق لبذل في سبيل
إرجاعه الكثير والكثير بل لبذل كل ما يستطيع من وقت وجهد، فكيف في المقابل
يضيع ما سيخرج به من هذه الحياة الدنيا قال الله تعالى : «ادخلوا الجنة بما
كنتم تعملون» وقال الله تعالى: «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم
جنات الفردوس نزلاً» وغير ذلك من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية التي
تحث على الاجتهاد في الأعمال الصالحة.
الإجازة الصيفية لأكثر الطلاب والطالبات في التعليم العام. والمؤجزون
أقسام وسعيهم شتى، وبينهم من التباين والاختلاف والتفاوت الشيء الكثير،
فمنهم من يستغل الإجازة في ما ينفعه في العاجل والآجل، ويجتهد فيها في
إنجاز برامج علمية وزيادة تحصيل أو ثقافة دينية أو أعمال عملية أو ربحية
وكسبية، ومنهم من يضيعها ويُغبنُ فيها، ولا يستفيد من فرصتها، ومنهم من
يستغلها في الموبقات والمهلكات. لنهنئ الموفقين، ونشد من أزرهم ونؤكد لهم
الاستمرار للإفادة من الأوقات والأعمار، ولننشر أخبارهم ليقتدي بهم غيرهم،
ولننصح في المقابل ونوجه المضيعين ونلفت انتباههم للإفادة من هذه الفرصة في
ما يعود عليهم بالخير والنفع، ولنوجه ونصحِّح مسار المخطئين والواقعين في
أعمال منكرة بها فساد في الدين والأخلاق.
أثلج
صدري اطلاعي على نماذج طيبة موفّقة منها : انطلاق برنامج الدورة المغلقة
الثالثة ومدتها ثلاثة شهور لحفظ القرآن الكريم كاملاً بمسجد عبد الله بن
عباس رضي الله عنهما المسجد المشهور بمسجد «اللالوبة» بالدروشاب جنوب شرق
محطة «15» حيث وجدت عشرين طالباً انقطعوا عن العالم كله وعزموا على الإفادة
من العطلة الصيفية في خير ما تستغل فيه حيث تفرغوا لحفظ القرآن الكريم
كاملاً في ثلاثة أشهر متصلة أي طيلة فترة العطلة الصيفية، فرأيتهم ولا
أزكي على الله أحداً وقد ظهرت عليهم علامات الخير وأثر قراءة وحفظ القرآن
الكريم، في برنامج يغبطون عليه، فقد أدركوا وهم شباب أن هذا هو الطريق
الصواب وهذا شأن أولي الألباب استثمار الأعمار لا سيما وقت الشباب في ما
يعود لصاحبه بالثمر المستطاب وأساس ذلك العناية بأفضل كتاب، كتاب الملك
الوهاب، ومثل برنامج هؤلاء الشباب برامج أخرى كثيرة جداً، فقد التحق كثير
من طلاب المدارس بكثير من الخلاوى لحفظ القرآن الكريم، خاصة الخلاوى
الشهيرة مثل خلاوى ود الفادني جنوب مدينة الحصاحيصا، وببعض المراكز
والمعاهد العلمية دراسة مواد أخرى مع برنامج حفظ القرآن الكريم، وهذا من
المهمات، فالتوجيه بدراسة بعض العلوم الشرعية وتعليم القضايا يحتاج دراستها
الشباب هو من المهمات، خاصة ما يتعلق بفهم معاني آيات القرآن الكريم
بالاطلاع على المختصر من التفاسير وبعض الموضوعات التي تمس الحاجة إلى
دراسة لتحصين الشباب من الدعوات الهدامة والعقائد الفاسدة والأفكار
المنحرفة، وبعض الآباء والأمهات ممن لا يتيسّر لهم تدريس أبنائهم في العطلة
الصيفية في تلك الخلاوى والمدارس أحضروا لهم في منازلهم من يقوم بتحفيظهم
كتاب الله تعالى ويدرسهم ما فيه نفعهم، فكانت أوقاتهم تقضى في خير وعلم
وثقافة نافعة تحت إشراف والديهم، ورعاية وحسن توجيه ومتابعة لبرامجهم
وسلوكهم وإدراك لأحوال من يصاحبونهم ويقضون معهم بعض الأوقات.
فهؤلاء
من الموفقين الذين يجب أن نذكرهم ونثني عليهم ونحمد الله تعالى أن
بمجتمعنا أمثالهم، ولبعض الأسر عناية بتربية أبنائهم وبناتهم على الإنتاج
والكسب وتحمل المسؤولية تعويداً لهم على ما قد يلاقونه في حياتهم
المستقبلية، فتستثمر هذه الأسر وهؤلاء الطلاب أوقات الإجازات في نفع أنفسهم
في هذا الجانب، فيتدربون على كسب الأوقات وإعمار الساعات بما يفيدهم وينمي
ملكاتهم ويعود عليهم بالنفع الدنيوي والأخروي، وهكذا كانت الأمة في أزمان
سلفت تدرك قيمة الوقت وتدرك قيمة الزمان وما ينبغي أن يستغل فيه، وما
نشاهده من تراث علماء الأمة وأئمتها من شواهد ذلك.. وكنت قد اطلعت على
موضوعين نشرا في مجلة «المعرفة» أحدهما عن الصناعات التي يقوم بإنتاجها
الطلاب في اليابان في عطلاتهم، والثاني عن الأعمال التي تصنعها النساء فوق
سن الستين في نفس الدولة، فعجبت من قوم ليسوا بمسلمين لكن استثمارهم
لأوقاتهم أداهم لمثل هذه الأعمال في هذه الأوقات. والمؤسف أننا في المقابل
نشاهد كثيراً من الطلاب المؤجزين يجلسون في الشوارع من الصباح حتى المساء
امتلأت بهم المحطات وأماكن التجمعات، وكثيرين يضعون الكراسي في الشوارع
وآخرين يقضونها في متابعة الحفلات والسهرات، وبعضهم يفني وقتاً طويلاً في
الكباري وبعض الطرقات يتسكع ويلبي شهوات نفسه بالمعاكسات.. في مظاهر تضييع
للعمر والأوقات.. وبعض الشباب المؤجزين يتأثر بصداقات من أهل السوء
والموبقات المهلكات ممن وقعوا في مصائد شبكات المخدرات وهي بلية كبرى تهلك
الأفراد والمجتمعات.. مما يحتاج أن تبذل معه الجهود المستمرات بعد
الاستعانة برب البريات، فإن مجتمعنا قد وجّه له غزو استهدف الشباب وحتى
الفتيات.. حتى جاءت التقارير بانتشار المخدرات بين البنين والبنات في
التعليم العام والجامعات.
وإن
المسؤولية على الآباء والأمهات وكذلك المدرسين والمدرسات وبعض الجهات التي
لها صلة بالشباب في التخطيط المناسب ورعاية البرامج المفيدة والجاذبة
للطلاب والطالبات بما ليس فيه مخالفات شرعية، وعلى الدعاة إلى الله وأئمة
المساجد إحياء روح التنافس ونشر المسابقات العلمية المتنوعة التي تشجع على
مشاركة الطلاب والطالبات، فكم من دورة علمية ومسابقة ثقافية أُقيمت وتقام
في مساجد كثيرة في هذه العطلات بالعاصمة والولايات، وهذا ميدان فسيح يتنافس
فيه المتنافسون، وهو من حق أبنائنا وبناتنا علينا أن نجتهد لما فيه خيرهم
ولنكون عوناً لهم بعد الله تعالى في الاستقامة على ما فيه خيرهم في الحال
والمآل. لنتذكّر ولنذكّر من حولنا حتى نجتهد في الأعمال الصالحة واستثمار
الأوقات فيها: أن الميت إذا مات تبعه ثلاث كما قال النبي عليه الصلاة
والسلام: «أهله وماله وعمله» رواه البخاري ومسلم، فيرجع الأهل والمال ويبقى
العمل، هذا المال الذي لو ضاع قليل منه من الإنسان أو سُرق لبذل في سبيل
إرجاعه الكثير والكثير بل لبذل كل ما يستطيع من وقت وجهد، فكيف في المقابل
يضيع ما سيخرج به من هذه الحياة الدنيا قال الله تعالى : «ادخلوا الجنة بما
كنتم تعملون» وقال الله تعالى: «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم
جنات الفردوس نزلاً» وغير ذلك من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية التي
تحث على الاجتهاد في الأعمال الصالحة.
المصدر : الانتباهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق